تدوير النفايات وتحويلها الى أعمال فنية
2007-03-24
في ورشة عمل احتضنتها كلية الفنون الجميلة .. تدوير النفايات وتحويلها الى أعمال فنية
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة و فنون
الأحد 25 آذار 2007
د. محمود شاهين
بمبادرة من جمعية حماية البيئة السورية، وبتمويل جزئي من مفوضية الاتحاد الأوروبي بدمشق، وبالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والمركز الهولندي للدراسات الأكاديمية.
وتحت عنوان الفن المعاصر من خلال إعادة التدوير لبيئة أفضل أقيمت مسابقة للفنانين التشكيليين السوريين الشباب تحت عنوان «إعادة التدوير» تضمنت القيام بإنجاز أعمال فنية
تحت عنوان «إعادة التدوير» تضمنت القيام بإنجاز أعمال فنية مسطحة «لوحات» ومجسمة «تشكيلات فراغية» تنت مجسّم، نحت نافر» من مواد وخامات يعاد استخدامها مرة ثانية.
الهدف من هذه المسابقة الفنية الجديدة والطريفة «كما جاء في الكتاب الموجه من الدكتور غسان شاهين رئيس جمعية حماية البيئة السورية الى الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق» هو التعريف بالقدرات الإبداعية للفنانين التشكيليين السوريين عن طريق تحفيزهم وتشجيعهم على استعمال مواد فنية جديدة للتعبير عن أفكارهم وانطباعاتهم عن العالم المحيط بهم، وهذه المواد أو الأدوات الفنية المستخدمة في عملية التعبير يجب الحصول عليها من النفايات أو القمامة أو نواتج النشاطات الصناعية أو الزراعية أو غيرها من المهن التي ينجم عنها مخلفات من التي يمكن إعادة استعمالها والتي تلوث البيئة بتراكمها.
واشترطت الجمعية على المتسابقين من الفنانين التشكيليين الشباب العمل على ابتكار وانجاز أعمال فنية ابداعية تظهر مواهبهم وأفكارهم ووجهات نظرهم حتى يشاهدها المواطنون السوريون والأوروبيون مع إعطاء الحرية الكاملة للفنانين في اختيار مواضيع وأفكار أعمالهم، لكن يفضل ان تعكس مسائل وقضايا البيئة المحلية بجوانبها الايجابية والسلبية.
وأكدت جمعية حماية البيئة السورية أن هذا المشروع الفني الطريف يهدف الى التركيز وتسليط الضوء على هذا الجانب المهم من جوانب حماية البيئة، ألا وهو إعادة التدوير أو الاستعمال لكميات كبيرة من النفايات التي يمكن الاستفادة منها والتي تساهم بتراكمها في زيادة الضغط والعبء على النظام البيئي.. وبناء عليه فإن الفنانين التشكيليين المشاركين في المسابقة والمهتمين بهذا النوع من التعبير الفني الجديد على حركتنا الفنية التشكيلية السورية يساهمون من خلال أعمالهم في توعية قطاعات مختلفة من عامة الناس والصناعيين والتجار نحو ممارساتهم وأساليبهم المتبعة واعتماد طرق صديقة أو رفيقة بالبيئة.
تتضمن مشروع إعادة التدوير هذا إقامة دورة تدريبية «ورشة عمل» لمدة ستة أيام في إحدى صالات كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق حاضر فيها خبيران أوروبيان من بريطانيا وهولندة لنقل الخبرات الأوروبية في مجال المشروع،وتوجيه ثلاثين فناناً وفنانة ممن اختارتهم لجنة التحكيم من بين المتقدمين الى المسابقة ليقوموا بتنفيذ أعمالهم الفنية الفائزة في المرحلة الأولى من المسابقة ضمن ورشة عمل أقيمت ما بين 10 و20 آذار الجاري في كلية الفنون الجميلة بدمشق، وسوف تخضع هذه الأعمال مرة ثانية للتقويم والتحكيم من قبل لجنة الحكم المؤلفة من الدكتور غسان شاهين ـ رئيس جمعية حماية البيئة السورية ـ والسيد بول دبلداي ـ المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني في دمشق ـ والسيدة أستريد رايبروك ـ مديرة المعهد الهولندي للدراسات الأكاديمية بدمشق ـ والدكتور محمود شاهين رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة والدكتور عبد الرزاق السمان والدكتور احسان العر ـ نائب عميد الكلية والدكتور عبد الناصر ونوس ـ رئيس قسم الاتصالات البصرية في الكلية ـ والفنانة ريم الخطيب ـ مديرة مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق ـ حيث سيتم اختيار أفضل أربعة أعمال لتكون هي الفائزة في المسابقة وورشة العمل.
أصحاب الأعمال الفائزة سيوفدون في جولة اطلاعيّة الى انكلترة وهولندة كما سيتم تقديم الأعمال التي تمخض عنها هذا المشروع الفني البيئي الجديد على حياتنا السورية الى الناس في سورية وأوروبا بغية تحريضهم على إعادة تدوير النفايات المختلفة بأشكال فنية مفيدة بدلاً من تركها لتتراكم وتضغط على النظام البيئي.
استخدم المتسابقون في انجاز أعمالهم مواد وخامات عديدة بعضها خلفته الصناعات والحرف كالورق والكرتون والخردة والأسلاك والأقمشة والبلاستيك والعلب الفارغة المعدنية والكرتونية والزجاج والخشب والأدوات التي استنفدت وظيفتها. وبعضها الآخر خلفته الطبيعة نفسها: كأغصان الشجر والثمار والنباتات والحشائش والبذور وغيرها..
تمخضت هذه التجربة عن أعمال فنية مسطحة ومجسمة بأحجام وقياسات مختلفة تداخلت في عملية انجازها أكثرمن مادة وخامة مهملة، وتناولت موضوعات وأفكاراً عديدة تجمع بين الطرافة والابتكار المقنع أو المبالغ فيه، بعضها حقق فنية عالية ولافتة في عملية صوغ هذه المواد والخامات واعادة تدويرها بعمل فني جديد وبعضها الآخر كان أقرب الى العبث والممازحة منه الى العمل الفني الجميل والمفيد، وهذا أمر طبيعي ومتوقع إذا ما علمنا تباين المواهب الفنية والخبرات العملية التوليفية بين الفنانين المشاركين، وتالياً مدى قناعتهم بجدوى إعادة التدوير واستنهاض الفن الذي من أهم وأبرز خصائصه اكتنازه على الجمال وتقديمه بمادة ثابتة منسجمة مقاومة وسرمدية وهذه الخصيصة قد لا تتحقق باستخدام مخلفات ونفايات هي في الأساس منفرة تستفز العين والاحساس مثل الأدوية والأدوات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية والأحذية العتيقة وأعقاب السجائر.. وغيرها..
من جانب آخر قدم لنا الفن الحديث وما بعد الحديث والطليعي ومابعد الطليعي والمفاهيمي والمركب.. وتجارب كثيرة تتماهى مع فكرة إعادة التدوير هذه، انما بدوافع مختلفة لا تمت بصلة الى حماية البيئة وتدوير النفايات واعادة تشكيلها في أعمال فنية نبيلة المهام والوظائف.
يعتبر الفنان «دو شامب» الأب الروحي لمثل هذه الاتجاهات الفنية، حيث حاول تحويل الأدوات العادية والمستعملة في حياتنا اليومية من أدوات استهلاكية الى عمل فني.
وكان دو شامب يكتفي بوضع توقيعه على السلعة مسبقة الصنع لتتحول الى عمل فني لأن المهم برأيه هو خيار الفنان الذي له الحق ان يصنع ما يشاء وان يضع ما يشاء في المتحف ليتحول الى عمل فني.
منذ ذلك الوقت، كما يقول الفنان والباحث السوري الدكتور عز الدين شموط في كتابه «أزمة الفن التشكيلي»، زالت الحدود الفاصلة بين الفن واللافن فدمرت بذلك قيم ومعايير اللوحة الأخلاقية والاجتماعية والتجارية وكل المبادئ التشكيلية المتوارثة ما أوقع النقاد في حيرة من أمرهم وأخذوا يتساءلون عن الحدود والقيم الفنية التي يمكن اعتمادها لتمييز العمل الفني عن المنتجات الأخرى للمجتمع.
وبدأ السؤال يطرح نفسه من جديد ما هوالفن؟..
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |