هل يحتل قراصنة المال جزيرة أرواد
2009-05-25
"أصدرت دائرة الأثار قرارا يقضي بإزالة الصفة الأثرية عن جزيرة أرواد, لتبقى الصفة على مناطق محدودة من الجزيرة منها قلعة ارواد والبرج والمرفأ القديم والسور الفينيقي والحمام العثماني و13 بيت اثري تراثي".
الخبر أعلاه، جاء ليقول أن ازالة صفة الآثار عن جزيرة أرواد، يفتح الباب لتمرير مشروع قديم دؤوب تشهده الجزيرة.. المشروع هو استملاك الجزيرة وترحيل سكانها، ليكون القانون الجديد، بمثابة القشة الكافية لقصم ظهر الارواديين بعد سنوات من المثابرة على قصف أعناقهم عبر قصف أرزاقهم، ولنعد الى الحكاية منذ بداياتها الاولى,
بداية، كان لابد امام الطامحين للاستيلاء على الجزيرة من تهجير سكانها، والتهجير يأتي عبر سياسة القضم والتضييق والتجويع فكيف كان التجويع.
يعيش أهالي أرواد منذ أزلهم على مصادر عيش ثلاث:
- الصيد البحري
- صناعة الزوارق والسفن
- ركوب البحر والعمل عبر المتوسط والبحر الاسود والبحار التي تأخذهم اليها الأشرعة المهاجرة.
في البداية كان حرمان الصيادين من الصيد، وذلك عبر مخطط مفاده مايلي:
أولا: اطلاق يد صيادي الديناميت في طول البحر وعرضه، فكانت عصابات الديناميت، تعمل على قتل الثروة البحرية، فحين ينفجر اللغم يأخذ بطريقه الاسماك الصغيرة والكبيرة، والبيوض، وماتبقى من السمك الحي يهاجر مناطق الديناميت الى مناطق أكثر أمنا، وحصل هذا على مدى سنوات متتالية، وعلى مرأى من خفر الشواطئ المتواطئين، والنتائج يمكن قراءتها عبر مقارنة بسيطة مابين أحوال الصيادين في المياه التركية وأحوال الصيادين في المياه السورية والمقارنة ستبدو جائرة كما احوال الصيادين جائرة.
الخطوة التالية: لهتك الثروة السمكية، تقوم الجرافات البحرية بالدخول الى المياه الاقليمية السورية وخصوصا منطقة أرواد، وهي جرافات يونانية وقبرصية وتركية، لتقوم بجرف السمك، وأيضا على مرأى من خفر الشواطئ المتواطئين، والجرافات تأخذ السمك الصغير والكبير والبيوض فتجهز على ماتركته أصابع الديناميت.
في الخطوة الثالثة التضييق على الصيادين، عبر ممرين، الاول، مصادرة شباك الصيادين لأتفه الاسباب، وفي التالية التضييق على حركتهم في ايصال حصادهم من الصيد الى البازار في مدينة طرطوس، حيث تصادر الشبكة اذا ماعثر في مساحاتها الواسعة على عين تتجاوز 6 مم، فيما لايسمح للصياد الاروادي بنقل حصاده من الاسماك الى البازار، دون افراغه في الجزيرة، ومن ثم نقله إلى الزوارق التجارية فلا يصل السمك الى البازار الا وقد أصابه العفن، وبالحد الادنى بتكلفة كبيرة تضاف الى التكاليف المرهقة التي يتحملها الصياد، والمترتبة عن اهتلاك الشباك ومازوت الزوارق، وسواها من النفقات التي تحول الصياد الى انسان مرهق، خصوصا ومحصوله من صيد السمك، شحيح الى درجة غالبا لاتسمح له بأن يتذوق صيده ولو مرة في السنة( والأمر ليس مبالغة أبدا!!).
ببساطة المفارقة شاسعة وواضحة: تصادر شبكة الصياد ان عثر على عين تتجاوز 6 مم في شبكته فيما يصفق للجرافات البحرية الاجنبية التي تدخل بحرنا بسلام وتخرج بسلام بعد أن تفتك بأحيائه.
ثانيا: صناعة السفن والزوارق: الاروادي هو أقدم وارث في تاريخ المتوسط لصناعة الزورق، والزوارق التي أوصلت أليسار الى قرطاجنة لم تكن من صناعة سوزكي، كانت من صناعة الارواديين أحفاد الفينيق، والمهنة متوارثة وانجازاتها لاتصعب على العين الخبيرة، ومثالها آخر سفينة أطلقها الاروادي لتنطلق من أرواد الى رأس الرجاء الصالح وصولا لمضيق جبل طارق ومن ثم عودة الى أرواد وهي سفينة شراعية، ليس فيها مسمار واحد ولاقطعة حديد واحدة، وهي أثر معماري عظيم طالما تباهت به الحكومة السورية وعملت على التقاط الصور التذكارية الى جانبها، ولكن النتيجة، أن صانع الزورق الاروادي ممنوع عليه أن يقوم بصناعة سوى عدد محدود من الزوارق، ولا يستطيع صناعة الزورق الواحد الا عبر الممرات الحكومية التي تطالع روحه وتهتك بشخصه وكرامته، مع أن هذا النوع من الصناعات يفترض أن يندرج في مستوى الصناعات الثقافية التي يجب على الحكومة دعمها واعفائها من الضرائب وتشجيعها، خصوصا وأنها مطلوبة من كافة دول المتوسط خصوصا من اليونان وقبرص وتركيا وكذلك ليبيا وبقية دول المتوسط، وحسب معلوماتنا فان جهات روسية عديدة طلبت الزورق الاروادي سواء منه زوارق الصيد أو زوارق الترفيه والسياحة، او السفن المتوسطة الحمولة، وكانت الحكومة تضيق على الصناعيين وورشاتهم، فتحيلهم من ادارة الموانئ الى المحافظة الى جهات أخرى (تعرفونها)، وفي كل تضييق عائلة تجوع، وصناعي يقتل، ويد خبيرة تصاب بالشلل.
ثالثا: الهجرة، وحالها ليس أفضل، فالمنع من السفر يطال جزءا كبيرا من سكان الجزيرة، مايعني اغلاق كل الابواب بوجههم..
والنتيجة؟
الصيد الشحيح، والبحر المقتول، والصناعة التي يعمل حفارو القبور على دفنها، ومنافذ الهجرة مغلقة، فما الذي يفعله سكان الجزيرة في هذا الركام الهائل من الاماتة المتعمدة والمبرمجة لهم؟
يبيعون الجزيرة.
ولمن؟
لفنادق النجوم الخمسة.
وان باعوا ماهو مصيرهم؟
الموت في ملح البحر فالاروادي تماما كما السمكة, ان انتزع من بحره يقتل.
اذن؟
لن يبيع.
والعمل؟
يقوم المتنفذون باستملاك الجزيرة أو جزءا منها، وذلك بعد ازالة صفة المنطقة الاثرية عنها، ويحل الاستملاك مكان البيع، ويبنى الفندق، وتلون جدران الجزيرة بالالوان البيضاء، ويتحول السكان الى مرافقين للسواح الذين يطمحون لأخذ الصور التذكارية مع الحمير.
هذه هي الخطة والخطة نجحت.
البحر صودر
والبشر بين خياري الموت أو الموت.
والفندق سيأخذ الجزء الحنوبي كاملا من أرواد, ولكن السؤال العالق لماذا؟
ولماذا .. ماذا؟
لماذا تترافق اللصوصية والغباء في رساميلنا (الوطنية جدا)؟
ماذا لو فكرت هذه الرساميل خارج منطق اللصوص، وذهبت الى التالي:
نمد لسانا بحريا في مياه البحر ونبني عليه الفندق، ونحافظ على الجزيرة وسكانها.
ألن يخدم ذلك الفندق الذي سيخدم بدوره الجزيرة، فيعيش رأس المال ويبقى السكان على قيد الحياة.
انه الاقتراح الذي لايلعب مع المستحيل، اقله أنهم (بلطوا) شواطئ الساحل السوري من بانياس الى البسيط حين راقتهم مصالحهم، هل يعجزون عن تبليط لسان بحري يحمي الجزيرة وسكانها ويخدم فخامة الفندق، وصاحبه أي كانت مصالحه؟
عن موقع شوكو ماكو
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |