نصوص مجهولة لمحمد الماغوط
2009-08-28
نصوص مجهولة لمحمد الماغوط
نحن لبنان جرحُه وضمادُه
في 3 كانون الاول 1961، نشرت "البناء" البيروتية مقابلة مع الشاعر خليل حاوي، وقد تضمنت رأيه، القاسي طبعاً، بعدد من الشعراء امثال سعيد عقل وادونيس وتوفيق صايغ وبدر شاكر السياب. ولم ينجُ محمد الماغوط من نقده الصارم الخالي من المجاملات. بدأ حاوي تقييمه للشاعر اللاجىء من السلمية الى بيروت لأسباب سياسية: "أحب أن اصبّ اللعنة على رأس الماغوط لأنه حمل الى بيروت زياً في الادب أحب البعض أن يعتبره شعراً، وأن يدخلوا من بابه الواسع الفضفاض الى نطاق الشعر". ورأى حاوي ان محاولات الماغوط "كانت الأساس فيما عرف بعد بالقصيدة النثرية". ولكنه استدرك ليؤكد ان الماغوط "مع الذين نسجوا على منواله، ادخلوا هذه النثريات تحت موضوع تسهل معالجته، وهو موضوع المزج بين الوحل والعطر والبول وضوء القمر". واعترف الشاعر الناقد بقيمة "الصورة المدهشة والطريفة" في "منثوراـت" الماغوط، ولكنه لفت النظر الى الخطر في "ان تستقل الصورة وتغدو غاية بذاتها يقصد منها مجرد الطرافة والادهاش". وختم بقوله: "اننا نظلم الماغوط اذا نحن طالبناه بشحن شعره بالمفاهيم والاحاسيس الحضارية، فهو غنائي في نثره، ذاتي الى حد الاغراق". بعد اسبوع رد الماغوط على حاوي، ودائما في "البناء" فاعترف، اولا، بفضله في ايقاظ بعض الشعراء من "غيبوبتهم وتأثرهم الابدي بسعيد عقل، (ونهر الرماد) خير شاهد". والماغوط يقصد ادونيس في الدرجة الاولى. ولكنه أخذ على حاوي تكبّره "عندما يتحدث عن غيره" وشبّهه بكمال جنبلاط الذي يعتبر نفسه "كل شيء وغيره لا شيء". وردا على اتهام حاوي له "بالقوقعة والاغراق الشديد في الذاتية التي تجعلني غير قادر على تحمل الاحاسيس الحضارية" اتهمه "بالنظر المستمر الى الماضي" النابع من "عدم فهم الحياة الجديدة واستخلاص الحقائق منها على حساب الاساطير". وجزم الماغوط بأن عهد الاسطورة "قد انتهى" وبدأ عهد "الحياة الحية الخلاقة البعيدة عن الرمز والتمائم والعرافات". وختم بالنصيحة الجريئة الموجهة الى حاوي رغم فارق العمر والشهرة: "اليك بالحياة يا دكتور خليل، بالرصيف، بالضجر، بالمرأة، بأوراق السندويش، بالايام التي تمر... لأن التاريخ لن يسجل في سجله: قال خليل حاوي، بل كتب خليل حاوي". وجرأة الماغوط لا تنحصر في توجيهه نصيحة من هذا العيار يسديها الشاعر الناشىء الى شاعر مخضرم من وزن وعزم حاوي، بل ايضاً في تمرده المداور على رأي انطون سعاده في الشعر والاسطورة، وهو الذي اعتنق عقيدته وانضوى في حزبه. صحيح ان سعاده كان مستقبليا في مفهومه للشعر الحديث والادب الجديد. ولكنه كان شموليا بحيث انه ربط المستقبل المشرق بالتراث المضيء الذي يشمل الاسطورة. طبعا، كان يمكن ان تستمر الردود بين حاوي والماغوط، وان يدخل على الخط بعض المعجبين بساخر السلمية او بالشويري الجاد. ولكن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت بعد ايام من تاريخ رد الماغوط، عطلت لغة الحوار، بعد ان تعطلت "البناء" واودع الم
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |