نعوة وفاة
2009-11-02
خاص ألف
(أجبت الموت حين سألني ذات لقاء:
ماذا ستفعل اليوم إن علمت بأني ملاقيك غداً؟)
سأشرب ألف كأس من النبيذ
وأيمم وجهي شطرها
لألثم ما تبقى من كستناء شفتيها
ثم أمتطي ظلي وأنتظركَ وحيداً ..
ووحيداً، في نفس المكان، أرسم القصيدة:
في البداية كان السوسن..
اللهُم - سيد الموت- إني بريء من القصيدة
فاغفر لي ما تقدم منها وما تأخر..
الحروف تطاردني كي أكفر بك
وسؤالك جاء على غفلة..
على صخرة أفترس ذاكرتي
في محيط المدينة المنقرضة..
مدينةٌ كل ما فيها هباء خلا سوسن!
والسوسن يطوف مع الأسماء في كل ما لذّ وطاب..
والسوسن يحسن التواطؤ مع الذكريات..
.... ....
في محيط المدينة، ثمة من يمارس الصمت
والسوسن لا يتقن طقس السكوت!
إلهي –سيد الموت- امنحني قليلَكَ من الجهر
لأوقظ ظلّي ونسير..
وحين سماء سأحدثك عن السوسن..
.... ....
ليس ما يسكرني بضعٌ من العشق
أو انتظارك تأتي متخفياً
وراء منجلك الأحدب..
وحده الذي يجيد فن (الدوخ) والتماهي
وحده السوسن
لا يعرف الأقنعة!
وحده السوسن
لا يعرف النهايات..
غفرانك إلهي.
هواجس.. أزهار
زهرة (1)
سأراها.. كأنها على الضفاف والقريبة مني
وقلت لها:
إليك كل جنوني وكلماتي:
"المرء يُحشر مع من يحب.."
زهرة (2)
إليك كل ما تغني فيروز
من ليل ومن صبح
أو..
كما قالت منذ عقود:
"أي وهم أنت عشت به... كنت في البال ولم تكنِ".
زهرة (3)
كما للأزهار فصل كي تعلن ثمرها..
وكما لك أن تمضي دون اسمي
وأنتِ
كما الهواء السجين
تبحثين عن مرسى..!
زهرة (4)
أوَكلما جاء نيسان
تسقط أنثى؟
أوَكلما جاء نيسان
أبحث عن يدٍ تشعل
شمعة الميلاد!
زهرة (5)
هي ساعات معدودة..
وقلت لها:
(إني غارق فيك وأخشى
أن تكوني بلا قرار
فامسكيني من قدمي اليمنى
قدم الخطيئة التي سحبت جسدي إليك.. وخرّبته..)
زهرة (6)
وبعد الزهرة الخامسة
قلت لها: سأحبك وأخسر العالم..
فخسرت العالم.. لكنها لم تحبني!!
زهرة (7)
وقالت لي بعد كل ذلك:
أنت كاذب!!!
.. الزهرة الثامنة:
حاولَت تحصيل ما تبقّى من اتّقادها
ولكن
ليس للرجوع شيئاً من الذكريات...
فاتركي ذاك الحبل المتدلي منّي إليك
وانحدري
فما زال لدينا شيء كي نكمله!
الزهرة التاسعة:
إلى أين تسيرين؟
إلى أين تذهبين؟
انتظري قليلاً.. لأحدثك عن هذه الليلة:
رأيتك في المساء تقبّلين الطريق
وتسألينه عن عمره.. وطوله.. وعرضه
وعن كل الذين مرّوا عليه
ولم يسألوه عنكِ.
رأيتك تعانقين السماء وتسأليها
عن أبيها.. وأمها.. وأبعادها الخمس
وعن ذلك الذي مر من تحتها
ولم يتذكر اسمك.
رأيتك تتلمسين الرصيف وتقولين:
جئت إليك فأخبرني عن خطواته..
عن نزواته..
أخبرني عن ذلك (الموقف) الذي مللت فيه (الانتظار)..!
الزهرة العاشرة:
قالت لي:
كل الرجال أحبوني..
كل الرجال منذ بدء التكوين
تركوا آلهتهم وعبدوني..
قلت لها:
لك الله
يا محرابه..
ولكن حذار
من رجل ـ مثلي ـ لا يعرف معنى الرجوع!
.... .......
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |