علي رحالية: المواطن الذي أعلن الحرب بـ"قلم رصاص"
2009-04-21
علي رحالية "مواطن" جزائري، غير أنه مواطن من نوع خاص جدا.. ينشر رسائله المفتوحة أسبوعيا على غير العادة في أهم مساحات صحيفة "الخبر الأسبوعي"، مثلما كان يفعل قبل سنوات على "الشروق اليومي"، مع صورته المميزة وإيميله الشخصي..
علي، مواطن مدلل ولد كبيرا، عندما نشر أولى رسائله "المفتوحة" الأولى التي كان عنوانها "مواطنون لا جرذان".. كان ذلك في يومية "الشروق اليومي" في عهد مديرها السابق عبد الله قطاف، الذي أعجب برسالة هذا المواطن الذي هو صحفي سابق واتفق معه على أن ينشر له "رسالة مفتوحة- مفضوحة" مرة في الأسبوع في الصفحة الأخيرة "المقدسة". ولئن كانت رسائل المواطن علي رحالية تغوص عميقا في هم المواطن البسيط ولسان "مقطوعي الألسنة"، إلا أنها تكتب بطريقة مختلفة تماما، فيها جرعة زائدة من النقد ومن الهم الفردي والجماعي، وبفنية عالية جدا والأهم اهتمام بالتفاصيل الدقيقة (وحتى التافهة أحيانا). وفي الحقيقة فإن الهوس بالتفاصيل لا يعود إلى مرحلة "المواطن" فقط، بل هو من سمات الكتابة "الرحالية" منذ عهد "الصحفي"، وفي هذا السياق يذكر المواطن علي رحالية وقائع طريفة، منها أنه كتب موضوعا نشر في يومية "الخبر" سنة 1998 بمناسبة عيد الاستقلال، وكان الموضوع مليئا بالتفاصيل الدقيقة إلى درجة أن محاربا من زمن الثورة الجزائرية من منطقة بسكرة بالجنوب الجزائري تفاعل مع الموضوع وبعث يقول بأنه كان في الولاية الخامسة للثورة، لكنه لا يعرف محاربا باسم "علي رحالية"، اعتقادا منه أن الموضوع يتعلق بشهادة شخصية لا بعمل صحفي توثيقي. ومرة كتب تحقيقا تاريخيا عن انقلاب 19 جوان 1965، وتركه في أسبوعية "الحرية" التي أوقفت عن الصدور في نهاية التسعينيات من القرن العشرين، لكنه عندما عاد ليستفسر عن مصير موضوعه وهو "صحفي جاي للدنيا"، فتفاجأ برئيس التحرير حينها محمد علواش يعيد له موضوعه قائلا له: "من يقرأ موضوعك يعتقد بأنك من المشاركين الفاعلين في الانقلاب".
هذا الهوس بالتفاصيل والتوثيق الدقيق، لازم علي في كل مراحله من العمل الصحفي إلى كتاب "اليوم الأخير" الخاص بالرئيس الراحل هواري بومدين إلى مرحلة "المواطن" التي أصبحت بالفعل نبضا المهمشين من الناس والذين امتلأت قلوبهم دون أن تكون بهم وسيلة لتفريغ همومهم، والبريد الالكتروني المصاحب للرسالة المفتوحة بحمل دائما رسائل مواطنين من مختلف المناطق وجدوا أنفسهم في تلك لمساحة الأسبوعية في الوقت الذي لم يجدوا أنفسهم في مقالات "المثقفين" و"المفكرين" وأصحاب الألقاب الكبيرة والصور التي في العادة شمسية ببدلات كلاسيكية فاخرة وربطات عنق أنيقة.
وللمواطن علي وقبله الصحفي حكاية مميزة مع الصور المرفقة لمقالاته.. كانت له صورة غريبة في "الخبز الأسبوعي" (أيام علي الصحفي)، يضع فيها يده على وجهه، يقول بأن مصورة "الخبر" التقطتها له خلسة، وأما الصورة التي كانت انتشر له كمواطن في "الشروق اليومي" وكانت تصوره يسند وجهه إلى قبضة يده فهي منتزعة من صورة عفوية فيها تفاصيل أخرى وأشخاص آخرين، أما الصورة التي عرف بها في "سطور" "المحقق فقد انتزعت منه "بالقوة".
لقد كتب بعنف وتمرد في "مرحلة المواطن"، التي استأنفها منذ أشهر بعد انقطاع طويل، فهو في كل "رسالة مفتوحة" يذبح" مسؤولا كبيرا ويقدمه قربانا للمواطن البسيط الذي لا يمتلك سلاطة لسان المواطن علي ولا حدة أسلوبه، وما يشد المواطنين العاديين إلى أسلوب هذا المواطن غير العادي، هو أنه في كل مرة كان يقبض على مسؤول متلبسا بالكذب وبالزيف وبالأدلة القاطعة، فهذا الذي طلّق الكتابة الصحفية العادية وعاد إليها مرة أخرى كمواطن لا يخشى شيئا بل الجرائد هي التي أصبحت لا تستوعب السقف العالي من الحرية التي يتمتع بها في كتابته، وهو الذي سبق وأن رفض الكتابة في "الأهرام" المصرية وهي ما هي، لا لسبب إلا لأنهم طلبوا منه أن يعوض محي الدين عميميور فرفض هذا الدور.
علي رحالية التي توج مسيرته الصحفية بكتاب "اليوم الأخير" عن الراحل هواري بومدين ولم يتم مشروع الثلاثية عن نفس الموضوع، يحضر حاليا لكتاب سينشره بعنوان "مواطنون لا كلاب.. يا كلاب".. بقلم "مواطن مسعور".. الكتاب في اللمسات الأخيرة، لكنه يبحث عن ناشر يقبل به بكل حدته، ولن يكون إلا ناشرا "مسعورا" بحب الحقيقة، فهل سيجده؟
08-أيار-2021
القاص اعلاّوة حاجي: راهنت على تقديم مادة قصيرة تتماشى والقراءة الالكترونية حاوره: |
11-حزيران-2009 |
04-حزيران-2009 | |
23-أيار-2009 | |
14-أيار-2009 | |
08-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |