دمار دولة اليهود ، وعودتهم للشتات ـ يوستن جاردر / ترجمة وليد الكبيسي
2006-08-14
مؤلف نرويجي مشهور عالميا يهاجم دولة اليهود ويتنبأ بدمارها وعودة مواطنيها الى الشتات
يوستن جاردر مؤلف نرويجي نال شهرة عالمية بعد أن ترجمت روايته الفلسفية "عالم صوفيا" الى أغلب لغات العالم. كتب المؤلف مقاله في الأفتنبوسطن النرويجية فأصاب النرويج بهزّه ثقافيه ذلك أنه يزعزع بمفاهيمه الأنسانية وطريقة تفكيرة العقلانية الأساس الثقافي المقدّس للأعتقاد الثابت في المجتمع بأنّ أسرائيل موطن شعب الله المختار وأنّ دولة اليهود كانت تحقيق لنبوءة أشعياء عن نهاية العالم وأخر الزمان. كما أنه يواجه المجتمع بمفاهيم المساواة ويذكّر بأنّ مفهوم شعب الله أنما هو مفهوم عنصري لا يؤمن به الشعب النرويجي.
أسلوب المقال شعري يشبه أسلوب التوراة. والمؤلف جاردر يتنبأ بتهاوي دولة أسرائيل وعودة اليهود الى الشتات بسبب الأفعال اللا أنسانية المتغطرسة التي تقوم بها أسرائيل. ورغم ردود الفعل الشديدة من أصدقاء أسرائيل فأنّ موقف المؤلف لا زال ثابتاً.
المقالة مؤشر على لحظة أنعطاف في تاريخ الثقافة اللوثرية المؤسسة لسياسة الغرب تجاه الشرق الأوسط منذ تأسيس أسرائيل حتى الأن. ومع ردود الفعل الشديدة لكن جاردر رمى بقنبلته فأصابت من أصابت وستبقى أثار جروحها في ضمائر ونفوس من أصابتهم ومن لم تصبهم.
النص المترجم للمقال هو التالي
شعب الله المختار
يوستن جاردر
ترجمة وليد الكبيسي
لقد ترجمت النص محافظاً على دقّة المعنى والأسلوب ...ونبض السياق النرويجي... ...:
أسرائيل صارت تاريخاً ماضيا. ذلك أننا لم نعد نعترف بدولة أسرائيل. وسوف لا نتراجع عن موقفنا هذا. لقد قامت دولة أسرائيل بأغتصاب الاعتراف العالمي بها وسوف لا تعرف الأستقرار قبل أن ان تتخلى عن سلاحها. فدولة أسرائيل بشكلها الحالي صارت تاريخاً ‘ هكذا كتب يوستن جاردر في صحيفة الأفتنبوسطن النرويجية يوم السبت بتاريخ 5 -8-2006 وأثار ردود أفعال شديدة في الصحافة والتلفزيون.
لا تراجع: لقد آن الأوان ان نتعلّم الدرس جيدا. أننا لا نعترف بدولة أسرائيل كما لم نعترف بنظام الأبارتايد العنصري في جنوب أفريقيا‘ وكما لم نعترف بنظام طالبان. وكما كان كثير منّا لم يكونوا قادرين على الأعتراف بعراق صدام حسين‘ أو بالأبادة الأثنية التي مارسها الصرب. الأن لا بدّ ان نعتاد على التفكير بأنّ أسرائيل بشكلها الحالي قد صارت تاريخاً ماضياً.
ونحن لا نؤمن بمفهوم شعب الله المختار. نحن نضحك على بكائيّات وغرائب هذا الشعب على أفعاله السيئة . ان تصرف شعب على اساس أنه شعب الله المختار ليس فقط غباءً وغطرسةً‘ بل هو ايضاً جريمة ضدّ الأنسانيّة نسمّيها "عنصريّة".
حدود للتسامح: هناك ثمّت حدود لصبرنا‘ وهناك ثمّت حدود لتسامحنا. نحن لا نؤمن بالوعد الألهي كسبب للأحتلال والعزل (الأبارتايد) . لقد تركنا العصور الوسطى خلفنا. نحن نسخر من أولئك الذين لا زالوا يؤمنون ان أله النبات والحيوان والمجرّة قد أصطفى لنفسه شعباً معيناً يفضلهم على غيرهم ويعطيهم ألواح من الصخر تثير الضحك وأشجار تلتهب ورخصة لممارسة القتل.
أننا نسمي قتلة الأطفال ب " قتلة الأطفال" وسوف لا نرضى ابدا ان تُمارس هذه الأفعال بأسم التفويض الألهي أو التاريخي الذي يمكن ان يعذر أفعالهم المشينة. أننا نقول لهم فقط: العار على كل نظام عنصري, العار على الأبادة الأثنية. العار على كل الأعمال الأرهابية ضدّ المدنيين سواءً ا قامت بها حماس أو حزب الله أو دولة أسرائيل!
فن حرب بلا ضمير: أننا نعترف ونستوعب مسؤولية أوروبا عن قدر اليهود‘ عن مضايقتهم المشينة‘ عن مطاردتهم في كل مكان وعن الهولوكوست. كان ثمت ضرورة أخلاقية وتأريخية أن يحصل اليهود على موطن لهم. لكنّ دولة أسرائيل بفنّها في الحرب التي تشنّها بلا ضمير و بسلاحها المقرف قامت بنفسها بذبح شرعيتها. فقد خرقت دولة أسرائيل بشكل منظّم حقّ الشعوب و الاتفاقات الدولية و عدد لا يحصى من قرارات الامم المتحدة ولذا لا يمكن ان تنتظر حماية من نفس الامم المتحدة. ذلك أنها قامت بقصف أعتراف العالم بها بالقنابل.
ولكن لا تخف! فزمن الضيق سيزول قريباً. ودولة اسرائيل قد رأت سوفيتوها. (سوفيتو منطقة في دولة جنوب أفريقيا بناها نظام الأبارتايد العنصري ليجمع فيها السكان السود الذين يعيشون في المناطق التي قررت الدولة أن يعيش فيها البيض فقط. ويعني التعبير أنّ نهاية أسرائيل قريبة. - المترجم)
أننا الآن في مرحلة أنعطاف. وسوف لا نتراجع. لقد قامت دولة أسرائيل بأغتصاب أعتراف العالم بها وسوف لا تستقرّ قبل أن ان تتخلى عن سلاحها.
بلا دفاع‘ بلا جلد: لتهدم الروح والكلمة جدار أسرائيل العنصري. ودولة أسرائيل لا وجود لها. أنها بلا دفاع الآن‘ وبلا جلد يحميها. لذلك فلينظر العالم بالرحمة للسكان المدنيين. لأنّ نبوئتنا الشاجبة لا تشمل الأفراد المدنيين.
أننا نريد الخير للناس في أسرائيل‘ كلّ الخير, لكننا سنحتفظ بحقنا بعدم أكل برتقال حيفا مادام طعمه مراً ومسموماً. فقد كنا قادرين على العيش بضعة سنوات بدون أعناب الأبارتايد الزرقاء.
يحتفلون بنصرهم: نحن لا نعتقد ان أسرائيل تحزن على اربعين طفلا لبنانيا قتلتهم أكثر من حزنها خلال ثلاثة ألاف عام مضت على اربعين عاماً من تاريخها قضتها في الصحراء. أننا نشاهد ان الكثير من الأسرائيليين يحتفلون بأنتصارات كهذه كما كانوا يبتهجون على نكبات الرب كعقاب مناسب للشعب المصري. (ففي هذه القصة يسلك الرب أله أسرائيل كسادي لا يشبع من التعذيب.) أننا نتساءل فيما أذا كان الكثير من الاسرائيليين يؤمنون ان حياة أسرائيلي واحد أكثر قيمة من اربعين فلسطيني او لبناني. و البنات الأسرائيليات الصغيرات لسن أكثر حلاوة عندما يشتفون سعادة بالموت والعذاب الذي يعاني منه الآخرون في الجانب الآخر من الجبهة.
الردّ على الثأر: نحن لا نعترف بخطاب دولة أسرائيل. ولا نعترف بحلزون الرد لأخذ الثأر (العين بالعين والسن بالسنّ). نحن لا نعترف بمبدأ عشرة عيون أو الف عين عربية مقابل عين اسرائيليّة واحدة. نحن لا نعترف بالعقاب الجماعي أو "بحمية تحفيف الوزن" السكاني كسلاح سياسي. لقد مرّت الفين عام على الحبر اليهودي الذي انتقد العقيدة العتيقة للعين بالعين والسن بالسن ّ. فقد قال: ( كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.)
نحن لا نعترف بدولة تؤسس على مباديء غير أنسانيّة وعلى أنقاض دين حرب قومي قديم. أو كما قال البرت سفيتزر : "الانسانية لا تعني التضحية بأنسان من أجل قضيّة".
الرحمة والعفو: نحن لا نعترف بمملكة داود القديمة كمقياس لخريطة الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين. الحبر اليهودي أدّعى قبل الفين سنة ان مملكة الله ليس أعادة بناء بالحرب لمملكة داود‘ ولكن مملكة الله فينا وبيننا. مملكة الله رحمة وغفران.
ومضت الفي عام منذ ان قام الحبر اليهودي بجعل خطاب الحرب القديم اعزلا و انسانياً. مع انّه في زمنه بدأ الأرهابيون الصهيونيّون الأول بممارساتهم.
أسرائيل لا تسمع: لقد درسنا منهاج الأنسانية في الفي عام‘ لكنّ أسرائيل لا تسمع. لم يكن فريسيّاً ذلك الذي ساعد الرجل المطروح على جانب الطريق لأنه وقع بين قطّاع الطرق. لقد كان سامرياً . لو كان ذلك حدث في يومنا هذا لقلنا فلسطينياً. لأننا نحن أولاً بشرا – مسيحيين او مسلمين او يهودا وهكذا. أو كما قال الحبر اليهودي "أن سلّمتم على أخوتكم فقط فأيّ فضل تصنعون." أننا لا نقبل بأن يتمّ خطف جنود . لكننا أيضاً لا نعترف بتهجير مجموعات بشرية بكاملها ولا أن يخطف أعضاء برلمان منتخبين ولا أعضاء حكومة.
نحن نعترف بدولة أسرائيل ال 1948 ‘ لكن ليس بدولة ال1967. أنها دولة أسرائيل التي هي نفسها لا تعترف ولا تحترم ولا تخضع لدولة اسرائيل القانونيّة لعام 1948. أسرائيل تريد المزيد‘ المزيد من الماء والعديد من القرى. ولتحقيق ذلك فالبعض يريد بمساعدة الله أن يمارس حلاً نهائياً للقضية الفلسطينيّة. (الحل النهائي للقضية اليهودية تعبير هتلري يعني أبادة اليهود في المحارق – المترجم) وقد أدّعى بعض السياسيين الأسرائيليين أنّ الفلسطينيين لديهم العديد من الدول الأخرى‘ بينما ليس لدينا غير دولة واحدة.
أمريكا أم العالم؟: أو كما يعبّر عن ذلك حامي أسرائيل الأعلى: " بارك الله بأمريكا." لقد كانت طفلة صغيرة تلك التي أثارها ذلك. فالتفتت الى أمها وقالت: "لماذا ينهي الرئيس خطبه دائماً بالقول بارك الله بأمريكا؟ لماذا لا يقول بارك الله بكل العالم؟ "
وأطلق شاعر نرويجي مرّة تنهدات طفولية :" لماذا تتقدم الأنسانية ببطء شديد الى الأمام؟" وهو نفسه الذي كتب بشكل جميل عن "اليهودي" و "اليهودية". لكنه رفض مفهوم شعب الله المختار . وقال أنه هو نفسه "مسلم".
العقل والرحمة: نحن لا نعترف بدولة أسرائيل. لا اليوم. ولا في لحظة كتابة هذا النصّ‘. ولا في وقت الحزن والغضب هذا. واذا ما سقطت الامة الاسرائيليّة كلها بسبب افعالها وصار جزء من السكان لاجئين في مناطقهم المحتلة‘ عائدين الى الشتات مرة أخرى‘ فأننا سنطالب من حولهم ان يكونوا رحيمين معهم ويتصرّفوا معهم بحكمة. انّ مصادرة حق اللاجئين أو الذين لا دول لهم أنما هي جريمة ابدية ودائمة لا يخفّف حكمها مهما كانت الظروف.
السلام والأمان للناس المدنيين الذين يخلون بيوتهم والذين لا دولة لديهم الأن كي تحميهم. لا تضربوا على اللاجئين. لا تطلقوا عليهم النار! لانهم حسّاسون كالحلزون خارج قوقعته‘ مثل القوافل البطيئة للاجئين اللبنانيين والفلسطينيين السائرة بلا حماية و مثل النساء والأطفال والعجائز في قانا وغزّة وصبرا وشاتيلا. كذلك سنقول: اعطوا اللاجئين الأسرائيليين حيزاً‘ اعطوهم الحليب والعسل!
لا تجعلوا الطفل الأسرائيلي يدفع حياته ثمناً. يكفي من قتل من الأطفال والمدنيين في الحرب ‘ فهم كثيرون
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |