الدراما الرمضانية/ السندريلا منزوعة الروح ومعقّمة للأخلاق الحميدة
2006-10-20
قالوا: "كلما رأيت بنتاً حلوة قلت يا سعاد"
في أحد مشاهد الحلقة السادسة عشرة من مسلسل السندريلا يجتمع مفيد فوزي وصلاح جاهين ومحمد الموجي ومجدي العمروسي أمام غرفة حليم يوم النكسة، تدخل السندريلا عليهم لتطمئن على حالة العندليب فيتحول الحوار للحديث عن النكسة. يهاجم مفيد الضباط بينما ثقلت رأس صلاح فأراحها على الحائط تأثرا بنكبة البلاد. يتحدث الجميع عن الوهم الذي روّجوا له عبر أغاني حليم وإحساسهم الشخصي بهزيمة أحلامهم. ينسحب صلاح تاركا ممر المستشفى لشماتة مفيد فتلاحقه سعاد حسني جريا فيستأذنها في الرحيل وحيدا.
المشهد كما هو مكتوب عزيزي القارئ بلغتي محمّل بمشاعر أكثر من المشهد الفعلي الممثَّل، وربما أيضا أفضل مما كتبه السينارستان عاطف بشاي وممدوح الليثي اللذان، على ما يبدو،
لفّقاه بالكامل وتركا للممثلين "إلقاءه" دون أي توجيه. السندريلا في طلة منى ذكي المسطحة تبتسم ببلاهة والبقية يصدحون بعلو الصوت كما مسرح الراحل يوسف وهبي. وصلاح جاهين على هيئة الأراجوز تامر حبيب يتمايل في مشيته كممثل هزلي. المشهد كما تقدم يلخص أزمات عمل يدعي البحث في "خفايا" حياة السندريلا، وعندما نتحدث عن خفايا ما في حياة إحدى أهم ممثلات السينما المصرية فنحن محالون ضمنا الى تأمل ما بين سطور رحلة تاريخية موثقة، رحلة صعود وهبوط أيقونة فنية تركت أثرا حلميا على أجيال من مشاهديها. لذا كان من الطبيعي أن نستدعي فيما نحن نفكر في السندريلا كما نعرفها أو كما ترسخت في ذاكرتنا، أن نسترجع كمّ الذاكرة الشفاهية التي تناقلت حياتها كمروية "شائعاتية" بامتياز، وليس بوصفها أيقونة نمت على ما يمكن توثيقه. السندريلا في ذاكرتنا هي ابنة الخام والإشاعة، ابنة ما تركته من شخصيات على السلوليد وما تناقلناه عنها من فضائح. ولا يستطيع أحد ادعاء أن ثمة حكاية واقعية عنها، مرت كالسهم المضيء وتدثرت حتى في موتها الفاجع بغلالة من الأسرار تنضم الى سلسلة حياة كاملة اختزنتها في صدرها ورحلت. سعاد حسني في دراما هذا العام منزوعة الدسم ومعقّمة الروح. حاول الجميع على ما يبدو سلخها من غياهب غموضها لأجل حقنها في وريد الاستهلاك الرمضاني بحقنة منى زكي التي تبدو كإعلانات الجراحة بدون ألم. إنها بالفعل جراحة لا دراما تلك التي نشاهدها على وجه تلك المنطفئة الأحاسيس. ولنبدأ من منى زكي التي فشلت رغم كل المقاربات المكياجية الضخمة في استنطاق الطاقة الشعورية الهائلة التي كانت تتركها لدينا سعاد كلما أطلت.
أتحدّث هنا عن مقاربة نمطية لاقتباس الملامح الخارجية، فمثلا يبدو التكوين الجسماني المتأقزم لجسد منى زكي الخجول على تعارض، كمي وكيفي، مع تماسك وحضور الجسد الحسي العارم لسعاد حسني. فيزيقياً نحن أمام تصغير مخلّ بمفاتن أيقونة الإغراء الشقي. على مستوى العلاقة بالجسد وانفعاله تبدو بطلة المسلسل ميكانو أو ماريونيت تبالغ في أداء ديناميكية الانفعال الجسدي للسندريلا. المتابع للقطات التيتر المتتابعة والتي تمزج بطريقة المورفينج بين الأداء الحركي للأصل والصورة يرى حجم الخلل الحركي في تقليد الطاقة الجسدية. ثم إذا انتقلنا للتعبير عبر الوجه، وهو نافذة هامة للسندريلا الأصل، نكتشف كمَّ اللامبالاة التي صبغت اللقطات القريبة لوجه المستنسخة. هنا انطفاء خجول لِعَينٍ يفترض فيها البريق، هناك ابتسامة بلهاء منفعلة تطفئ الطاقة الدرامية لأي مشهد، هذه دموع "البروزولين" ـ قطرة للعين تستخدم في مشاهد البكاء ـ وليست دموع الحزينة بنبل من لم يولدوا للحزن.
تتحرّك تلك الدمية لتشغل زمنا قياسيا على الشاشة في ادعاء أنها السندريلا، فعن أي سندريلا يتحدثون؟.
من الخام الى الخام يتحرك المخرج سمير سيف بدميته التي لا تجيد حتى تقليد مشاهد السندريلا الممثلة داخل المسلسل. يتحرك سمير سيف بحنين السينما فيوجزها في معمل بصري فوتوغرافي لا أكثر. لا شيء يعلو على الحسّ الفوتوغرافي المزجي بين المادة الخام من أفلام سعاد حسني والأرشيف الصحافي لها لوصل تلك المتتاليات من المشاهد الدرامية المفككة. سمير سيف سحرته الصورة فعلّب السندريلا في أزياء الأفلام ولم يقدمها كإنسانة. السندريلا لديه متتابعة بصرية للقاءات صحافية بين بلاتوهات التصوير. أين الإنسانة ذات المزاج الحاد المتقلب كما وصفها كل من عمل معها؟، أين تلك المتوحدة الفصامية خارج أضواء موقع التصوير؟. لاشيء يفوق الشكلانية التي تموه على ضعف الحكاية الخلافية الضخمة التي ربما تسببها معالجة جادة لسعاد حسني التي يعرفها الجميع. سعاد العائشة في موج الشائعات التي وإن انقشعت أدخنتها بين حين وآخر لم تنف وجود النار المستعرة، وجود ذلك السعار المتفجر في طاقة موهبة أبت حتى في لحظات انكسارها الأخيرة أن ترى خدشا في صورتها لدى الناس إذا أطلت عليهم مهزومة بفعل الزمن. سعاد العائشة في ثنايا الحكايات تبدو أكثر واقعية من هزلية السندريلا الأخيرة، فالمعالجة المتحسسة بخوف أخلاقي تخشى ما قد يثيره المسلسل من مشكلات إذا ما رجح سيرورة حكائية مختلفة عما لفقته صحافة ذلك الزمن عن لسانها. هل سيتحمل مجتمعنا المغلف برقائق الأكاذيب الأخلاقية الخوض في الحياة العاطفية والجنسية لسندريلاته؟، هل يستطيع المشاهد الآن تحمل تعدد ومازوشية وسادية علاقاتها كما حكي عنها؟، لا وقت إذا إلاّ للصور المعلبة التي تجانب فتح مجارير التكذيب ـ وإن لم تنجح حتى الآن فالمسلسل يتعرض لمتابعة قضائية ـ من أشخاص عاصروها واختلفت معهم أو اختلفوا معها؟. لا شيء حقيقياً في ذلك الهزل. فقد تابعتُ مثلا تطور علاقتها بحليم من أول مشهد بينهما وحتى الحلقة السابعة عشرة، ولم أفهم رغم كل المباشرة في التبرير الساذج السبب الحقيقي لعدم اكتمال علاقتهما. هل نحن بلهاء الى مستوى تصديق أن النجمين انفصلا بتبرير حليم كي لا تشارك جمهوره فيه؟، ربما يقولها كاذب مدعٍ ينسج غلالة من الرومانتيكية عن علاقتهما كما يفعل مفيد فوزي في الحقيقة وفي المسلسل، لكن ألم تكن بينهما غيرة النجوم؟. المسلسل يمعن في تسطيح العلاقة لمستوى لا ندري وصفا مناسبا له، لا حياة حقيقية درامية في أي مشهد بينهما وكأن علينا إكمال الفراغات الدرامية كل حسب خياله. تلك الفجوات الدرامية تعيدنا مرة أخرى الى سيناريو المسلسل الذي يعاني من خلل زماني مكاني مع الإصرار المخلّ على المط والإطالة بلا مبرر أو التسريع المبالغ فيه بلا مبرر أيضا، ففي ثلاثة مشاهد تم طلاق سعاد من زوجها الأول وعرفنا ذلك في مشهد تالٍ مع حليم لتتعرف إلى علي بدرخان في المشهد الثالث وتتزوجه في المشهد الرابع، ثم أكبر المصائب المتمثلة في كسر الإيهام العمدي عبر الخروج من المشاهد لمشهد ثابت تحكي فيه قصتها الى أحد الصحفيين، هذه التقنية التي توهم بمستويين من الحكي وتحاول الأيعاز بروح وثائقية كاذبة تحيلنا الى ملل متابعة شهرذاد الحكاءة في مطلع كل حلقة من مسلسل شهرزاد الشهير. وضعية الحكي تلك وكسر الإيهام لا مبرر دراميا لهما إلا تلبيس منطق الفجوات الدرامية ثوب الوجاهة والفنية.
عندما نفشل في استعادة زمن الحكاية الأصلية بتشوشه وعصيانه على الفهم، نبقى أسرى انطباعات التاريخ، وإذا ترافق ذلك مع ضعف الموهبة نرزح تحت عبء الركاكة. ما أصعب مصير التاريخ والموهبة في أزمنة الانحطاط، وما أصعب القتل الثالث لجسد وروح في زمن معلّب يبلغ نيفا وعشرين ساعة. سعاد حسني الحقيقية وكما أعرفها، إقبلي اعتذاري بالنيابة عن الزمن الرديء.
جريدة المستقبل ملحق زوايا
قالوا: "كلما رأيت بنتاً حلوة قلت يا سعاد"
في أحد مشاهد الحلقة السادسة عشرة من مسلسل السندريلا يجتمع مفيد فوزي وصلاح جاهين ومحمد الموجي ومجدي العمروسي أمام غرفة حليم يوم النكسة، تدخل السندريلا عليهم لتطمئن على حالة العندليب فيتحول الحوار للحديث عن النكسة. يهاجم مفيد الضباط بينما ثقلت رأس صلاح فأراحها على الحائط تأثرا بنكبة البلاد. يتحدث الجميع عن الوهم الذي روّجوا له عبر أغاني حليم وإحساسهم الشخصي بهزيمة أحلامهم. ينسحب صلاح تاركا ممر المستشفى لشماتة مفيد فتلاحقه سعاد حسني جريا فيستأذنها في الرحيل وحيدا.
المشهد كما هو مكتوب عزيزي القارئ بلغتي محمّل بمشاعر أكثر من المشهد الفعلي الممثَّل، وربما أيضا أفضل مما كتبه السينارستان عاطف بشاي وممدوح الليثي اللذان، على ما يبدو،
لفّقاه بالكامل وتركا للممثلين "إلقاءه" دون أي توجيه. السندريلا في طلة منى ذكي المسطحة تبتسم ببلاهة والبقية يصدحون بعلو الصوت كما مسرح الراحل يوسف وهبي. وصلاح جاهين على هيئة الأراجوز تامر حبيب يتمايل في مشيته كممثل هزلي. المشهد كما تقدم يلخص أزمات عمل يدعي البحث في "خفايا" حياة السندريلا، وعندما نتحدث عن خفايا ما في حياة إحدى أهم ممثلات السينما المصرية فنحن محالون ضمنا الى تأمل ما بين سطور رحلة تاريخية موثقة، رحلة صعود وهبوط أيقونة فنية تركت أثرا حلميا على أجيال من مشاهديها. لذا كان من الطبيعي أن نستدعي فيما نحن نفكر في السندريلا كما نعرفها أو كما ترسخت في ذاكرتنا، أن نسترجع كمّ الذاكرة الشفاهية التي تناقلت حياتها كمروية "شائعاتية" بامتياز، وليس بوصفها أيقونة نمت على ما يمكن توثيقه. السندريلا في ذاكرتنا هي ابنة الخام والإشاعة، ابنة ما تركته من شخصيات على السلوليد وما تناقلناه عنها من فضائح. ولا يستطيع أحد ادعاء أن ثمة حكاية واقعية عنها، مرت كالسهم المضيء وتدثرت حتى في موتها الفاجع بغلالة من الأسرار تنضم الى سلسلة حياة كاملة اختزنتها في صدرها ورحلت. سعاد حسني في دراما هذا العام منزوعة الدسم ومعقّمة الروح. حاول الجميع على ما يبدو سلخها من غياهب غموضها لأجل حقنها في وريد الاستهلاك الرمضاني بحقنة منى زكي التي تبدو كإعلانات الجراحة بدون ألم. إنها بالفعل جراحة لا دراما تلك التي نشاهدها على وجه تلك المنطفئة الأحاسيس. ولنبدأ من منى زكي التي فشلت رغم كل المقاربات المكياجية الضخمة في استنطاق الطاقة الشعورية الهائلة التي كانت تتركها لدينا سعاد كلما أطلت.
أتحدّث هنا عن مقاربة نمطية لاقتباس الملامح الخارجية، فمثلا يبدو التكوين الجسماني المتأقزم لجسد منى زكي الخجول على تعارض، كمي وكيفي، مع تماسك وحضور الجسد الحسي العارم لسعاد حسني. فيزيقياً نحن أمام تصغير مخلّ بمفاتن أيقونة الإغراء الشقي. على مستوى العلاقة بالجسد وانفعاله تبدو بطلة المسلسل ميكانو أو ماريونيت تبالغ في أداء ديناميكية الانفعال الجسدي للسندريلا. المتابع للقطات التيتر المتتابعة والتي تمزج بطريقة المورفينج بين الأداء الحركي للأصل والصورة يرى حجم الخلل الحركي في تقليد الطاقة الجسدية. ثم إذا انتقلنا للتعبير عبر الوجه، وهو نافذة هامة للسندريلا الأصل، نكتشف كمَّ اللامبالاة التي صبغت اللقطات القريبة لوجه المستنسخة. هنا انطفاء خجول لِعَينٍ يفترض فيها البريق، هناك ابتسامة بلهاء منفعلة تطفئ الطاقة الدرامية لأي مشهد، هذه دموع "البروزولين" ـ قطرة للعين تستخدم في مشاهد البكاء ـ وليست دموع الحزينة بنبل من لم يولدوا للحزن.
تتحرّك تلك الدمية لتشغل زمنا قياسيا على الشاشة في ادعاء أنها السندريلا، فعن أي سندريلا يتحدثون؟.
من الخام الى الخام يتحرك المخرج سمير سيف بدميته التي لا تجيد حتى تقليد مشاهد السندريلا الممثلة داخل المسلسل. يتحرك سمير سيف بحنين السينما فيوجزها في معمل بصري فوتوغرافي لا أكثر. لا شيء يعلو على الحسّ الفوتوغرافي المزجي بين المادة الخام من أفلام سعاد حسني والأرشيف الصحافي لها لوصل تلك المتتاليات من المشاهد الدرامية المفككة. سمير سيف سحرته الصورة فعلّب السندريلا في أزياء الأفلام ولم يقدمها كإنسانة. السندريلا لديه متتابعة بصرية للقاءات صحافية بين بلاتوهات التصوير. أين الإنسانة ذات المزاج الحاد المتقلب كما وصفها كل من عمل معها؟، أين تلك المتوحدة الفصامية خارج أضواء موقع التصوير؟. لاشيء يفوق الشكلانية التي تموه على ضعف الحكاية الخلافية الضخمة التي ربما تسببها معالجة جادة لسعاد حسني التي يعرفها الجميع. سعاد العائشة في موج الشائعات التي وإن انقشعت أدخنتها بين حين وآخر لم تنف وجود النار المستعرة، وجود ذلك السعار المتفجر في طاقة موهبة أبت حتى في لحظات انكسارها الأخيرة أن ترى خدشا في صورتها لدى الناس إذا أطلت عليهم مهزومة بفعل الزمن. سعاد العائشة في ثنايا الحكايات تبدو أكثر واقعية من هزلية السندريلا الأخيرة، فالمعالجة المتحسسة بخوف أخلاقي تخشى ما قد يثيره المسلسل من مشكلات إذا ما رجح سيرورة حكائية مختلفة عما لفقته صحافة ذلك الزمن عن لسانها. هل سيتحمل مجتمعنا المغلف برقائق الأكاذيب الأخلاقية الخوض في الحياة العاطفية والجنسية لسندريلاته؟، هل يستطيع المشاهد الآن تحمل تعدد ومازوشية وسادية علاقاتها كما حكي عنها؟، لا وقت إذا إلاّ للصور المعلبة التي تجانب فتح مجارير التكذيب ـ وإن لم تنجح حتى الآن فالمسلسل يتعرض لمتابعة قضائية ـ من أشخاص عاصروها واختلفت معهم أو اختلفوا معها؟. لا شيء حقيقياً في ذلك الهزل. فقد تابعتُ مثلا تطور علاقتها بحليم من أول مشهد بينهما وحتى الحلقة السابعة عشرة، ولم أفهم رغم كل المباشرة في التبرير الساذج السبب الحقيقي لعدم اكتمال علاقتهما. هل نحن بلهاء الى مستوى تصديق أن النجمين انفصلا بتبرير حليم كي لا تشارك جمهوره فيه؟، ربما يقولها كاذب مدعٍ ينسج غلالة من الرومانتيكية عن علاقتهما كما يفعل مفيد فوزي في الحقيقة وفي المسلسل، لكن ألم تكن بينهما غيرة النجوم؟. المسلسل يمعن في تسطيح العلاقة لمستوى لا ندري وصفا مناسبا له، لا حياة حقيقية درامية في أي مشهد بينهما وكأن علينا إكمال الفراغات الدرامية كل حسب خياله. تلك الفجوات الدرامية تعيدنا مرة أخرى الى سيناريو المسلسل الذي يعاني من خلل زماني مكاني مع الإصرار المخلّ على المط والإطالة بلا مبرر أو التسريع المبالغ فيه بلا مبرر أيضا، ففي ثلاثة مشاهد تم طلاق سعاد من زوجها الأول وعرفنا ذلك في مشهد تالٍ مع حليم لتتعرف إلى علي بدرخان في المشهد الثالث وتتزوجه في المشهد الرابع، ثم أكبر المصائب المتمثلة في كسر الإيهام العمدي عبر الخروج من المشاهد لمشهد ثابت تحكي فيه قصتها الى أحد الصحفيين، هذه التقنية التي توهم بمستويين من الحكي وتحاول الأيعاز بروح وثائقية كاذبة تحيلنا الى ملل متابعة شهرذاد الحكاءة في مطلع كل حلقة من مسلسل شهرزاد الشهير. وضعية الحكي تلك وكسر الإيهام لا مبرر دراميا لهما إلا تلبيس منطق الفجوات الدرامية ثوب الوجاهة والفنية.
عندما نفشل في استعادة زمن الحكاية الأصلية بتشوشه وعصيانه على الفهم، نبقى أسرى انطباعات التاريخ، وإذا ترافق ذلك مع ضعف الموهبة نرزح تحت عبء الركاكة. ما أصعب مصير التاريخ والموهبة في أزمنة الانحطاط، وما أصعب القتل الثالث لجسد وروح في زمن معلّب يبلغ نيفا وعشرين ساعة. سعاد حسني الحقيقية وكما أعرفها، إقبلي اعتذاري بالنيابة عن الزمن الرديء.
جريدة المستقبل ملحق زوايا
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |