الأخضر بن يوسف فيلم لجودي الكناني عن الشاعر الكبير سعدي يوسف
2009-05-27
"سلاما ايها الولد الطليق "
من يملك خاتم الطفولة ،لابد أن يملك خاتم الشعر
نستطيع القول ان الشعر شجرة الحياة ا لخضراء . يبدو ان سعدي يوسف لم يخطئ عنما اطلق هذا الاسم على" ديوانه "الذي لاقى شهرة واسعة في العالم العربي ، عندما يذكر الاخضر بن يوسف، ترتد الذاكرة إلى "سعدي يوسف "الشاعر ، الصورة المرتبطة بصاحبها ،وها هو فيلم الاخضر بن يوسف يوثق للاخضر بن يوسف ذاته .
ها هو سعدي الشاعر الذي تزاحمت عليه ا لايام والمنافي وحروب العراق ، بدا واهن الصوت ،حزين العين يتامل غابات الحياة ويطرح اسئلة مفتوحة ،في حياة ضيقة، نهاتيها الموت، كمقبرة في السيدة زينب او حي الشهداء، او مقبرة فلسطين .
حنين الشاعر يدور بين المقابر يبحث عن وجه حيدر الذي ضاع منه في الحياة الواسعة كقبر .
كا ميرا جودي الكناني الصافية، اختارت التوثيق لشاعر كبير .ترك اثرا في الشعر العربي والحياة الشعرية . حيث ترجمت أشعاره إلى لغات عدة .
وجه طفل في الغابة ، هو حلم يظهر مرافقا لحلم الشاعر، الذي بدا العمر يظهر عليه . احلام الطفولة تتلاقى مع احلام الشعراء . من يملك خاتم الطفولة، لابد من أن يملك خاتم الشعر .
هكذا تجول الكاميرا في الغابات في سحرها وغموضها التي تشبه اعماق الانسان ليتردد صوت الشاعر في قصائد تمطر وحشة وغربة وأسئلة .
أصوات تساقط جذوع الاشجار ، هل كان لها من مغزى ومعنى في عين الكاميرا فالمخرج هو شاعر ايضا ، إذ يرى العمر كالاغصان ، وجسد الانسان شجرة تتقلب عليها الفصول والمواجع .
هل هو العمر الذي يتقصف ؟
هل هو ايامنا التي تمشي مسرعة كما راتها كاميرا" جودي الكناني ."
الحديث عن الفليم يحتاج إلى زمن أطول من المدة الزمينة التي خصصت لهذا الفليم ، فلا تستطيع الكاميرا التقاط سبعون عاما من حياة شاعر مثل سعدي ، وكان لابد من ساعات وساعات كي تتجلى امور وتطرح قضايا وأراء في هذه المسيرة الشعرية التى تقاطعت ما بين مؤيد ومعارض ما بين محب وكاره .
الفيلم يتوقف عند بعض المحطات الإبداعية في مسيرة الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف
يتحدث فيه عن الموت والحياة. كيف ينظر الى الموت، وكيف اصبحت علاقتة به، بعد موت ابنه حيدر
فلسفة الموت عند الشاعر تختلف عن فلسفة الموت عن البشر العاديين .
حيد ر يا ولدي
هل اضعنا الطريق إلى البيت ؟
لا شك اني هرمت وذاكرتي وهنت مثل عينيك !
وفي الفيلم يتحدث سعدي ايضا عن الغزو الامريكي وعن طائرات الشبح وعابرات القارات تلك التي قصمت ظهر البلاد
ويناديها
يا بلادا بين نهرين
يا بلاد ا بين سيفين
عليك يا ارضي السلام
عليك يا أرض السلام
الفيلم قصير 35 دقيقة ولكنه مكثف بالصور الغنية .
لقد تمكن المخرجان جودي الكناني و باسل علي عمران في خلق طقس شفاف وحزين ، لكنه ينبأ بالعاصفة ، طقس بصري يتماهى مع بنية القصيدة عند سعدي يوسف وبل يتداخل معها عبر لقطات تؤسسها عين تقرأ القصيدة وأسفار شاعرها بعمق وذائقة متفردة ، لذلك انجزت العين وعدستها بنية بصرية متقنة في ابعادها لجهة زوايا الكاميرا وفضاءاتها الفنية من الانارة ومصادرها والموسيقى التصويرية المتألقة التي صاغها طه حسين..
كان العرض الافتتاحي في برلين بتاريخ 25/4 وسيتم عرضه في العديد من المهرجانات الدولية.
سناريو وتصوير : جودي الكناني
إخراج:جودي الكناني وباسل على عمران انتاج شركة 35سلوموش للانتاج الفني كوبنهاكن .
الموسيقى التصويرية : طه حسين رشك
المونتاج : الدنماركي بان باخ
كاميرا جودي الكناني وسيف علي
الوجوه الشابة :
رافل جودي" الطفل "
مسار جودي "الشاب "
شكر خاص للمخرج العراقي جودي الكناني الذي خصني بنسخة من الفيلم
08-أيار-2021
16-تشرين الثاني-2012 | |
14-أيلول-2012 | |
29-آب-2012 | |
18-آب-2012 | |
15-آب-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |