حرب بوش على لبنان
2006-07-19
الحياة - 20/07/06//
جورج بوش وايهود أولمرت في منأى عن أي خطر، يأمران بقتل المدنيين اللبنانيين، ويرفضان وقف اطلاق النار. ماذا يكون هذان المخلوقان بمعايير القرن الواحد والعشرين: إذا كانا من البشر، فلا بد أنهما مجرمان يستخدمان الحرب وسيلة لممارسة الوحشية.
جورج بوش أعطى ايهود اولمرت مهلة جديدة لانجاز المهمة في لبنان. ولن تنجز. لأنها في الأساس مهمة خرافية هوائية، لا ينفع فيها التخطيط ولا التمنيات. لا يمكن أميركا ولا كلبها الاسرائيلي أن ينجح في ابادة جزء من مجتمع عربي لمجرد أنه لا يعجبهما. لم يكن هذا واقعياً في حال «حماس» ولن يكون في حال «حزب الله».
عندما ترفض واشنطن وقف النار لا يمكنها أن تدعي بعد ذلك أنها تساعد أصدقاءها العرب في المنطقة، إذ كيف لهم أن يبرروا لشعوبهم أن هناك مصلحة حقيقية لهم في استمرار التقتيل والتدمير في لبنان؟ وهل هذا التقتيل والتدمير سياسة؟ طبعاً ليسا سياسة لكنهما من نزوات الدولة العظمى الوحيدة في عهد جورج دبليو. حتى في عالم رعاة البقر هناك الانسان وهناك الوحش، هناك الحكيم وهناك اللعين.
ليس فقط ان جورج دبليو ينام ليله مطمئناً الى استمرار القتل في لبنان، بل ان مندوبه في الأمم المتحدة المدعو جون بولتون قطع المسافة التي كانت متبقية له بين أن يبقى مجرد صهيوني جلف أو أن يكون صهيونياً عنصرياً، فاختار طبعاً أقذر أنواع العنصرية، إذ أنه لا يرى مساواة بين المدنيين الذين يسقطون في لبنان واسرائيل، فالذين يسقطون في اسرائيل هم ضحايا الارهاب، أما الآخرون فيقضون في «أعمال عسكرية يفرضها مبدأ الدفاع عن النفس». بولتون هذا - الذي كرّمه بعض اللبنانيين ظناً منهم أنه أصبح انساناً سوياً - لا يزال يستحق أن يكون في أي مستشفى للأمراض العقلية لكنه أفلت ووصل الى منصب مندوب بوش في الأمم المتحدة.
أما الدكتورة كوندوليزا رايس فقد أنجزت، مثل أولمرت، معموديتها الشارونية. كلهم كانوا مشاريع شارونيين، وهذه هي الفرصة، لكنهم يعربدون في حروب مضمونة تبدو كأنها مجرد تمارين للطيارين، فلا أحد يزعج الشارونيين الجدد في حروبهم. الدكتورة كوندي تقول ان وقف اطلاق النار سيأتي عندما تنضج الظروف، ولذلك فهي لن تعطي أي موافقة على قوات دولية أو على أي اجراءات توحي باقتراب انتهاء العمليات العسكرية، منتظرة أن يعطي أولمرت إشارة الى أن المهمة انجزت: قتلنا ما أمكننا من المدنيين اللبنانيين، لم نبق حجراً على حجر، أوقعنا أكبر الأضرار في الحقول والممتلكات ومنعنا وصول المؤن والأدوية، جعلنا الدولة اللبنانية مجرد «هيئة إغاثة» متهمة بالعجز والفشل، أخفنا سورية وجعلناها ترتعد خوفاً من إمكان مهاجمتنا لها، لكننا لم نستطع القضاء على «حزب الله» والمقاومة. فلنوقف النار وننتظر ما سيحصل على المستوى الداخلي في لبنان...
واقع الحال أن الجميع، بلا استثناء، رأى الفرصة سانحة لاستغلال لبنان، الساحة المفتوحة لكل الأدوار، إلا دور الدولة، الدولة التي يتبجح بوش بأنه حريص عليها هي آخر همومه، هو وحليفه المجرم أولمرت. الدولة اللبنانية آخر ما يهم دمشق وطهران، وآخر ما يهم «حزب الله». هي دولة موجودة كأنها ديكور مريح للجميع، ولا يغير شيئاً في الأمر ان تكون غالبية واسعة وكبيرة من اللبنانيين تراهن على هذه الدولة وتريد لها أن تقوم من تحت انقاض الحروب. فالآخرون هم الذين يرسمون مصائر الدولة والجيش والمجتمع، وجميعهم يلعب لعبة الإسرائيليين الذين كانوا يطالبون السلطة الفلسطينية بما يمنعونها هم أنفسهم من انجازه، إما بتعجيزها أو بتدمير القدرات التي تتيح لها التحرك. الإسرائيليون يضربون الآن الجيش اللبناني لمجرد أن رئيس الوزراء تحدث عن بسط لسلطة الدولة على كامل الأرض اللبنانية.
في اليوم السابع لحملة بوش - أولمرت لم تعد العائلات التي تقضي في المجازر لتحرك ضمير الرئيس الأميركي ولا حتى ضمير رئيس الوزراء البريطاني، مع أن الاثنين أقسما أن شيئاً ربانياً دعاهما الى الحرب على العراق، ولا شيء ربانياً يلفتهما الى جرائم إسرائيل.
08-أيار-2021
28-أيلول-2019 | |
22-كانون الثاني-2014 | |
23-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الأول-2013 | |
05-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |