مشاعر الكترونية
2009-03-03
 
نهَضت باكرا ..
كحلت جهاز كمبيوترها الانيق الذي يرقد إلى جانب سريرها الوثير في وداعة والى جواره سماعتين ، رقيقتين ، كقطتين تتحفزان لاصطياد فأر ما .. خفق قلبها بقوة ثم ما لبث أن استيغظ فكرها ليتأمل معها واجهه الكمبيوتر .
 فيضان من المشاعر في داخلها كان يعود بها الى ذكرى ما قد جرى ليلة البارحة أمام هذا الكمبيوتر ، حيث كانت تتحول الكلمات المكتوبة الى اصوات والابتسامات المسنجرية الى شخوص حقيقية تنقل لها الكثير من دفقات المشاعر الالكترونية الدافئة .
 سبعة ايام مضت وندى تحاور ( الفارس الوسيم )على المسنجر ، وهي لم ترى صورته ، ولا تعرف مكانه غير انها تعرف عنه جيدا تلك الكلمات الانيقة والابتسامات المسنجرية المدهشة التى يرسلها لها خلال الحوار فتشعر معها بالدفء ، وخفة الظل ، والروح الودوة المرحة وقد كان هذا كافيا لان يملأ عليها حياتها ويفقدها الصبر .
  صارت ندى تشعر بالفارس الوسيم كحقيقة ماثلة أمامها تعبئ واقعها بالامل بل ، وتمنحها القوة لكي تخطط لمستقبلها وترسم له تلك اللوحة الزاهية المفعمة بالفرح .
 اليوم أرسلت له رسالة على بريده الإلكترونى تقول له فيها ( انه لايهمها اسمه ، ولا عنوانه ، ولا وظيفته ، ولا جنسيته ، فقد أحست به بما يكفي و قد عرفت ملامح روحه عبر تلك الكلمات المكتوبة ، والابتسامات الضاحكة أو المعبرة ، كما إنها قد تأكدت من ذوقه ورقته أكثر عبر مقدرته الرائعة على اختيار الخلفيات الملونة والممموسقة لنوافذه الحوارية ، وبالنتيجة أنها لا تستطيع الاستغناء عنه وان حياتها من دونه جحيم .
 
وعندما كان ( الفارس الوسيم) يطالع رسالة ندى الإلكترونية كان يشعر بشىء ما يمارس طقوس الفرح المقدس في داخله ، كان يتأكد له مع كل كلمة انه يعرف ندى قديما وأنها ليست الصدفة وانما هو القدر الجميل الذي جمعه بها في هذا الفضاء .. 
وفي المساء سجل ( الفارس الوسيم) دخول على المسنجر ، وخفق قلبه بقوة عندما رأي أيقونة ندى تشير إلى أنها متصل وقبل أن يرسل لها تحيته المكتوبة طبع قبلة على شاشة كمبيوتره كما ولو انه ندى ، ثم كتب لها ( مشتاق كثير ..!(..
  /بقلم الكاتب   أسامة رقعة 
 عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
 www.osamaregaah.com     
 
08-أيار-2021
22-أيار-2021  | |
15-أيار-2021  | |
08-أيار-2021  | |
24-نيسان-2021  | |
17-نيسان-2021  |