ملف الدراما السورية في رمضان في الصحافة العربية ومسلسلات رمضان القادمة / ج1
2009-08-05
ليس مثل السوريين قادرين على اقتناص الفرص وليس كمثلهم أيضا في إضاعة تلك الفرص. وكما في كل نواحي الاقتصاد والحياة العامة، يستشري الفساد استشرى الفساد في التلفزيون بقطاعيه الخاص والعام.
الفساد في تلفزيون القطاع العام.. يبدأ من قارئ النصوص الذي لا يوافق على نص إلا بعد أن يقبض من كاتبه المعلوم، إلى إدارة الإنتاج التي بجميع من مروا عليها من شخصيات كان لهم دورهم أيضا في عرقلة عجلة الإنتاج حيث مديرو الإنتاج يلهطون ثلث ميزانية أي مسلسل وللإدارة حصة منه.. وإذا كانت شائعة إحالة محمد الأحمد مدير عام مؤسسة السينما إلى القضاء الإداري بتهمة الفساد حقيقية ، فالدور قادم إلى التلفزيون وسيكشف الكثير من المستور حتى الآن.
إذن التلفزيون السوري خارج لعبة سباق الدراما فهو الأقل إنتاجا وبكلف أعلى، وهو الأقل جودة بسبب عدم وجود رقابة على إنتاجه.
السباق محصور في القطاع الخاص الذي بدأ يتراجع بعد أن تخلى فرسانه عنه، فنجدت أنزور صار مختصا بإنتاج الأعمال التي تكلف ما يساوي فيلما من إنتاج هوليود لينتج مسلسلات لا معنى لها ولا قيمة. وهيثم حقي اختار أن ينتج للمحطات المشفرة فنادرا ما نرى عملا له، حاتم علي وباسل الخطيب اختارا أيضا إنتاج أعمال سورية بأموال نفطية وبالتالي خضعوا لشروط وسموم النفط. ولكننا لا ننكر أنهم لم يتخلوا عن الحد الأدنى من احترامهم لذاتهم فلم يهبطوا بمستواهم الفني وإنما فقط فرضت عليهم الموضوعات التي يعملون عليها.
شركات الإنتاج الكبرى خضعت بالتالي لضغوط دول النفط ولتوجيهاتها فيما ينتج كل عام وفق خطة مرسومة لتدمير الثقافة العربية، والتاريخ العربي، والذي هو مدمر أساسا ولا أدري ما الغاية من تدمير ما هو غير موجود. ربما المقصود تدمير ثقافة المنطقة ليس الثقافة العربية. وليس أدل على ذل من مسلسل باب الحارة التي استغلت محطة ال mbc نجاحه فوضعته في مفرخة ليفرخ ربما عشر مسلسلات رمضانية لوم يعن بسام الملا سقوط هذا المسلس منذ حلقته الثانية جماهيريا ومنذ حلقته الأولى فعليا فهمه الأول ما يقبضه من أموال بحجهود بسيطة.
بقية الشركات يظل لها الفتات، ومن هذا الفتات تخرج مسلسلات رمضان الهامة، التي تجذب المشاهد العربي.. من أنتاج شركات تغامر برأسمالها لعدة سنوات ثم تتوقف بعد أن تكون قد تركت بصمة واضحة على صفحة الدراما السورية.
رمضان هو الحكم منذ ما يقارب الأعوام العشرة .. وها رمضان يقترب كيف تتناول الصحافة العربية الدراما العربية قبل رمضان.. هذا ما سيكون موضوعنا في هذه السلسلة .
هيثم حقي: الدراما السورية طرحت قضايا لم تطرحها السينما
الجمعة, 31 يوليو 2009
دمشق - إبراهيم حاج عبدي
منذ ثلاثة عقود ونصف يعمل هيثم حقي كمخرج وكاتب سيناريو ومنتج وباحث في مجالي السينما والتلفزيون. هذه المسيرة الفنية الطويلة والمثمرة يصعب اختزالها، ذلك أن مجرد تعداد عناوين الأعمال التي أنجزها حقي يحتاج إلى صفحات عدة. لكن المؤكد أن أحداً لا يستطيع إغفال اسم حقي لدى الحديث عن أسباب نجاح الدراما السورية، إذ يعود له الفضل الكبير في إعلاء مكانة هذه الدراما سواء من خلال المضامين الجريئة التي طرحها، أو عبر الأسلوب الفني الجمالي الذي اتبعه في سرد تلك الحكايات.
حقق يحيى حقي الكثير من المشاريع، وقام بإخراج عشرات المسلسلات من «هجرة القلوب إلى القلوب»، و «خان الحرير» و «الثريا»، مروراً بـ «سيرة آل الجلالي»، و «ردم الأساطير» وصولاً إلى «الخيط الأبيض» و «الشمس تشرق من جديد»، وغيرها من الأعمال التي نالت الثناء النقدي، ورضى الجمهور. وما كان ذلك ليتحقق لولا دأبه ومثابرته في العمل، وإيمانه بالكفاءات والمواهب الموجودة، فهو لا يحمل أية أوهام، لكنه يملك طموحاً لا حدود له، معتقداً أن «الأحلام المستندة إلى المقومات المتوافرة، والآخذة في الاعتبار الإمكانات الموجودة ليست عصية المنال».
بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما في موسكو عام 1973، ونهله من الينبوع السينمائي الأكثر نقاء، والذي كان يمثله أحد ابرز أساتذة السينما في العالم وهو ليو كوليشوف، الذي تتلمذ على يديه بودوفكين نفسه، عاد حقي إلى بلاده وفي ذهنه الكثير من الأمنيات والمشاريع السينمائية، لكن الواقع، هذه المرة، كان أضيق من تلك الطموحات، فحقق فيلماً روائياً قصيراً أسمه «اللعبة»، من إنتاج مؤسسة السينما، كما قام بإخراج عدد من الأفلام التي أنتجتها دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون السوري، مثل الفيلم الروائي الطويل «التقرير أو ملابسات حادثة عادية»، والفيلم الروائي القصير «الأرجوحة»، إضافة إلى عدد من الأفلام التسجيلية القصيرة، والبرامج التلفزيونية.
ملفات شائكة
هذه المحاولات لم تشفِ غليل الشاب الطموح، آنذاك، إذ اصطدمت مشاريعه بواقع ثقافي وإداري لا يأبه كثيراً للسينما، فاتجه نحو الدراما التلفزيونية، واستطاع، بدءاً من منتصف الثمانينات، أن يقدم الكثير من الأعمال التي شكلت علامات مضيئة في مسيرة الإنتاج الدرامي السوري، وهو لم يكتفِ بتوظيف جماليات السينما في هذه الأعمال، بل قال في حديث إلى «الحياة» إن «الإنتاج الدرامي السوري طرح قضايا وملفات شائكة، لم تطرح في السينما العربية ذاتها، رغم أن هذه الأخيرة تتميز بقدرتها على تناول قضايا محظورة وحساسة أكثر من الدراما التلفزيونية (التي تدخل كل بيت!) كما يتحجج الرقيب، دائماً، لدى حذفه لقطات أو مشاهد من مسلسل ما».
وأوضح حقي أنه ركّز على مسألتين مهمتين تجلتا، في شكل أو آخر، في مجمل الأعمال التي أخرجها للتلفزيون، وهما: «النهضة المجهضة»، و «سؤال الديموقراطية»، مشيراً إلى أن ثمة «وهماً متمثلاً في أن الفن الراقي هو السائد، وهذا خطأ كبير، ففي مجال السينما العربية نجد أن 90 في المئة من إنتاجها ذو طابع تجاري، وكذلك الحال في السينما العالمية، و «أنت تعلم أن الصحافة الصفراء أو صحافة التابلويد في الغرب توزع أضعاف نسب توزيع الصحف الجادة والموضوعية، وإذا عدنا إلى الوراء، وتساءلنا: ألم يكن هناك كتاب آخرون معاصرون لديستوفسكي، وتولستوي، وبلزاك، وهيغو...؟ بالتأكيد كان هناك كتاب ربما كانت شهرتهم تفوق، آنذاك، شهرة هؤلاء، غير أن ما كتبوه ذهب أدراج الرياح، ولم يبق سوى الفن الحقيقي». وتابع حقي: «من هنا أقول ان السائد والرائج في مجال الفن هو التجاري السطحي، لكن هذا النوع سرعان ما يتبدد، ويختفي، ويبقى الفن الأصيل حياً في الذاكرة»، منتقداً بشدة الرأي القائل بأن «العمل التلفزيوني هو عمل سطحي ورديء، بينما الفن الجاد نجده في السينما»!، لافتاً إلى أن «ثمة رداءة هنا وهناك، مثلما أن ثمة جدية في الطرح هنا وهناك، فلماذا، إذاً، هذا التصنيف الساذج»؟.
عودة إلى السينما
استطاع يحيى حقي، خلال انهماكه بالإخراج التلفزيوني، أن يؤسس لمدرسة إخراجية تأثر بها مخرجون آخرون ساروا على خطاه، لكنه لم ينسَ السينما يوماً إلى أن جاءت الفرصة عبر قناة «أوربت»، إذ قدم حقي تصوراً للقناة حول شركة إنتاج درامي وتلفزيوني، متكئاً على خبرته وتجربته الطويلة، وسرعان ما جرى الاتفاق مع مالكي القناة حول تأسيس شركة ريل فيلمز ( Reelfilms Productions) التي يديرها حقي منذ مطلع 2007 بنوع من الاستقلالية دون أن يتدخل أحد في مشاريعه المقترحة كما يؤكد: «لم يقل لي أحد أفعل كذا، ولا تفعل ذاك».
أُنتِج، في إطار هذه الشركة، عدد من المسلسلات، لكن الأهم هو أن حقي وجد في هذه الشركة فرصة لتحقيق حلمه السينمائي المؤجل، بل «محاولة للنهوض بالسينما السورية المتعثرة»، فأخرج فيلمه الروائي الطويل «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» الذي يتناول، عبر معالجة خاصة، ثنائية السلطة والمعارضة، كما سعى إلى استقطاب عدد من المخرجين للاستعانة بهم في رفع رصيد الشركة كماً ونوعاً، إذ أنتجت الشركة، أيضاً، الفيلم المصري «بصرة» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، والذي نال خمس جوائز، كما أنتجت الشركة الفيلم السوري «روداج» للمخرج نضال الدبس. وأسند حقي مهمة إخراج فيلم «الليل الطويل»، الذي كتب له السيناريو، إلى المخرج حاتم علي، وقد حاز هذا الفيلم، أخيراً، الجائزة الكبرى (الثور الذهبي) لمهرجان تاورمينا لدول البحر المتوسط (2009) وقد استحق الفيلم الجائزة «لأناقته والطريقة السينمائية لقص حكاية تتعامل مع قضايا سياسية وأخلاقية»، كما جاء في قرار لجنة التحكيم.
يروي فيلم «الليل الطويل» تفاصيل ليلة الإفراج عن أربعة سجناء سياسيين، وما يترتب على هذا الإفراج من تغيير في حياة أهاليهم وأبنائهم الذين نظموا حياتهم بعيداً منهم. ويناقش العمل، الذي سيبدأ عرضه الجماهيري قريباً، الاختلاف في الآراء وعلاقة الجلاد بالضحية ليقدم صورة بانورامية متباينة مليئة بتناقضات الحياة، ومشغولة بلغة سينمائية مؤثرة.
ورداً على سؤال حول أن الجائزة تحمل بعداً سياسياً أكثر منه فنياً، باعتبار أن الفيلم يتناول ملف الاعتقال السياسي، كما قال بعض النقاد، أعرب حقي عن استغرابه من هذه التأويلات مؤكداً: «إن السينما، كما افهمها، ينبغي أن تطرح قضايا إنسانية شائكة، وأن تلامس هموم الفرد وأحلامه، ونحن نسعى إلى ذلك في معزل عن الجوائز. هذا الفيلم ليس سياسياً بالمعنى التقليدي، بل هو يستخدم السياسة لطرح قضية إنسانية بالدرجة الأولى. وعلى العموم اعتدنا مثل هذه الانتقادات، فالنقد لدينا لم يستوعب بعد نجاح عمل ما لاعتبارات فنية محضة، ولا بد من أن يجد مبرراً آخر لا علاقة له بالفن».
ولم يحمّل حقي مؤسسة السينما مسؤولية غيابه عن السينما سنوات طويلة، إذ أقر بأن «المدير الحالي محمد الأحمد، والمديرين السابقين قد دعوني للعمل في بعض الأفلام، لكنني رفضت مؤثراً، في ظل الإنتاج السينمائي الشحيح، ووسط انشغالي بالأعمال التلفزيونية، إتاحة الفرصة لزملائي ممن هم في حاجة إلى العمل أكثر مني». وهو أشار إلى الدور الذي لعبه في سبيل إلغاء قانون حصر استيراد الأفلام بمؤسسة السينما، كما اشتكى من «وضع الصالات البائس»، مشيراً إلى أن «عادة الذهاب إلى صالة السينما تكاد تتلاشى بسبب وجود الفضائيات والإنترنت ووجود أحدث الأفلام على أقراص دي. في. دي»، والحل الأمثل، في رأيه، هنا، يكمن في «تعاون السينما والتلفزيون معاً سواء في مجال الإنتاج أو التسويق والإعلان أو البث والعرض»، وأخيراً أعرب عن اعتقاده أن «سورية قادرة على إنتاج عشرين فيلماً سينمائياً بدلاً من فيلمين أو ثلاثة أفلام في السنة الواحدة، كما هي الحال الآن، شرط أن يتم استثمار التكنولوجيا الرقمية الجديدة في الإنتاج السينمائي لتقليص التكاليف، وأن يساهم القطاع الخاص في الإنتاج».
الدراما السورية في رمضان على إيقاع سياسات الشرق الأوسط
الثلاثاء, 04 أغسطس 2009
دمشق - ابراهيم حاج عبدي
Related Nodes:
1249298830023453700.JPG
مع اقتراب شهر رمضان بدأت تتضح الخريطة النهائية للدراما التلفزيونية العربية التي ستحظى بفرصة البث على الشاشات في شهر تحول إلى مجال للمنافسة الدرامية، بل أصبح بمثابة امتحان لتلك الدراما التي ستُكرم فيها أو تُهان. وحين نتحدث عن الخريطة الدرامية العربية، فإن حدودها الرئيسة معروفة سلفاً، فهي تبدأ من مصر وتمر بسورية لتنتهي في الخليج، فضلا عن خطوط ثانوية بسيطة تلامس بعض دول المغرب العربي ولبنان ودول عربية أخرى.
أمام هذه الخريطة الدرامية تبرز بجلاء الدراما السورية التي حظيت، في السنوات الأخيرة بالإعجاب، وراحت تنافس شقيقتها المصرية. ولئن تراجع سقف الإنتاج، وخصوصاً هذه السنة، غير أن هذه الحصيلة القليلة التي تبلغ قرابة 25 مسلسلا ستكون حاضرة على مختلف الفضائيات، وثمة مسلسلات من المرجح أن تثير جدالاً واسعاً.
ولعل المسلسلات الأوفر حظاً في إثارة الانقسام تلك التي تأخذ طابعاً سياسياً. ويأتي في اعلى القائمة مسلسل «هدوء نسبي» للمخرج التونسي شوقي الماجري. ومرد هذا التصور يعود إلى أن العمل تنتجه أربع جهات إنتاجية هي شركة ايبلا السورية، وقطاع الإنتاج في التلفزيون المصري و «روتانا خليجية» و «إي آر تي»، ويشارك في تجسيد شخصيات المسلسل عدد من النجوم العرب بينهم عابد فهد ونيللي كريم وبيير داغر ونادين سلامة... إلى جانب بعض الممثلين الأجانب. والأهم، من هذا وذاك، أن المسلسل يتناول فترة عصيبة في تاريخ المنطقة تمتد من الأيام التي سبقت سقوط بغداد مروراً بالحرب الأميركية في العراق وصولاً إلى الأزمات التي تلت هذه الحرب.
يرصد كاتب العمل السوري خالد خليفة هذه المحطات بعيون الصحافيين الذين غطوا تلك الحرب «عبر لوحات درامية إنسانية تدين الحروب والديكتاتوريات معاً»، كما يقول خليفة في حديث الى «الحياة»، ويضيف ان «المسلسل يتحدث بصورة رئيسة عن المراسلين الذين دفعوا أثماناً باهظة في سبيل الوصول إلى المعلومة»، ويصوغ، كذلك، حكاية حب شفافة تنبت بين ركام الحرب، وخلف مشاهد الدمار». ونفى خليفة وجود شخصيات سياسية معروفة في العمل. لكن المسلسل، الذي سيعرض على عدد من القنوات، بينها «المصرية» و«روتانا خليجية» و «أي آر تي»، يرسم التحولات الرئيسة التي شهدها العراق مثل ما حصل للمتحف الوطني العراقي، وما جرى في سجن أبو غريب.
ويتوقع خليفة أن يحقق هذا المسلسل حضوراً مميزا سواء لجهة مضامينه، أو بسبب الفريق الفني والتقني الذي عمل فيه، إضافة الى التكلفة الإنتاجية الضخمة التي وصلت إلى نحو أربعة ملايين دولار، بينما وصل عدد شخصيات العمل إلى 273 شخصية، أما مواقع التصوير فبلغ نحو مئتي موقع. ويوضح خليفة ان «وقائع العمل بعيدة من التوثيق، بل تنبع من الخيال الروائي، والسياسة لا تهيمن على المشهد الدرامي بمقدار الاهتمام والتركيز على سرد تجارب إنسانية مؤثرة».
المخرج المثنى صبح يختار العودة إلى نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات من القرن العشرين ليرصد جوانب من حياة السوريين بعد الاستقلال، ومحاولات السيطرة على ثروات المنطقة عبر مسلسل «الدوامة» الذي اقتبسه الراحل ممدوح عدوان عن رواية «الضغينة والهوى» للروائي فواز حداد، وبقي النص في أدراج شركة سورية الدولية للإنتاج الفني، إلى أن رأى النور في هذا الموسم. يقول صبح: العمل هو حكاية افتراضية تتناول فكرة الاستعمار الجديد المتمثل بصراع شركات النفط والمخابرات العالمية على سورية إبان الاستقلال وبداية تشكل الأحزاب السياسية في سورية، وتداعيات نكبة فلسطين. وهو ينفي سعيه إلى رسم مشهد تاريخي لتلك المرحلة وحسب، وإنما يقدم حكاية افتراضية مفعمة بالحب والنضال السياسي، يلتقط من خلالها تفاصيل الحياة الدمشقية وتركيبتها الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أفرزت نتائجها واقعاً لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. «الدوامة» من بطولة سلوم حداد، منى واصف، باسل خياط.
وفي المنحى ذاته، يطل مسلسل «آخر أيام الحب» للمخرج وائل رمضان وتأليف هاني السعدي، ليتحدث عن مرحلة الوحدة بين سورية ومصر، على خلفية لوحات اجتماعية جذابة.
أما مسلسل «سفر الحجارة» للمخرج يوسف رزق وتأليف هاني السعدي، فيتناول مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته في ظل الحصار والاحتلال.
وليس بعيداً من هذه الأجواء، ومن هموم القضية الفلسطينية يقدم المخرج نجدة أنزور في هذا الموسم مسلسل «رجال الحسم»، الذي كتبه فايز بشير وأنتجته شركة الهاني في سورية بالتعاون مع قناة أبو ظبي التي ستعرضه خلال شهر رمضان. يتناول العمل، الذي بلغت كلفته الانتاجية نحو 2,5 مليون دولار، أجواء الفساد والجريمة التي تحيط بالعاملين في جهاز الموساد الإسرائيلي، ويسلط الضوء على الأبعاد النفسية الإجرامية التي تحملها هذه الشخصيات، وانعكاس ذلك على عدالة القضية.
ولا يبتعد المخرج محمد الشيخ نجيب عن عالم الجاسوسية في مسلسله «تحت المداس»، ولكن هذه المرة في إطار اجتماعي من خلال شبكات التهريب والتجسس التي تمتد إلى الخادمات الأجنبيات في بيوت الأثرياء، كاشفاً الهوة بين مجتمع أرستقراطي فاحش الثراء وآخر بسيط يزداد فقراً.
الشاشات اللبنانية: كلٌ يغنّي على رمضانه
«المستقبل» يقاطع سوريا و«المنار»... مصر
إلهام شاهين في مشهد من «علشان ماليش غيرك»حافظت LBC على موقعها الأوّل في الخارطة الرمضانية مع باقة أعمال مصرية وسوريّة وبرامج حواريّة. وبينما تنوّعت خيارات الشاشات الأخرى بين الأعمال الشامية التي جذبت المشاهد اللبناني والسهرات الرمضانيّة والألعاب والبرامج الدينية، بدت أخرى غير معنية بالمناسبة
باسم الحكيم
لم يبقَ على حلول شهر رمضان سوى ثلاثة أسابيع، ولا تزال بعض الشاشات المحليّة حائرة في برمجتها. وإذا كانت LBC و«المستقبل» و«الجديد» و«المنار» قد رسمت خارطتها الكاملة قبل الموعد بمدة مقبولة، فإنّ nbn وOtv وMtv و«تلفزيون لبنان»، تؤجل الإعلان عن برمجة تبدو خجولة حتى اللحظة. إذاً، حسمت LBC أمرها واختارت باقة مسلسلات مصرية وسوريّة وبرامج منوّعة، ولم تهمل البرامج الحواريّة التي سيكون نيشان نجمها لأول مرّة. وبينما استقرّ تلفزيون «المستقبل» على برامجه ومسلسلاته، فقد ظلّ مقاطعاً للدراما السوريّة، ولم يتمكّن من تحقيق رغبته بتقديم عمل محلي منافس. وبخلاف الشاشة الزرقاء، قاطعت محطة «المنار» الدراما المصريّة، وركّزت على المسلسلات الشامية والسهرات الرمضانيّة. واختار تلفزيون «الجديد»، التنويع الدرامي بين مصر وسوريا، كما اتفق مع طوني خليفة على برنامج ألعاب جديدة. أما الشاشة البرتقاليّة، فتبدو غير معنية بالمناسبة كما يجب. إذ اكتفت ببرنامج يمزج بين الحوارات والألعاب مع وسام صبّاغ. وبعدما خذلها نيشان، تستنجد Mtv بمنى أبو حمزة لتنقذ سهرتها الرمضانيّة. من جهتها تكتفي nbn بالقول إنّها ستقدّم برنامج مسابقات دينيّة. ويبقى «تلفزيون لبنان» الذي حصل على دعم درامي سوري، وينتظر الدعم المصري.
هكذا، تحافظ LBC على موقعها الأوّل بين زميلاتها. إذ اتفقت مع نيشان على تقديم ثلاثين ليلة من برنامجه الشهير «مايسترو»، وانفردت بمجموعة أعمال دراميّة جيدة يتقدّمها المسلسل اللبناني «شيء من القوة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف وسيتكوم «خدنا بحلمك» للمخرج ناصر فقيه. ثم مسلسل «ليالي» من تأليف أيمن سلامة وإخراج أحمد شفيق، وهو العمل الذي اتُّفق عليه بين المحطة والشركة المنتجة (الصباح)، لتقديم حياة الفنانة سوزان تميم بصيغة دراميّة. علماً بأن الشركة المنتجة أصدرت لاحقاً بياناً نفت فيه الأمر. البطولة لزينة، وعمّار شلق، وصلاح عبد الله وماغي أبو غصن. إضافة إلى المسلسل السوري «قاع المدينة» (فضائيّاً)، «زمن العار» (أرضيّاً). وأزالت المحطة المسلسل اللبناني من قائمة برمجتها الفضائية، بعد دخول برنامج «إل مايسترو» على الخط. ومن جملة مسلسلاتها المصرية أيضاً «ابن الأرندلي» مع يحيى الفخراني و«أفراح إبليس» مع جمال سليمان.
أما تلفزيون «المستقبل»، فيراهن على الدراما المصريّة بالدرجة الأولى، وخصوصاً بعد مقاطعته للدراما السوريّة منذ سنوات، وبعدما خذلته الدراما اللبنانيّة في رمضان الفائت مع «مجنون ليلى». وتعرض المحطة ثلاثة مسلسلات من أبرز ما أنتج هذا العام: «متخافوش» مع نور الشريف، و«عشان ماليش غيرك» مع إلهام شاهين و«حرب الجواسيس» مع منة شلبي، بالإضافة إلى برامجه المحليّة «نجوم عالطريق»، وهو برنامج كوميدي، تجوب فيه الكاميرا على طرق لبنان وتختار عشوائياً أشخاصاً تطلب منهم القيام بعمل فني للفوز بجائزة. ثم برنامج الألعاب والمسابقات الليلي «طال السهر» (عنوان مبدئي) يقدمه ميشال قزي وكارين سلامة، بمشاركة لين سليمان، ونيللي عبد النور، وزينة جانبيه ورانيا سلوان اللواتي يواكبن أجواء رمضان من الساحات العامة والمواقع السياحية، ثم المسابقات الدينية التي تقدّمها سنويّاً.
ويوحّد «الجديد» برمجته الأرضية والفضائيّة. وبعد انتهاء «... للنشر» أخيراً، قرّر طوني خليفة أن ينأى بنفسه عن البرامج الحواريّة، ليعود إلى الألعاب والمسابقات في برنامج «حسابك عنّا». أما الرهان الأول للمحطة فهو على الدراما السوريّة، وتحديداً «الدّوامة» للمخرج المثنى صبح مع دارين حمزة، وأيمن زيدان وسلوم حداد، إضافة إلى «طريق النحل» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد. وكذلك على مسلسل «بيت جدي 2» للمخرج اياد نحاس، وهو امتداد للجزء الأول، مع بسام كوسا، وسامر المصري ووفاء موصللي. ولن تستبعد المحطة الدراما المصريّة من خريطتها حيث تعرض مسلسلَي «الباطنية» و«كريمة كريمة»، إضافة إلى برنامج المأكولات الرمضانية مع الشيف ريشار خوري وحلقات جديدة من «إربت تنحل»، والكاميرا الخفية مع فريق «نجوم الضهر».
ويتقاسم «المنار» مع «الجديد» عرض مسلسل «بيت جدي 2» فضائيّاً. غير أنّ «المنار» تهتم بالدرجة الأولى بإرضاء المشاهد اللبناني، فتقدّم «باب الحارة 4». وتعرض أيضاً المسلسل الإيراني المدبلج «النبي يوسف» وهو العمل الذي أنهت عرضه أخيراً قناة «الكوثر» في 45 حلقة. كما تقدم العمل الكوميدي «بهلول 3» مع أندريه سكاف، ثم برنامج المسابقات «ربحك باختيارك»، إلى جانب السهرات الرمضانية عند منتصف الليل، وهي سهرات مصوّرة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، تهتم بالتعريف بالحضارات، فضلاً عن البرامج الدينية
دراما سوريا: يا ورد مين يشتريكِ...
مشهد من «الدوامة»«الدوّامة» و«عن الخوف والعزلة» و«قلبي معكم» ثلاثة مسلسلات لا تزال حتى الساعة خارج السباق الرمضاني. أما القاسم المشترك بينها، فهو أنّها أُنتجت بمال سوري... وتعاني صعوبةً في التسويق
وسام كنعان
ليس مبالغاً القول إنّ مسألة إنتاج مسلسل سوري في هذه الفترة تبدو في غاية الخطورة، وخصوصاً إذا لم تأخذ إحدى المحطّات على عاتقها تبنّي العمل، وشراءه مبدئياً، حتى قبل كتابته أحياناً. كذلك، يمكن أن تكون المحطة هي المنتج الحقيقي للعمل، فتتدخّل في خطوطه الدرامية وما سيطرحه وتعدّل في النص، وتقدّم اقتراحات من دون أن يجد أصحاب المسلسل بديلاً عن القبول بها، من أجل ضمان عرض أعمالهم.
إنها مشكلة الإنتاج إذاً، بعدما بات المنتج يتحكّم في الدراما وفقاً لاعتباراته الخاصة، ويبقى مصير كل مسلسل معلّقاً بمنتجه ورؤيته الخاصة للعمل واحتكاره. هكذا مثلاً واجه النجم أيمن زيدان مشكلة حقيقية بعد إنتاج art لمسلسله «رصيف الذاكرة» وأدّت شركته «أكشن» دور المنتج المنفّذ له. وكان العقد يخوّل الممثل السوري عرض مسلسله على التلفزيون السوري فقط. وقد اختار هذا الأخير بدء عرض العمل مع بداية رمضان الماضي فيما أجّلت art تسويق العمل لما بعد شهر رمضان، ثمّ احتجّت على عرضه على «الفضائية السورية». وتفادياً لتفاقم الأزمة، اضطر زيدان إلى التدخل لدى «التلفزيون السوري» وإيقاف عرض العمل الذي باعته الجهة المنتجة لاحقاً لتلفزيون «أبو ظبي» الذي عرضه أخيراً.
هذه السيطرة للجهات المنتجة والفضائيات على الأعمال الدرامية السورية ليست المشكلة الوحيدة. إذ أوضح المخرج الشاب المثنى صبح لـ«الأخبار» أن عمله الجديد «الدوامة» الذي انتهى من تصويره قبل فترة، يواجه صعوبةً في التسويق. هذا رغم حبكة النص الدرامية والميزانية الإنتاجية الكبيرة نسبياً، إضافةً إلى استقطابه مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأوّل في سوريا. يوضح المخرج الشاب أنّ عمله لم يبع حتى الآن، من دون أن يخفي قلقه وتخوّفه من مصير هذا العمل، الذي يقول عنه بحرقة شديدة إنه قد يظلّ أسير رفوف الشركة المنتجة حتى إشعار آخر.
الأزمة تنسحب على كلّ الأعمال التي أنتجتها «سورية الدولية» هذا العام
أما سبب هذه الأزمة في التسويق، فتبدو شبه واضحة: إنها الشركة المنتجة. إذ إنّ الشركة التي أنتجت «الدوامة» هي «سورية الدولية»، وهي المنتج السوري الوحيد الذي لا يزال يصنع أعماله بأمواله الخاصة من دون الرجوع إلى رأس المال الخليجي، ومن دون أخذ الموافقات المسبقة من المحطات الفضائية.
ورغم أنّ مالك «سورية الدولية» هو نفسه أحد أبرز المساهمين في تلفزيون «الدنيا»، فإن هذا التلفزيون لم يحقّق بعد الحضور والانتشار اللذين تحظى بهما المحطات الخليجية.
في هذا الإطار، يرى المثنى صبح أن الرهان بالنسبة إلى «سورية الدولية» يرتبط مباشرةً بالقيمة الفنية للمسلسل، والقضايا التي يطرحها للنقاش والمعالجة. ويضيف إن الشركة ترفض أن يكون رهانها فقط على المحطات الفضائية وأصحابها.
أما عن سبب إحجام المحطات عن شراء «الدوامة» حتى الآن، فيرى صبح أنه مرتبط بالموضوع الذي يطرحه. إذ يعالج العمل التاريخ السوري الحديث، وتحديداً فترة الخمسينيات التي كانت تضج بالأحداث على أكثر من صعيد، لكن يبدو واضحاً أن تلك المواضيع لم تعد محط اهتمام في سوق العرض، التي لا يملك السوريون أي سيطرة حقيقيّة عليها.
وطبعاً «الدوامة» ليس الوحيد الذي يعاني أزمة تسويق. هذه الأخيرة تنسحب على كلّ الأعمال التي أنتجتها «سورية الدولية» هذا العام. إلى جانب عمل المثنى صبح، أنتجت الشركة حتى الآن مسلسل «عن الخوف والعزلة» للكاتب فادي قوشقجي والمخرج سيف الدين سبيعي. إضافةً إلى «قلبي معكم» للكاتبة أمل حنا والمخرج سامر برقاوي. وحتى الساعة، لم يُتفق على بيع أي منها، رغم النجاحات السابقة للأعمال التي أنتجتها الشركة، لكتّاب تلك الأعمال أبرزها «ليس سراباً» لفادي قوشقجي، و«أحلام كبيرة» لأمل حنا.
لكن ما هي المشاكل الحقيقية التي تواجه تسويق كل هذه المسلسلات؟ وما هي صحة ما يقال عن المحاربة التي تتعرض لها الأعمال التي تنتج بمال سوري، بعيداً عن آلية التحكم الخليجية (راجع المقال في مكان آخر من الصفحة)؟ يبدو الجواب صعباً، وخصوصاً أنّ المسؤولين في «سورية الدولية» يرون أنّ الخوض في هذه المواضيع في هذه الفترة الحرجة تحديداً قد يثير مشاكل هم في غنىً عنها، وقد يزيد الطين بلّة، فيزداد إمكان تسويق أعمالهم صعوبةً. لذا اكتفى هؤلاء بالقول إنّ كل ما يروّج له ليس دقيقاً رغم بدء إعلان معظم المحطات عن برنامجها الدرامي الرمضاني، الذي يكاد لا يخلو من عملين أو أكثر مما أنتجته الدراما السورية. إذ سوّقت معظم تلك الأعمال ـــــ التي لا يزال بعضها قيد التصوير ـــــ بفضل تمويلها الخليجي، بينما لم تبرم عقود بيع لأعمال «سورية الدولية» رغم جهوزيتها للعرض.
تونس: مَن يفوز بـ «باب الحارة»؟
سفيان الشورابي
لا يزال الخلاف القائم بين القناتَين الفضائيتَين الخاصّتَين التونسيتَين «نسمة تي في» و«حنبعل تي في» يتفاعل بعدما رفعت هذه الأخيرة قضية أمام المحاكم التونسية تطالب فيها تلفزيون «نسمة» بوقف بث المسلسل السوري «باب
الحارة». وجاء في عريضة الشكوى أن «الشركة العالمية للإنتاج السمعي ـــــ البصري» التي تدير باقة قنوات «حنبعل تي في» (التابعة لرجل الأعمال التونسي العربي نصرة) تعاقدت مع الشركة المالكة للحقوق الأدبية والفنية لبث مسلسل «باب الحارة» في جزءيه الأول والثاني بصفة حصرية مدة خمسة أعوام.
غير أنها فوجئت بأن قناة «نسمة تي في» الحديثة النشأة (المملوكة من رجل الأعمال التونسي طارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني) تعرض المسلسل المذكور بدءاً من جزئه الأول منذ مطلع شهر حزيران (يونيو) الماضي. ووعدت الجمهور التونسي بأنها ستبث حصرياً الجزء الرابع من المسلسل الأكثر مشاهدة في العالم العربي خلال فترة شهر رمضان المقبل.
وأفاد محامي قناة «حنبعل تي في» أن الشركة السورية التي أنجزت «باب الحارة» قدمت اعتذاراً عن هذا الخلل إلا أنه رأى ذلك غير كاف، وينتظر حكم القضاء التونسي. في المقابل، ذكرت إدارة قناة «نسمة تي في» أنها تملك حقوق ملكية الأجزاء الأربعة من المسلسل، وذلك من خلال عقد مع الموزّع الرسمي للعمل أي mbc، وهي بالتالي تملك الحق إلى جانب قناة mbc في بث الجزء الرابع من «باب الحارة» حصرياً خلال شهر رمضان.
ومع أن القضاء التونسي لم يحدد موعد الجلسة الثانية للنظر في تطوّر القضية ـــــ بعدما استمع إلى مختلف الأطراف المعنية في جلسة عُقدت في 27 حزيران (يونيو) الماضي ـــــ فإن الخلاف أصبح يشغل الرأي العام التونسي.
أما السبب، فهو أن الصراع انتقل إلى صفحات الجرائد التونسية، وخصوصاً أن رمضان أصبح على الأبواب. وهذا الشهر يمثّل الفترة الوحيدة التي يتذكّر فيها التونسيون أن لديهم قنوات تلفزيونية محلية. إذ إنهم يشاهدون طيلة أيام السنة المحطات الخليجية والأوروبية. فمن هي القناة التونسية التي ستنفرد بحق بث الجزء الرابع من «باب الحارة» الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر؟ الجواب بيد القضاء.
عدد الثلاثاء ٤ آب
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |