وحيداً تستدرج ظلالي
2009-03-23
- ( يتسرّبُ عبيرُكِ إلى مساماتِ جسدي
مورقةٌ أنتِ في النهارات..
صهيلُ صواعقَ في الذاكرةِ
وفي المساءاتِ أنتحبُ تنفّسَكِ
المشعَّ فوق زندي.
اترآي هامشاً صغيراً لتسلّلي إليكِ
من غيمةِ الحُلمِ
دعي المساءَ مفتوحاً ما بيننا
كي أطلقَ أحصنةَ حنيني خلف
غبارِ خطوتِكِ المبتعدة.
آم جاهلاً آنتُ ..
ظننتُ قلبَكِ البحرَ
وكان من مرايا الله فتكسّرَ في يدي)
- هل راودكَ أنّ البحرَ يشبهني ؟
آلانا أنا والبحرُ، نحتشدُ بالصخبِ، بالدّوارِ
بالمدِّ والانحسارِ ، بعذوبةِ الدوخةِ في مرورِكَ بنا
نثورُ
نتناثرُ
تعلو أمواجُنا لترشقَكَ بثمرات الفرحِ كلّما
اقتربَ وميضُ خطوِكَ من عتبات شوقِنا الممتدِّ
إلى أقاصي واحاتِ دهشتِكَ .
وئيداً تسرّحُ ضفيرةَ الشاطئ الطويلةَ،
خطوةً خطوةً تدنو من البحر
تتأمَّل عمقَه..
عمقي.
كلانا لنا أسرارُنا الصغيرةُ والكبيرةُ
كلانا يضمرُ لكَ الأزرقَ فتمرَّ في مرآتنا.
ها البحرُ يناديكَ فاذهبْ إليه،
ها هي أمواجُه تنحسرُ
عن شهوةٍ تتّقدُ في قيعانِ هواجسكَ، تغريكَ
برغبةِ اكتشافِ رعشةِ الماءْ.
تلسعُكَ رعشةُ الحنينِ
آن نورسٌ وحيدٌ في الجوار
يلوّحُ لزوارقَ تمضي للبعيد.
يا آلهةَ البحر ضمّيه
واغمريه ..
بنسمةٍ تعطّرتْ بصوتي
واغتسلتْ بماء حنيني.
تُهْ طويلاً
بين قاع النورِ المنبثقِ من محارات الهذيانِ،
وقمةِ الألقِ المنبعثِ من نشوةِ الزبدِ
المتكسّرِ على زنديك.
تُه طويلاً
قبل أن تستدلَّ عليك،
وحيداً،
تستدرجُ ظلالي مرةً أخرى
إلى غابات وحشتكَ.
تسلّلي يا حوريةَ البحر
إلى غفوته
أضيئي له
سِلالاً من نجومٍ لملمتُها
ثم أسدلي وردةً من نعاسٍ
على جفنِه.
هل راودكَ أنّ البحرَ يشبهني ؟
كلانا دافئ
نرصدُ لكَ الغرقَ
لكنّ الفرقَ بيني وبينه
أني لا أُميتُكَ غرقاً
وإنما أُغرِقُكَ ... حياةً.
****
شاعرة من سوريا
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |