أخي اسماعيل عائداً من العالم الآخر
2009-10-17
(مهداة الى أخي الأصغر المنجي)
في ذلك الوقت، كنت طفلاً صغيراً أحب البحث عن أعشاش الطيور في فصول الربيع الزاهية، والرقص على أنغام المزامير والطبول في أعراس الصيف البهيجة، والتجول وحيداً في الحقول والهضاب بعد تهاطل أمطار بداية الخريف، والنوم في الشتاء قرب النار التي انطفأت للتو بعد ان يكون والدي قد انتهى من ترديد الابتهالات والدعوات المفضلة الى نفسه... ولم أكن أعلم ان العالم هائل الاتساع، وان هناك بحاراً ومحيطات وجبالا عالية تكسو قممها الثلوج على مدار العام، وان هناك قطارات وطائرات وحروباً وآلات عجيبة ومدنا كبيرة يضيع فيها الانسان الراشد مثلما يضيع الطفل الصغير في 'الفج الخالي' الذي يفصل بيننا وبين مكثر...
لكن ذات يوم أخذ بعض الوجهاء في قريتنا يقتنون آلة عجيبة يسمونها الراديو، ورغم ان أمي راحت تترجاه وتتوسّل اليه في الليل كما في النهار ان يفعل مثلهم، فان ابي رفض الاستجابة لطلبها قائلا بحدة: 'قريباً سينخفض ثمنه (يقصد الراديو)... وسيكون حتى في بيوت أولئك الذين لا يملكون حتى عشاء ليلتهم!'. وحزنت أنا حزنا شديداً. بل شعرت انني يتيم، بلا أب حنون يعطف عليّ، ويلبّي طلباتي وطلبات أمي. وأصبحت أمنيتي الوحيدة التي لا تكاد تفارقني ان يكون في بيتنا نحن ايضا تلك الآلة العجيبة التي لم يكن أهل القرية ينقطعون عن الحديث عنها جالسين أم سائرين، وعنها كانوا يقولون وهم في أشدّ حالات العجب انها تحسن الحديث والرقص والغناء، وتقدّم خطباً فصيحة ونصائح ثمينة وألعاباً مسلية للكبار وللصغار. وهي تروي الحكايات العجيبة، والطرائف التي تضحك حتى اولئك الذين لم يعد لهم امل في الحياة، وتتلو القرآن افضل ألف مرة من شيوخ القرية، وتحفظ احاديث الرسول، وتردد الابتهالات والصلوات، وتصف المدن الصغيرة والكبيرة، والبلدان القريبة والبعيدة، وحتى تلك التي لها اسماء عسيرة يعجز الناس عن التلفظ بها...
ثم حدثت تلك الحادثة التي عجَّلَتْ بتغيير رأي أبي، وجعلته يركض الى القيروان ليأتي لنا بتك الآلة العجيبة...
آنذاك كان أخي غير الشقيق اسماعيل يدرس في العاصمة. وكان أمل أبي وفخره. ولأنه كان يثق ثقة عمياء في صواب رأيه، فانه كان يستشيره في الصغيرة والكبيرة. وعندما تتعقد الأمور كان يطلب معونته. ويوم سأله موظف ادارة الولادات بحفوز عن تاريخ مولده، فكر قليلا ثم اجابه قائلاً: ' سوف اسأل ابني اسماعيل ثم اقدم لك الجواب الصحيح!'.
ويروي اهل القرية ان اخي غير الشقيق اسماعيل لم يتحمل الفراغ الذي خلفته المرحومة والدته' ففرّ من القرية في ليلة دهماء وهو في الرابعة عشرة من عمره. وبثمن النعجة التي باعها في غفلة من والدي قصد 'دخلة المعاوين' (الوطني القبلي الآن) لينتسب الى مدرسة قرآنية هناك. وعلى مدى ما يزيد عن العام، ظل والدي يبحث عنه وهو في اقصى حالات الهمّ والكرب. فلما اهتدى الى مكانه، ذهب اليه عازما على اعادته الى القرية. غير ان الشيوخ هناك أكدوا له ان ابنه نبيه وذكي وقوي الذاكرة، وانه سيكون ان شاء الله شيخ علم مهاب الجانب. اقنعه كلامهم فتركه وعاد الى القرية مرتاح النفس والضمير...
وعلى ما أظن، مكث اخي في 'دخلة المعاوين' خمس سنوات حفظ فيها القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وتعلم الفقه وقواعد اللغة. بعدها انتقل الى العاصمة لينتسب الى كلية الشريعة. وكان في سنته الاولى لما حدثت تلك الحادثة... وقبلها كانت قد وصلتنا منه رسالة أعلمنا فيها انه بخير، وانه في صحة جيدة، وانه حصل على منحة دراسية، وحال تسلمها سوف يزورنا. وكنت أنا على يقين انه سوف يأتيني بكسوة جديدة، وبحذاء جديد لأنني عزيز على قلبه اكثر من اخوتي الآخرين. وكنت أمنّي النفس بأن يشتري لنا من المنحة التي حصل عليها تلك الآلة العجيبة فتزول الوحشة التي تكتنف بيتنا، ونصبح من الوجهاء...
وأذكر أن الخبر الفاجع جاءنا في يوم غائم، حزين كان فيه الخريف يحتضر. وكانت الريح تهب من الغرب باردة، كانسة القش، ومشيرة الغبار، ومشيعة الانقباض في نفوس الناس فيشعرون ان الحياة حلم عابر، وان الأعمار قصيرة، وان كل شيء للفناء والزوال الا وجه الله ذي الجلال والاكرام!
بعد صلاة العصر، وضع ابي برّاد الشاي على الكانون، ثم استرخى على الحصير امام باب البيت، وراح يعبث بحبات سبحته البيضاء وعلى ملامحه هدوء المؤمن امام قضاء الله وقدره. غير بعيد عنه، كنت انا اتمعّن في وجهه الأسمر العريض الذي حفرته التجاعيد محاولا ان افهم وحشة ذلك اليوم. وفي لحظة ما نظرت جنوبا، فرأيت عامر، البائع المتجول، متجهاً نحو بيتنا على ظهر حماره الرمادي: وفي 'القشابية' الكالحة اللون، بدا شبيها ببومة شؤم.
عند وصوله الى بيتنا، توقف الحمار عن السير وقد بدا عليه تعب المسافات الطويلة التي يقطعها يوميا. ومن فوق ظهره، اطلق عامر التحية بصوت عال قائلاً: 'السلام عليكم!'. استوى ابي في جلسته ومن دون ان يكفّ عن العبث بحبات سبحته ردّ على التحية قائلاً: ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!' ثم دعا عامر للتفضل بالجلوس وشرب كأس شاي...
وفي الحقيقة لم يكن عامر محبوباً في قريتنا. فهو ثرثار، وثقيل الظلّ، وطويل اللسان، وقبيح الشكل، ويحب اغتياب الناس، واشعال الفتن بينهم من خلال الاشاعات التي يطلقها بين وقت وآخر. كما انه شديد البخل، ميّال الى التملق والكذب، ونهم للأكل حتى اذا ما دعاه احد ليشاركه الطعام، لَحَسَ الصحن حتى يصبح لامعاً كما لو انه غسل للتوّ. لكنه كان كالشر الذي لا بدّ منه. وعلينا ان نعترف ان له حظوة عند النساء بالخصوص لأنه يبيعهن الشامية والحلقوم واللبان والسواك والعطور والامشاط والمناديل الملونة والسلاحف والحرباوات الميتة والحية وكل ما يحتجن اليه في عمليات السحر والشعوذة التي يقمن بها في الخفاء. كما ان الاطفال كانوا يقبلون عليه بأعداد وفيرة لانه يبيعهم الفول المدمسّ والحمص المقليّ والحلوى الملونة. ثم انه كان صلة وصل بين القرى والمداشر التي كان يتنقل بينها في جميع الفصول. لذا بامكان الفضوليين العثور عنده على الاخبار والاسرار المخبوءة في الصدور.
متجهّم السحنة، منشغل الذهن بشيء ما، جلس عامر قبالة أبي. وبعد ان أخذ رشفة من كأس الشاي المنعنع، تمعن طويلا في وجه أبي، ثم أطلق تنهيدة حرى وقال:
ـ والله يا شيخ علي... انت تعلم كم انا احبك وأجلّك... لكن الخبر الذي جئت به اليك هذا اليوم... (صمت لحين ثم اضاف)... سيئ... بل سيئ للغاية! امتقع وجه أبي. ارتعدت فرائصه. وفي عينيه رقص طائر الخوف الاسود. اما انا فقد خلت ان الارض سوف تنفتح تحتي بعد حين لأسقط في عالم الظلمات!
ـ نعم يا شيخ علي... خبر سيئ للغاية... لكن تلك ارادة الله ولا مردّ لقضائه ومشيئته! ظل ابي مصعوقا من هول ما سمع وبدا عاجزا عن قول او فعل اي شيء. وظننت انا ان القرية كلها سوف تمحى من الوجود بعد قليل، ولن يتبقى سوى البيوت المهدمة والاشجار المحروقة والحيوانات المبقورة البطون...
تنحنح عامر ثم واصل الحديث قائلاً:
ـ البارحة كنت عند صديق من أهل المساعيد.... وكنا نستمع الى الراديو الذي اشتراه قبل اسبوع واذا بواحد يتحدث عن جريمة قتل فظيعة حدثت في العاصمة... فقد قام مجرمون بذبح طالب من منطقة القيروان، وسرقوا ماله وكل ما كان عنده، والاوصاف التي قدمها المتحدث في الراديو تنطبق تماما على اوصاف ابنك اسماعيل...
صرخ أبي ملتاعا:
ـ وهل ذكر اسمه؟!
ـ لا... لم يفعل ذلك... غير ان الاوصاف التي قدّمها المتحدث تنطبق مثلما قلت لك على اوصاف ابنك اسماعيل... ثم مَنْ غيره من منطقة القيروان يدرس في العاصمة؟!
هذه المرة، صاح ابي غاضباً:
ـ كثيرون.. وهو نفسه حدثني عن ذلك!
ـ ولكن انا على يقين يا شيخ علي ان الاوصاف التي اتى بها المتحدث في الراديو جعلتني ارى ابنك اسماعيل امامي بلحمه ودمه!
انفجرت انا باكيا. غير ان ابي نهرني بشدة، فتحول بكائي الى غصص تصعد وتهبط في صدري كأنها كرات حامية..
اطرق أبي طويلا.. ثم رفع رأسه وقد اسودت سحنته حزنا وغما وقال لعامر:
ـ ارجوك لا تفشِ الخبر حتى نتأكد من الامر!
ـ السمع والطاعة يا شيخ علي! قال عامر، ثم ركب حماره الرمادي ومضى باتجاه بيته تلاحقه لعناتي..
تركني ابي اقاوم غصص اللوعة، وانطلق مضطرب الخطى الى امي التي كانت منهمكة في اعداد العشاء. حالما أسرّ لها بالخبر، اطلقت صرخة عالية ارتجت لها القرية من أقصاها الى أدناها. وفي الحين، هرع الناس الى بيتنا أفواجاً.. افواجا وهم في حالة من الاضطراب الشديد..
ـ ماذا حدث؟ ماذا حدث؟ ماذا حدث؟ كانوا يصيحون..
وسرعان ما علم الجميع بالخبر الفاجع. تهاوى الرجال على الارض من هول الصدمة. اما النساء فرحن ينتحبن، ويندبن، ويخبطن على افخاذهن، ووسط النساء اللائي تحلقن حولها، راحت اختي غير الشقيقة سالمة، تعدد خصال ومناقب المقتول على طريقة النواحات المحترفات. ولم يتمكن ابي واعمامي من تهدئتها، وتهدئتهن الا بعد لأي. ثم لم يلبث الميزوني، الصديق الاقرب الى قلب اخي غير الشقيق اسماعيل، والذي كان قد امضى معه عامين في 'دخلة المعاوين'، ان جاء هو ايضا الى بيتنا. عانق ابي والدموع في عينيه ثم قال:
ـ لقد كاتبني قبل عشرة ايام.. واعلمني انه يسكن مع طالبين من منطقة الكاف.. وطلب مني ان ازوره في اقرب وقت ممكن.. واعطاني رقم تلفون البيت الذي يسكن فيه..' صمت لحين، ثم اخذ يصيح غاضبا:
ـ كيف فعلوا هذا بالعزيز اسماعيل؟! سوف نذبحهم ونشرب من دمهم..
نعم.. سوف نذبحهم ونشرب من دمهم!
هبط علينا الليل مثل خيمة حداد هائلة الاتساع. اشتد البرد غير ان الناس ظلوا منتشرين امام بيتنا ينتظرون القرار الاخير. وفي النهاية، اجمع ابي واعمامي واخوتي الكبار ومعهم الميزوني على الذهاب فجر اليوم التالي الى حفوز ليهتفوا من هناك الى البيت الذي يسكن فيه اخي غير الشقيق اسماعيل.. وبعدها الله دبار حكيم!
في ما بعد روى الذين ذهبوا الى حفوز الحكاية على النحو التالي:
قالوا انهم وصلوا الى حفوز عند الفجر. وكان عليهم ان ينتظروا ساعتين في جليد الصباح قبل ان يفتح مركز البريد ابوابه. ادار الميزوني رقم الهاتف بينما كان ابي واعمامي واخوتي الكبار يرجفون من شدة التوتر والخوف..
رن الهاتف ست مرات. ودائما لا جواب. رغم البرد، لمعت حبات من العرق على جبهة الميزوني. في الرنة التاسعة رفعت السماعة، وجاء صوت شاب استيقظ للتو من النوم:
ـ آلو!
ـ من انت؟ سأل الميزوني بحدة وشفتاه ترتعشان
ـ ومن الذي يكلمني؟
ـ نحن عائلة اسماعيل!
ـ أهلا وسهلا.. يا اهلا وسهلا.. خيراً ان شاء الله!
ـ لا خير ولا شر.. قل لنا من انت اولا؟ رد الميزوني بأكثر حدة..
ـ انا صديق اسماعيل!
ـ وأين اسماعيل؟!
ـ نائم!
ـ نائم؟! وهل يعقل هذا؟
ـ وماذا تريدونه ان يفعل في هذه الساعة المبكرة غير النوم؟!
ـ اذا كان نائما حقا.. فلم لا توقظه؟
ـ سأفعل ذلك حينا.. دقيقة واحدة من فضلكم!
في هذه اللحظة، التفت الميزوني الى ابي واعمامي واخوتي الكبار الذين كانوا يتصببون عرقا مثله، وهمس: 'الكلب بن الكلب.. لعله واحد من القتلة يريد خداعنا.. ان ابناء حيطان الاسمنت (يقصد ابناء المدن) يعتقدون دائما انهم اذكى منا واشد دهاء.. لكن.. قاطعه صوت قادم من بعيد:
ـ ألو!
ـ من انت؟
ـ انا اسماعيل!
ظل الميزوني صامتا لحين. فالصوت الذي جاءه من بعيد هو صوت اسماعيل. هذا امر لا يمكن ان يرقى اليه الشك. لكن لا بد من التثبت. لا بد. فالذي يثق في ابناء حيطان الاسمنت يكون الخاسر في النهاية دائما وابدا..
ـ انت حقا اسماعيل؟.. سأل الميزوني صاحب الصوت البعيد..
ـ ومن تريد ان اكون يا ميزوني يا افطس الانف (وكان الميزوني افطس الانف فعلا)..ـ عجبا.. كيف عرفتني؟! صاح الميزوني بصوت مضطرب..
ـ وكيف لا اعرفك وقد لعبت معك على الرمل حافي القدمين سنوات وسنوات..
رد اخي غير الشقيق اسماعيل ضاحكا..
ـ ولكن انا لم اصدق بعد انك اسماعيل!
ـ كفى من هذا المزاح الثقيل في هذا الصباح.. وهات ما عندك من اخبار طيبة..
ـ اذا ما كنت اسماعيل حقا.. فقل لي ما اسم ابيك؟
ضحك اخي غير الشقيق اسماعيل طويلا، ثم اجاب:
ـ طيب انا اسماعيل بن علي، وجدي محمد، وامي فطومة رحمها الله رحمة واسعة.. وزوجة ابي تدعى زهرة، واخي الاكبر ابراهيم، واختي الكبرى سالمة.. وانت يا افطس الانف... هل تريد ان اقول لك كم طول ذكرك؟!
انفجر الميزوني ضاحكا وقال والبشر على وجهه:
ـ الحقيقة اني اردت ان امزح معك.. انا مشتاق اليك كثيرا ايها الوغد.. لذا لا بد ان تزورنا في اقرب وقت ممكن.. وهذا ابوك يريد ان يتكلم معك!
امسك ابي بالهاتف لأول مرة في حياته. وبصوت طغت عليه مشاعر الفرح والسعادة، قال:
ـ هل انت بخير يا ابني العزيز؟
ـ بخير يا ابي.. وانت؟
ـ انا بخير.. والجميع بخير.. نحمد الله ونشكره..
ـ لقد حصلت على المنحة.. هل تريد مني شيئا؟
ـ اريد ان تأتي غدا!
ـ ولماذا غدا؟!
ـ عندما تأتي سأقول لك.. نحن جميعا في انتظارك غداً إن شاء الله!
ـ طيب.. سآتي غدا إن شاء الله!
في اليوم التالي، تجمع الناس امام بيتنا منذ الصباح. وعند الظهيرة ازداد عددهم. فقد وعد ابي بذبح عجل احتفاء بابنه العائد من العالم الآخر. آخر الظهيرة، رأينا اخي غير الشقيق اسماعيل في معطفه الرمادي يتقدم من بيتنا ضاحكا، وعلى كتفه حقيبة سوداء. ارتفعت الزغاريد. دمعت عينا ابي وهرعنا نحن جميعا لمعانقته وبنا احساس انه عائد بالفعل من العالم الآخر!
على مدى اشهر، اختفى عامر لأن ابي هدد بجلده امام الناس اذا ما عثر عليه. وقبل ان يعود اخي غير الشقيق اسماعيل الى العاصمة، اشترينا راديو من القيروان، واصبح أبي مدمنا على سماعه. بين وقت وآخر، كان يضرب كفا بكف، ويقول وهو متحير الذهن: 'الكلب بن الكلب (يقصد عامر).. من أين جاء بتلك الكذبة؟!'.
فيلا فالو بارتا ـ بحيرة شتارنبارغ ـ جنوب المانيا ـ 27 آب (اغسطس) 2009
روائي وقاص تونسي
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |