صدر مؤخرا للكاتبة العراقية منال الشيخ عن دار ملامح للنشر في القاهرة كتابها الثاني (أسفار العزلة). ويضم الكتاب الجديد الذي يقع في (123) صفحة من القطع المتوسط مجموعة نصوص نثرية موزعة على ستة عشر سفرا، وبعض الأسفار تندرج تحته نصوص تحمل عناوين فرعية خارج تقسيم الأسفار لكنها مرتبطة بسياقاتها في الفضاء الشامل.
وحمل الغلاف الأول فقرة توضيحية بالكتاب بقلم الكاتبة مما جاء فيها:
(عندما تنضج الأسفار في رحمٍ مغترب، يبلغ الاغتراب تمام مهمته، تاركا خلفهُ قوانين جديدة على طاولة محاكمةِ الأفكار، عند هذه النقطة يتناهى النسق، ويتجلى إنكار القوانين القارة، فلا مأوى متوقعا بعد الآن ولا رفوف لتدوين الخلاف بين الوجود وعدمهِ. ها هنا سقطتُ.. هنا زرعت أسفاري، وأنا أتطلع إلى (هناك) بانتظار رصيف ما ومارة علهم يحصدون الغلة قبل أن يبتلعها الضياع).
جدير بالذكر أن الكاتبة منال الشيخ المولودة في مدينة الموصل العراقية والمقيمة حاليا في النرويج، والتي عملت في مجال الصحافة في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية بصفة صحافية حرة. سبق أن صدر لها كتاب (انحراف التوابيت) - وهو مجموعة سردية - ضمن سلسة "نون" التي كان يصدرها اتحاد أدباء العراق فرع نينوى. كما أنجزت قبل سنتين (أمراء الرؤى) وهو انطولوجيا للشعر العراقي الحديث بجزأين وصدر عن البيت الثقافي الجزائري في الجزائر ضمن فعاليات (الجزائر العاصمة الثقافية). وتنتظر الشيخ قريبا صدور كتابها السردي الجديد (قضمُ ظهيرة مقدّدة) عن دار قدمس في العاصمة السورية دمشق.

من أجواء الكتاب نختار

تعريفاتُ سِفْر عاق

{1}
أعرفهُ
كان يحاول التَّماسك في الردهةِ الخلفية من الحلم يصافح ظلاً آخرْ، اسمهُ أحمد، حين قربت شفتي ادعتْ الجدران امتلاك ثلاث رؤوس واسمٍ وحيديكاد يكون أحمدْ. توسدتُ الإنارة المستعارة بلا ظلال أخلفها وراء لهاث القُبل. بدأ بملء دلوه بالأسماء .نطق الغيبُ بتعريفاتِ خلقٍ جديد. لا تتوهم أني انحرف رغم إعوجاج ميلان النهار *


أكاد أعرفه،

هو:
الشيوعي..
المؤمن القدير بالسماء
ولكنه
لا يؤمن بالسلالم الخشبية

هو
الصوفي الذي يحبُ الحبال
وتعليق عمره
على عكاز سؤال


هو
الفيلسوف :
الذي يملك عيناً ثالثة
لا يراها إلا الملائكة


هو
العاشق
ولدٌ عاق
يتوهم ولادةً جديدة في رحم أخرى


هو الراعي
عزلةٌ بعيدة
وجد غيابي قبيلة بدلية


هو
حكايتي
رداءٌ سيء
لمفهوم حُلم

هو مالكُ الغجرية،
غجرية
بلا أقراطٍ متمردة
بلا عفنٍ أخضر
يخلِّفهُ نحاسٌ ينامُ على معصمها



غجرية
ليس بقبضةِ قدمها
على باطن الأرض
ولا انحلال موج شَعرها
على ضفة غروب
تعلَّمتْ الاستقامة
من رقصِ الرمال
على جبينِ عاشق
مات للتو
تحت وطأةِ سرابٍ عاهر

***



{2}
كل صباح تهمس لأغطيتها المهجورة الصبيَّةُ:
سيأتي من يدثركبقماط الروح، وحتما لن تكون روحي، عندما تزرع الأفول في بستان رعشتي أنتظرْ انصهاري في كُمِّ بلوغ ..
اعصرني على مَهَل
اسكبني بخفة
وتريثْ في شربي
كلما صبَرتَ عليّ
وصلتكَ آهتي معتقة
تكفي لتسكير نصف العالم
فلا تدر وجهك الآن
لتظفر بغفوة مشروعة


* عنوان نص شعري للشاعر امجد ناصر