يوسف الشارونى ... عمر من ورق
2009-02-28
إلي ولدى محمد خليل الجيزاوى عندما شاهد معى بيت الشارونى، راعه الكم الهائل من الكتب، حتى أن أرفف المكتبة كادت تغطى معظم جدران كل غرف شقة الأستاذ يوسف الشارونى، قال مُندهشاً: ياااااااااااااااااه كل دى كتب! ساعتها فقط جاءتنى فكرة عنوان هذا الكتاب: يوسف الشارونى ... عمر من ورق! أحدث كتاب صدر للروائي خليل الجيزاوى. الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مارس 2009 وهو يضم أربعة فصول ومقدمة في 336 صفحة من الحجم الكبير وغلاف من تصميم صبري عبد الواحد المشرف الفني بهيئة الكتاب، ومن المقدمة اخترت كلمة للغلاف الأخير جاء فيها: يوسف الشارونى رائد مدرسة أدبية تجريبية باتت تعرف باسمه وهى المدرسة التعبيرية في القصة القصيرة التي بدأ كتابتها منذ الأربعينيات؛ لقد حاول الشارونى استخدام مفردات التجريب في مختلف عناصر القصة فمن ناحية البناء اعتمد على تفتيت الحدث القصصي وتشريحه وعلى التزامن بين الأحداث، واستحداثه لنمط القصة ذات البعدين التي يتوازى فيهما خطان حدثيان يمثل أحدهما رمزاً للآخر، وكذلك لاستخدامه للشخصية التعبيرية والشخصية الكابوسية التي أتاحت له التعبير عن أزمة الفرد المعاصر، ومحاولته الخلاص منها، كما يظهر المكان بوصفه دالا علي الشخصية التي تتخذ الكثير من سماتها عبر جدلية بين الأنا التي تعبر عن داخل الشخصية، والخارج أو المكان الذي توجد فيه. وهكذا تظهر علاقة المكان والزمان عند تثبيت سرعة النص فيكون وصف المكان في حيزه الضيق دقيقاً، وعندما يظهر الاسترجاع فإن المكان يتسع عبر تذكر الشخصية. وظهرت تقنيات التجريب في طرائق السرد واللغة في قصص الشارونى كما جاء ذلك واضحاً في قصة الزحام؛ ولقد ظل الشارونى تجريبياً طوال مشواره الإبداعي حيث مثلت قصصه منعطفاً مهماً في تطور القصة القصيرة، وفتح طرقاً جديدة لها، واستشرف آفاقاً لم تكن مطروقة من قبل. وهو ما عده النقاد نقطة انطلاقة لما ظهر أوائل الستينيات وما بعدها من تيارات قصصية أسهمت في تغيير شكل القصة العربية. خليل الجيزاوى على سبيل التقديم يوسف الشاروني ... صورة من قريب خلال السنوات الأخيرة (2005 ـ 2008) اقتربت كثيراً من يوسف الشاروني بعد نجاحي في انتخابات مجلس إدارة نادى القصة وترأس هو النادي، ولما كنت أسكن بالقرب منه كنت أصحبه على الأقل في رحلة العودة المسائية عقب ندوة الاثنين الأسبوعية بنادي القصة، وطوال الطريق كنت أحب أن أناوشه وأشاكسه، وتقبلني بصدر رحب وأجاب عن كل أسئلتي، وزرته في البيت كثيراً، وأجريت معه أكثر من مقابلة صحفية. يوسف الشارونى (مواليد 14 أكتوبر 1924) رائد مدرسة أدبية تجريبية باتت تعرف باسمه وهى المدرسة التعبيرية في القصة القصيرة التي بدأ كتابتها منذ الأربعينيات؛ لقد حاول الشارونى استخدام مفردات التجريب في مختلف عناصر القصة فمن ناحية البناء اعتمد على تفتيت الحدث القصصي وتشريحه وعلى التزامن بين الأحداث، واستحداثه لنمط القصة ذات البعدين التي يتوازى فيهما خطان حدثيان يمثل أحدهما رمزاً للآخر، وكذلك لاستخدامه للشخصية التعبيرية والشخصية الكابوسية التي أتاحت له التعبير عن أزمة الفرد المعاصر، ومحاولته الخلاص منها، كما كانت الشخصية المشوهة إحدى وسائله للتعبير عن الشخصية المقهورة من المجتمع، فضلا عن الجو الكابوسي المحيط بأبطال قصته. كما أن مفهوم الاغتراب في الشخصية التعبيرية ملمح مهم في شخصيات الشارونى القصصية خاصة تقنياته التجريبية في عنصري الزمان والمكان، فلقد استخدم التحديد الزمني والتحكم في سرعة النص بحيث تتداخل عدة سرعات في النص الواحد، أي تسريع النص أو تبطيئه أو توقيفه، كما ظهر التداخل بين النص الواحد، فالماضي يؤدى دور ذكريات الشخصية وباطنها، بينما يؤدى الحاضر واقعها وظاهرها، أما المستقبل فيمثل عنصراً مفجراً لطاقة هذه الشخصية. كما يظهر المكان بوصفه دالا علي الشخصية التي تتخذ الكثير من سماتها عبر جدلية بين الأنا التي تعبر عن داخل الشخصية، والخارج أو المكان الذي توجد فيه، وهكذا تظهر علاقة المكان والزمان عند تثبيت سرعة النص فيكون وصف المكان في حيزه الضيق دقيقاً، وعندما يظهر الاسترجاع فإن المكان يتسع عبر تذكر الشخصية. وظهرت تقنيات التجريب في طرائق السرد واللغة في قصص الشارونى كما جاء ذلك واضحاً في قصة الزحام؛ ولقد ظل الشارونى تجريبياً طوال مشواره الإبداعي حيث مثلت قصصه منعطفاً مهماً في تطور القصة القصيرة، وفتح طرقاً جديدة لها، واستشرف آفاقاً لم تكن مطروقة من قبل، وهو ما عده النقاد نقطة انطلاقة لما ظهر أوائل الستينيات وما بعدها من تيارات قصصية أسهمت في تغيير شكل القصة العربية. الوجه النقدي عند الشارونى وهو اتجاه لا يقل أهمية عن الوجه الإبداعي؛ لأن الشارونى نال جائزة الدولة التشجيعية مرتين: الأولى عن مجموعته القصصية "الزحام" 1970، والثانية في النقد الأدبي "نماذج من الرواية المصرية" 1978. إن العالم القصصي عند يوسف الشارونى عالم ثري جداً استحق أن ينال عنه العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة الدولة التقديرية عام 2001 ، وجاءت جائزة العويس في القصة القصيرة الدورة العاشرة 2007 ـ 2008، اعترافاً وتقديراً لمسيرته الأدبية |
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |