لا أعرف ما علاقة تدين الرجال بحب معاشرة النساء، فكلما زاد الرجل في التدين والالتزام زاد حبه لمعاشرة النساء وتنحصر نظرته للنساء بالمعاشرة، أموت وأعرف ما علاقة إطالة اللحية بالجنس.
طبعا نسمع عن الكثير من الرجال الذين ما ان يلتزموا دينيا حتى يفكروا في الزواج (لو كانوا عزابا) وتعدد الزواج للمتزوجين، حجتهم الدائمة الخوف على أنفسهم من الشيطان والوقوع في الخطأ، يجعلوننا أحيانا نشعر بأن الرجل لا يفكر الا في المعاشرة كأن الجنس هو مشكلته الوحيدة في الحياة.

المشكلة أن الكثير من الناس ينظرون للرجل الملتزم أنه منزه عن الخطأ، وكلما طالت لحيته وقصر ثوبه زادت ثقتهم به كأنه أصبح من أولياء الله الصالحين، وهذا ما حدث فعلا لقريبتي التي صدقت أن زوج قريبتنا الملتزم صاحب اللحية الطويلة الحمراء والثوب القصير فعلا من أولياء الله الصالحين وأنه يستطيع أن يشفيها من مرضها ويجعلها ترزق بالطفل الذي تحلم به مع زوجها منذ عشر سنوات، ولم تسمع كلامي وشكوكي وأنا أقول لها إن هذا الرجل كانت نظراته لنا (نحن نساء العائلة) أكثر احتراما قبل أن يلتزم ويربي اللحية، بل كلما طالت اللحية سمعنا من زوجته عن تعليقاته وملاحظاته على لباسنا وأجسامنا فمرة يقول قولي لأختك ألا تلبس الثوب الأحمر لأنه يزيدها جمالا واغراء وهذا لا يجوز، ومرة يقول قولي لقريبتك ألا تلبس العباءة ذات الزيج الذهبي لأنها عندما ترفع يدها يظهر بياضها ويلفت النظر وهذا لا يجوز، وغيرهما من الملاحظات التي تبين مدى تدقيقه في كل ما تلبسه نساء العائلة في أي اجتماع وينسى أنه ملزم بغض النظر. المشكلة أن الرجل الصالح تمادى في لعب دور الولي وتحول الى داعية تسأله الناس في أمور الدين وتتوجه إليه لكي يقرأ عليهم القرآن ويمسدهم ليشفيهم من أمراضهم بعد أن ادعى بأنه تعلم الطب النبوي. ولأن قريبتي شعرت باليأس بعد أن فشل علاجها بالأنابيب فأملت أنه سيكون طوق النجاة بعد أن سمعت أنه يقرأ على النساء فيحملن ويرزقن بالأطفال فطلبت إلي أن أرافقها لكي يقرأ عليها القرآن ويشفيها من مرضها وبالرغم من عدم اقتناعي وعدم ثقتي بهذا الرجل فإنني لم أستطع أن أرفض مرافقتها بعد أن رأيت دموع الأمل في عينيها وما إن رآنا حتى طلب إلي الانتظار في الصالة وتوجه معها إلى (غرفة المعالجة) ولم يمر أكثر من عشر دقائق حتى فوجئت بقريبتي وهي في حالة انهيار وبهدلة تحاول أن تستر نفسها وتلبس عباءتها وتطلب إلي أن أخرجها من ذلك المكان، وما ان جلست في السيارة حتى بكت كما لم تبك في حياتها ففهمت منها أنه حاول أن يلمس أماكن حساسة في جسدها بعد أن أقنعها بأنه يشفيها من مرضها ولكن بطريقة أبعد ما تكون عن العلاج.
وعندما حاولت أن أنبه صديقه الذي يجلب له (الزبائن) أو المرضى إلى أنه يتحرش بالنساء غضب مني واتهمني بأنني (أتبلى) عليه لأنني أكره الملتزمين ولم يصدقني بل منع زوجته من مصاحبتي، وأنا لا أنكر أنني لا أثق في الكثير من أصحاب اللحى لأنني رأيت منهم العجب ولكنني لا أكرههم ولا أعمم كما أنني لو أردت أن (أتبلى) لن (أتبلى) على زوج قريبتي ولكن ولله الحمد اتصل صديقه منذ أسبوع وهو خجلان من نفسه يعترف بأنه تلقى عدة شكاوى من نساء فعل معهن الفعل المخجل نفسه وطلبن إليه أن يلزمه بوقف هذه المهزلة وإلا...
ليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل من أطال لحيته وقصر من ثوبه ملتزما بتعاليم الدين بل كيف يتحول الملتحي بين يوم وليلة من إنسان عادي إلى داعية والكلام نفسه عن النساء فما ان وضعت المرأة الحجاب والنقاب حتى أصبحت داعية وأخذت تحدث النساء وتعلمهن تعاليم الدين وتفتي (على كيف أهلها) والمصيبة أن الناس أصبحت تحسب لهم ألف حساب مع ان الكثير منهم لا يمتون للدين الصحيح بصلة.