قرار لا بد منه
2006-07-19
اذا لم تكن قضية جميع اللبنانيين اليوم، وفي مقدمهم "حزب الله"، انقاذ لبنان، فان الجميع والوطن في ورطة كبيرة.
وانقاذه لا يعني ايصال المساعدات الى المدنيين المعزولين في قراهم فحسب، ولا يعني التوصل الى هدنة انسانية فحسب، بل يعني التوصل الى وقف للنار لا يسمح بتكرار ما جرى من الطرفين وما فرض على لبنان من حرب مدمرة. ذلك ان المعطيات التي فرضتها الحرب ومجرياتها الميدانية والديبلوماسية باتت تتطلب اعادة نظر جدية ومسؤولة.
أولاً، ان البعد الاقليمي للحرب على لبنان ليس وهماً ولا تكهنا على رغم البعد اللبناني في المواجهة بين "حزب الله" واسرائيل. بل قد لا يكون خطأ اعتبارها حربا اقليمية اطرافها الرئيسيون اسرائيل واميركا من جهة وايران وسوريا من جهة اخرى.
ثانياً، يبدو ان ثمة توافقاً - أقله حتى الآن - بين جبهتي هذه الحرب على ان يكون لبنان هو ساحتها والاشارات الى ذلك كثيرة، من التصريحات الايرانية عن الاستعداد للدفاع عن سوريا اذا تعرضت لأي هجوم، الى النفي السريع السوري والاسرائيلي لتعرض موقع داخل الاراضي السورية لغارة اسرائيلية. ولعل الاهم هو اقتصار الكلام الاميركي عن سوريا على نطاق الضغوط السياسية.
ثالثاً، الحرب صارت مفتوحة ليس لأن السيد حسن نصر الله استنتج ان اسرائيل ارادتها كذلك بحجم ردها فحسب، بل لأن المجتمع الدولي وفي مقدمه اميركا اطلق يد اسرائيل لمواصلة عملياتها وان يكن البعض فيه غير قادر على تبرير او تقبّل مستوى العنف الاسرائيلي.
رابعاً ، اصرار اميركا على مد عمر الحرب وخصوصا عندما قالت الوزيرة كوندوليزا رايس ان وقف النار يحصل عندما "تنضج الظروف" يعني لامبالاة اميركية مطلقة بالدمار والمآسي البشرية التي تلحق بلبنان لان رهانها هو ان استمرار الضرب يعني مزيدا من الاضعاف لقدرات "حزب الله" وربما تحقيقا لهدف تفكيكه كما تريد هي واسرائيل.
خامساً ، الرهان على الغاء "حزب الله" (ونزع سلاحه ضمنا) بالعمليات العسكرية رهان خاطئ بل مستحيل. ومهما طالت الحرب ومهما اضعفت قدرات "حزب الله"، فان نزع سلاحه يحتاج في النهاية الى حل سياسي. طبعا القول باستحالة القضاء على "حزب الله" بالحرب لا يعني ان مواصلة الحرب ستقضي على اسرائيل من شمالها. فقليل من الواقعية يملي الاعتراف بأن الترسانتين غير متكافئتين في حرب كهذه.
ماذا يعني كل هذا؟
يعني في الدرجة الاولى ان يتخذ "حزب الله" قرارا لا بد منه ولا يحتمل لا لبنان ولا اللبنانيون تأخره بتفويض الامر الى الحكومة لتتولى هي مهمة الانقاذ بالعمل مع المجتمع الدولي على وقف للنار يضمن تلبية المطالب اللبنانية في الملفات العالقة مع اسرائيل، الاسرى ومزارع شبعا، ويضمن مطالب المجتمع الدولي من لبنان وخصوصاً بسط سلطته على كل اراضيه ويقيه تاليا عواقب المواجهة الاقليمية الأشمل ومتفرعاتها.
جريدة النهار
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |