الجحيم نار وفودها الشعراء / كتاب غير دوري صدر حديثا
صدر حديثا كتاب الجحيم نار وقودها الشعراء وهو سلسلة غير دورية تعنى بالشعر تصدر في سوريا ويرأس تحريره أمير حسين وريبر يوسف وفي هيئة تحريره أوميد خوشمان قادو عباس موسى .. وقد ضم فهرس العدد القصائد التالية منها ما هو مترجم عن الفارسية ومنها عن الكردية والعديد منها مكتوب باللغة العربية وفي ما يلي فهرست الكتاب :

الفهرست

7 بيان الجحيم
9 القصيدة الجحيم/ فروغ فرخ زاد
19 أحمد شاملو/ ت. سامي داوود
25 بيژن جلالي/ ت. ماهر جمو
31 سهراب سبهري/ ت. غسان حمدان
37 مَشاهد/ اسكندر حبش
41 الناسوت/ أمير الحسين
51 وحيداً تستدرج ظلالي/ آسيا خليل
55 أقصى المد، أقصى الجزر/ خلات أحمد
57 غامق، متألم، حزين/ رشا عمران
61 أيّ جهة تلفّق الذاآرة فيّ؟/ ريبر يوسف
65 رسالة تحت عتبة الباب/ فاطمة ناعوت
69 قصيدتان/ لانا سعيد
73 قطرة دم، على حذاء أحمر/ مصطفى محمد
83 اللحظات من الأيام/ مقداد خليل
87 ثلاث قصائد/ هاتف جنابي
93 صدى النظرة/ هوزان خليل
95 ثنائية الباب العالي/ وائل الناصر

وقد قدم للكتاب كل من أمير حسين و ريبر يوسف وقد جاء التقديم على شكل بيان يقول وجهة نظر مؤسسيه وهيئة تحريره :

الشعرُ الكائنُ المسمّى باسمه، يكاد يذكّرنا بما يتدارك نحو الراقد بسكينةٍ..كالمتماوج أعلى النقطةِ الأكثر إنعاماً في الحياة. هو حاجةُ نفسه إلى ما يجعله آخَراً متاحاً للوجود، وإلى ما يريبُ المرتابَ أبداً بانكماش المقصيّ عن ذاته على المقصيّ عن ذاته. هو كل هذا الجاعل النشوةَ تترك فنَنَها، هو كل هذا الجاعل الفَنَنَ يلملم ما قد سها عنه إثرَ الهلاميِّ الكينونةِ، يتوارى خافتاً دون أثرٍ للناظر إلى جوفه، كذلك منطفئُ الرائحة، ـ كلما ظهر عليكَ لحظةَ الانكفاء تماوج علناً. ليس الشعرُ بمحوِّلٍ ساطعٍ، أبداً لن يخطر ببال السكون ما يريد منه نقيضُ الشعر. نخطو بسهو نحو المطلق المؤطِّرِ ذاتَه، كيف لنا الاستغاثة بمكنون شيءٍ متغيرٍ، يغيّر هيئة ما يلجه شيئاً فشيئاً ؟ ـ كأنْ نبتغي من الزهر أشياء أخرى، مثلاً. وابتغاءُ البناء مما هو مبنيٌّ على أساسه يبعث الشكَّ في الجوهر أبداً.

إنْ نُنعم النظرَ إلى السرد الجماليّ للثقافات الإنسانية عموماً نلحظْ بأن الشعر، كأيّ كائنٍ، يتغير مع مرور عجلات التغيير على العالم بأسره؛ كان يموت ويولد ثم يتغير فيكبر ...الخ

الشعر كأيّ شيءٍ موجودٍ، يحقق ما يريده ويتحقق فيه ما يراد به. هو أضعفُ من أن يلتفت وأقوى من مجرَّد الإنعام فيه. تطورُ أو تكاثرُ الحلقات الشعرية تاريخياً ما هو إلا محاولةُ إنقاذ الشعر شاعرَهُ/ الآخرين. الشعرُ برهان النظرية وليس بفرضٍ أو طلبٍ لها.

هل كان الشعر يرغب بأيّة حرب كي يغيّر النتيجة؟

أبداً كانت الحروب هي ما تغيّر نظرةَ الموجود إلى الشعر كغيره، ونظرةَ الشاعر/ الآخرين إلى الموجود وغيره.

الشعرُ لاحقٌ على التغيير وليس سابقاً عليه.
فكرة خلاقة وضرورية ونعتقد أن استمرارها سيكرس تجربة شعرية هامة وأسلوبا في النشر يرقى بالشعر نحو الأفضل وألهم والأجمل.
نقتطف هنا بعضا من قصائد الشعراء المشاركين في الكتاب

الناسوت

أمير الحسين
I
أَلم أقل:
أنتِ حبلى بي
أستحقّ أن أآون آإخوتي عشّاقِك،
جميلاً من غير سَوْءٍ..
ولا أحبُّني هلالاً.
لماذا آثرتِ رآوبَ الموج
يا تلك المدينة؟
من المُمعِض، أحياناً، رؤيةُ السماء
صافيةً جدّاً؛
أيضاً، هذه المرّةَ،
سأسلكُ الطريقَ الأبعدَ
إلى البيت.
جدّي لأمي،
الطريقُ إلى بيته لم تكن طويلةً؛
أنا
آنتُ
صغيراً.
تقوُّسُها سبّابتي اليمنى، ما جعل آُمَّ سترتي
مباركا بغبار جدارٍ
في طريقٍ مزدحمةٍ بي..
تقوُّسُ الأخرى ما أنقذني، لسوء الحظّ،
من درّاجةٍ ناريّةٍ
في طريقٍ خاليةٍ حتى منّي.
يحدث أن أقف عند الباب/ الخطأِ
في بنايةٍ،
أكون مستأجراً فيها شقّةً..
من السعادة ما تخفّفُنا؛
(نتجاوزُ الطابقَ المنشودَ.
ربما بالنسبة لبيتٍ في حيٍّ شعبيّ
نستوطئ سُوْرَه)
مِن نقيضها ما يثقِّلُنا؛
(نتوقّفُ أسفل الطابق المنشود.
ربما بالنسبة لبيتٍ في حيٍّ شعبيّ
ندخلُ الشارعَ ما قبل المنشودِ)
الحنينُ، أفقيّاً،
مختلفٌ عنه عموديّاً.

وحيداً تستدرج ظلالي
آسيا خليل

- ( يتسرّبُ عبيرُكِ إلى مساماتِ جسدي
مورقةٌ أنتِ في النهارات..
صهيلُ صواعقَ في الذاكرة
وفي المساءاتِ أنتحبُ تنفّسَكِ
المشعَّ فوق زندي.
اترآي هامشاً صغيراً لتسلّلي إليكِ
من غيمةِ الحُلمِ
دعي المساءَ مفتوحاً ما بيننا
آي أطلقَ أحصنةَ حنيني خلف
غبارِ خطوتِكِ المبتعدة.
آم جاهلاً آنتُ ..
ظننتُ قلبَكِ البحرَ
وكان من مرايا الله فتكسّرَ في يدي)
- هل راودكَ أنّ البحرَ يشبهني ؟
آلانا أنا والبحرُ، نحتشدُ بالصخبِ، بالدّوارِ
بالمدِّ والانحسارِ ، بعذوبةِ الدوخةِ في مرورِكَ بنا
نثورُ
نتناثرُ
تعلو أمواجُنا لترشقَكَ بثمرات الفرحِ آلّما
اقتربَ وميضُ خطوِكَ من عتبات شوقِنا الممتدِّ
إلى أقاصي واحاتِ دهشتِكَ .
وئيداً تسرّحُ ضفيرةَ الشاطئ الطويلةَ،
خطوةً خطوةً تدنو من البحر
تتأمَّل عمقَه..
عمقي.
آلانا لنا أسرارُنا الصغيرةُ والكبيرةُ
آلانا يضمرُ لكَ الأزرقَ فتمرَّ في مرآتنا.
ها البحرُ يناديكَ فاذهبْ إليه،
ها هي أمواجُه تنحسرُ
عن شهوةٍ تتّقدُ في قيعانِ هواجسكَ، تغريكَ
برغبةِ اآتشافِ رعشةِ الماءْ.
تلسعُكَ رعشةُ الحنينِ
آن نورسٌ وحيدٌ في الجوار
يلوّحُ لزوارقَ تمضي للبعيد.
يا آلهةَ البحر ضمّيه
واغمريه ..
بنسمةٍ تعطّرتْ بصوتي
واغتسلتْ بماء حنيني.
تُهْ طويلاً
بين قاع النورِ المنبثقِ من محارات الهذيانِ،
وقمةِ الألقِ المنبعثِ من نشوةِ الزبدِ
المتكسّرِ على زنديك.
تُه طويلاً
قبل أن تستدلَّ عليك،
وحيداً،
تستدرجُ ظلالي مرةً أخرى
إلى غابات وحشتكَ.
تسلّلي يا حوريةَ البحر
إلى غفوته
أضيئي له
سِلالاً من نجومٍ لملمتُها
ثم أسدلي وردةً من نعاسٍ
على جفنِه.
هل راودكَ أنّ البحرَ يشبهني ؟
آلانا دافئ
نرصدُ لكَ الغرقَ
لكنّ الفرقَ بيني وبينه
أني لا أُميتُكَ غرقاً
وإنما أُغرِقُكَ ... حياةً.
.........
شاعرة من سوريا

قصيدتان

لانا سعيد

1
أمام نهر خفيّ
أمام نهر خفيٍّ أتوقف .
وأآتب ما تبقى لي من أحرف .
لا أدقق النظر في شيء
وإنما في آل شيء.
أرى ولادتي عند تعرّي الموجودات
وأرى فَنَائي بدمعة قلبٍ أفطَرَه حبُّه زوال الكلمات...
عيوني في آل عين مشتاقة
ودمي يسيل رقراقاً
مدغدغاً آلَّ شريانٍ وَوريدٍ
وروحي في آل نفس تهمس.
أنا مع الجميع .. ودون الجميع..
أصمت لأحيي السكون..
أبتسم لكل الشفاه التي تعطر الكون بكلمة الله.
أمام نهر خفيّ ... أتوقف.
وأحيي الله والمكنونات.
2
فراغ
فراغ آبير يسدّ الهوّةَ بيني ... وبيني
فراغ .... لا هواء...
لا بناء...
لا عزاء...
لا صراع...
بين دمائي وجلدي فسحةٌ من لاشيء.
من سَلْبٍ لموضوعٍ بلا محتوى.

أتجوّل من ذاتي لذاتي..
أستنشق لهاثي
ولا أرى هديراً.
أغيّرُ التنهيدةَ.. فيسقطُ الفراغُ
في نسغ الأبجدية.
وبراعمُ العدم تنتج لحائي...
والبذورُ المغلقةُ على ذاتها تهديني ما يحيط بفراغها..
وأنا تكوّرت بثماري..
..... بفراغ آبير
..... خارجٍ عني
...... وهو منّي.

شاعرة من سوريا.

غامق ، متألم ، حزين

رشا عمران

كان في الغرفة سريران لأجله
وكنت أعرف أن قامته تفيض عن الغرفة
قامتَه بمائها الفارعِ
بنجومها المتناثرة آمثل حصىً آحليّةٍ.
قامتُه على السريرين في الغرفة الصغيرة
بينما أصابعي تفتح له النافذةَ
المطلّةَ على الغمام.
مُلقياً ثمارَه السوداءَ
أمامي
يفردُ البحرُ الغامقُ جسدَه
متمدداً كالكلام المكتهلِ
حيث المكان دائماً له
حيث يدوم صوتي
كشاطئٍ
بلا نهايةٍ
أعرف
أنّ الزوارقَ تتهدم
كما الذاآرة
وأنّ المرافئَ مهجورةٌ
كالحب القديم
وأنّ الرملَ يتبدد آما الأسئلة
وأنّ الزرقةَ تموج
آضبابٍ منسحبٍ من جهة غريبة.
متألم
غامق
حزين
بأبعاد واضحة
يعلن ثباتَ حضورِه
غير منتبهٍ إلى يديّ
حين بطفولتهما
مزّقتا قاعَه الورقيَّ.
آما الأبانوس أوّلَ الصباح
يتدفق موجُه آرغبةٍ أرِقةٍ
إلى شرفتي
يأتيني باللآلئ السوداء إلى جسدي
ولكنْ إلى فمي بملحٍ من زبد.
إلهُ الأسرار العاتمة
أميرُ المرجان القاتم
سيّدُ الأعماق الكامدة
نبيذُه الغامقُ من المحار الصعب
آلما ضاق عن ألغازه
فصلَ جسدَه عن نفسه
واقترب بروحه إلى جواري.
النوارسُ المحلّقةُ
تجهل الموتَ المختبئ
في غضبه المعتم
قامته في اتساعها،
الجسد الأسمر في ماضيه الخفيِّ،
الجنون الكامن في أعضائه،
الأزرق الأبانوسي.
يتقدم إلي من الشرفة
الغامق
المتألم
الحزين
يأتي برحيقه الأسود إلى جسدي الفسيح
حيث المطر والصحراء
يشاركانه الوسادةَ نفسَها.

شاعرة من سوريا





أمير الحسين

ريبر يوسف
رئيسا التحرير
أمير الحسين
[email protected]
ريبر يوسف
[email protected]
هيئة التحرير
أوميد
خوشمان قادو
عباس موسى