الإسلام بأل التعريف, و كيف نحكم بازدواجية المعايير؟!
خاص ألف
2009-06-14
كون الإسلام لا يتحّوى ازدواجية معايير أم لا , هذا يتعلق بطبيعة نظرتنا إلى الإسلام؟
و يمكن أن تكون الإجابة بنعم أو لا, تبعا ً لفهمنا للإسلام.
فإذا نظرنا إلى الإسلام كجوهر ثابت , عندها سنجد أن الإسلام يتحوّى ازدواجية معايير؟
و هذا ما نجده في الفهم الكلاسيكي للإسلام كما تجلى تاريخيا ,فلدينا سجل حافل التكفير و التخوين و سجل حافل بالحروب –تحت تبريرات دينية- بين مناصري الفرق و المذاهب الإسلامية .
و هذا ليس خاصا بالإسلام بل نجد في تاريخ الأديان الكثير من ذلك بلا استثناء تقريباً؟
- و إذا نظرنا إلى الإسلام كطريقة كشكل/ و طريقة تشكل و صيرورة حركية احتمالية نسبية حيوية تتحّوى مصالح يمكن مقايستها و مقايسة صلاحيتها
عندها سنسحب البساط ممن يعرض لمصالح الظلم و ازدواجية المعايير, و يقول لنا هذا هو الإسلام الدين الإلهي عليك القبول به كما هو ؟
فكل ناطق باسم الإسلام "بأل التعريف" هو يروج بحسن أو سوء نية لازدواجية المعايير؟
فهو يختزل الفهوم المتعددة للإسلام في فهم واحد يطلق عليه اسم "الإسلام"
و هو يصادر الصيرورة التاريخية الحركية للإسلام و يلغيها و كأنه ورث الهداية و النبوة من النبي الكريم محمد بلا واسطة؟
و كأننا لا نعيش في 1430 هجري
لا يستطيع أحد من الممثلين للإسلام – بأل التعريف- المراوغة كثيرا خلف البلاغة و لغة التجييش و العاطفة؟
فإذا كنت مسلما فماذا تقول في الصحابة و الإمامة ؟
ماذا تقول في زواج المتعة؟
ماذا تقول في مصادر التشريع؟
وفق أي مذهب يؤدي طقوس الصلاة؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة , سيتضح لنا مدى الأوهام التي تسم من يتكلمون عن الإسلام بأل التعريف؟
و لكن إذا كان الإسلام بأل التعريف مستحيلاً؟
ألا يشكل هذا خطرا على المسلمين و عقيدتهم؟
بحيث يستطيع كل من هب و دب الادعاء بأنه مسلم؟
و سيتحول الأمر إلى شوربة؟ و سيستمر المسلمون في الانقسام و التفتت؟
أقول هذا سؤال وجيه.
فلو فرضنا جدلاً أن المسلمون لم ينقسموا إلى فرق و مذاهب- و هو افتراض مستحيل. إذ لا يوجد دين أو مذهب أو مدرسة فكرية لم تظهر فيها توجهات مختلفة و لم تنقسم إلى فرق و مذاهب ابتداء من اليهودية و المسيحية و البوذية و الماركسية ..الخ
أقول لو فرضا لم ينقسموا هل هذا سيضمن إسلام مزدهر , و مجتمعات إسلامية ناجزة و متطورة و قوية؟
لدينا أمثلة تستحق العرض هنا؟
المسلمين في فلسطين –بغالبيتهم الساحقة- سنة ؟ هل منعت سنيتهم من انقسامهم و اقتتالهم إلى فرق و منظمات ؟
المسلمين في الجزائر – بغالبيتهم الساحقة- سنة؟ هل منعت سنيتهم من اقتتالهم و عصمتهم من الوقوع في حرب أهلية؟
المسلمون الإيرانيون و غالبيتهم من الشيعة الامامية هل كفوا عن التنازع بين محافظين و إصلاحيين؟
و المسيحيون الموارنة في لبنان هل كفوا عن الانقسام و التنازع فيما بينهم" ميشيل عون- جعجع- الكتائب..الخ"
و البعثيون هل كفوا عن التنازع؟
إذن مفتاح الحلحلة ليست هنا.
فلو فرضنا جدلاً أن البشر كانوا جميعهم مسلمون سنة مثلاً على مذهب الامام الشافعي , و جميعم من شقراوي البشرة و جميعهم من متوسطي الدخل المادي و جميعم عرب يتكلمون الفصحى بلهجة قريش , و بل وجميعهم ثنائي الجنس يتكاثرون بالانقسام كالأميبي, بحيث نلغي مفاعيل الصراع بين الذكورة و الأنوثة.
هل سيكفون عن التنازع و الاقتتال؟
إذن ليست القضية قضية فرقة ناجية و إسلام صحيح و إسلام مزيف ؟
المشكلة في ازدواجية المعايير و من يبرر ثقافة الكيل بمكيالين ؟
و لكن هل من يمارس ازدواجية المعايير هو إنسان شرير؟
ليس بالضرورة من يتحّوى مصالح ازدواجية المعايير هو يقصد و يتعمد ذلك؟
القضية هي اعتلال للبداهة؟
فكثير من البشر الطيبين و الذين يتورعون عن إيذاء قطة تحولوا في لحظات و مواقف معية إلى مجرمين و سفاحين؟
و كثيرون يمارسون ازدواجية المعايير دون أن يتنبهوا لذلك؟
أو أنهم بفعل العادة و البيئة لم يعودوا يتحسسون ذلك؟
الخطر الأعظم الذي يواجه البشرية هو منطق الجوهر الثابت؟
و هو المنطق الذي يستند عليه مبري ازدواجية المعايير؟
كيف يمكننا مقايسة المصالح العقدية الفئوية و مدى حيويتها؟
كيف يمكننا الحكم بتحوّيها على مصالح ازدواجية المعايير؟
الإجابة المبدئية : يكفي للحكم على أي مصالح معروضة – سواء أكانت عقدية فئوية أو لا- أن تكون غير برهانية و تلزم الآخرين بها؟
و العقائد الدينية مفهوم تماما ً أن تتحوّى على ما هو مستحيل البرهان و غير برهاني و بل ربما المنافي للبرهان؟
و لكن من دون إلزام للآخرين ؟
عندئذ و عندئذ فقط تتحوّى مصالح إيجابية و حيوية ؟
لاحظ هذه الآية :
"فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر, إلا من تولى و كفر فيعذبه الله العذاب الأكبر"
فالله هو الذي يعذب, و ليس غيره؟!
و كذلك لاحظ هذه الآية القرآنية" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"
و لم يقل قاهرا و متجبرا و مكرها الناس على الاسلام ؟!
إن العقائد بمعظمها... و بالمقابل تعرض لما هو برهاني و بدهي
كبداهة رفض الظلم و المحبة و التسامح و الرحمة ..الخ
و هذه هي المصالح التي ترقى لدرجة الإلزام ؟
ليس لكونها عقائد دينية صحيحة أم لا؟
بل لكون ما تعرضه من مصالح ايجابية ملزمة بدهيا و منطقيا للبشر بغض النظر عن ايمانهم بغيبيتها أم لا؟
البرهان العقائدي هو الصلاحية و الحيوية المتمثلة في حياة البشر الموالين لهذا العقد الفئوي أو ذلك؟
البرهان هو برهان عملي حيوي و ليس برهان على طريقة الرياضيات ؟
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2013 | |
25-كانون الأول-2012 | |
22-تموز-2012 | |
24-أيار-2012 | |
21-شباط-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |