أبي.. اسم الضحك
2009-03-11
رأيتُ اسمكَ يمشي على الماء
وكنتُ، للتوّ، أتخلّص من أظافر كانون
العتمةُ مذعورةٌ
والبرد يقف، كحاجبٍ، على الباب
رمحُه بيديه
وعيناه تسقطان، كحبّتي بَرَدٍ، عليكَ
كنتَ تضحكُ، رأيتُ اسمكَ ينبت عليه الريش،
القابلة تشدّني
وكانون يعيدني، كخردةٍ، إلى أشيائه
كنتَ تضحكُ، وتنفض بأصابعك الصغيرة الهاويةَ
عن جسدكَ
الباهظ
في
النّحول
صوت أمي يرنّ على لحمي، وعلى اسمكَ الذي رأيتُه:
يُغلق، بضحكة بيضاء، بوّابةَ الجحيم
ويفتح، للخطيئة، بوّابةَ السّرد
...
وكانون: قائدُ جيشٍ هارب،
يأمر أمي بالصراخ
والقابلةَ بشتم الأجنّة الزرقاء
تذهب إلى النّكتة، مثل شاعر يذهب إلى قصيدته
أو...
الشّعراء يصغون إلى اسمكَ، وأنت تستحضر النّكتةَ
كالأرواح
وتطلقها: على هيئتكِ
تأتي
القصيدة
***
تهوي النّكتةُ منكَ، والأصابعُ من يد كانون:
بقاياكَ على الأرض، بقاياكَ في يد القابلة
تضحك، وتفتح النافذةَ كي يفرّ منها، كالسّارق، الزّوالُ
وتربي، في أصص البيت، وردةَ العبث، لتحمي وهمَنا المدلّلَ
من هبوب
اللاجدوى
تقيس حياتك بالنّكتة- رأيتُ اسمك عائماً على البلّور-
وبكؤوس العرق الساخن
- كم كأساً سكبتَ اليوم في حديقة دماغكَ؟
-نبتت الطيورُ على السّياج
كنتُ أزرع العرقَ في رؤوس العابرين
كي يدركوا: أن المآذنَ صوتٌ مهدورٌ
أن الشّرفةَ تخرج من الجسد
والشّهوةَ مخطوطٌ سريٌ
***
تمد الغطاءَ عليَّ، بدعةٍ، كما لو كنتُ نبياً صغيراً
تمد الغطاءَ على أخوتي، بنعومة، كما لو كانوا أحلاماً
سقطت منك، حين غافلتَ، لأول مرة
السكْر
وتبقى بلا غطاءٍ، وجهاً لوجهٍ أمام البرْد: كما لو كنتما
مصارعين
على
حلبة
***
تضع الكأس أمامك كجهة القبلة
تتمتم
لتجدَ، بعد قليلٍ، رغبتَك التي نسيتَها في المكان الذي
تجلس فيه المشيئةُ، وتوزعُ، على البشر، الخطايا
... رغبتك على الطاولة
رغبتك تسيل على الأرض
رغبتك تتجمّع في ظلّ الكرسي (الظلُّ المختبئُ من الضوء)
رغبتك تسقط، كحصاةٍ، في الكأسِ
الكأسِ اللاهثِ إليك
الكأسِ الذي، بعد قليلٍ، ممتلئ بنومكَ
***
تضع الأمرَ المقدس والأمرَ الخاطئ أمامك
وتحوّلهما، بصواب فطرتِكَ، إلى نكتة
هكذا (...) كما لو أنك ساحر
***
تضع النّكتةَ أمامك
تشكّلها من جديد كلعبة
تُلبِسُها عباءتك، وعقالك
وتنثرها في القلوب المهشمة مثل
منحوتة
قديمة
***
أخوتي لم يغاروا مني
ولم يرموني في الجب
لم يسجدْ إليَّ أحد
..
وكنتَ، لولا أن نسيتَ، سمّيتني يوسف
***
لم أكلمْ أحداً في المهد
ولم تطرْ حولي حمامة
وبيني وبين السّلام مسافةٌ من نار
ومن دم
...
وكنتَ، لولا صواب مزاجك، سمّيتني عيسى
***
لم أشفِ مريضاً بناي
لم تصدقْني النساء، حين وعدتُهن
إذا ما سفحن أجسادَهن على سريري
إذا ما تبن إليَّ من ثياب العفة
وأقمن إلي النذور:
أنني سأُدخلُهن الجنّة
لم يصدقْني الرجال، حين وعدتُهم
إذا ما قدموا بناتهم إليَّ
وتعرّت، حول بخوري، نساؤهم
ورقصن، كالمجوس، حول ناري:
أنني سأبارك فحولتهم
...
فلماذا إذاً لم تنسَ
ولماذا، للمرة الأولى، لم يصبْ مزاجُك، وسمّيتني
يا أبي
خضر
***
تضحك دون أن تعرف أنني سأُطرَدُ من كل مكان
كإهانة
تقطف النّكتةَ من كل مكان، مثل فارس في العصور القديمة،
يقطف البنتَ، لتشتعلَ، بعد قليلٍ، برداء النار
وتحتفي، بعد قليلٍ، بالمجد
...
تقف على جثّة الندم
وتغيب، أبيض، كرداء النحل.
من كتاب: "الجاهلي الذي أنا"
08-أيار-2021
14-آذار-2020 | |
05-أيار-2010 | |
24-شباط-2010 | |
09-تشرين الثاني-2009 | |
17-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |