المؤنث لا يؤنث
2009-03-09
ماذا نقول عن المرأة في المنفى ؟
أي حصان تمتطيه أيامها؟
وأي رصاص يطلق بين ساقيها ؟
عاش المنفى... مات المنفى .. هكذا تتوالى الطلقات.
أقدام تسير إلى المنفى، بوجهين، وجه اختاره الله، وآخر اختارته الغريبة.
أي حصان جسور يعيدها إلى تلك التلال ؟ إلى الهضاب المنسية تحت قباب الله؟
المنفية في الأبد، لا أرض لها، ولا وجه. تتقاسمها جهات، لا تعرفها.
في رأسها تدور الحروب. تقيمُ عليهم الحّد، تقاتلهم .
في عمق الجرح ينبت وجهان للغريبة. لا أوسمة للنساء. دائما يُمنحٌ الحديد للرجال.
سلام عليهن النساء، يغادرن مرتين فم الجرح: جرح الغياب، وجرح اللاعودة .
لا هوية لي، انا بحجم المساحة التي خُلقت بها. يدان فارغتان.
المسافة بين نفسي ومنفاي واحدة. لقد كان المنفى القرب القريب، و البعدٌ البعيد. امرأة خاوية اليدين من الأحلام . جسد هشمته الهشاشة..
بلا ملامح، كنت، كامرأة خرجت لتوها من حرب ضروس. في الهزيمة انتصار آخر. كنت أبحث عن الغياب الذي لا يعرفه أحد. كنتُ في الوجع الذي لا يعرفه أحد.
هكذا كان وجهي، صورة الغائبة. مختلفةٌ وغريبةٌ، لا أحد يقرأها كما يجب أن ُتقرأ.
حروف أبجدية تاهت ملامحها في أوجه متعددة. تذوب عناصرها وتتفاعل كالكيمياء في أجساد متعددة. بقدر ما هي عنصر
خالق، بقدر ماهي عنصر غائب.!
منفاي زهرة.. في بستان المنفى.. زهرة بألوان متعددة اختلط فيها الجناس والطباق
ظهر فيها وجهي، وبدا الشرخ كبيرا بيني وبين أهلي. لا ملامح لي هناك. لي سرير اسمه النسيان.
لا أثر للفراشة في الخزائن. لا صور على الجدران. هكذا المؤنث لا يُؤنث ، هكذا لا يُعوّل عليه. خالفوا جدهم، فبقدر القرب منه، بقدر البعد عنه، متساوون
في وردة الحنين أخبئ أشواقي. أعصر الندى كأسا على شرفات المغيب، أرشفها حريقا وشوقا وسمّا زعافا .
أحياناً و في ذروة الحنين إليها، أبكي منها، وأبكي عليها، ألومها،
فهي نهري، وأنا ضفتاه، ولا لقاء بيننا.
08-أيار-2021
16-تشرين الثاني-2012 | |
14-أيلول-2012 | |
29-آب-2012 | |
18-آب-2012 | |
15-آب-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |