أغنية الى طروادة ثانية و مناديل فاطمة
2008-04-18
ساعة ً سأعرِّي خطايَ من الدم ِ ....
من رغبتي في إقتناص ِ العباراتِ رنانة ً
وأسمِّيكِ أعلى من الإنحدار ِ الى مجدنا
المتأرجِّح ِ في زمن ِ العنكبوتْ
ساعة ً سأعرِّي القواميسَ من لغتي
والمساءاتَ من فرحتي
إذ يؤجِّلها صوتُ ملحمةٍ
في جنوبِ الضلوع ِ
بغير ِ حصانٍ ومن دونِ بحرٍ
يطلُّ على ما وراءِ السماءْ
/ وطروادةُ إنكسرتْ في الأساطيرِ
وإنتحرتْ ربَّة الشعر فيها /
ساعة ً سأمرُّ على ما يقولُ المضارعُ
في كلِّ أوقاتها
ما تقولُ الشوارعُ , أشجارُها , العابرونَ
الى عالمٍ حالمٍ , صمتها ,
لونها , وحدائقها العامة ُ ,
الأرجوانُ على ليلها , وإنكسارُ النهارِ ,
نوافيرها ,
وأزاهيرها
في المساءِ الملوِّن ِ
تُذبحُ لكنها لا تموتْ
/ آهِ يا آخري
أنا أعرفُ أنكَ تكرهني دونما سببٍ مقنعٍ
لصراعِ الحضاراتِ لكننَّي سأجاملُ
حتى النهايةِ من أجلِ معنى الحنين ْ
لأعرفَ ماهيَّتي ....
من أنا ؟؟ ما أكونْ ؟؟ /
لن أفكرُّ الاَّ بحريِّة ِ الأغنياتِ
التي سَجنوها
فنامتْ على صدر ِ طروادةٍ ثانية
بذا قضتِ الطائراتُ هنا
بينَ أهلي وأهلكِ
من قبلُ أو بعدُ
ملءَ عراءِ البداياتِ
ملءَ عراءِ النهاياتِ
أو إنها حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
الى شمسنا العربية
كي يشربوا ماءَ أحلامنا
ولكيْ يقضموا زهرَ أيامنا .......
حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
ساعة ً سأعرَّي يديَّ من الذكرياتِ
ونوَّارِ آذارها الفجِّ .....
حريَّتي من دمي
مفرداتي من الشمع ِ
عينيَّ ممَّا تغنّي النجومُ وراءَ الأبدْ
ساعة ً سأسمِّي دمي حبقاً مشتهى
في حدائق ِ عينيكِ
يعلو الى الإنعتاقِ ...........
وأسمِّي رؤاكِ فضاءَ الجسدْ
مناديل فاطمة
[ فاطمة بالنسبة لي ليست مجرَّد رمز أنثويٍّ فقط , وليستْ موتيف عشق عربي رتيب النغمة , مثلما هي عند الكثير من الشعراء العرب القدامى والأحياء . منذ أمرئ القيس وحتى نزار قباني وأحفادهما , فاطمة عندي هي أعمق وأبعد من تجليَّات اللازورد في مرايا الروح , والحضور المشتعلُ أبداً بأطياف الغيابْ ]
من تحوِّلُ لحظة حُبٍّ إلى إمرأةٍ – فاطمهْ
من تمرُّ على القلبِ عاصفة ً من حريرٍ
وتغسلهُ ببراءةِ أجفانها – فاطمه
من تصنفُّ أشياءَ روحي لجغرافيا – فاطمه
من تعيدُ دمائي لمنبعها – فاطمه
من تعيدُ إلى قوس ِ روحي السهامَ التي إنطلقتْ
والسهامَ التي إحترقتْ دونما طائلٍ في فضاء دمي – فاطمهْ
وجهها قبلة ٌ هائمهْ
فوقَ نهرِ الحياةِ ...وللقلبِ لوعتها النائمهْ
تتلامسُ فوقَ رمادِ الغيوم ِ مناديلها
وتؤثثُّ حُبِّي بصيفٍ يودعُّ أجراسَها في أعالي المزامير ِ
أو حيثما تتعانقُ أحلامنا ويدانا ......
إنزعي شهوةَ اللوزِ عن ماءِ قلبي
وخضرةَ ناركِ عن زمنٍ لم نكن فيهِ
غيرَ الحنينِ لأشباهنا وسوانا
إنزعي عبَثاً أحمرَ الصوتِ مثلَ الزنابق ِ .....
تقضمُ قلبي الدقائقُ
في شجرٍ من زجاجٍ توَّزعَ في جسدٍ مخمليٍّ ....
دنوتُ إليهِ قليلاً فصرتُ خيوطَ هواءٍ
تعلقُّ شمسَ الغروبِ بعينيكِ أو بشباكِ الطفولةِ ...
والقلبُ يخجلُ منكِ ..فهل كلَّما إقتربتْ
قدمايَ من الجسدِ المخمليِّ
تراكمتِ اللحظاتُ الجميلة ُ وإنغمستْ في رحيقِ الأبدْ ؟
أينَ سيفكِ يستلني من رمادِ الأحدْ ؟
هو الحلمُ أنتِ أراكِ فأصرخُ يا جرحَ روحي / وصمتَ جروحي
أتأتينَ في آخرِ الشعرِ تفاحة ً من لهيبِ الأنوثةِ ؟
تبكينَ يا نورسَ القلبِ ؟....تمشينَ حافية ً في دمي ؟
كضياءِ النجومِ الأخيرِ / فأجثو على ركبتين ِ
من الثلجِ والجمرِ في معبدِ التائهينَ
وفي ضفةِ الظامئينَ إلى أخرياتِ الفرحْ
حلُمٌ كانَ رنحَّني ... ودماءُ السماءِ
تغطِّي الظلامَ المضيءَ بقنديلِ رؤياكِ
لا شيءَ يغسلني من خطايايَ إلاَّ دموعُ خطاياكِ
لا شيءَ يرفعني مثلَ نهرِ الدخانِ
من الأرضِ غيرُ تشهيِّكِ
شيئاً كمعجزةٍ تتغلغلُ فيَّ وفيكِ
فما الفرقُ بيني وبينكِ ؟؟
أسألُ آخرَ سربِ وجوهٍ يمرُّ علينا
جوابكِ :لا شيءَ لا شيءَ إنَّ سمائي جدارٌ
وإنَّ ملاكي شبحْ
أحُبكِ حتى بكاءِ البراري رماداً وحبراً بعينيَّ حتى
تفيضَ الجبالُ على ساكني البحرِ حتى تصيرينَ نرجسة ً
وتصيرُ الغيومُ نثاراً من الورقِ المعدنيِّ
وحتى تصيرينَ قوسَ قزحْ
سنحيا ويلفظنا البحرُ والصخرُ
نهجرُ مملكة ً من نحاسٍ تقطعُّ لحمَ النبيِّينَ
تبصقُ في كلِّ وجهٍ يمرُّ عليها دمَ الشعراءِ المعذبَّ
يحكمها جندبٌ شاربٌ للعيونِ وللقلبِ
يرقصُ فوقَ ضحاياهُ في طربٍ ومرَحْ
ربيع 2005