أنا المولودة في برج القوس مجموعة مديحة المرهش الجديدة
2009-04-16
بعد مجموعتيها طعم البنفسج الذي كان ومني تغار نون النسوة عن منشورات موقع ألف لحرية الكشف في الإنسان والكتابة صدرت للشاعرة مديحة المرهش مجموعتها الثالثة أنا المولودة في برج القوس. ضمت المجموعة عددا من القائد بين القصيرة والطويلة ، وركزت على البعد الإنساني والروحي في دواخل النفس البشرية ودواخل الأنثى بشكل عام .
قدمت المجموعة الشاعرة فاطمة ناعوت وجاء في تقديمها:
عالمٌ فانتازيٌّ بكرٌ لم تطأه قدمٌ تخلقُه قصائدُ الشاعرة السورية مديحة المرهش. عالمٌ جموحٌ غرائبيّ تنحته المُخيلةُ السورية بكل عنفوان طبيعتها البكر من زعفران وتوت وحنّاء وتفاح وليلك وزعتر. عالمٌ يطوي الزمانَ في قبضته؛ فلا نهارَ ولا ليلَ منفصلين، بل يجتمعُ ما لا يمكنُ أن يجتمعَ من نقائض الكون وأضدادّه؛ إذْ تتجاور الشمسُ مع القمر ليتقاذفا تلك العاشقة التي ترقص نشوانةً بعشقِها: "أمواجُ الشمسِ والقمرِ تتقاذفني بخفّة"، ثم: "ليسرقَ القمرُ نورَ عينيك/ يلقيه للشمس". ولأنه عالمٌ يحتفي بالعشق وأحوله وتناقضاته التي لا تنتهي، فلا عجب أن تغدوَ حتى الآثام مقدسةً: "بوصلتُكَ في يدكَ/ مزيّنًا رأسك بكل الآثام المقدسة"، وكذا: "ملائكةُ الخيرِ تلعنكَ دون سبب/ وملائكةُ الشرِّ دون رحمة تُرْقيكَ". وحينما تكتمل أحابيلُ كلِّ المتناقضات تلك، سيكون عالمُ الحبّ العجائبيُّ قد اكتمل واستوى على عوده: "لا تخفْ يا صديقي/ هذا يعني أنكَ صرتَ برزخًا للحب."
أما العاشقُ، فلابد أن يكونَ على قدر عشيقته الجموح. فلئن كان هو شهريارَ الذي جاب أرجاءَ الأرض ليقتّلَ النساءَ من كل لون وعِرق، إلا أنه في الأخير، سوف يحطُّ رحالَه المنهكةَ في دمشقَ الساحرةِ، لكي يضؤلَ ويكمن في قمقم صغير لكي يراقبَ محبوبته دون أن تراه. هكذا تنقلبُ الأسطورةُ إلى نقيضها، فيهابُ الملكُ الجبارُ شهرزادَه الأخيرة، ذاك أنه يعلم أن في أثناءِ طيّاتها تختبئ كلُّ شهرزادات الدنيا بغضبهن وثأرهن مجتمعًا. وحين تلتقيه أخيرا ستقول له لازمتَها الشهيرةَ: "بَلَغَني..."، من دون: "أيها الملكُ السعيد ذو الرأي الرشيد"، ذاك أنه لم يعد سعيدًا ولا رأيه بات رشيدًا؛ كما أنها لن تحكي له عن مغامرات السندباد والمدن المسحورة، بل ستسرد له جولاتِه ومغامراتِه وشرورَه هو جائلٌ في أقاصي المدن، لتضعه رأسًا أمام ويلاته وماضيه الدمويّ. كأنما هي مرآة ميدوزا، التي حين أبصرتها واجهتْ دمامتها قبالتَها، فهالها كمُّ قبحها، فاحترقت. وهنا انقلابٌ آخرُ للأسطورة، حيث سيرى الملكُ فظائعه على لسان محبوبته الدمشقية الحرون: "بلغني أنكَ غادرتَ.../ بلغني أنك لملمتَ.../ بلغني أن نُقلاتِك لم تعد ذكيةً/ وأنهم صاروا يطعمونكَ البيادقَ قِطَعًا، قطعًا/ والبيارقَ عندك مُنكّسةً طوال الوقت/ بلغني أنك شاهٌ/ مات."
لكم تحتاجُ مكتبتُنا الشعريةُ الراهنةُ هذا اللونَ من الشعر الصافي، الذي ينضحُ من الرومانتيكية والعذوبة، بقدر ما ينهلُ من لُجّة قوة الأنثى وبأسها، بعدما رفضت رضوخها المستطيلَ للبطريركية العربية.
تقرأ المجموعة على مستويين المستوى الأول أو القراءة الأولى توصل المعاني البسيطة السهلة والأفكار الأولى التي تطفو على سطح الكلمات .. والقراءة الثانية المعمقة التي نكتشف فيها فلسفة الشاعرة ووجهة نظرها في العالم الذي حولها.
قصائد رقيقة شفافة نقتطف منها:
موانئي
حين تعبر السفن المترعة بالياس موانئي
وتصب عند المساء مالديها من هموم المؤن
على أرصفتي اللماعة
تصبح وحدتي أكثر صخبا من الضجة .
صمم الغلاف
ما آنالأوان
ما دقتالساعة،وما آن الأوان،
ولم يأت أحد
لمشاطرتي أريكتي
الأرجوانية الجديدة.
لم أبك كما تفعل النساء،
فقط أغلقت نوافذالغرفة
وأسدلت ستائر الحرير !
معرفة
مَن عكَر صفو الغيم
وجرده منمائه،
ومَن سرق الخمر منجراري
يعرف تماما
أنني والغيم لا نحتاجالخمر
كي نترنح بالشهوة و نهطلحبا.
صمم الغلاف ألك أوادسيان مستفيدا من لوحة للفنان الليبي علي الزويك
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |