قصائد / من كتاب الجحيم
2009-03-23
ظلال
وصل القطار.
الظلال التي كانت تسرع، حاولت أن تخمّن الكلمات
المبهمة، المضاءة بالنيون. إنه منتصف الليل والضباب
يأتي متثاقلاً عبر شقّ في الجدار. حاول أن يصعد
السلالم، أن يتسلل إلى هذه النهاية.
في الخارج، قبعات تشبه أقنعة متخيلةً. ظلالٌ تنسلّ إلى
النسيان.
ضحكة مجرَّدة
الأبنية المزدانة بأصص الزهر، تنام – هناك – في
عمق الغابة، آتكوينات مبهمة تتحد مع هذا الضباب
الوحشيّ. نصعد
الطابق الأول: لا شيء غير آوّة تتسرب منها أحلام
موتى وحياة نسجها النسيان.
نصعد الطابق الثاني: هاوية تفضي إلى آنيسة بعيدة
يُسمع منها لحنٌ جنائزي. أبنية مزدانة بأصص زهر
تنتظر زائراً، قد لا يأتي من بعيد.
على الطريق الموصل إليها شخصان يتذآران شمساً
وضحكةً مجرَّدةً عن هذا العالم.
حروب وشيكة الوقوع
الكلمات الغامضة لم تكن تشبه التشكي، لم تكن تحمل
حزناً يتنبأ بحروب.
الكلمات الغامضة، كانت غامضة وحسب. لكن وحشته
في هذا الليل جعلته يتكهّن بآلاف الأشياء، مثل أن
تكون آلمات الفتاة الغامضة، تشبه حروباً وشيكة
الوقوع.
عن تمثال
لم يكن تمثالاً، لكنهم أضاءوا على جانبيه الشموع.
طفل ما، في زمن مضى، جاء ورسم تفاحة. فيما بعد
جاءت فتاة ورسمت نهداً. جاء رجل. جاء خمسة.
جاءت البلدة بأسرها.
لم يكن تمثالاً، إلا أنَّ الجميع ترآوا على قاعدته جزءاً
من ذكرياتهم التي قاومت الثلج، الشمس، الحروب التي
مرّت.
كل شيء بقي هنا. كلّ شيء يذآّر بالتمثال. لكنني لم أَرَ
سوى نهد الفتاة، سوى تفاحة قضمها زائر عابر، سوى
بقايا شموع أضيئت ذات يوم، على نيّة الغائب الذي
رحل في الحرب.
شاعر من لبنان.
08-أيار-2021
08-كانون الأول-2018 | |
21-كانون الأول-2012 | |
03-تشرين الأول-2010 | |
خوان كارلوس موندراغون: يدهشني أن النصوص الإبداعية تشيخ بسرعة |
08-كانون الأول-2009 |
الطاهر لبيب: انهارت النخب المثقفة عندما كشفها الواقع وبقي المثقف المقاول |
07-تشرين الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |