ما يعنيني من نجيب محفوظ
2006-09-03
علماني يتأهب لأخذ فتوى بنشر الكتاب ، المصري الذي بشجاعة امتدح المعاهدة ... ، شوبرت دائماً في الخلفية
تذهب إلى مجال " لا شيء يعنيك من هذا" ، كانت هناك نهارات تبتدئ من رمادي ممدد ، الرائحة نفسها لمياه الكلور ، البرد الخفيف في "شبرا" أول الشتاء ، تعبر فوق كوبري شبرا في الغبش الصباحي ، مكان ما هناك ل اتعرف أين هو الآن ، تذهب إلى سلام " لا شيء يعنيك من هذا " ، هذه صورة رمادية لشيخ بعصا خشب شديدة الأناقة شديدة الصقل ، ببنطال مكوي جيداً و جوارب بيضاء ، يجلس بنصف استدارة إلى الكاميرا ، على كرسي من طراز " روكوكو" ما ، الشيخ كأنه سيهم بالوقوف الآن ، في أية لحظة ، هكذا محني الظهر قليلاً منتبهاً كأنه يتأهب ، للصورة ربما ، ، ، ، تذهب إلى ذاكرة أن ثمة شيء ما في المصريين لا يعنيك ، عمارات من طراز باريسي في " غاردن سيتي " و لكن
ببواب نوبي ، البواب نوبي دائماً ، المصعد الخشب المكشوف من زجاج و خشب ، المصعد أيضاً " روكوكو "، الدوي العميق للمحرك يبدأ فجأة ، ينتهي ، صخب الباب الجرار و صريره ، و أنت تجره من المقبض ، خشب المرآة و خشب المصعد نفسه الذي لعصا الشيخ ، خشب بني داكن مصقول " ماهوغوني " ربما ، رائحة " بشاميل" دائماً في الدرج و أحياناً " فانيليا " هل تكون بدورها " روكوكو "... ، الدرج دائماً في جوار المصعد ، يطوقه ، يلتف عليه ، ثمة دائما الرائحة النفاذة لنظام الطبقات .. بنكهة كولونيالية ، البواب النوبي بعمامة و جلباب أبيض ، فتاة تتدرب على البيانو ، يصلك البيانو جميلاً رومانسياً من الدرج ، دائماً " مارش تورك" شوبرت ، المقطوعة نفسها تتكرر في كل الصباحات ، الفتاة تتخيلها حسب ، دائماً يصاحبها شوبرت
في النسق ذاته يتتابعون : فتاة البيانو ، الشيخ بعصاه المصقولة و جواربه البيضاء ، " العربي الوحيد الذي حصل على نوبل في الآداب " ، فندق " شيبرد " في غاردن سيتي أيضاً ... و السفارة الإسرائيلية ، السادات أشاد بأدبه و جاك شيراك ، غاردن سيتي شديدة الأناقة ، بالشوارع المنحنية على الطراز الكولونيالي ، بأزهار الجاكاراندا الليلكية ، ليلكي عميق و لكن خفيف ، كتاباته تشبه أهرام الجيزة ، سيدي الحسين ، زقاق المدق ، "كتب عن الطبقة الوسطى ، طوال حياته ظل يكتب عن الطبقة الوسطى " ، كلهم يكتبون عن الطبقة الوسطى ، النوبي بعمامته البيضاء , و لكن عن أية طبقة وسطى .. ، ربما لهذا " نوبل" ربما لأن تلك هي الكتابة عن " الشرق" ، الشرق الحقيقي ، النوبي بالعمامة البيضاء متربعاً ، علماني يتأهب لأخذ فتوى بنشر الكتاب ، المصري الذي بشجاعة امتدح المعاهدة ... ، شوبرت دائماً في الخلفية .
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |