ملف / إيمان مرسال .. تفضح قضية السلام في الشرق الأوسط /
2009-11-01
ضجة مفتعلة ولا مبرر لها
لن نتخذ موقفا، نحن مع أو ضد هذا شأننا، فالموقف المعلن قد يسبب ضجة أكثر من الضجة المفتعلة التي نكتب عنها، فلسطين أرض عربية، لم نستطع، بسبب خيانات زعمائنا وملوكنا وأمراءنا أن نحافظ عليها كأرض عربية، وحين صدر قرار مجلس الأمن باقتسامها مع الصهاينة، رفضنا بإباء وشمم، وكتبنا القصائد الرافضة الملتهبة ، وخرجنا نقول لا في الشوارع ، لنحارب بها آلة حرب مدمرة لم نستطع يوما الوقوف في وجهها، ليس لأننا غير قادرين بل لأننا شعوب مقهورة.
الأمر الواقع الآن أن هناك شقفة أرض فلسطينية داخل فلسطين، ومع ذلك لا نستطيع الدخول إليها، لأنها تقع في منطقة أسمها إسرائيل، وهذه الإسرائيل لا يحق لنا كشعوب التعامل معها، مناقشة شعبها، محاورتهم ، لأن ما يحق للحكومات التي طبّعت ولا يحق للشعب حتى أن يتكلم مع عربي في أراضي ال 48 ويحمل الجنسية الإسرائيلية عبر الماسنجر، وهكذا على الشعب أن يحارب حين يريد حكامه، وأن يصمت حين يريد حكامه منه الصمت.
ماذا يعني أن توافق إيمان مرسال على طباعة كتبها وترجمتها إلى العبرية، هل في مضمون كتابها الذي ترجم مديح لإسرائيل، أو تودد أو تقرب أو أي شيء من هذا القبيل أم هو أدب كان يمكن ترجمته دون إذن منها ولا يغير الأمر شيئا. أليس من الأفضل أن يتعرف علينا اليهودي المقيم في إسرائيل كما نريد نحن لا كما يريد لنا حكامهم أن يرانا..
المشكلة إذن في أنها وافقت على أن تطبع لها دار نشر صهيونية كتابا بعد ترجمته، وماذا يعني؟؟؟ بعد أن رفع العلم الإسرائيلي علنا في عمان والقاهرة، ورفع ما هو أبشع سرا في معظم العواصم العربية.
نحن الآن بصدد الحديث عن السلام، والمفاوضات سرية وعلنية جارية، كل دولة تريد حقها لتقيم السلام، هل حين نتفق على السلام يختلف الأمر وتصبح إيمان مرسال محقة في موافقتها.
أعتقد أنها قضية جررنا إليها، قضية جس نبض، أرادها علماء النفس في إسرائيل لمعرفة ردود فعلنا..
لم نستطع أن نقول للحكام الذين قبلوا السفارات لا..
فلم لا نقول لكاتبة جريئة اتخذت موقفا شخصيا لا
ألسنا بارعين بقول لا حين نريد أن نقول نعم.
هذا ملف القضية بين أيديكم .. والحكم في النهاية للعقل.
ألف
كتبت دينا عبد العليم في اليوم السابع
أثار إعلان الشاعرة إيمان مرسال على موافقتها بترجمة ديوانها "جغرافيا بديلة" للعبرية العديد من ردود الأفعال، فهناك من عارضها وبشدة، بل وأعلن قطيعتها وهناك من سحب الاعتراف بها كشاعرة، واتهمها بالتطبيع، وهناك من أيدها وأعلن عن موافقته على ترجمة أعماله للعبرية.
ما بين هذا وذاك وقف العديد من كتاب مصر الكبار وعبَّروا عن موقفهم من هذا الموقف ومن صاحبته، كما تطرقوا لمسألة ترجمة الكتب المصرية للعبرية والعكس، خاصة وأن الأعمال المصرية بالفعل تترجم دون موافقة بل وعلم كتاباها، وهو ما حدث مع الكاتب الكبير يوسف القعيد، فقد ترجمت كتبه للعبرية دون موافقته، وهنا يؤكد القعيد أن الشق الأساسى فى الموضوع هو موافقة الكاتب على النشر والترجمة بالعبرية، وهذا أمر مرفوض تماما، مضيفا أنه من حق إسرائيل أن تترجم ما يحلو لها، لكن دون أن يتعامل المثقف المصرى مع الترجمة، مؤكدا أن الترجمة لأى لغة فى العالم لا تساوى الترجمة للعبرية، لأن هذه الترجمة لها مدلول سياسى، بالإضافة إلى أن العبرية لغة محدودة جدا.
وعن موقف مرسال من ترجمة ديوانها قال القعيد إنه مرفوض تماما، لأن إسرائيل لا يعنيها ترجمة النص بقدر ما يعنيها موافقة الكاتب على الترجمة الذى يعد تطبيعا ثقافيا، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل، وهو إقامة علاقات عمل سوية وجيدة بالمثقف المصرى.
الموقف نفسه عبر عنه الدكتور جابر عصفور، رئيس المركز القومى للترجمة، قائلا إن الترجمة الصحيحة دون استأذن صاحب العمل، والأفضل للمثقف عدم التعامل مع إسرائيل، لكن المرفوض هو تعاون مثقف مصرى مع إسرائيل والموافقة على ترجمة أعماله ونشرها باللغة العبرية.
وهو ما أكد عليه أيضا الكاتب محمد البساطى، حيث اعترض على موافقة مرسال على الترجمة، قائلا إنه لا يجب أن يكون الكاتب المصرى طرفا فى عملية الترجمة حتى لو كانت تتم دون موافقته، لأن هذه الموافقة تعنى الاتحاد معهم، وأننا أصبحنا أصدقاء ونتعاون وهذا أمر مرفوض.
على النقيض رفض الكاتب إبراهيم أصلان محاكمة إيمان مرسال على هذا الموقف أو اتهامها، ولا يحق لأحد أن ينصب أحدا نفسه قاضيا عليها، فقط نطلب منها أن توضح لنا هذا الموقف وما دفعها إليه، مؤكدا بحكم معرفته بمرسال كما قال هو، وأنها صديقته وأنها لا يمكن أن يكون قصدها هو إثارة المشاكل حولها والشوشرة، مشيرا إلى أن وجود مرسال لفترات كبيرة فى كندا قد يكون غيَّر من بعض المفاهيم لديها، نافيا أن تكون هذه المفاهيم لها علاقة بالتطبيع.
وأكد أصلان أن هناك العديد من الكتاب العرب الكبار وافقوا من قبل على ترجمة كتبهم للعبرية وهؤلاء لا يمكن التشكيك فى وطنيتهم كما لا يمكن اتهامهم بالخيانة.
وأضاف أنه مع ترجمة الكتب العبرية إلى العربية لأنه يجب السعى إلى معرفة الآخر، والأجدر بنا أن نتعرف لا أن نتقاعس عن معرفته، خاصة وأن الأدب هو الوسيلة الحقيقة لمعرفة طبيعة الشعوب.
ويؤكد أصلان أنه ككاتب لا يمتلك الشجاعة على الموافقة على ترجمة كتبه للعبرية، خاصة وأنه لا توجد معايير واضحة تضبط عملية الترجمة.
هذا ما أكد عليه أيضا الكاتب نبيل عبد الفتاح، حيث يرى أنه من الطبيعى أن تتم عمليات الترجمة لكل لغات العالم، وهو أمر لا علاقة له بالتطبيع والسياسة، هو شق ثقافى مرتبط بتوضيح الصورة المرسومة عن المجتمع والشعب من خلال السرديات والشعر، ولا يجب الخلط بين السياسة والأدب، مضيفا أنه من باب أولى معرفة الكثير عن عدونا فالأكثر أهمية هنا هو أنه على من يحمل السلاح أن يكون على دراية بثقافات المجتمعات المختلفة، مؤكدا أن الترجمة لا تعد تطبيعا، واصفا هذه الكلمة بالغموض وأنها تستخدم لتحقيق المصالح الخاصة.
وطالب عبد الفتاح بترجمة المزيد من الكتب العبرية للعربية ويرى أنه من حق إسرائيل ترجمة ما يحلو لها من كتب مصرية وعربية.
إيمان مرسال
بيار أبي صعب / جريدة الأخبار
ليس أخطر من السذاجة في مسألة «التطبيع الثقافي» مع إسرائيل. العدوّ الغاصب يسعى جاهداً إلى محو جرائمه، وإعادة كتابة التاريخ بعدما صادر الجغرافيا. وهو في حاجة إلى تحقيق شرعيّته المرفوضة بكلّ الوسائل الممكنة، ما يتطلّب الكثير من شهود الزور. نعم، إسرائيل معزولة ومهدّدة بالاختناق، إذا لم تمدّ الجسور مع محيط معاد يلفظ ذلك الجسد المزروع في خاصرته، كياناً استعماريّاً قائماً على العنف أوّلاً وأخيراً. ومن السذاجة أن نعدّ الثقافة بمنأى عن هذا الصراع الذي لم يختره العرب، بل فُرض عليهم بالحديد والنار. من السذاجة أن نعدّ ترجمة الكتب من الضاد إلى العبريّة (وبالعكس)، عمليّة بريئة لا دخل لها في السياسة، أو فعلاً حضاريّاً يسمو فوق الصراعات. السلام العادل وحده قد يرفع يوماً الحواجز النفسيّة والثقافيّة. والدولة الاسبارطيّة، حتى إثبات العكس، لا تتقن لغة السلام.
غير أن الحذر من فخّ «الانفتاح» الأبله أو المشبوه، لا يقود بالضرورة إلى التعصّب والذعر المنهجي من الآخر. صحيح أن علينا الاطلاع على الأدب الإسرائيلي مثلاً. لكن ماذا نترجم؟ وكيف نقدّمه إلى القارئ؟ لا بدّ لنا أيضاً من أن نخاطب الرأي العام الإسرائيلي. محمد شكري وصنع الله إبراهيم وإلياس خوري ترجموا إلى العبريّة، لكنّنا نعرف جيّداً الخيارات السياسيّة والأخلاقيّة الراديكاليّة لصاحبة «دار أندلس» التي نشرت تلك الترجمات. هل راعت الشاعرة المصريّة إيمان مرسال تلك الاعتبارات، لدى الموافقة على نقل مجموعتها «جغرافيا بديلة» إلى العبريّة على يد ساسون سوميخ، المدير السابق للمركز الثقافي الإسرائيلي في القاهرة؟ من هنا يبدأ النقاش، بعيداً من التخوين والتكفير.
الترجمة الى العبرية... سجالاً متجدداً في القاهرة
الإثنين, 19 أكتوبر 2009
القاهرة - علي عطا
أثار خبر صدور ترجمة عبرية لديوان «جغرافيا بديلة» للشاعرة المصرية إيمان مرسال أخيراً جدلاً في القاهرة وفتح مجدداً ملف التطبيع الثقافي مع إسرائيل. و «جغرافيا بديلة» كان صدر عام 2006 عن دار «شرقيات» في القاهرة وهو الرابع لمرسال بعد «اتصافات»، و «ممر معتم يصلح لتعلم الرقص» و «المشي لأطول وقت ممكن»، والدواوين الثلاثة صدرت في تسعينات القرن المنصرم عن الدار نفسها. ويتميز «جغرافيا بديلة» بكونه مكتوباً تحت تأثير تجربة العيش والعمل في كندا التي بدأتها مرسال في آخر التسعينات. وتتصدر الترجمة العبرية لديوان «جغرافيا بديلة» صورة بحجم الغلاف لإيمان مرسال التي تعد من أبرز أصوات تيار قصيدة النثر في مصر. ونقلت صحيفة مصرية عن مرسال قولها إن البروفيسور ساسون سوميخ، أستاذ الأدب العربي في جامعة تل أبيب استأذنها في ترجمة الديوان ونشره فسمحت له.
تعمل مرسال المولودة عام 1966 أستاذة للغة العربية والأدب العربي في جامعة ألبيرتا منذ عام 1999 وحصلت من كلية الآداب في جامعة القاهرة قبل نحو شهرين على درجة الدكتوراه عن أطروحة حول «صورة أميركا في الأدب العربي» أشرف عليها الناقد جابر عصفور، أما أطروحتها لنيل الماجستير فكانت حول «التناص الصوفي في شعر أدونيس».
الناقد جابر عصفور الذي يشغل حالياً منصب مدير المركز القومي المصري للترجمة قال لـ «الحياة» تعليقاً على هذا الخبر: «أنا ضد أن يوافق أديب عربي على ترجمة عمل إبداعي له إلى العبرية». وأوضح الأمين العام السابق للمجلس الأعلى المصري للثقافة مؤسس «المشروع القومي للترجمة» أن موقفه هذا يستند إلى قناعته بأن «مثل تلك الموافقة تعني التعامل مع ناشر إسرائيلي، فضلاً عن التعامل مع مترجم إسرائيلي، بغض النظر عن قدرته المهنية، وهذا أمر مرفوض بشدة لأن سلاح التطبيع الثقافي لا يزال هو السلاح الوحيد الذي نضغط به من أجل الوصول إلى سلام عادل».
أما الشاعر المصري حلمي سالم فقال لـ «الحياة»: «حتى لو كنت في صراع مع عدو، فإن من واجبك أن تعرف فكر هذا العدو وثقافته وعلمه حتى تستطيع أن تنتصر عليه، فأنت لن تنتصر عليه بجهلك». واستطرد سالم موضحاً أن «في موضوع إسرائيل ينبغي أن يفكر المرء كثيراً لأننا نرفض التطبيع معها قبل أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة». واختتم صاحب «سراب التريكو» بالدعوة إلى توخي الحذر «حتى لا نشارك في التطبيع الثقافي مع إسرائيل بوعينا أو من دون وعينا».
وبادر «أصدقاء» لإيمان مرسال بشجب موافقتها على ترجمة ديوانها إلى العبرية، في مقدمهم الناقد سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة الذي اعتبرها «خطوة غير محسوبة ومرفوضة تماماً». وقال البحراوي في تصريح صحافي إنه لم يعد ينظر إلى مرسال باعتبارها صديقة كما أنه أخرجها كذلك من زمرة الشعراء، مشيراً إلى أن «عدم التطبيع الثقافي هو الورقة الوحيدة والأساسية التي تقف في مصلحة مصر والعرب، والموافقة على الترجمة هي شكل واضح من أشكال التطبيع مع إسرائيل، لذلك أنا أشعر بالصدمة». وقالت الشاعرة نجاة علي: «أرفض أي صورة من صور التعاون مع إسرائيل»، وأضافت: «أي كاتب يحترم نفسه لن يقبل بذلك». ومعروف أن سوميخ الذي سبق له العمل مديراً للمركز الثقافي الإسرائيلي في القاهرة تخصص في دراسة روايات نجيب محفوظ، وحصل أخيراً على جائزة الدولة التقديرية في إسرائيل لجهوده في ترجمة الأدب العربي إلى العبرية على مدى نحو نصف قرن.
«ضجة سخيفة»
يقول الكاتب المسرحي علي سالم: «لا أجد وصفاً للضجة المثارة بعد ترجمة ديوان لإيمان مرسال إلى العبرية سوى أنها سخيفة». ويؤكد سالم الذي يواجه «حصاراً» يرقى إلى حد «النبذ» منذ أكثر من عقدين لتأييده التطبيع الثقافي مع إسرائيل: «أنا سعيد بأن قام بترجمة ديوان إيمان مرسال صديقي العربي العراقي اليهودي ساسون سوميخ، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكره، فهو أنشأ قسماً للغة العربية في جامعة تل أبيب ونال جائزة الدولة التقديرية على اهتمامه بالأدب العربي. ويجب ألا ننسى أن هناك عرباً يهوداً منهم سامي ميخائيل الذي ترجم ثلاثية نجيب محفوظ وقال في مقدمته لهذا العمل إنه قام بهذه الترجمة ليحافظ على لغته العربية وليكون أكثر قوة في اللغة العبرية. وهناك ديفيد ساجيف وهو أيضاً من أصل عراقي ولا يريد أن ينسى عروبته. هؤلاء يحافظون على الأدب العربي أكثر مما نفعل نحن، ولذلك أنا مع مزيد من الترجمة من العربية إلى العبرية والعكس من دون الالتفات إلى تلك الضجة السخيفة».
قدم سوميخ لترجمة ديوان إيمان مرسال بالقول: «إن قصائد مرسال تبتعد ١٨٠ درجة من أشكال الشعر العربي القديم ومضامينه، فهي تكتب الشعر الحر الذي لا يتقيد بالوزن أو القافية، ويقترب بقوة من الشكل النثري، وتفتح قصائدها أفقاً فكرياً مثيراً، وتقدم فضاءً واسعاً من التجارب التي عاشتها». ويشير إلى أن أكثر ما يلفته في الديوان، هو ابتعاد القصائد عن معالجة القضايا الأيديولوجية والسياسية، وتمحورها حول العلاقة بين الوطن والمهجر، وأحوال العائلة المصرية، وتدهور أوضاع المرأة، والعلاقة بين الشاعرة والمثقفين المصريين أثناء عملها في الصحافة الأدبية، وتحركها في دوائر اليسار. وكل ذلك يتم عبر منظور شعري يختصر المسافات، ويجسد رحلة الإنسان المهاجر الذي خرج للبحث عن «جغرافيا بديلة» تعالجه وتشفيه، فافتقد دفء الوطن، وزادت الرحلة من معاناته وشقائه الإنساني.
ويتفق مع علي سالم الناشط اليساري نبيل عبدالفتاح، فهو يرى أن من الطبيعي أن تتم عمليات الترجمة الى كل لغات العالم، وهو أمر لا علاقة له بالتطبيع والسياسة، إنه شق ثقافي مرتبط بتوضيح الصورة المرسومة عن المجتمع والشعب من خلال السرديات والشعر، ويجب عدم الخلط بين السياسة والأدب. وقال إن من باب أولى معرفة الكثير عن عدونا. وطالب عبدالفتاح بترجمة المزيد من الكتب العبرية إلى العربية، مشيراً إلى أن «من حق إسرائيل ترجمة ما يحلو لها من كتب مصرية وعربية».
الروائي إبراهيم أصلان رفض اتهام إيمان مرسال بالتطبيع، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الكتاب العرب الكبار وافقوا من قبل على ترجمة كتبهم إلى العبرية، وهؤلاء لا يمكن التشكيك في وطنيتهم ولا يمكن اتهامهم بالخيانة.
وقال إنه مع ترجمة الكتب العبرية إلى العربية «لأنه يجب السعي إلى معرفة الآخر، والأجدر بنا أن نتعرف اليه لا أن نتقاعس عن معرفته، خصوصاً أن الأدب هو الوسيلة الحقيقية لمعرفة طبيعة الشعوب». لكنه استطرد قائلاً إنه ككاتب لا يمتلك الشجاعة على الموافقة على ترجمة كتبه إلى العبرية، «خصوصاً أنه لا توجد معايير واضحة تضبط عملية الترجمة».
أما الناشر حسني سليمان صاحب دار «شرقيات» التي صدر عنها ديوان «جغرافيا بديلة» فأكد أنه يفضل الاحتفاظ برأيه الشخصي في هذا الموضوع لنفسه، «لأن مسألة الترجمة إلى العبرية محاطة بكثير من الالتباسات، وهي أقدم من ترجمة ديوان إيمان مرسال، فهناك كتاب مصريون كبار ترجمت لهم من قبل أعمال إلى العبرية، ومنهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وصنع الله إبراهيم. أنا أعرف أن ما من سبيل لمنع ترجمة الأدب العربي إلى أي لغة وأؤمن في الوقت نفسه بأن من واجبي أن أتعرف الى الآخر عبر الترجمة، ولكن يبقى السؤال: هل يؤمن المجتمع الذي أعيش فيه بذلك أيضاً؟».
إيمان مرسال
من حقي ككاتب فرد أن أعلن رفضي لمقولة أن النضال الوحيد الممكن هو تجاهل وجود العدو أو الآخر المختلف أو ادعاء عدم وجوده.
سياق
كنت أتمني أن أساهم في هذا الحوار المتجدد في الوسط الثقافي المصري عما يسمي "التطبيع" دون أن أكون طرفاً في واقعة لا أراها جوهرية بالقدر المزعوم. مؤكد أن ذلك كان سيجعلني أكثر حرية في تقديم رأيي كاملاً. ولكن بعد إعلاني الواضح في "المصري اليوم" عن عدم معارضتي نشر كتابي الأخير بالعبرية لا مفر من أن تكون مساهمتي مرتبطة بذلك. لقد تابعت تعدد ردود الفعل علي هذا التصريح بنفس الاهتمام: من أعطوني حق الموافقة علي ترجمة كتابي للعبرية ومن لا يرون في ذلك تهمة واضحة أو غامضة أعاقب عليها، ومن حاولوا الدفاع عني لأنهم يعرفونني مع أنهم يرون أن موافقتي إشكالية، ومن اختلفوا معي ورفضوا قراري دون مزايدة باعتباره اختياراً آخر، ومن اتهموني وزايدوا عليّ، ومن أعلنوا قطع علاقتهم بي في التو واللحظة وكأنني دولة، ومن شجعوني بمجانية وكأنني سجلت هدفاً لصالحهم دون الانتباه لاختلاف دلالة موقفي عن مواقفهم .. لكن لا شك أن الأكثر أهمية بالنسبة لي كل هؤلاء ممن يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية دون أن يكفوا عن التساؤل حول تعريف وماهية "التطبيع" أو "المقاطعة" سواء اتفقوا معي أم اختلفوا.
لا أعتذر عما لم أفعل
يجب أن أبدأ بسرد اللحظة التي أجبت فيها عن رسالة سوميخ البريدية بكتابتي له "أنا لا أعترض علي نشر الكتاب بالعبرية، وأري أن من حق كل لغة أن تترجم لقرائها ما تشاء"، كما يجب أن أعود إلي اللحظة التي أعلنت فيها ذلك وكان يمكنني أن أنفي أية معرفة بالموضوع ما دمت لم أتعامل مع مؤسسة ولم آخذ حقوقي الفكرية (ويا دار ما دخلك شر)، إلا أنني أعلنت ما حدث بوضوح. لا بد أنني كنت مدفوعة بشيء مرتبك وحقيقي قبل وبعد وأثناء هاتين اللحظتين، إنه شعور مختلط بين الخوف والقنوط والأمل والثقة في الذات: الخوف لأنني في هاتين اللحظتين_ حتي لو كنت أعيش في المريخ ــ ما كان ليغي
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |