سؤال الحرب جوابه المقاومة
2006-07-19
وفي زمن الحرب تتسارع الأحداث وتتغيّر الوقائع بقوة الإكراه، وتصحب ذلك متغيرات على
مستوى الإدراك والتحليل السياسي. لذلك، تكثر الأسئلة وتتعدّد الأجوبة.
وعليه، ارتفعت ضجة الأسئلة في الصف السياسي اللبناني، مع بداية الحرب العدوانية، على بلدنا، الذي عانى منذ وقت قريب من الاحتلال الصهيوني للجنوب والبقاع الغربي والجبل والعاصمة وكانت بيروت العاصمة العربية الثانية بعد القدس، التي يحتلها الصهاينة، ثم قاومنا هذا الاحتلال وهزمناه وفرضنا عليه انسحاباً مذلاً من بلادنا، وقدّمنا من أجل ذلك التضحيات الكبرى لشعب، خبر ورفض معنى الحرب، والاحتلال، وعشق وعانق معنى الحرية والانتصار.
ضجة الأسئلة في الصف السياسي اللبناني، كادت تعلو في بعض لحظاتها على ضجيج آلة الحرب. ولكن حصل ذلك إلى حين. وسرعان، ما اعتدل الموقف، لأن ضجيج آلة الحرب، وما تحمله من القتل والدمار أخرست كل الأصوات. فلا صوت يعلو على صوت رد العدوان والدفاع عن الوطن والشعب.
كانت الأسئلة للقوى السياسية اللبنانية تقدّم نفسها بصيغ مختلفة، استفهامية، استنكارية، استنطاقية، على صيغة مباشرة ومضمرة، تحمل رأي صاحبها، ورأي آخرين، يرسلونها بواسطته لإثارة الخلاف مرة وستر الحقيقة ونشر ما عداها مرات أخرى.
ومع كل ذلك، هي أسئلة مشروعة وفي علّتها الغائية صناعة الأجوبة عليها، وذلك سيحصل في الحوار القادم بين اللبنانيين، بعد أن يكونوا في وحدتهم واتحادهم وتفاهمهم واتفاقهم قد ردّوا العدوان ودحروا قواته الغازية مرة أخرى.
المقاومة اللبنانية المشغولة بواجب الدفاع عن الوطن والشعب وصناعة المستقبل على قواعد السيادة والحرية والاستقلال والعدالة والديموقراطية يمّمت وجهها ناحية قتال العدو وأنزلت به ضربات موجعة، وهي تدرك أنه يألم كما نألم، وأن النصر صبر ساعة. وأن الأسئلة في زمن الحرب ليست أسئلة ثابتة بل متغيرة، ما تغيّرت الوقائع والأحداث، وأن كثيراً منها سيصل الى أجوبته من خلال التطورات التي تتسارع لتكشف الحقائق، فلا يظل الباب مفتوحاً، على سؤال يزرع الشقاق، بدل أن يصنع الوفاق. والمقاومة مع الجيش اللبناني الباسل، وكل قواتنا المسلحة، تكتب بصمودها ومواجهتها مصير بلدنا إلى عقود قادمة، تتغيّر فيها السياسات وموازين القوى، ولكن تبقى السنن التي صنعها العقل المدبّر والعقل المفكّر في اعتبار واجب الدول والشعوب حماية الذات والإحساس الجمعي بالحرية والكرامة.
لقد انتقل مجلس الوزراء اللبناني، بوتيرة سريعة، من الخلاف الى الائتلاف. وكان التضامن الحكومي، صورة عنوانية، للتضامن الشعبي بين كل المناطق والطوائف والأحزاب. وحدة وطنية حقيقية، تشهد ان حسّ المواطنية اللبنانية يغلب ما عداه من عصبيات، وأن ذلك لا يظهر على صورته الجلية إلا في حال وزمن كالذي نحن فيه. الوحدة الوطنية سبيلنا للصمود ودحر العدوان، وسبيلنا لكسب دعم الأشقاء وتعاطف الأصدقاء.
إني من القائلين: إذا صدقت وحدتنا الوطنية، صدق فعلنا في هذا العالم وحققنا الفوز. وذلك هو التحدي الذي يواجه لبنان واللبنانيين. وهذه المرة، تجبّ الأفعال والمواقف ما عداها...
ومع كل ذلك، ومع أن الأيام ستكفي مؤونة الجدل في كثير من القضايا، فإن كافة الأسئلة اللبنانية عندنا هي أسئلة مشروعة، وتستلزم الاجابة عليها، وهذا ما سنعالجه في مقالات متابعة على صفحات جريدة <السفير> الغراء. في موعد يومي مع هذه الزاوية، ولكن، عنوان الكلام في كتابنا، هنا والآن، سؤال الحرب، جوابه: المقاومة.
(?) وزير العمل الحالي
جريدة السفير
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |