قد أتمنى لو أني امرأة !!/ صلاح كايد
2009-09-02
قد تبدو الذكورية في مجتمعنا سلبيةً، ولكنها في أحيانٍ قليلة أخرى نجدها خادعة فتكون إيجابيةً رغم تطرف سلبيتها و مساوئها في العمق.
وقد يبدو جزء من عبارتي السابقة للبعض مؤيدا لذكورة بيئتنا ولكنه عكس ذلك.
إن نسق الضعف الأنثوي في المجتمع قد سوغ لكلا الطرفين توظيفه وممارسته حسب المقام والسياق والإطار المرجعي الذي يحتكم له السالك / السالكة.
فالرجل يمارس سلطته عبر الرعاية والهيمنة، والمرأة أيضا تساهم في تحكيم هذا النسق وتوظيفه في مواضع متنوعة ومختلفة ومتداخلة لمصالحها !.
أصبح مفهوم الضعف الأنثوي وذاكرته المجتمعية عندنا أداة للمنفعة والاستحقاق وممارسة الأدوار وتحصيل المخارج والمكتسبات. ففي حين أن هناك جهود نسوية مطلبية ملحة في بعض المؤسسات الرسمية و المؤسسات المدنية تطالب بالمساواة، و تشكو التمييز باسم الجنس والأعراف المجتمعية وتقاليدها وأطرها المرجعية. نجد أيضا هناك من النساء اللاتي قد يكنّ ممن يطالبن بالمساواة ولكن يقمن بتمثل هذا المفهوم في أمكنة أخرى من أجل مكاسب مادية ومعنوية.
وكذلك الرجل نجده يمارس دور الأبوة والسلطة والهيمنة على هذا الجنس مستغلا هذا النسق الذي عمقته البيئة بكافة تفاصيلها ومكوناتها ووسائلها الأطرية والمرجعية. فنجده مستأنسا لعوبا بهذا الحال الذي قد يكون موضع راحة ولذة ورضى لدى الطرفين الأنثوي والذكوري. وهذا يحدث مثلا في مجالات التوظيف واستحقاقاته المادية مثل: العلاوات، والترقيات، والامتيازات الوظيفية الأخرى. وهذا مثال بسيط. ولكن هناك أمثلة ايضا أخرى في مواضع دقيقة جدا مثل إعطاء المجال في الطريق أو الشارع لسيارة المرأة ، وإخلاء المواقف لها، وتقدمها في حال وجود طابور في مكان أو مؤسسة رسمية ما وغيرها من الأشكال والسوكيات التي قد تبدو إيجابية في مجتمع متعطش للجنس الآخر إلا أنها تحمل في عمقها نسق يرجع إليه اضطهاد المرأة ومعاملتها معاملة أكثر دونية واستضعاف.
فرغم استئناس المرأة بهذا الوضع في أحيان قليلة وبسيطة جدا إلا أنها مستاءة في عمقها الإنساني من هذا الحال الذي يقوم على فرض سلطة الذكر (الأب ـ الأخ ـ الزوج ......) فمثلا المرأة المتزوجة أو غير المتزوجة ينظر إليها الرجل (المتعنتر) كجنس أنزل وأسفل مستوى من الذكر فيعاملها معاملة تكون فيها موازين القوة والسلطة والقيادة في كفة الرجل لا في كفة المرأة.
وبهذا تكون لعبة الضعف الأنثوي إستراتيجية قائمة على تشكيلة من الألاعيب والآليات التي يعززها هذين الطرفين في مواضع عدّة وسلوكيات شتى. وقد يجر هذا الحال المرأة أن تتمنى أن تكون رجلا، وأن يتمنى الرجل أن يكون امرأة في أحيان أخرى.
فقد أتمنى أحيانا أني امرأة !.
صلاح كايد
مملكة البحرين
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |