الشاعر محمد أنوار محمد يفوز بجائزة الديوان الشعري الأول لسنة 2008
2009-03-17
منح بيت الشعر في المغرب جائزة الديوان الأول للشاعر محمد أنوار محمد.
وقد اجتمعت في هذا الإطار لجنة تضم ثريا ماجدولين رئيسة،وأحمد محمد حافظ، وأحمد العمراوي،وجمال الموساوي أعضاء.وبعد المداولات التي تناولت المجاميع الشعرية الصادرة سنة 2008، قررت اللجنة منح الجائزة للشاعرمحمد أنوار محمد عن ديوانه: "أحتمل الوجود" الصادر عن دار الأمان بالرباط.
وقد بررت اللجنة اختيارها بالنظر لما يطبع المجموعة الفائزة من وعي بالصورة الشعرية والاشتغال الجدي على اللغة،إضافة لما تحبل به هذه المجموعة من عناصر ومقومات الكتابة الشعرية المدركة للرهان الشعري و لاحتمالاته.
كما تنوه اللجنة بديوان "السماء تـغادر المحطة " للشاعر فؤاد الشـردودي الصادر عن زاوية للفن والثقافـة بالرباط نظرا لقيمته الشعرية كتجربة مبشرة وواعدة بالقادم من العطاء.
والشاعر محمد أنوار محمد من مواليد سنة1972بكتامة، حاصل على الإجازة في شعبة القانون العام وشهادة الدكتوراه في علم السياسةوالقانون الدستوري ، يعمل حاليا أستاذا للتعليم الثانوي التأهيلي بمدينة الرباط.
هذا، وسيتم تسليم الجائزة للشاعر محمد أنوار محمد خلال الأمسية الشعرية الكبرى التي ينظمها بيت الشعر في المغرب احتفاء باليوم العالمــي للشعر في 21 مارس 2009 بالمكتبة الوطنيـة بالتعاون مع وزارة الثقافة و مـركز طارق بن زياد، والتي سيشارك فيها الشـاعر العربي الكبير سعدي يوسـف إلى جانـب مجموعة من الشعراء المغاربة من مختلف التجارب و الحساسيات الشعرية.
الدار البيضاء في 14 مارس 2009
من قصائد الشاعر
طُوبَى للْمفْجُوئينْ.
محمد أنوار محمد
-1-
آتِي أَنْهاراً نائمةً،
أنامُ في نوْمِها،
أحلمُ في حُلْمِها،
وأفيقُ في فيَضَانْ.
-2-
التُّرابُ مُبلَّلٌ هذا الصَّباحْ:
رُبّما أَنْهارٌ عزَفَتْ أجْراسَها،
رُبّما سَماواتٌ سَيَّلتْ أنْفاسَها،
رُبّما حَرْبُ مشَاعرَ في بُحيرَة الأشْواقْ،
رُبّما صُورةٌ،
رُبّما لوحةٌ،
رُبّما فَقْرةُ قصَّةٍ مُسْتقرَّةٍ في الأعْماقْ.
-3-
لماذاَ أُقطّرُ كَلماتِي منْ غَاباتِ السُّحُبِ، لا الإسْمنتْ؟
لماذا أعْصِرُ مع المفْجُوئين خَمْرَ ومَجازاتِ العالمْ؟
لماذا أنا شَاعرٌ عَمُوديٌّ، لا أفُقيٌّ؟
لماذا أنا مدْفونْ، في حَرْف النّونْ؟
لماذا لا أنْبتُ إلاّ في مَرْج اللّيلْ؟
لماذا صُحْبةُ الرِّيحْ ؟
لماذا الزَّلازِلُ لا تُخْرِجُ أثْقالي، والبَراكينُ نائمةٌ في أوْصَالي؟
لماذا أجِدُ كَلماتي مُبلّلةً ومُلتهبةً في ذَات الآنْ؟
لماذا الكانُونُ لَمْ يَفِضْ بعدُ بالطُّوفانْ؟
لماذا لمْ يَحْتفلْ بي أصْحابُ التّيهِ والغَيِّ في الودْيانْ ؟
لماذا على الأقلِّ لم يحفرُوا قبْري؟
-4-
أُنْصِتُ إلى أعْضَائي، فأسْمَعُ غُباراً في الرِّيحْ.
-5-
سَهْلٌ أنْ أجْلسَ في كِتَابٍ واضحٍ
وأنْ أبنيَ كوخاً على ضفّة سَطْرٍ،
وأجعلَ شاعراً يَطيرُ إلى الشّمْسْ،
ولا يعُودْ.
سهلٌ أنْ أفيّضَ السَّطْرَ بالطّوفانْ،
وأوحيَ إلى فَراشَةٍ ترفلُ أسْفلَ الورَقة
بأَنْ تُنقذَ شَعباً يعيشُ في بلادِ الضَّوءْ (…)
لأُرتّبِ الحكايةَ كَما يَنبغي:
السّقفُ الأعْلى (عُنوانٌ) دائريٌّ مُذهَّبْ،
تتدلَّى منهُ عَناقيدُ سُحُبٍ وعنَبْ (فرَضياتُ معْنى).
تحتَ السَّقْفِ قَافلةٌ طويلةٌ منَ العِباراتِ الغامضةِ،
الضّبابيةِ، المخْتزَلةِ، والمرِحَة.
قافلةٌ تسيرُ ببطءٍ على جسْرٍ
من خَشبِ أشْجارٍ مَحْطوبةٍ
منَ الجانب الأيْسرِ
منَ المخّ
حيثُ شاعرٌ في وضْع اسْتعلاءٍ
مُتأهِّباً للتَّفَوُّه بأمْر التّكوينْ.
وتَحْتَ الجسْر وفوْقهُ،
ويَمينَهُ وشِمالَهُ،
مياهٌ تجْري وتلتفُّ (بَياضات)
إذْ لا يُوجَدُ في الماءِ فَراغْ،
ولا يُوجَدُ الماءُ إلاّ في فَراغْ.
كَذلكَ أعْزِفُ جَنازَةَ العَماءْ
حِينَ مُنْبَثّاً في الهَباءْ
بيْنَ الهَواءِ والهَواءْ
بينَ جَوْف الفَرَاغِ وَرِدَاءِ العَراءْ.
-6-
هواءٌ، والشِّعرُ مرْوَحتِي.
-7-
مُتعةٌ أنْ أجْلسَ في رأسِي أحْصي أنْفاسي.
-8-
وَضعْتَنا بينَ قوْسَينِ، وقُلتَ لنا سِيرُوا.
-9-
لَمْ تسْتشِرْني الطّفولةُ إذْ غادرَتني
كثلْجِ سَحابةٍ عابرةٍ في ليلةٍ باردَة.
الآنَ، أفيضُ حنيناً إلى العَصَافيرْ،
وأشْجارِ الدَّفلى،
وجَليدِ الأوْدية،
ومصائدِ الطّير والأرانبْ،
والحكاياتِ التي لا تنْتهي
للضّفادعِ البرِّية.
-10-
الكتابةُ المُبْدِعةُ تمرينٌ لا يُؤْتِي إلا بالعَمُوديّة الدّائمة.
-11-
قُلْ لوْ كانُوا يعْرِفُونْ.
ما خَاضُوا فيما لا يعْرفُونْ.
وما رأيتهُمْ عن عِرَصِكَ يعْزفُونْ.
وما رأيتهُم في كلِّ زريبةٍ يعلفُونْ.
إن هُم إلا تافهُونْ.
-12-
قالَ الشَّيخُ الأكبرُ:
النّقطةُ أصْلُ وُجُودِ الدّائرَة،
وخَارجَ مُحيطِها يُوجدُ الفَراغْ.
وأقولُ: شِعرُ ( ومعْرفةُ) مُحيط الدَّائرةِ
شعرُ ( ومعْرفةُ) الدّاني، الجَنِيِّ، والمُمْكنْ…
لكنْ ما أعظَمَ الغَارفينَ منْ خارجِ الدَّائرةِ،
حيثُ الفراغُ،
والظَّلامْ،
وما لا تُحَدُّهُ نقْطةٌ،
ولا أفهامْ.
-13-
نَنظرُ إلى الموتْ.
ندْفنُ في عُيوننا نفسَ الشّيءْ،
والألمُ يجعلُنا نحرثُ مَراثينا بطُرقٍ مُختلفة.
أمامَ الموتِ أفضّلُ الصّمتَ، والنّظرةَ الباردةَ:
نظرةَ الجبَل إلى موْتى حُرُوبٍ حِذَاءَ سُفوحِه على مرِّ التّاريخْ،
نظرةَ المياه العَميقة في البحْر إلى سُفنٍ مُستقرّة في أحْشَائها،
ونظرةَ الرَّضيعِ الغامضَة إلى فَراشة مُعلّقة في سقْف البيتْ.
-14-
فتحتُ طريقاً في غابةِ ضوْءِ لَمْبةٍ قَديمة:
كنتُ أربِّعُ جِلْسَتي،
وسيرة الحِمْيريِّ على الحصيرَة،
وعيني دامعَة منْ دُخان الفتيلةِ.
الخيالُ حُفرةٌ في الرّأس تكْبرُ، وتكْبرُ، وتكْبرُ
حتّى تُصْبح باباً كبيراً إلى الجنونْ.
أصِلُ دائماً إلى البابِ، لكنّي أعُودُ.
كثيرٌ منْ أسْلافي وصَلوا ولم يعُودُوا.
فطُوبى لهمْ. طُوبى للمفْجُوئين.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |