بيان اكاديمي سوري يطلب قوننة لقاء نظرائهم الاسرائيليين / *د.الياس سمعو
2009-07-26
مجدداً أطرح السؤال: أين السوريون من المؤتمرات الدولية؟
نشرت كلنا شركاء في نشرتها قسم الأخبار المحلية بتاريخ 1872009 خبرا بعنوان " في خطوة مفاجئة: سورية لا تمانع لقاء الأكاديميين بنظرائهم الاسرائيليين؟ " ومصدر الخبر هو وكالة الأنباء الايطالية آكي واتمنى ان يكون صحيحاً .
و كما يذكر موقع ( كلنا شركاء) فقد كتبت سابقا عن الموضوع داعيا السوريين للمشاركة في مثل هذه اللقاءات التي تعرف بدبلوماسية المسار الثاني Track II Diplomacy" أو الدبلوماسية الموازية. وكنت قد حضرت مقالة جديدة مكررا ضرورة وأهمية حضور السوريين في هذه المؤتمرات ومؤكدا ما كنت قد كتبته عن الموضوع سابقا. وهذا بعض ما جاء في المقال الجديد:
في مقال سابق بعنوان " أين السوريون من المؤتمرات الدولية؟ " قصدتُ فيه المؤتمرات الدولية الغير رسمية المعروفة بالمسار الدبلوماسي الثاني، وعنوان المقال هو سؤال محرج يطرح كثيراً وبإلحاح في هذه المؤتمرات عن أسباب الغياب أو الحضور السوري الهزيل. وهذا ما يثير حفيظتي و يدفعني إلى الكتابة مجدَداً عن موضوع الغياب السوري، و أن هذا الغياب قد أدى الى التركيز على العلاقات الفلسطينية- الاسرائيلية، وكأن الصراع العربي- الاسرائيلي قد أُختزل ليصبح الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي فقط.
صحيحٌ أن احتلال فلسطين هو قلب الصراع ولكن للصراع امتدادات اقليمية، وخاصة موضوع الجولان وأهمية وجوده على أجندة هذه المؤتمرات والتي يفرضه الحضور السوري ويغيب بغيابه. فمن الأفضل اعادة النظر بالموقف السوري من هذه المؤتمرات للأسباب التالية: اولا: من الواجب علينا كسوريين ابقاء موضوع احتلال الجولان حياً ليس فقط في ذاكرة الشعب السوري وإنما في الذاكرة الدولية، بحيث يبقى موضوع الجولان موجودا على أجندة المؤتمرات الاقليمية والدولية الرسمية والغير رسمية التي تبحث في شؤون الشرق الأوسط وبشكل خاص الصراع العربي-الاسرائيلي. و بما ان المؤتمرات الرسمية التي تعقد للبحث في موضوع الصراع العربي- الاسرائيلي قليلة ، بينما مؤتمرات "دبلوماسية المسار الثاني"او الدبلوماسية الموازية فهي عديدة وتعقد بالعشرات في جميع أنحاء العالم ومنها ما هو مخصص للصراع العربي- الاسرائيلي وعملية السلام تحديداً
ثانيا: يقال في الخارج بأن سوريا دولة منعزلة وبغض النظر عن صحة هذا الكلام فان العزل المفروض علينا من الخارج الذي لا حول ولا قوة لنا به، ولكن لماذا العزل الذاتي الذي نفرضه على أنفسنا بعدم حضورنا هذه المؤتمرات؟
ثالثا: لربما سبب الغياب السوري هو الخوف من اعطاء الانطباع بأن الحضور السوري مع الحضور الاسرائيلي يشكل نوعا من التطبيع. ولكن عامل التطبيع كان سبباً مبرراً قبل مؤتمر مدريد عام 1991 ولكنه زال بعد انعقاد المؤتمر والمفاوضات الثنائية السورية- الاسرائيلية التي تلت المؤتمر و التي جمعت السوريين والاسرائيليين وجها لوجه في مفاوضات علنية ورسمية ومباشرة ولمدة تسع سنوات ولم يؤد ذلك الى التطبيع مع اسرائيل حتى الآن.
رابعا: لربما سبب الغياب السوري هو الخوف من حضور السوري الذي يعرض وجهة نظر غير دقيقة أو غير ملائمة أو تتعارض مع الموقف السوري الرسمي مما قد يسبب حرجا لسوريا أو لقيادتها. وان حدث ذلك أليس هذا في مصلحة سوريا وقيادتها لأنه برهان على وجود حراك سياسي وهامش من الحرية في سوريا يسمح للسوريين بحضور مؤتمرات دولية والتعبير عن وجهات نظر متباينة؟ وربما يتعارض بعضها مع الموقف السوري الرسمي ولكن في كل الأحوال ان السوريين الذين يحضرون هذه المؤتمرات أكاديميين غير رسميين يحضرون بصفة شخصية وليس بصفة رسمية
خامسا: لربما سبب الغياب السوري هو شعور القيادة بعدم وجود سوريين أكفاء لغويا وثقافيا لعرض وجهة نظر سورية صحيحة ومقنعة في مؤتمرات دولية. والطامة الكبرى هي ان كان هذا الافتراض صحيحا في بلد مهد الديانات ومسرح الحضارات والصحيح هو أن هناك سوريين ذوي كفاءات عالية قادرة على تمثيل بلدها بجدارة وقد التقيت الكثير منهم.
هناك الكثير من الصحة فيما قاله المتنبي الشاعر العربي بأن السيف أصدق من الكتب ... ولكن في حال انعدام السيف أو اذا كان الوقت غير مناسب لاستعماله ألا يجدر بنا اللجوء الى الكتاب أي الكلمة وهي كلمة حق فيما يتعلق بموضوع احتلال الجولان. هناك مقولة تقول اذا كانت الكذبة كبيرة وكررت يصدقها الناس ولكن موضوع احتلال الجولان حقيقة كبيرة فلماذا لا نكررها وباستمرار في المحافل الدولية؟
فلنحضر المؤتمرات حيث يتواجد الاسرائيليون بشكل دائم ومكثف ونقول كلمة الحق أمام الجمهور بأن الجولان أرض سورية محتلة وان الاحتلال الاسرائيلي مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية مجابهين بذلك كلمة الباطل. فالغياب السوري يفسح المجال للاسرائيلي لكي يحتكر المسرح الدولي ليكرر كذبته.
*أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الأمريكية والسورية.
22/7/2009
تعقيب مراسل ( كلنا شركاء) في دمشق :
حاولنا الاتصال مع الدكتور سمعو ولكن عاملة مقسم الموبايل تحدثت " باليونانية " ان الموبايل مغلق ,ونحن اذ نشكر الدكتور الياس سمعو على ايضاحه هذا ونشكر ايضا وكالة اكي الايطالية للانباء التي حرضت لديه هذا الرد ,علماً اننا لم نتاخر بنشر اي مقال له سواء التي كتبها خصيصا لصحيفة تشرين اوالتي خصصها لوسائل الاعلام الغربية ومنها موقع الليمون الحامض الاسرائيلي .....
ما يمكن ان نطلبه من الدكتور سمعو هو ان يدون خلاصة خبرته في المفاوضات والمباحثات التي حضرها لسنوات طويلة سواء في التسعينات او في السنوات الاخيرة ليطلع عليها الشعب السوري ويعرف ما يجري كونه لا يسمع سوى عبارات جافة يطلب من كبار المسؤولين تردادها ( لا يوجد مباحثات سرية ولا مباحثات مسار ثاني - كل شيء لدينا علني - حقوقنا واضحة ولن نتخلى عنها ووووو)
ومن ثم يفاجئ المتابع لوسائل الاعلام باخبار ومقالات بين الفترة والاخرى ولا يستطيع التاكد من صحتها ,بعضها يتحدث عن ابعاد مثلا الدكتور عزيز شكري من منصبه في جامعة دمشق في العام 1999 بعد ان نقلت مجلة الوطن العربي اخبار عن مشاركته في مباحثات المسار الثاني ومن ثم مقالات تتحدث عن ابعاد سيادة اللواء محمد ناصيف وانه لم يعد يحظى بالوزن السابق بعد اشاعات عن تنسيقه مع البروفسور ابراهيم سليمان و يقراً عن محاضرات الئيل الون ( مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية) يذكر فيها عديد من الجلسات بتركيا شارك فيها الدكتور سمير التقي سبقت اعلان المفاوضات غير المباشرة ويقرا ان السفير النرويجي سفينيج سفين نظم في بروكسل مباحثات مسار ثاني شاركت فيها السيدة م.ك ممثلة لمركز الشرق للدراسات بدمشق وتحدثت عن امكانية فك علاقة سورية بايران كونها زواج غير كاثوليكي وهو الامر الذي حظي باعجاب الحضور ؟
فلماذا يترك المثقفون والمواطنون في سورية في الظلام لا يعرفون ما يجري ( مثل كثير من الامور الاخرى) ولا من يخطط لمستقبلهم ويفاوض نيابة عنهم في قضية مصيرية مثل الجولان وكانهم قصر او سلموا امرهم واموالهم وعيالهم ومستقبلهم لاشخاص لا يخضعون للمساءلة او للمحاسبة ؟
عن كلنا شركاء
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |