في حفل بهيج ولقاء ودي كبير وعظيم ضم الكبار والاصدقاء ، تحركت مدينة مصياف على المستوى الشعبي والرسمي باتجاه حضرة مقامات إخوان الصفاء وخلان الوفاء في منطقة المشهد العالي الواقعة غربي أعلى المدينة وعلى مفارق الطرق وضمن المدينة تستعد لاستقبال ضيف إخوان الصفاء الكبير الاستاذ الدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري ورئيس مركز الدراسات الاسلامية في دمشق ، وفي تمام الساعة الواحدة توزع المستقبلين على اربعة مناطق بدءا من باب جامع الداعي الرفني في وسط المدينة وقف شيخ البلد والطائفة سماحة الشيخ غسان اسماعيل عضو مجلس هيئة الافتاء في محافظة حماة كان على رأس المستقبلين امام باب الجامع وحشد من المصلين ابناء الطائفة ، وحشد من العوام ، وعلى منتصف طريق حمص مصياف رأيت ان استقبله بشخصي فاستقليت السيارة باتجاه حمص حتى قابلته وسط الطريق وتنقلت الى سيارته واتجهنا الى مصياف لنلتقي بوفد من المستقبلين على باب المدينة ، دخلنا بداية الى جامع الرفني وزار الضيف الكبير وصحبه مقام الداعي الرفني وهو احد دعاة الإمام سنان راشد الدين عليهم السلام وقام بتلاوة الفاتحة كما زار مقام السيدة الطاهرة رحمة كاتمة اسرار الإمام سنان عليهم السلام وباب الحوائج الى الله ، وتوجهنا الى مقام اخوان الصفا في غرب المدينة لنلتقي في الطريق بكل من السادة رئيس مجلس المدينة الاستاذ محمد ابراهيم الشيخ علي وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس مدينة مصياف وأمين شعبة الحزب الرفيق تركي شاهين والسيد العميد مدير المنطقة ( أول مرة أراه ولا أعرف إسمه ) ومجموعات من الفعاليات الاجتماعية ترافق الوفد الضيف في طريقه الى اخوان الصفا ، وبعد وصولنا مقر القصر الذي تمت فيه كتابة الرسائل ( رسائل اخوان الصفا ) التقينا قدس الأب جورج مخول رئيس الكنيسة في قرية البيضا ويصحبه ثلة من الرعايا المسيحيين ، أوقفنا موكب الضيف لنلقي السلام على المستقبلين وهنا التقت جميع الوفود لنسير مشيا باتجاه مقام الامام ( الوفي ) احمد بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليهم السلام ، في باب الحضرة وإمام باب المقام خلع الجميع نعالهم وحنو رؤوسهم إجلالا لحضرة الإمام ودخلو زائريىن ولأول مرة يجتمع في هذا المقام الطاهر نسيج رائع من المذاهب المتآخية المتحابة حيث كان من بين الحضور الزوار ( من كل الأطياف الدينية والمذهبية ) وقد قرأ الفاتحة الوفد الضيف وصحبه وقام أحد الزوار بالتعريف بالمقامات مشيرا الى سمو الإمام محمد بن الحسن بن نزار بن المستنصر الامام الحادي والعشرين سنان راشد الدين وخرجنا باتجاه المقر الرئيسي لإخوان الصفا وتحلق الجميع في مقام الشاعر الأمير مزيد الحلي في كهف طوله (20 × 5 متر) يعود تحديث بناؤه الى العام 570 هجرية على يد الإمام سنان راشد الدين عليه السلام ، وتربعوا استعداد لوجبة الغذاء على شرف الضيف الكريم ، مقلدين في ذلك التراث الشعبي الذي كان أخوان الصفاء يقيمون فيه ولائمهم ، وكان المنظر يذهب بنا الى القرن الثاني الهجري ، وقد تحدث الشيخ احمد الحمصي أحد أكبر المرافقين للدكتور حبش اشار بكلمته على الإلفة والمحبة بين ابناء البلد خاصة وابناء سورية عامة وقد ايد ذلك قدس الأب جورج مخول الذي حث على التواصل والمحبة بين الجميع ورحب الرفيق امين شعبة الحزب بالوفد الضيف مشيرا إلى روعة وجمالية هذه اللحمة الوطنية المتحدة ودعاه لتكرار الزيارة ، بعد الغذاء تحلقنا في باحة جامعة اخوان الصفا وبدأ السيد الدكتور الحبش بكلمة عنوانها ( اخوان الصفا مطهرة للآخرة ) ، مشيرا إلى أنهم تركوا أعظم إرث إنساني معرفي عرفاني للأجيال ، وشاركه بعض الحضور مسائل النقاش وانتهت الزيارة بالترحاب بمثل ما استقبل بمنتهى الحفاوة والتكريم ، وقد ترك انطباعا جميلا عن تواضعه في زيارة هذه البلدة وإيلائها طرفة عين من مسؤول سياسي وديني له موقف وكلمة ، خرج الدكتور الحبش بوثائقية شاهدها بعينيه عن ان اخوان الصفا هم من بلد المنشأ مصياف ومن القرن الثاني الهجري وهذا دليل للباحثين على ما قدمه البعض وعن غير قصد منهم انهم من البصرة وفي القرن الرابع الهجري
لفت انتباهنا الدكتور حبش إلى مسألة ترجمة القرآن الكريم في السعودية وطباعة مئة مليون نسخة منه وتوزيعه مجانيا لفت انتباهنا الى مسألة الترجمة الغلط في عبارتين ( غير المغضوب عليهم ) و ( ولا الضالين ) وقد تذممت السعودية خطأ الترجمة فاعتبرت أن العبارة الأولى مخصصة لليهود والعبارة الثانية مخصصة للنصارى ما حدا بالدكتور حبش إلى كتابة مداخلة بعنوان : غير المغضوب عليهم ، خصصها للترجمة الغلط في نسخة القرآن ، وهذه إشارة من داعية إسلامي متنور ومتفهم حالة الحضارة الاسلامية في أعلى مراقيها
اهالي مصياف يشكرون الله على هذه الزيارة التي حلّ فيها الدكتور حبش ضيفا عزيزا على البلد وعلى الطائفة الاسماعيلية وعلى اخوان الصفاء وخلان الوفاء وعلى مقامات أئمة دور الستر لساعتين دخلتا في سجل أكارم زوار مدينة مصياف وتركت عبقها أريجا في فضاء المنطقة
وقبل التوجه الى باب المدينة في وداع الوفد الضيف على أبواب الحضرة المقدسة في جبل المشهد العالي في مدينة مصياف كان المودعين متراصفين يسلمون على الوفد ويدعون لهم بالسلامة ويشكرونهم على الزيارة التي تأمل الجميع تكرارها ، وبعد ان وصلنا الى البلد التي تبعد عن مقر إقامة الضيف سبعة كيلو مترات ، مررنا من إحدى الساحات العامة فحيا الدكتور الحبش النصب التذكاري لثلاث شهداء من مدينة مصياف في حرب 1948 هذا النصب الذي أسسه رئيس مجلس المدينة الحالي قبل شهرين من الآن وفي وسط المدينة ، نرحب بكل الضيوف ومن كل الاصقاع في بلدنا مصياف
هشام الحرك : ( كلنا شركاء ) 3/6/2009