تحقيــــق الســــبت ـ كم كوبا من الدم.. تريدون؟
2006-08-11
تري كم يكفي من أعداد الأطفال المذبوحين والمعلقين من رقابهم ينزفون دما وألما وعارا؟
وكم يكفي من الأمهات اللاتي دفن تحت الأنقاض وهن يحتضن رضعا.. أفواهم الصغيرة مازالت معلقة بصدور الأمهات اللاتي فارقن الحياة؟
وكم يكفي من البيوت المهدمة والجسور المحطمة والعمارات التي أسقطتها الصواريخ الغبية فوق رؤوس ساكنيها.. وكم يكفي من القري التي محيت من الوجود.. والأحياء التي سويت بالأرض؟
| تري كم يكفي من أعداد الأطفال المذبوحين والمعلقين من رقابهم ينزفون دما وألما وعارا؟ وكم يكفي من الأمهات اللاتي دفن تحت الأنقاض وهن يحتضن رضعا.. أفواهم الصغيرة مازالت معلقة بصدور الأمهات اللاتي فارقن الحياة؟ وكم يكفي من البيوت المهدمة والجسور المحطمة والعمارات التي أسقطتها الصواريخ الغبية فوق رؤوس ساكنيها.. وكم يكفي من القري التي محيت من الوجود.. والأحياء التي سويت بالأرض؟ كم يكفي من منظومة القتل والدم والخراب والدمار.. حتي يقول العالم كله لا لهذه الحرب اللاإنسانية ضد بلد مثل الحمامة وشعب طيب يريد أن يعيش بعيدا عن دائرة الدم والقتل والخراب اسمه لبنان.. لكي يتحرك الكبار الذين يحكمون العالم بالحديد والنار والدولار ولقمة العيش؟ وكم يكفي الرئيس بوش وظله الأسود كوندوليزا رايس.. من جثث الأطفال والنساء والشيوخ حتي يصفح عن لبنان ويسحب ربيبته المسعورة إسرائيل.. بعد أن شبعت قتلا وهدما ودمارا؟ كم يكفي مجلس الأمن الموقر ـ الذي تحول الي لعبة يلهو بها كما يشاء البيت الأبيض ـ من دمار وخراب بلد طيب لم يرفع يوما سلاحا في وجه أحد.. لكي يصدر قرارا حاسما بانسحاب الآلة العسكرية الإسرائيلية الهمجية.. ووقف نزيف الدم العربي في لبنان؟ ليس هذا حديثا الي الذين يسكنون البيت الأبيض ويتحكمون في رقاب العالم.. وفي صناعة مصير البشر. ولكنه حديث للضمير الإنساني.. إذا كان هناك بقية من ضمير.. بعد أن أصبح القتل انتصارا., وسفك الدماء عادة مثل الاكل والشرب والنوم والفرجة علي التليفزيون.. وذبح الاطفال مثل قطف الزهور من الحديقة ووضعها في فازات فرجة للناظرين.. بل إنني تصورت أن قتل الاطفال والنساء لم يعد في عرف العالم وفي شريعة مجلس الأمن جريمة يعاقب عليها أو حتي يندد بها, بل إن بيان إدانتها ـ مجرد ادانتها واستنكارها ـ لم يعد محل نظر.. ويكفي مجرد الامتعاض والأسي والأسف لما حدث.. يا حرام! ألا يكفي أكثر من1500 قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح.. ومليون مشرد ولاجيء.. ياحرام.. لكي يوقف مجلس الأمن نزيف الدم العربي في لبنان؟ هل اعيد الي مسامع العالم قصة الـ37 طفلا لبنانيا باتوا ليلتهم خائفين هلعين مرعوبين من صوت المدافع من حولهم وآلة الحرب الإسرائيلية القبيحة تزوم وتزأر.. تناولوا عشاءهم في الظلام.. ومن فرط الخوف وزلزلة الارض تحت الأقدام الهمجية ماتوا.. ولكنهم لم يستيقظوا حتي هذه الساعة.. قتلتهم الصواريخ الحمقاء التي لا هدف لها إلا اصطياد الأبرياء! هذا هو قدر أطفال الجنوب في لبنان.. علي حدود العدوة الأزلية البعبع الإسرائيلي أبورجل مسلوخة! من يوم أن يولد وفي انتظاره رصاصة أو صاروخ أو قذيفة مدفع أو طلقة من بندقية.. باسمه سوف تصطاده وتغتاله يوما كان عند الله مكتوبا! بأي ذنب قتلوا هذا الطفل.. وبأي جريرة قتلت هذه الصبية.. وهذا الفتي الصغير.. وذلك الذي مازال في المهد صبيا؟ حتي مجلس الأمن نفسه.. مجلس سلام العالم كله.. لم يصدر قرارا بالإدانة.. ولم يطالب بالتحقيق ولم يأمر بإيقاف اطلاق النار فورا. لأول مرة منذ61 عاما.. منذ قيام الأمم المتحدة لا يصدر قرارا فوريا بإيقاف القتال.. ايقاف آلة الحرب الغبية.. ووقف نزيف دم الاطفال والنساء! ولأول مرة يكتفي مجلس الامن بالأسف.. ثم يذهب اعضاؤه المبجلين ليغسلوا أيديهم وضمائرهم من دم37 طفلا و23 أما وأبا.. ولا يهم1000 لبناني آخرين سقطوا قتلي تحت نيران القدم الهمجية الإسرائيلية! لا يهم3000 جريح.. وأحياء كاملة وقري سويت بالأرض! ونحن خائفون مترددون.. واذا تحركنا.. فإننا نتحرك بعد أن ندفن أطفالنا ونتلقي فيهم العزاء! ................ ................. تري كم هو مطلوب من جثث الاطفال والنساء لكي يتوقف نهر الدم؟ ألا يكفيهم أن الرقم يقترب الآن من رقم الألف؟ كم جثة من جثث الاطفال والنساء يحتاجهم الضمير العالمي لكي يستيقظ ويصحو وينهض من سباته العميق؟ كم مبني؟ كم جسرا؟ كم بيتا؟ كم شارعا؟ كم قرية؟ كم مدينة؟ يلزم تدميرها وهدها فوق رؤوس ساكنيها لكي يأمر الرئيس بوش المحرض الأول علي الحرب والقتل والدمار في لبنان بوقف اطلاق النار؟ ماذا يفعل لبنان لكي ترضي عنه كوندوليزا رايس, وكأنها الساحرة في قصة الحملان الأربعة التي جاءت لتقول للبنان ولنا نحن العرب: مبروك عليكم الحرب.. مبروك عليكم الدمار.. مبروك عليكم قتل الاطفال.. مبروك عليكم الديمقراطية.. مبروك عليكم السلام؟ نفس مصير اطفال الجنوب اللبناني.. هو نفس مصير أطفال فلسطين؟ المقصلة الإسرائيلية علي أرض الأنبياء.. لم تتوقف لحظة زمان واحدة.. نازلة طالعة بلون الدم لتحصد حتي الآن أكثر من رؤوس ألف طفل.. بخلاف آلاف أخري من النساء والشيوخ والشباب! ماذا ننتظر؟ الشارع العربي يسأل؟ مذبحة قانا لم تكن الأولي.. بل إنها بعد عشر سنوات الثانية.. وربما بعد كم من السنين ياتري سوف تكون الثالثة أو الرابعة.. ؟ ............. ............. إنهم يرفعون العلم النازي! لقد اكتشفت والدموع نهر لا يتوقف من عيون كل الأمهات أن نزار قباني لم يمت.. مازال حيا يكتب ويسطر ويصيح ويتألم.. لقد عاصر مذبحة قانا الأولي.. كأنها نسخة بالكربون الأحمر من قانا الثانية.. أو كأن قانا الثانية هي النسخة الأحدث المنقحة والأكثر دموية من مأساة قانا الاولي.. يقول نزار قباني هنا: دخلوا قانا علي أجسادنا يرفعون العلم النازي في ارض الجنوب.. ويعيدون فصول المحرقة.. هتلر أحرقهم في عرف الغاز.. وجاءوا بعده كي يحرقونا.. هتلر هجرهم من شرق أوروبا وهم من أرضنا قد هجرونا.. هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم ويريح الأرض منهم.. فأتوا من بعده.. كي يمحقونا!! دخلوا قانا.. كأفواج ذئاب جائعة.. يشعلون النار في بيت المسيح.. ويدوسون علي ثوب الحسين.. وعلي أرض الجنوب الغالية.. كشفت قانا الستائر.. ورأينا أمريكا.. ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق وتقود المجزرة.. تطلق النار علي أطفالنا دون سبب.. وعلي زوجاتنا دون سبب.. وعلي أشجارنا دون سبب وعلي أفكارنا دون سبب. فهل الدستور عند سيدة العالم.. بالعبري مكتوب.. لإذلال العرب؟ ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع وجرير.. والفرزدق؟ ومن الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة.. ما الذي تخشاه من حرق الاطارات. وتوقيع البيانات.. وتحطيم المتاجر؟ وهي تدري أننا.. لم نكن يوما ملوك الحرب.. بل نحن ملوك الثرثرة!! ................ ............... القاتل يعيد ذبح ضحيته! ها هو القاتل يعيد ذبح ضحيته ـ كما يقول الزميل الكبير غسان شربل رئيس تحرير الحياة.. كم حظهم سييء أطفال قانا. لكل طفل يولد في لبنان وفي فلسطين قذيفة أو رصاصة أو صاروخ صنع في إسرائيل باسمه.. خطأ أن تولد في لبنان خطأ أن تولد في فلسطين.. فنهاية طريقك في الحياة مقدر ومكتوب هو باب القبر. نفس عبارات الزميل غسان شربل: خطأ أن تولد في لبنان.. خطيئة أن تولد في جنوبه, ومن الوقاحة ان تقيم هناك وان تبني سقفا وتتوهم انه يحميك, وأن تزرع موسما كأنك ستقطفه.. هذا ليس جنوب الوطن.. انه حقل رماية علي المدافع ان تظهردقتها.. علي الطائرات أن تثبت تفوقها.. يحتاج حقل الرماية الي اهداف مثيرة.. اطفال في احضان الامهات.. صغار تحت عريشة الدار.. مدنيون مكدسون في الطابق الارضي يتوهمون أنهم خدعوا الطائرات وضللوها.. كم جثة طفل يحتاج الضابط الصغير ليصبح جنرالا؟ كم ليترا من الدم يلزم لصناعة وسام؟ كم جنازة يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي ليجلس في نادي حراس الهيكل؟ حظهم سييء أطفال قانا لم يكن ايهود اولمرت محاربا لحظة ولادة الدولة.. لم يرتد يوما بزة الجنرال.. لا احتل ارضا ولا أنقذ الكيان كيف يجلس قرب اسحق رابين؟ كيف يخاطب ارييل شارون؟ كيف يحدق بأوسمة ايهود باراك؟ تلزم لهذا الرجل مذبحة غير عادية يحتاج سلما من الجثث الصغيرة ليتسلق علي حبال الدماء الي كتب التاريخ. كم حظهم سييء أطفال قانا.. بعد عشرة أعوام عاد القاتل الي مسرح جريمته وأعاد ذبح ضحيته! تري كم جثة طفل يحتاج مجلس الامن الي عقد اجتماع؟ كم نهرا من الدم يحتاج لكتابة قرار وقف اطلاق النار؟ كما شعبا من المقابر تحتاج الادارة الامريكية لتحتفل بولادة الشرق الاوسط الجديد؟ نحن لا نريد لاطفالنا أن يذبحوا.. نحن لا نريد أن نتحول إلي أمة لا هم لها الا هم البطون وهم الكراسي! أما الكرامة والشرف والحرية وتراب الأوطان.. فنخشي أن تتحول الي عبارات في مقطوعة إنشاء يكتبها تلميذ في الابتدائي.. او نشيد نردده في المناسبات.. او حتي لا نردده.. ونكتفي عند سماعه بتغيير مؤشر المحطة الي محطة الانس والفرفشة.. وأغاني الهبل الازلي المقرر علينا من الفضائيات العربية والمصرية ايضا.. وكأننا أمة من المهابيل والمعاقين مكاننا الطبيعي خلف اسوار الخانكة والعباسية.. نريد أن نقول لا.. لكل من يريد بنا خرابا أو دمارا.. نريد أن نقول لا.. لكل من يريدنا أمة الصمت والطاعة, وأن نمشي جنب الحيط لا ننش ولا نهش بعد أن اصبحت كلمة لا في قاموس العمل السياسي رجسا من عمل الشيطان فاجتنبوها! لماذا لا نكون يدا واحدة.. وكلمة واحدة في وجه عدو يحتمي خلف أعظم قوة علي وجه الأرض والتي تتحكم في الرقاب والعباد التي اسمها أمريكا؟ في الأساطير الشعبية الاغريقية.. قالوا لماذا فقد الثعبان رأسه؟ قالوا: لأنه أتي وحده! وكما يقول الصديق ممدوح أحمد حسين: أراد رجل أن يوصي أولاده وهو علي فراش الموت فجمعهم واخضر حزمة من الحطب ثم أعطاها لكل واحد من ابنائه لكي يكسرها فعجزوا جميعا. ثم فرق الحزمة وأعطي لكل واحد من أبنائه عودا منها فكسرها.. ثم قال لهم: أنتم إذا اتحدتم كنتم كحزمة الحطب لا يستطيع أحد كسرها وإذا تفرقتم صار الواحد منكم كالعود سهل كسره. تذكرت هذه القصة التي كانت ضمن ما تعلمته بالمدرسة الابتدائية وأنا أتابع مايجري في لبنان.. لماذا لا نقول كلمة لا.. للعدوان.. للقهر.. للقتل؟ وأقول: إنها حقا يا صديقي.. حزمة الحطب وأزمة العرب! .................. .................. عندما يصلي الغراب! الصديق مصطفي أمين رابعة تجارة عين شمس كتب إلي يقول: جواد إسرائيل الجامح.. يدمر البيوت.. يقتل الأطفال.. يشوه الأجنة في أرحام الأمهات.. ماذا كسبت إسرائيل؟ كسبت كراهية العرب وسخط العالم الحر.. تقتل.. تدمر.. تخرب من أجل أسيرين عند حزب الله.. وعندها في سجونها ألف أسير عربي.. وأمريكا المحرضة الأولي علي خراب لبنان.. تقول علي لسان كوندوليزا رايس وزيرة خارجيتها: أنا أصلي من أجل لبنان! أي صلاة هذه؟ إنها صلاة غراب البين! يا صوت الحق أجبني: بأي حق يحق للمغتصب أن يفرض شروطه علي صاحب الحق؟ .................. ................... كم كوب من دم الأطفال تريدون حتي توقفوا آلة الحرب والدمار والقتل والموت في لبنان؟ كم من عدد جثث الأطفال تريدون حتي يلين الرئيس الأمريكي ويرق قلب تابعته كوندي لكي يرحما أطفال العرب في لبنان وفلسطين؟ إلا يشبعون؟ أيها السادة: ليس بالاحضان ولا بالقبلات ولا بالمؤتمرات الصحفية وكلمات التشجيع وقصائد الموساه: شد حيلكم نحن معكم.. ننقذ لبنان.. ولكن بكسر شوكة العدو ومحاصرته دبلوماسيا وعسكريا ودعم المقاومة وجمع اصوات العالم الحر ليقفوا معنا ضد هذا العدوان الاحمق ومن يقف خلفه. ثم ماذا يهم أن يأتي سلاح المقاومة.. كما تصرخ إسرائيل. من سوريا أو ايران أو حتي من الشيطان نفسه؟ اليس سلاح العدو الذي يقتل به اطفال لبنان.. هو الآخر أمريكي الجنسية؟ تري كم تساوي دموع فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان وهو يحاول انقاذ بلده من عدوان آثم.. والعالم يتفرج ولم يصحوا إلا بعد شهر كامل من الدمار والدم والموت؟ |
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |