رسالة من اطفال بلادي ......... ـ شه مال
2006-11-14
خاص ألف
الى من يهمه امرنا ....
تحية طفولية بعيدة كل البعد عن صناديق رعاية الطفولة( اليونيسيف)، ممزوجة بالقهر والالام ومآسي وهموم الكبار ....
اما بعد .......
نحن اطفال العراق .. اخيرا قررنا ان نخاطبكم ونكتب لكم هذه الرسالة لتنقذونا من جرائم الكبار ...اننا نرفع اصواتنا ونقول لكم وللأمم الكبيرة ...ان ورود طفولتنا البريئة يحاصرها شبح الذبول امام انظاركم وامام نظر وسمع العالم افرادا ومنظمات ومؤسسات واحزاب فهل من مغيث ؟ ...
نحن اطفال العراق حرمنا من ابسط حقوقنا في ظل الحروب و الارهاب , نعيش مشردين في
وطننا ,نتخذ من الاماكن المهجورة والساحات والبنايات التي دمرتها الطائرات وصواريخ المدافع و الشفلات ماوى لنا ... لقد تركنا الدراسة قسرا .. وبدأ الكثير منا يتعاطون المخدرات والسموم المحلية مثل صبغ الاظافر و السيكوتين ..... اغلبنا لا يعرف شيء عن اهله وعائلته ... لانعرف هل قتلوا ؟ هل ذبحوا ؟ لا نعرف اين هم الان ؟ ......
نحن اطفال العراق الذين يعيشون في هذا الزمان الردئ ...نشكو من قلة الكهرباء ... من المياه الملوثة ..... ننام على اصوات الانفجارات .... باتت الجثث والأشلاء الممزقة منظرا يوميا ومالوفا ........
الامراض متفشية .... الحرب مستمرة ...... لانسمع غير وعود من الحكومة العراقية لتحسين اوضاعنا ومساعدتنا نحن الصغار .......
لقد مللنا وسأمنا من وعود الكبار .... اما المساعدات التي تصل العراق ........... يقولون بانها تسرق وتنهب من قبل الكبار ... لانهم اقوياء .... لانهم كبار .....
....................
......................
ايها الكبار ......
ايها الكبار ......
لانعرف هل تصلكم شكوانا ام لا ؟
انتم تعيشون في زمن التكنلوجيا و الحاسوب ولكن المشكلة في الكهرباء ....اليس كذالك ايها الكبار؟ لذالك قررنا نحن الصغار ان نكتب لكم ولكل من يهمه امرنا عبر الانترنيت وعلنا وبكل شفافية .... لانكم تحبون الديمقراطية .....ولو اننا لا نعرفها ولا نعرف اين تسكن هذه الديمقراطية ولماذا لا تزورنا هي كما يزوركم اقاربها او من يشتغلون عندها دائما !! ؟
هل تسمعوننا الان ؟
ايها الكبار .... هل تسمعون استغاثتنا ؟
ايها الكبار ..
ندعوكم ان تفكروا بنا نحن جيل الغد ورجال المستقبل ... وان تتركوا صراعاتكم ومناقشاتكم العقيمة جانبا , كفانا قرارات ارتجالية .. كفانا حروب ودمار , كفاكم صراعات عقيمة , كفانا التشرد , كفانا الانفجارات والسيارات المفخخة .......
ايها الكبار ... فكروا بنا .. بطفولتنا واعملوا من اجل عالم لائق لاطفال بلدكم .. من هو المسؤول نحن ام انتم ؟
من تشرد نحن ام انتم ؟ من فقد عائلته نحن ام انتم ؟ من اصبح ضحية الارهاب والحروب نحن ام انتم ؟ من هوالسبب الرئيسي لماسينا وويلاتنا نحن وامهاتنا !! .......... نحن ام انتم .........
ايها الكبار .......
ايها الكبار ..
يا ايها الكبار ......
راجعوا بيانات حكوماتكم واحزابكم ومنظماتكم ..... راجعوها الان .. هل وضعتم الاطفال في اهتماماتكم ولانقول في مقدمتها كما تدّعون ؟ طبعا لا ..... هل فكرتم ان تحموننا من الفقر ومن سوء المعاملة والانفجارات و المفخخات و الاختطاف والتجنيد القسري ... ؟ طبعا لآ ولا كبيرة ايها الكبار !!!
ايها الكبار .. يا من حولتمونا واخضعتمونا للاوامر واصبحنا قنابل موقوته عند الطلب للانتقام من الكبار الآخرين ومن الحكومات التي اثبتت فشلها والتي لم تقدم ولاتريد ان تقدم لنا شيئا الا الوعود ......
ايها الكبار في الامم المتحدة ...... يقولون انتم معنيين بقضايانا ... هل هذا صحيح ؟ يقولون بانكم صدرتم وثيقة دولية وقررتم ان تعملوا من اجل عالم لائق لنا نحن الاطفال الصغار ...وتحاولون على ان نحصل على (افضل بداية ممكنة في الحياة) , عليكم الله هل هذا صحيح ام كلها كلمات براقة جميلة تزينون بها اوارق وبرامج امتكم المتحدة ؟ بصراحة يا كبار هل بقى امم متحدة ؟ ام انها تفككت واصبحت متشردة مثلنا ؟
ايها الكبار
ايها الكبار
ايها الكبار
متى تفكرون بنا ؟ اوهل تفكرون بنا حقّاً ام انكم تفكرون فقط بجيوبكم ..... كيف ... كيف ايها الكبار ومتى تقدمون لنا فرص وافرة لتنمية قدراتنا وانتم في صراع كصراع الديكة الدامي؟ كيف ... كيف ايها الكبار ستؤمنون لنا بيئة امنة وانتم لا تفكرون الا باجواء افراحكم و(عبثكم) وفرض سلطتكم ... كيف ايها الكبار تستئصلون وتجتثون فقر الاطفال ؟ كيف تحموننا من شبح الجوع و الاستغلال و التشرد والتفكك والاجرام ؟ كيف ايها الكبار كيف ؟؟؟ ...
انتم ايها الكبار خيبتم امالنا ... نعم انتم وبصراعكم على السلطة في سوق الخضرة ..و سوق الهرج .. ... قذفتمونا تحت سقف الفقر والحرمان و التشرد ...لقد اجرمتم بحقنا ... ومازلتم تجرمون بحقنا وتكررون ما فعل الحكام قبلكم من الظلم والاضطهاد .... هل تعرفون ذالك ام لا ايها الكبار ؟
انتم من حرق طفولتنا ...ونحن في اعمار الزهور ... قفزنا على مرحلة الطفولة .... وصرنا جنودا تحت الطلب ... لمن ؟ لكم طبعا ولاحزابكم ايها الكبار ... لقد اصبح لكم جيوشا كاملة مدججة بالسلاح من الاطفال فقط وذلك ليس خافيا عليكم يا ايها الكبار ....
اننا اطقال ... نعم اطفال ، اننا تلك المخلوقات العجيبة و الغريبة التي لاتُحترم كما يجب ولا يحسب لها حساب .... حتى في برامج حكوماتكم !!
ايها الكبار ......
ايها الكبار .......
ياايها الكبار .......
ايها الكبار ........
ياايها الكبار ..........
انتم علمتمونا كيف نستخدم الاسلحة والقنابل ا ليدوية وانتم وقعتم على المواثيق الدولية واجتمعتم من اجل الاطفال وسعادتهم .... يا لها من شيزوفرينيا مصابون بها انتم ايها الكبار .....! وقعوا ... اجتمعوا ... اذرفوا دموع التماسيح ...وقعوا على عالم لائق لنا .... ونحن مازلنا نبحث عن حضناً دافئا مليئاً بالحب والحنان ...... في بلادنا العراق التي دمرها الكبار على رؤوس الصغار .... لانهم كبار ونحن صغار .....
ايها الكبار ....
ايها الكبار .....
يا ايها الكبار ...
ماذا ننتظر منكم ايها الكبار غير الوعود .... التي صارت كالاسطونة المشروخة ...
ايها الكبار انتم لا تروننا لاننا صغار , انتم لا تحسون بنا لانكم كبار .... نموت من الجوع والفقر في عراق النفط ...نعم النفط ....النفط ايها الكبار ....
صدق من قال.......:- نحن كالبيد في صحراء يقتلنا الضما والماء فوق ظهورنا محمول ...
ايها الكبار .....
ايها الكبار.....
يا ايها الكبار ....
تجتمعون يوميا وتحت قبة البرلمان .... للمشاجرة وليس لحل المشاكل ........ ولانكم كبار قلبتم البلد راسا على عقب ...... نعم لقد فقدنا احبائنا وهم في سباق مارثون للحصول على لقمة عيش في اسواق وشوارع وساحات .. ايها الكبار ...
كفانا التشرد
كفاكم النهب والسلب ....
كفاكم الفرهود ....
كفانا بكاء
كفاهم تعب
ذبلت ورود طفولتنا البريئة ....... بمحاصرة الغيلان والاشباح وتهديدات الملثمين ونحن نستريح على ارصفة الشوارع والطرقات ..... وانتم تجتمعون في المنطقة الخضراء، تجتمعون وتتفقون على ان لاتتفقوا .....
ايها الكبار
كفانا ان تزرعوا بذور العنف في عقولنا ...
انقذونا ايها الكبار من الارهابيين ... من القتلة ... من الملثمين .... الذين يذبحوننا امامكم ... كم اصيب منا بشظايا المفخخات ؟ كم مات منّا وكم فقد اطرافه .... في هذا الزمان الرديء المليء بالتخاذل وفقدان القيم والاخلاق .....
لاتخافوا ايها الكبار
لاتخافوا منا ... نحن لسنا مصابين بداء الكرسي ولا بمرض الحكم ولا بتخمة الجيوب مثلكم ...... ولا نريد ان نصبح اعضاءاً في مجلس النواب ولا نريد المناصب ولا ... ولا ...
وانما نريد ان نسترد طفولتنا المسروقة .... نريد حياة حرة كريمة .... نريد الاحترام والحماية من الامراض , , نريد ان تنمو مواهبنا وقدراتنا من خلال التعليم الجيد وليس الحروب ...... نريد برامج تربوية صحية , نريد ان تمد يد المساعدة لنخرج من هذا النفق المظلم الذي التي قضينا فيه طفولتنا ....
كفنا التشرد ... كفانا الموت ... التزموا بالاعلان العالمي لحقوقنا نحن اطفال العراق ......
ايها الكبار ..
ايها الكبار ....
لقد انتشرت امراض معدية وخطيرة في وسط شريحتنا التي لا حول لها ولا قوة والتي تسمى بشريحة الاطفال .... امراض قاتلة ...تشوهات ... نتيجة حماقات الكبار وحروبهم الجائرة ..... نعم ايها الكبار سوف تحصدون ثمار اخطائكم ... ومخلفات حروبكم .... ولن تحصدوا الاّ جيلاً مشوه جسديا وخلقيا ونفسيا ....
هل تسمعوننا ايها الكبار ....
هل تسمعوننا ايها الكبار .....
ايها القاطنون في ابراج العاج .... ايها الساكنون في المنطقة الخضراء ...... ايها الكبار المصابون بداء الكرسي ...ايها الكبار يا تجار الحروب ومستفيدوها الاول والاخيرين .. يامن وعتم وذرفتم دموع التماسيح .... انها الحرب ... وتغير الوجوه ، اما الضحية نفسها فلا حول لها ولا قوة ........ نعم تغيرت الوجوه والشعارات والقرارات القراقوشية والوعود ولكن الجوهر بقى كما كان ..... انظروا الى عيوننا ... الى قلوبنا .. الى زهرة طفولتنا ... اسمعوا صرخاتنا ... الا ترون اشلائنا الممزقة ...... الا تسمعون عن ماساتنا ؟
ايها الكبار
ايها الكبار ...
يا ايها الكبار ....
كبار في الحجم و صغار في العقول ...... كبار في الوظائف وصغار في التضحية ... كبار في الكروش و الجيوب وصغار في المسؤولية .... كبار في الوعود .... صغار في التنفيذ ....
بعنا اثاثنا وكل ما نملك لنشتري ما يسد رمقنا .... من المسؤول عن تدهور الاوضاع التي وصلت اليها البلاد و العباد .... من ؟ قولوا الحقيقة ولو لمرة واحدة ايها الكبار .......
ايها الكبار ....
ايها الكبار....
يا ايها الكبار ....
نراكم يوميا تجتمعون في السوق الذي سمى بمجلس النواب .... نعبر عن قرفنا كلما رايناكم تتراشقون ........ يتراشق بعضكم البعض بالشتائم و التهم وفي بعض الاحيان تكفّرون وتحرضون على القتل ...... وفي الاخير تتفقون على ان لا تتفقوا ....... كلكم تبكون على الشعب وانتم تذبحونه بسكاكين محلية ...... و دولية واقليمية....... ...نعم ذبح حلال ..... وفي مسالخكم الرهيبة ...
ايها الكبار انتم تتمتعون بخدمكم و حشمكم ونحن نراوح في مكاننا ننتظر الموت في هذا الزمان الرديء .....
متى تفكرون بنا ؟ الا ينتهي تراشق الاتهامات والشتائم ؟ متى تسمحوا لنا نحن الصغار ان نحضر اجتماعاتكم كوفود في جلسات خاصة بنا نحن الاطفال ...جيل المستقبل ورجال الغد , كما تقولون انتم الكبار ......
ايها الكبار..
ايها الكبار .....
يا ايها الكبار .......
تشمل اتفاقية الامم المتحدة حول حقوق الأطفال على نقاط عديدة اهمها :ـ (يتمتع اطفال الاقليات و الشعوب الاصلية بثقافتهم و دينهم و لغتهم بكل حرية . لكل طفل الحق في اسم وفي اكتسابه جنسية منذ ولادته . تكفل الدول ان يتمتع كل طفل بكامل حقوقه دون تعرض للتمييز او التفرقة ايا كان نوعها .
تكفل الدول حماية الطفل من الضرر و الاهمال البدني او العقلي . لا يجوز فصل الاطفال عن والديهم الا اذا قررت ذالك السلطات من اجل صيانة والدفاع عن حقوق الطفل. تكفل الدول للطفل الذي حرم من والديه الرعاية البدنية والنفسية المناسبة . للاطفال المعوقين الحق في الحصول على علاج وتربية ورعاية . يجب ان يكون التعليم الابتدائي الزاميا و مجانيا . تبذل الدول قصارى جهدها بالقضاء على عمليات اختطاف الاطفال و التجارة بهم . لا تفرض عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة بسبب الجرائم التي تقترف ممن هم دون سن 18 سنة . يتعين فصل الاطفال عن الكبار في السجون و يجب ان لا يتعرض الاطفال الى التعذيب . تكفل الدول حماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي و من العمل الذي يعرقل تعليمه او يضر بصحته او رفاهيته )........
اكتفي بهذا القدر لذكر الحقوق التي وردت في اتفاقية حقوق الطفل .... ينتابني شعور بالخجل وانا اتذكر اطفال العراق الذين عانوا وما يزالون يعانون من بطش الارهاب و الارهابيين وهم في حالة لا يحسدون عليها في هذا الزمان الرديء ...
اخجل فعلا وانا ارى هؤلاء الاطفال بعمر الزهور قد سرقت منهم طفولتهم ....... وامام انظارنا نحن الكبار والبالغين والراشدين ....... وينتابني شعور بالخجل اكثر عندما اسمع الوعود من الكبار اعضاء مجلس النواب والسادة الوزراء ورئيس الوزراء ورؤساء دول وحكومات لتحسين اوضاع الاطفال لانها فعلا تصريحات مشمئزة ومقرفة وغير صحيحة ابدا ................ ....
ايها الكبار ....
ايها الكبار .....
يا ايها الكبار .....
انظروا الينا وافتحوا اعينكم واذانكم واسمعونا واسمعوا صرخاتنا ......انظروا ماذا حل بنا...... انظروا ايها الكبار ....ماذا حل بنا ......
ايها الكبار ...
يا ايها الكبار
هل تعرفون ما المطلوب منكم اليوم قبل الغد ... اسمعوا ما نقوله وبصوت واحد .... انتم مطالبون بوحدة الصف و التاخي وبالمحبة ....هل طلبنا معجزة ؟
ايها الكبار .....
ايها الكبار ....
يا ايها الكبار ....
بالتاخي والمحبة نبني بلدنا هل هذه معجزة ايها الكبار ........ الهاجس الذي طالما يراودنا نحن الاطفال العراق هو هاجس الامان و الامن و الاستقرار و الاحترام لرسالتنا موروثنا الحضاري ...
ايها الكبار كفى مؤتمرات و ندوات و دعوات و كونفرنسات في حين انكم تفتقرون الى ابسط شروط المصالحة الا وهي الثقة ......
الثقة ايها الكبار .... الثقة ....... التي قتلت وصلبت على جدار مجالسكم .....
ايها الكبار ...
ايها الكبار ....
ايها الكبار المصابون بسكتة الضمير .. !
ايها الكبار الصامتون امام كل هذه الانتهاكات اللا انسانية التي اصابت الشعب و الاطفال منه بشكل خاص ......
ايها الكبار لا تجعلونا ندفع ثمن اخطائكم , ايها الكبار لا تجعلونا ندفع ثمن فشلكم ...
ايها الكبار المهووسون بالسلطة والمصابون بداء الكراسي ......
اه ....اه ......الكرسي .....اللعنة على الكرسي .....
اختلفوا , ناقشوا , ولكن بشكل واع ايها الكبار ..... نحن نتحمل كما فعلنا على الدوام , وليس غريبا ان نشهد المزيد من الالام و المآسي في هذا الزمن الرديء الذي يحكم فيه كبار الأجسام صغار العقول .... تحت هذا النموذج السيء لما سمي بالديمقراطية ....
ايها الكبار ...
ايها الكبار .......
يا ايها الكبار ......
انتم من حشرنا في هذه اللعبة القذرة واشبعنا جوعا واهمالا وتمييزا واصبحنا مشردين امام الجوامع وفي الأسواق الشعبية والنقليات بعد ان اصابتكم لعنة الكراسي ....
اللعنة على الكرسي ......
اللعنة على الكرسي .....
اللعنة على الكراسي .... التي تغيّر القيم والمباديء و الاخلاق .....
ايها الكبار لقد بعتم طفولتنا بابخس الاثمان وانتم تتفرجون على قتلنا ....ايها الكبار , ايها الخارجون عن دائرة الجمال و الانسانية و الضمير .....ايها الكبار يامن ودعتم ضمائركم ووجدانكم وبقيتم اجسادا فارغا , خالية من الاحساس ......
ايها الكبار ...
ايها الكبار ...
يا ايها الكبار ...
نحن مائتون لا محال ... نحن مائتون لا محال .... انظروا الينا وافتحوا اعينكم واذانكم واسمعونا واسمعوا صرخاتنا ......انظروا ماذا حل بنا ... نحن اطفال العراق .. محبوسين خلف جدران حديد ونحترق رويدا رويدا الى ان يبقى العراق بلا اطفال ...بلا امال ...بلا مستقبل ...... في بلد يحكمها الكبار ...
ايها الكبار
امعاؤنا تتمزق من الجوع وعيوننا جفت من البكاء ومصابيح قلوبنا انطفأت من قهر الزمان و ظلامه المقيت المخيم على العراق ........
ايها الكبار ....
ايها الكبار .....
يا ايها الكبار .....
يا من تخافون الصدق منّا و نخاف الكذب منكم ....
اصحوا يا كبار لقد قامت القيامة في العراق ... اصحوا يا كبار ... لقد قامت القيامة .......القيامة ...
اصحوا لقد ذبلنا بين ارجلكم .. لاننا صغار وانتم الكبار ........ عشنا تعساء ونموت اتعس ......نحن ننبش الزبالة لنحصل على الخبز اليابس والملابس القديمة وانتم تنبشون الماضي وتجلبون لنا الويلات .......نعم انتم ايها الكبار ....
يا ايها الكبار
نصرخ بحجم جروح وطننا الممزق ونقول ........كفاكم ايها الكبار ......كفاكم ايها الكبار ....كفاكم ايها الكبار
نكتفي بهذا القدر ونقول اتعرفون ايها الكبار ما الفرق بيننا وبينكم ..... نعم احسنتم ... الكبير يجرم والصغير يدفع الثمن ...
الكبير يقتل والصغير يُسجن ....
الكبير ياكل والصغير يموت جوعا ...
الكبير يعلق اماله في البنوك ... الصغير يعلق اماله على الصليب الاحمر ...
الكبير يضحك والصغير يبكي .... الكبيرجيوبه منتفخة بالاخضر الصغير لا جيب له ...
الكبير ينبش الماضي والصغير ينبش القمامة ...
الكبيريكذب والصغير يقول الحق ....
الكبير مذنب و الصغير بريء .....الكبير كبير والصغير صغير..... الكبير له الحقوق الكاملة والصغير ليس له اي شيء لانه صغير..... الكبير يرتكب الجرائم والصغيرشاهد العصر ............ضمير الواعد
الكبيريسكت الصغير ياذن في الناس، الكبار يخوضون الحروب والصغار يتحولون الى وقودها ..الكبار رجال والصغار يتامى ...الكبار يملكون الاوطان والصغار متشردون ومنفيون في اوطانهم ..
الكبار قتلة ابرياء الصغار ابرياء مذنبين ...
الكبار يرسمون ويوقعون على الحقوق والمواثيق الدولية للصغار في عصر الانحطاط ، الصغار لايقدرون على فهم وتحمّل هذ العبارات والجمل ويتبرأون من طفولتهم، الكبار يعيشون ولا يهمهم كيف واين وباية شروط الصغار يقتلون لان لا شئ في الزمن الا للقتل .... في هذا البلد المصلوب على جدار الموت ... !!!!
الحياة لكم حق ايها الكبار ......وليس لنا سوى الموت والتشرد والدمار ...
نعم ...نعم ...ايها الكبار .
ايها الكبار ......
ايها الكبار ......
ايها الكبار جداً في كل شئ .... !!!!!!
انتهى
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |