نجدت أنزور : الدراما المصرية منافسة لكنها تراجعت مع ظهور السورية
2006-09-17
ستكون أعمالي درساً قاسياً للمنتجين
لم يكن ظهور المخرج السوري نجدت أنزور على خارطة الدراما السورية ظهورا عاديا. حصل ذلك في العام 1994 إذ أخرج مسلسل <نهاية رجل شجاع> (عن رواية للكاتب حنا مينا) وهو عمل أحدث نقلة كبيرة.
في الحديث مع أنزور لا يتوارى أبدا اعتداده بنفسه، بشكل يبدو أحيانا مبالغا فيه.
لكنه يصر على وجهة نظره، فهو كما يقول لا يجد مخرجا غيّر في الدراما، مكررا أن أي بارقة ابتكار كانت تأتي من خلاله. أكثر من ذلك يقول أن عمليه اللذان ستعرضهما شاشة <أل بي سي> حصريا خلال رمضان الآتي، <المارقون> و<المحروس>، سيكونان بمثابة ثورة، أقلها لجهة الشكل. يثق بمستقبل الدراما السورية ويجد أنها ستكون في المقدمة، وأن أي دراما منافسة ستليها لكن في مرتبة خامسة، حيث سيكون بينهما فراغ شاسع. عن عمليه الجديدين وعن قضايا أخرى تتعلق بالإنتاج الدرامي كان هذا الحوار:
تقدم على تجربة جديدة تقوم على <الثلاثيات>. ما الذي دفعك في هذا الاتجاه؟
أولا هناك ترهل في الأعمال التي تجهّز لرمضان. تعوّد الناس أن يشاهدوا ثلاثين حلقة، سواء احتاج العمل ذلك أم لا. فالمحطة تريد أن تغطي أيام رمضان. الأمر الثاني هو أن الإيقاع العام للمسلسلات إيقاع هابط، يستنزف الموضوع حلقة بعد حلقة. حتى تكسر هذا الشيء يجب أن تسرع الإيقاع إلى درجة تشد المتلقي. ولذلك فكرنا بالثلاثيات بالدرجة الأولى. هناك أمر آخر يتعلق بموضوع الإرهاب الذي يعالجه العمل. حيث لا يمكن تغطيته بعمل أو اثنين، ينبغي التعرض له من عدة جوانب ووجهات نظر. موضوع واحد لا يحقق هذا الامر، فأنت بحاجة إلى عدة كتاب وأفكار وتيارات. وقد تعاملت مع عشرة كتاب، وحوالى 200 ممثل.
كنت أيضا <تمط> أعمالك لتصبح ثلاثين حلقة؟
معروف عن أعمالي كلها أنها ناجحة، وهكذا رآها الناس. أتحدث بشكل عام، وهذا يشملني بشكل جزئي. أعتقد أن هذا العمل سيعيد النظر في تركيبة المسلسل الرمضاني.
عملان سيعرضان لك بشكل حصري على <ال بي سي.> لكن جرت العادة أن تبادر المحطات الخليجية إلى ذلك، ما الذي أدى إلى هذا الاتفاق؟
الأمر كان عرضا وطلبا. هم واثقون أن الحد الأدنى موجود. احترام عقل المشاهد، والمادة جيدة بدون ابتذال. وبالنسبة لهم دخلوا هذا العام لأول مرة في معادلة رمضان، هم كانوا خارجها دائما، ويتحضرون اليوم للمنافسة بشكل حقيقي.
هل هناك فعلا فكرة لتسويق <المارقون> على المستوى الأوروبي، كما تردد مؤخرا؟
حصلت مفاوضات مع قناة chanal 4 البريطانية، كي يأخذوا عدة ثلاثيات تتقاطع مع وجهة نظرهم أو مع رؤيتهم السياسية في هذا المجال. أرسلنا لهم كل ما أنجزناه، واختاروا منها ثلاثية <يقتلون الياسمين> التي تتحدث عن تفجيرات لندن، وقد صورناها هناك، وثلاثية أخرى تتحدث عن اختفاء بعض الصحافيين في غوانتنامو واسمها <بين الجبهتين> وكتبها حسن م. يوسف. أخذوها لأن فيها وجهة نظر تجاه السجون السرية وتجاه سجن غوانتنامو. وهاتان الثلاثيتان باللغة الإنكليزية أصلا، فيهما ممثلون تلفزيونيون بريطانيون، من الصف الأول.
وما <الخطورة> التي تكمن في <المحروس>؟
خطورته في الموضوع الذي يعالجه. موضوع ينطق بالمعاصرة، عنصر التوثيق غير موجود لكن عنصر الإبداع حاضر. كان التركيز على عملية الإبداع، حيث يتم من خلال مسرحة التلفزيون بشكل أو بآخر. والعمل يتحدث عن واقع نعيشه في العالم العربي، و يدعو إلى تغييره والتخلص منه، إذا لم يكن بالحوار فليحصل ذلك بالقوة. وأنا أخذت ذلك من عبارة يقولها عمار شلق <من يقتنع بأنه سجين فهو سجين، ومن يقتنع بأنه حر فهو حر>.
قلت أن الجمهور ليس بحاجة إلى التسلية والتركيز في رمضان، لكنك تشتغل على هذا الأساس أيضا؟
طالما فرضوا علينا أن لا تتم مشاهدتنا إلا في رمضان..
من فرض ذلك؟
المحطات وسياساتها. لا يشترون مسلسلات إلا في رمضان ولا يتنافسون إلا في رمضان. وكأن هناك 11 شهرا في السنة لا أهمية لها. يقدمون الأعمال الجديدة والقوية في رمضان ويعيدون بثها طوال العام. هذا واقع مظلم، وفيه ظلم وإجحاف بحق الفنان والمشاهد أيضا.
لكنكم تواطأتم معهم بشكل أو بآخر؟
ليس صحيحا. القضية ليس فيها تواطؤ. لكن أي محطة لا تشتري الأعمال بأسعار جيدة إلا في رمضان، وإذا لم نبع القنوات الموجودة ماذا نفعل بأعمالنا؟
يعني استكنتم حتى صرتم أسيرين لهذا الواقع والآن صار من الصعب الخروج منه؟
ليس بهذه الصعوبة بل ينبغي إغراء المحطات، ورفع مستوى العمل وبعدها التفاوض مع المحطات لتقديم موسما آخر موازيا لرمضان. وما يفتح الباب لذلك هو الثلاثيات..
نحن سنستمر بالثلاثيات حتى رمضان المقبل، وسنعرض ثلاثية كل أسبوع، وليس عن الإرهاب فقط، بل عن قضايا إنسانية أخرى مثل الزوجة وتطوير المجتمع، التشرد وبيع الأعضاء... ال<ال. بي. سي> مهتمة جدا بالفكرة وهي بحدّ ذاتها تحرّر من معادلة رمضان. هذا لا يعني أن نغيب عنه لكن على الأقل نحن لن نعمل من أجل رمضان فقط.
أعمال مَن مِن المخرجين تتابع؟
نحن نحتاج إلى مخرجين يضيفون الى الدراما ولا يقلدون. ولكن أين هم هؤلاء المخرجين؟ لا شكّ في أن هناك أعمال نجحت لكن نجاحاتهم نسبية، وهي لا تقارن بنجاح <نهاية رجل شجاع> أو <أخوة التراب>. فالابتكار مفقود تماما، ولكن رغم ذلك أنا متفائل بأننا، كدراما سورية، لن أقول فقط سنكون رقم واحد، سنكون واحد وبعدنا سيكون هناك فراغ.
لا مستقبل للإنتاج المشترك بناء على تصوراتك هذه؟
لا يوجد إنتاج مشترك. هناك مشاركة يقوم بها بعض الفنانين، مخرجين أوممثلين، وهي حالة تعاون مشروع وحق طبيعي. وهي ليست جديدة. لكن هذا لا يعني وجود إنتاج مشترك. لدى المصريين خصوصية في الإنتاج، هم لا يرغبون في تقديم إنتاج مشترك إلا إذا كان ذو فائدة مادية. والدراما المصرية هي دراما منافسة وموجودة، تأثرت وتراجعت بظهور الدراما السورية. أما التعاون الإنتاجي فأكرر أنه غير وارد، على الأقل من جهتي، لأنه لا يعطي نتيجة. المنافسة هي التي تخلق النتائج وليس التعاون. هم ينطلقون من خصوصيتهم ونحن كسوريين لا نقبل ذلك. نحن خصوصيتنا عربية أكثر، ومنطلقة من حسّ قومي. نحن نقول عن المسلسل المصري أنه عمل عربي، هم يقولون سوري ولبناني وخليجي.
(دمشق) عن جريدة السفير
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |