الجنس: هذا التابو الكبير.. حوار مع الشيخ القرضاوي
2006-06-13
عندما كنت في بدايات مثاقفتي في نهاية عقد الستينات سقط في يدي كتاب (نظرية العلاقة الجنسية في القرأن الكريم) لمؤلفه محمد مهدي الآصفي. وعرفت بعد ذلك بان الآصفي كان أحد الأعضاء المهمين في حزب الدعوة الإسلامية، وهو إيراني الأصل. وقد غادر العراق بعد المطاردات البعثية التي شنت على هذا الحزب الطائفي. وما زلت أستمع إلى محاضراته احيانا في (الكمالات الإلهية) حتى وقت قريب من الإذاعة العربية لطهران فاضحك طويلا في سري..
كان الكتاب بجلده الانيق وورقه الصقيل آنذاك يمثل بالنسبة لي اكتشافا جديدا في ليل التغطية واللعنة والتخويف والموت حيال قضايا الجنس في العالمين العربي والاسلامي. وبرغم أن الكتاب لم يأت بأية نظرية حول الجنس إلا أنه يمنح القاريء يعض الإشارات المهمة بلا شك.
كما ان الكتاب لما احتواه من معلومات كان يعدّ نوعا من التقدم المهم في قضايا الجنس لدينا. وخاصة تلك الإلتفاتة المهمة لأنتحار مارلين مونرو.. كان السيد الآصفي يعرف لماذا انتحرت آية الجمال الستيني الاميركية اكثر من نفسها طبعا.. ولم لا و(هم) قد نصّبوا نفوسهم منذ ذلك الوقت بالعارفين بكل شيء..
وعلى الرغم من إني قد اكتشفت سراعا مدى التسطيح والضحالة والسرعة في الأحكام التي تناول بها الآصفي قضية الجنس إنسانيا إلا ان الكتاب بقي لدي مدة طويلة من الزمن بعد ذلك ولم اجرؤ على بيعه في الأيام السود الحصارية التي أكلت الاخضر واليابس وقتلت كلّ طاقة حيوية في معظم نفوس عراقيي الداخل طبعا..
كان الجنس قد هبطت سوق تداوله لدى العوائل إلى أسوأ حال بعد أن حلّ همّ الجوع في البحث اليومي..
لم أقرأ ولا مقالة واحدة حول هذا الموضوع. كان غياب الجنس عن الحياة اليومية يعد غيابا للوجود الإنساني بحدّ ذاته. لم أكطن أتصور بأن الحياة سوف تهبط بالعراقيين إلى هذا المستوى من الموت اليومي. وهي لما تزل تهبط وتهبط أيضا على الرغم من زوال شبح الدكتاتورية العنيف حيث بدات معالم كاملة لشبح دكتاتورية أعنف واوسع وأكبر بكثير من سابقتها. ربما سيصبح الكتابة عن الجنس في زمن المفخخات والميليشيات والخطف والحزم الناسفة وتابوات السادة والشيوخ المزواجين غالبا محض هرطقة. أجل لا مكان للحديث عن الجنس في زمن أهل اللحى ( الجلافية) التي تشبه كثيرا ما نستعمله لتنظيف أواني الصبح.. يصرّ التكفيريون على تطويل اللحية وأجد من الضروري التفكير بممارسة الجنس مع الأنثى وسط غابة الشعر المقزز ذاك..
اين نحن؟ في العصور الحجرية؟ يصر الشيخ يوسف القرضاوي على أهمية التحضر في الإسلام.. برنامجه الممل ( الشريعة والحياة) لا يتناول قضية الجنس طبعا؛ اللهم إلا تلك الإشارة الغامضة (وجعلنا بينهم مودة ورحمة) شكرا لرجال الدين الذين يدسون انوفهم في السياسة كثيرا ولا يتناولون قضية الجنس إلا لماما برغم أنهم من أكثر الناس رغبة بالجنس طبعا. يمكن لأي إنسان مسلم ان يكتشف ذلك بعدد الزيجات للسادة والشيوخ وعموم المؤمنين..
وأهمية كتاب الآصفي بالطبع تكمن في موضوعه الذي ما زلت أهتم به إلى يومنا هذا.. والسؤال المحير الدائم: لم نخشى الجنس؟ لم نجعل منه تابو دائما؟ ولماذا يجد البعض غضاضة في الحديث عنه؟ وكيف أصبح من أكبر التابوات في الشرق والشرق الإسلامي خاصة؟ وهل أن ممارسة الجنس تستحق كلّ هذه السرية؟
ومن اجل ان احل هذا الإشكال المحير حاولت الإتصال بالشيخ القرضاوي بعد ان عجزت محاولاتي عن الاتصال باحد علماء البجف الذين يمتنعون عن مقابلة الصحفيين فكيف بي أنا..؟
- ألو الشيخ القرضاوي.. حفظه الله؟
- تفضلي.
- أنا عراقية.
- أهلا بأهل الجهاد والنفير..
- أنا لم آت لسؤالك عن الجهاد.. ولا عن النفير.. ولا عن الخبز الفطير..
- وما هو أهم منه لديكم؟
- الجنس ياشيخنا..
- استغفري الله يا امرأة!
- ولماذا أستغفر من شيء خلقه الله؟!
- سؤالك غريب!
- أسأل: هل السحاق حرام؟
- أأنت سحاقية؟
- إني أسأل فقط يا شيخ؟
- حرام طبعا..
- وممارسة العادة السرية النسائية ؟
- حرام طبعا.. هل تقرأين كتب هذه المارقة الفاجرة الزنديقة المدعوة الدكتورة نوال السعداوي لا أسعدها الله في الدنيا والآخرة؟
- طبعا.
- أعوذ بالله من غضب الله!!
- والمتعة لدى الشيعة ؟
- حرام طبعا..
- والنظر إلى المجلات السكسية ؟
- حرام طبعا.. وقطعا..
- ومتابعة الأفلام الجنسية ؟
- حرام طبعا!
- ومشاهدة القنوات الفضائية الجنسية ؟
- صلب الحرام..
- ومشاهدة أير حصان وهو يتبول؟
- مكروه .
- فما الحلال إذا في الجنس؟
- أنت إمرأة غير سوية.
- وماذا تفعل المرأة التي فقدت زوجها في الحرب وهي في عز شبابها؟
- تتزوج من آخر.
- الآخر كان مهددا بالموت على جبهة المطلاع أيضا..
- كل رجالكم في العراق استشهدوا؟!
- تقريبا.. إلا ما تبقى من أهل العوجة وتكريت والرمادي، وما زالوا يتساقطون بالعشرات في كل يوم وربما بالمئات إذا ما اندلعت الحرب الأهلية
- عليكن بأبناء العروبة والإسلام إذن..
- عوع!
- عوع ؟
- أقول شيخ هل أصدرت بيانا ضد صدام حينما قتل الحياة فينا؟
- كان صدام ولي امر فاجر..
- فلم لم تفسقه ياشيخ وقتذاك وتقول عنه ف..آآآآآآآآآ... ج.. رررر؟!
- خشية الفتنة بين المسلمين..
- والله؟!
- وهل في نيتك إصدار فتوى لتفسيق الزرقاوي مثلا؟
- الزرقاوي مجاهد ..
- والله؟!!
- والله على ما اقٌول شهيد.
- فآآآآآآآجررررر!
- من الفاجر؟؟
- أنت..
طيط.. طيط .. طيط .. أنتهت المكالمة.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |