Alef Logo
ابداعات
              

ليلة الحلاوة / السيد زرد

2009-09-05


حلت ضفيرتها . أعادت تمشيط شعرها . تأملت وجهها في المرآة . نزعت شعيرات شذت عن خط الحاجبين . عبثت أناملها بأدوات زينتها . تأملت قوامها . مالت لليمين ، ثم لليسار . انحنت. راقتها رجرجة الثديين . كشفت عن ساقيها . مسّدت خصرها .

هذا الليل طويل . تجمع ساعاته و دقائقه . تنثرها . تلملمها . تحصيها . لا ينقص منها شيئ . وحدها عليها أن تنفق هذه الليلة .

سافر الأبوان و الاخوة الذكور ، و لا مفر من أن تنفرد بنفسها لتواجه جسدها البكر و سنوات عمرها الثلاثين .

فاجأها الغناء عن الحب و الأشواق . كانت الجارة ، التي ارتحل زوجها للخارج ، قد أطلقت صوت المسجل . لا بد و أنها هي الأخري أبهظتها الوحدة ، و أثقل عليها الليل و الجسد . لكنها – بالأقل – لديها عزاء : أن رجلها سيعود ، و عندها من الذكريات ما تسري به عن نفسها ، إذ نالت نصيبا من ملذات الجسد . إنما هي بمَ تتعزى ، و كيف تتسري ؟! .. هي التي سمعت عن الحب ، و لم تعشه . شهدت كل الأعراس ، و لم تنل زوجا . نضج جسدها منذ أزمان ، و لم يُقدم أحد علي قطف ثمراته .

مايزال الليل يراوح في مكانه . و هي مائلة " البخت " مسكورة الجناح . يمزق روحها تأسف الأهل لحالها ، و مصمصات الشفاه . لا يتيحون لها فرصة للتعايش مع عنوستها و ارتضاء نصيبها ، مثلما لم يتيحوا لها أية إمكانية للتمرد علي أوضاعها .

أطلت من النافذة . أبصرت الجارة ترتدي ثوبا شفيفا ، و تُدلي نصف الصدر خارج الثوب و الشرفة المواجهة . همّت بالتراجع . اشارت الجارة بيدها المثقلة بالذهب ، و تساءلت : أسافروا جميعا ؟ . أومأت بانكسار . تفهمت الجارة ، و أشارت أن تعالي . أبت ، فقررت الأخري المجيئ.

انزعجت من حضور الأخري في هذا الوقت من الليل . فرحت ، إذ عثرت علي من تقاسمها ثقل الوقت .

علي السرير المرتفع ، جلستا تغزلان الحكايات . خيوط الكلام الصوفية كرت . لفت ، و دارت ، و انتهت دائما إلي الرجل : مبعث الشقاء و البهجة . ظل الله ، و طفل الشيطان . تسرسب الكلام، حتي فاض وعاء الوجد و الخوف و الرغبة . اقترحت الأخري ، و قامتا تنفذان .

خدر رقيق يسري في ذراعها ، و هي تُقلب السكر في الماء المرفوع علي الموقد . تصاعدت رائحة الليمون و السكر المذاب .

أمسكت الأخري بالعجينة تبردها – بمرح – بين يديها ، و وجهها يتوهج . تغالبت علي خجلها ، و مدت ذراعها . نشطت الأخري تزيل الشعيرات النابتة من الذراعين . بين آن و آخر تربت علي الصدر . تخبط علي الكفل . تطلق صوتا " قبيحا " . مالت علي الساق . تمنعت ، و قد ارتفع وجيب قلبها .

رفعت ثوبها أعلي الفخذين . شرعت الأخري في إزالة شعر الساقين ، و تخففت – هي أيضا – من ثيابها .

ارتفعت حرارة جسديهما المتعرقين . إرتعاشة ما ألمت بهما . تضامتا بقوة ، و أجهشتا بالبكاء .



بورسعيد - مصر

[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow