المجتمع الدولي ولبنان
2006-07-18
ليس في الحروب ايجابيات، والحروب الاسرائيلية ضد لبنان كانت دائماً متشابهة: قصف وقتل وتدمير وتقطيع أوصال...
وفي الاجتياح الكبير الأول عام 1978 أعد مسؤولون رسميون وجهات غير رسمية حصيلة لنتائج الاجتياح تضمنت احصاءات وأرقاماً.
وفي الاجتياح التالي عام 1982 وهو الاجتياح الأكبر قالت الاحصاءات ان الخسائر بالمليارات، وهذا ما قيل في عام 1993 ثم في العام 1996.
وفي كل هذه الاجتياحات لم يكن المجتمع الدولي “عدواً” للبنان، ففي العام 1996 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعويضات له بسبب مجزرة قانا، .
وقبل ذلك بزمن طويل أقر مجلس الأمن للبنان بالتعويض بعد تدمير الطائرات في مطار بيروت الدولي عام 1968... الا ان لبنان الرسمي المنهمك بصراعات أقطابه نسي متابعة الموضوع في الحالتين وفي غيرهما من الحالات
وانصرف اللبنانيون أحزاباً وزعامات الى اجراء حساباتهم الخاصة فغرقوا في المزايدات الوطنية والقومية وأسهموا في اغراق بلادهم معهم.
واليوم أيضاً يستسهل لبنانيون تحميل المجتمع الدولي المسؤولية والقول ان الأمم المتحدة مسؤولة عن المجازر المرتكبة، ويفوت هؤلاء أن أسوأ ما كان يمكن أن يحصل هو أن ينسى العالم لبنان في الظروف الصعبة التي يعيشها ولعل من “ايجابيات” الانفجار الحاصل عودة الاهتمام الدولي بقوة بمصير هذا البلد الصغير.
وسيقال انه لولا اهتمام العالم بأمن العدو الاسرائيلي لما حصل الاهتمام بلبنان، لكن ذلك لا يمثل الا جزءاً من الحقيقة وهو استخفاف من اللبنانيين بأنفسهم وبحضورهم العالمي الذي جعل من لبنان دائماً نقطة اهتمام به لذاته وليس لبتروله أو قدراته النووية.
لقد جعل الانفجار الحاصل وعمليات التدمير الاسرائيلية اليومية قمة الدول الثماني وبالتالي مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي تنكب جميعاً على طرح مسألة الاستقرار في لبنان وفلسطين في مقدمة أولوياتها، ما يفتح الباب في حال تمكن لبنان وبقية الدول العربية من ملاقاة الموقف الدولي بسياسة شجاعة وواضحة وحاسمة وربما يكون مفيداً في المعمعة التي لم تتوضح صورتها بعد أن تسهم سورية في معركة قد تكون من نتائجها اضافة الجولان الى النقطتين اللتين يحصر البحث فيهما: لبنان والأراضي الفلسطينية وعندها سيكون الموقف العربي أقوى ما دام العالم يريد التعاطي معه سلة واحدة... ولمرة أخيرة
جريدة البلد
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |