Alef Logo
كشاف الوراقين
              

فاطة ناعوت توقع ديوانها الجديد في حنين/ مع قصيدة مختارة من الديوان

ألف

2009-06-02


القاهرة/ يونيو 09

وسط حشد أعلامي وأدبي وقعّت الشاعرة فاطمة ناعوت لقرائها ديوانها السادس "اسمي ليس صعبًا" الصادر عن "الدار" للنشر والتوزيع بمصر. شهد الحفل رواد مكتبة حنين بجاردن سيتي. قدمت الحفل د. نوال مصطفى مدير المكتبة ورئيس سلسلة "كتاب اليوم" الذي يصدر عن مؤسسة الأخبار، قائلة إن فاطمة ناعوت شاعرة لها صوت شديد الخصوصية، وكاتبة ومترجمة جادة. استطاعت عبر عشر سنوات أن تصنع لها مكانة مرموقة في عالم الأدب والصحافة على السواء. تشي كتبها الاثنا عشر التي أصدرتها حتى الآن أن وراءها كاتبة تعرف ماذا تريد، ولا تهدر وقتها إلا في العمل الجاد. أما المفاجأة فهي أن ناعوت مهندسة معمارية وهنا يسطع سؤال حول هذا الانعطاف الحاد من الهندسة إلى الشعر، كما يسطع سؤال حول عنوان الديوان، اسمي ليس صعبًا، ومعنى كلمة ناعوت. استهلت ناعوت كلمتها بالإجابة عن السؤالين فقالت إن تحولها من الهندسة إلى الشعر ليس انعطافا بقدر ما هو اختيار أحد روافد العمارة للخوض فيه. فالعمارة بوصفها أم الفنون تنطلق من أرضها كل روافد الفنون، والشعر أحد هذه الروافد. ثم وضحت أن "ناعوت" في المعجم الصوفي يعني "قاع البحر"، وفي لسان العرب هو صيغة مبالغة من "ناعت" بمعنى مضيء الوجه، حسن الخلق. ثم قرأت بعضًا من قصائد الديوان. استهل الشاعر سمير درويش كلمته بقوله إن فاطمة ناعوت قارئة نهمة تمتلك ثقافة رفيعة تنهلها من رافدين أساسيين. فهي شاعرة لها صلة متينة بالتراث العربي القديم، كما أن لغتها الإنجليزية تمكنها من الوقوف على الإرث الغربي قديمه وحديثه. من يود تفهم شعر ناعوت لابد أن يعرفها كإنسان، مع الاعتذار للبنيويين وموت المؤلف. فالقريب من فاطمة ناعوت يعرف أنها تأخذ نفسها بالشدة نشدانا للجمال، وبالتالي تأخذ كل ما في عالمها بالشدة من أجل خلق ذلك الجمال في عالم ليس جميلا دائما. تختار ناعوت كلمات قصائدها بدقة بالغة تقترب من الخبث لتصنع حالة لغوية تخصها وحدها وتميز صوتها بين الأصوات الشعرية السابقة لها واللاحقة. القاص أشرف عبد الشافي تكلم عن ناعوت بوصفها امرأة تفعل كل شيء. تتأمل جيدا، وتتابع المسرح والسينما والموسيقى والفن التشكيلي، وتقرأ في كل شيء، النظريات العلمية والأدب والفن، من هنا يأتي ثراء وتنوع كتاباتها بين الشعر والنقد والترجمة والصحافة التي برعت فيها. الروائي والمترجم د. بهاء عبد المجيد قال إن قصائد ناعوت تدهشه، وتجعله يعيد تأمل الكون بعد الانتهاء من قراءتها. وأضاف أنها مترجمة بارعة تختار الصعب والراقي من الأدب الإنجليزي لتنقله للعربية نقلا إبداعيًّا احترافيًّا. جملتها الأدبية، سواء في الشعر أم في الترجمة أم في الصحافة لها فرادتها وتميزها بين الأقلام العربية. أما د. صلاح السروي فقال إن ناعوت تعرف كيف تحول العادي العابر إلى شعري عميق. وهذا جوهر الشعر. تأمل ما يمر على عيون الناس ثم محاولة استخلاص الشعريّ الفلسفي من بين سطوره. واتفق معه الناقد العراقي خضيّر ميري قائلا إن ناعوت تعتمد على المشهدية التي تستخلص منها شعريتها دون الوقوع في السردية المبذولة التي يقع فيها معظم كتاب القصيدة الجديدة. أما علي الفاتح، الصحفي بجريدة العربي ورئيس تحرير مجلة "شموع مصرية" فأشاد بالجملة الصحفية الاحترافية التي تكتبها ناعوت في أعمدتها الصحفية، التي لا تشبه إلا نفسها وسط هذا الزخم من الكتابات الصحفية المتشابهة المسطحة. من الصعب أن تخطئ جملتها وإن لم تقرأ توقيعها على مقال لها. وتكلم الروائي وجيه القاضي والمترجم أن اختيار ناعوت ترجمة فرجينيا وولف التي يهرب عادة المترجمون منها دليل على حبها ركوب الصعب. وقال إن عميد المترجمين العرب د. محمد عناني أشاد بترجمة ناعوت لفرجينيا وولف، التي قراءتها صعبة بالعربية، فما بالنا بالإنجليزية وهي من أبناء تيار الوعي والتداعي الحر للأفكار واللعب بالضمائر والأزمنة. كذلك القاص البريطاني جون ريفنسكروفت الذي قدمته فاطمة ناعوت للقارئ العربي لأول مرة ما يُحسب لها تقديمها للمكتبة العربي الرفيع والصعب في آن. أشادت د. أماني أمين مدير منتدى الكتاب العربي بدور ناعوت الثقافي الحيوي ودعمها المنتدى بوصفها أحد محكميه التطوعيين، وأنها تثق جدا في النصوص التي توافق ناعوت على نشرها لأنها تعرف أن ذائقتها عالية ولا تجامل في الفن. أشادت الروائية ابتهال سالم بجدية فاطمة ناعوت وإصرارها على التميز وسط المتشابهين. وقال د. أحمد جابر، أستاذ الهندسة الكيميائية جامعة القاهرة، وأحد قراء ناعوت، إنه ومنذ قرأ لها أول مرة حدس بأنها مهندسة. ذاك أن المهندس قادر على التقاط ما لا يلتقطه سواه. المهندس ينظر داخل الأشياء ولا ينظر خارجها. ورؤيته تقوم من أسفل إلى أعلى، عكس المحامي مثلا الذي ينظر من أعلى إلى أسفل. وأنه حينما قرأ كتابها "الكتابة بالطباشير" اندهش من قدرتها على التقاط دقائق الأمور في العمارة، مجال تخصصها، وكذلك في الترجمة والأدب وهما هوايتاها اللتان تحولتا إلى احتراف بفضل ثقافتها وإصرارها على تحصيل العلم. محمد توفيق، أحد متابعي ناعوت، قال إنه حينما قرأ قصيدة "أخاف اللون الأبيض" بالمصري اليوم، التي ترثي الشاعرة فيها أمها أعجبه التقاطها أمورا صغيرة عابرة واستنزاف الشعر منها، وقد كان يعرض القصيدة على الشعراء الشباب ويقول لهم انظروا كيف يصنع الشعر عالما مكتملا في كلمات مكثفة قليلة. أما شقيق الشاعرة، الأستاذ في طب عين شمس، فقال إنه كان في صباهما يقرأ أشعارها الموزونة ويحبها، لكنه لم يتوقع لها أن تصبح مشهورة في عالم الشعر كما حدث، لأن ميولها كانت علمية، كما أنهما، هو وهي، تربيا على الشدة والتفوق الدراسي فقط ولا شيء آخر. وأصرت والدتهما أن يدخلا الطب والهندسة وألا يلهيهما شيء عن الدراسة، ثم قال إنه أحيانا لا يفهم أشعارها الراهنة لأنها صعبة، إلا إذا شرحتها له، لكنه يحب مقالاتها جدا. وتحدثت ابنة خالة الشاعرة عن مرحلة الطفولة قائلة إن فاطمة كانت دائما مختلفة عن بقية الأطفال، فبينما كنا نلعب ألعاب الطفولة الساذجة كانت هي تتأمل وتكتب والكتاب لا يفارق يدها، لذلك لم أندهش، عكس بقية أفراد عائلتنا، حين صححت مسار حياتها وتركت العمل الهندسي للتفرغ للكتابة. هي ببساطة عرفت ماذا تريد.

فاطة ناعوت توقع ديوانها الجديد في حنين/ مع قصيدة مختارة من الديوان - ألف
دميةٌ خشبية


هَبْ أنكَ الآن في مكانٍ ما
في صحبةِ امرأة ما
سواي طبعا!
ولنفرضْ أن ساقيها ليستا من خشبٍ
ولا جزعَها من رخام
ولم تقرأِ النبيَّ
يعني:
مهرةٌ
حين تطلبُ إليها أن تكونَ مُهرةً
لينةٌ
تطيعُ السائسَ
تخلعُ اللجامَ قبل أن تدخلَ العُشبَ
وليس عندها حدوةٌ
مثل التي دقّتها أمي في قدميّ
بمساميرَ طويلة.

ساقاي أيضا طويلتان!
وخصلاتي تحكى حكايا كثيرةً
عن:
عرائسي
مئذنةِ أبي
خزائنِ أمي
وشرورِ أخي
الأولى: مخبآتٌ في غرفتي القديمة
والثانيةُ: أسقطتْ تكبيراتِ العيد ولحيةَ أبي
والثالثة: مثقلةٌ بالعقيق والتعب
والرابعةُ: لا تنتهي!

لكن مُهرتَك
لا تحفلُ إلا بـ "الآن"
والآن..
لنفرضْ أنكَ تحكى لها عن عروسٍ خشبية
كانت تخصّكَ
لا تتقنُ فنونَ المُهْرَة
وحلُمتْ أن تكونَ امرأةً
لكنها أخفقتْ
ولما حاولتْ قصَّ خيوطها
تفككتْ أوصالُها
وماتتْ غارقةً في جفافِها.

يا صحنَ الفولِ النابت
كُن شاهدًا على صمتي!
يا كأسَ الليمون المثلّج
كُن شاهدًا على ثرثرته!

الآن
اصمتا لحظةً حتى أُنهي القصيدةَ
وبعدها اسمحا لي أن أنفجرَ
كي تكملا النميمةَ عني.





القاهرة / أبريل 2008








تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow