محمد عريقات في المركزالأول في جائزة محمود درويش للشعراء الفلسطينيين / مع نص له
2009-11-20
أعلن في مدينة غزة أول أمس عن أسماء الشعراء الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع الشعري ضمن إحتفالية نظمت في المركز القومي للدراسات والتوثيق حيث جاءت على النحو التالي: الجائزة الأولى بامتياز، الشاعر محمد عريقات، من الأردن وقيمة جائزته 3000 دولار مع طباعة مجموعته الفائزة والتي كانت بعنوان (أرمل السكينة) إضافة إلى درع محمود درويش وشهادة تقدير.
الجائزة الثانية وجاءت مناصفة بين الشاعرين مروان مخول من مدينة عكا شمال فلسطين المحتلة عن مجموعته الشعرية (لباسيفلورا الحزين) والشاعر الفلسطيني محمود ماضي والمقيم في مدينة خانيونس قطاع غزة عن مجموعته الشعرية (آن لي) وقيمة الجائزة 2000 دولار تقاسمها الشاعران بالإضافة إلى طباعة مجموعتيهما الشعرية.
الجائزة الثالثة وجاءت أيضا مناصفة بين الشاعرين عبد الفتاح شحادة من مدينة خان يونس عن مجموعته الشعرية (علبة الظلام) والشاعر عبد ربه إسليم عن مجموعته الشعرية (تاسوعاء شعرية) وقيمة الجائزة 1000 دولار تقاسمها الشاعران بالإضافة إلى طباعة المجموعتين.
وتخلل الإعلان عن النتائج توزيع جوائز تقدير على لجنة المحكمين الخمس ودرعين تقدير للدكتور رفيق الحسيني والدكتورة فارسين اغابيكيان، وتوزيع دروع تقدير على الشعراء الخمسة الفائزين.
وعريقات له مجموعتان شعريتان وعدد من الدراسات والمقالات الأدبية والنقدية وحاز على عدة جوائز محلية. وتعليقا على فوزه قال عريقات: بداية أشكر جميع الأعزاء القائمين على جائزة محمود درويش التي منحت لي، ولدورهم في رفعة الثقافة العربية، والتي ستكون بمثابة حافز لاستمراري في الكتابة بمسؤولية وقلق، إن هذه الجائزة غيّرت مسار قصيدتي، دفعتني – بالضرورة- إلى أن أذهب إلى الكتابة بمفاهيم جديدة، ورسخت داخلي القصيدة كمشروع أساسي بكل معنى الكلمة.
وحول مجموعته الشعرية قال عريقات: أعتقد أن هذه النقلة في تجربتي الشعرية جاءت بتراكمية قطعت خلالها شوطاً في التجريب لأصلَ إلى قصائد "أرمل السكينة"، التي حاولت أن ارتقي بها من الذاتي إلى الإنساني بمفهومهِ الشامل، إلا أن الجديد، أن تكون هذه القصائد تحمل جائزة باسم الشاعر الكوني محمود درويش، الذي كتب للإنسان أولاً قبلَ أن تكون الأرضَ منبعَ همِّهِ، علاوةً على الإضافة المعنوية التي تتمثل في مكانة الجائزة، العربية القادمة من فلسطين المحتلة، وتحديداً في العام الذي اختار فيه العرب "القدس" لتكونَ عاصمةً للثقافة العربية.
تَضعني "جائزة محمود درويش الشعرية" أمام تَحَدٍّ يُشرع أبوابهُ على المستقبل، وتفتحُ لي آفاقاً نحوَ جديدٍ لم يكتمل.
وقال مدير مشروع جائزة محمود درويش للشعراء الفلسطينيين الشاعر والكاتب ناصر عطا الله أن فكرة جائزة محمود درويش ولدت لتخليد ذكرى الشاعر الراحل الكبير محمود درويش في الذكرى السنوية الأولى على رحيله، كدعم لشعراء المشهد الثقافي الفلسطيني، دون حصر في منطقة معينة من هذا العالم، إذ أعلن عن الجائزة لجميع شعراء فلسطين في جميع أماكن تواجدهم، وذلك على مدار شهريين متتابعين من الإعلانات والاتصالات مع الشعراء، رغم أن الجائزة انحصرت بداية في منطقة قطاع غزة، إلا أن اللجنة الاستشارية المشكلة من الأستاذ رجب أبو سرية والأستاذ فائق جرادة ومدير المشروع، وجدت في إخراجها من حدود غزة منفعة أعم وكسرا لحصار مفروض على الداخل الفلسطيني.
من المجموعة الفائزة اخترنا هذا النص
كلُّ مُغلقٍ وَجَعي ونقيضي المُلِحّ
*محمد عريقات
وأنا العارفُ..
أهتِكُ أسرارَ الصَدَفِ وأفشيها
لا آبَهُ بالخَرَزِ يحملِقُ في شهوَةِ
الإنسان:
- أنا حَجَرٌ كغيري إنما تلكَ التواشيحُ
الخبيثةُ من قادت يديكَ وثمَّنت
ضَوئي..
أنا حَجَرٌ كغيري رغمَ شُحِّ سلالتي
في البحرِ.
وأنا العارِفُ.. لا همَّ لي ومهِمَّةً إلا المغاليقُ أهتِكُ أقفالها.. باطِشًا بِيَدٍ من فضولٍ مَكامِنَ ظَلماءَ تلتفُّ كالأفعوانِ في جُرْنٍ قديم، شَهيقي يكمِشُ الأرض، وزفيري ينفُخُها بأكسجين أزرَقٍ، كلُّ مُغلَقٍ وَجهَتي، فالأرضُ تحرُسُ بوّابَةَ الماوراء بِنصٍّ تنزَّلَ، يا لهذا القلب يحمِلُ ما يُصدِعُ الجبلَ الصّلد!. كلُّ مُغلَقٍ وجَعي ونَقيضي المُلحّ، فالصناديقُ المُتَبرِّجَةُ لا تقوى على الكِتمانِ.. كلَّما خمّنتَ جوهَرَها عَظُمتْ هَيولاها، تكادُ تُشيرُ: هُناكَ مفتاحي، وفي جوفي الحقيقةُ تَكتِمُ ضِحكَتها السورياليَّة. أيُّها المأخوذُ في الهِتكِ اربِطِ النَّهرَ بِجِذعٍ قريبٍ وامضِ في مجراهُ بأسمالِ الجاهِلِ، قد تحتاجُ إلى الجَهْلِ ليصبِحَ دربُكَ للغايةِ أقرَبَ مما في يَدِكَ إلى يَدِكَ، فالعارِفُ تحومُ على هدأتِهِ إشاراتٌ تُرديهِ على قَرْنِ الثورِ فاربِطِ النهْرَ بِجِذعٍ قريبِ.
النَّهرُ يُنهِكُهُ العَطشى
وَحَجَرٌ في يَدِ طِفلٍ يبعَجُ بَطنَ البَحْر
ورصاصَةُ صيّادٍ تقطَعُ ما تتعربَشُ
فيهِ الأجنِحَة..
صافّاتٍ ويَقبِضنَ من سَراحٍ هُلاميٍّ
إلى كيسٍ بَهيمِ..
وسَريرُ الولادَةِ سندانَةٌ
عليها تُطرَقُ الرّوحُ طوعًا لأبَّهَةِ العَدَم،
والموتُ يَرميها إذا بَهَتتْ
بعينِ الشمس.
نُزهَةٌ.. ويحينُ الغُروبُ، نَفيرٌ من الناعياتِ يصِلنَ أعاليَ روحي، فيفتَحُ الأفْقُ سِردابَ الكآبَةِ والرّصاص على النوارِسِ كُرْمى لمن عكّرَ الصَّفو. راكِدَةٌ رياحُ الأرخَبيلِ وراءَ منديلِ الحَرير لُجَّةٌ سَبَقتْ هُدوءَ العارِفِ بالمصائِرِ، يمشي على الأرضِ كأنَّها رُقعة الشَّطَرنج، هُدوءٌ وقد فُضَّ لفيفُ الشَّكِ بكَشْفِ حِجابِ العَدَمِ المحتوم، فالسماء تحرُسُ بوّابة الماوراءِ بِنصٍّ تنزّلَ كالريشِ في رُدهاتِ العِراك. راكِدٌ كلّ حُزنِ الأرضِ في وجهِ حِمارٍ، هائِجٌ غَضَبي في قرونِ التيسِ وحَذَري إجفالةٌ كَسَرت عُنقَ الغزال. نُزهَةٌ.. ويحينُ الإيابُ من الزَّهوِ هيَ الزَّهو على مدخَلِ القبرِ مهما قَسَت تلكَ الحياة، يصافحني حديثُ ولادَةٍ ويغلِقُ التابوت على نصاعَةِ الكتّانِ ويكمِلُ المهزلَة..
مهزَلَةُ تَبَدُّلِ الأدوارِ في الخَلقِ
يُغيظها اللهو وإتيانُ اللذائِذ..ِ
طاعَةُ الروحِ تلكَ وعصيانُ التراب
وعِفَّةٌ رعَويَّةٌ تروِّضُ الوَحْشَ
على قدْرِ ما يستوحِشُ الحَمَلُ
المُقيَّدُ للقرابين.
مهزَلَةٌ تغضُّ طَرْفَ أبي
على استحياءَ منّي حينَ أولَد
أو أموت، وحينَ أقولُ أعرِفُ أنني
هِبَةُ الخميسِ وأنّي وأنّي..
فَلِمَ لم تدَعْها هباءً.. محضَ لذَّةٍ
تنشَفُ في أكاليلِ
العَروس؟.
الليلُ يحجُبُ ما يرى أعمى النَّهار، لصٌّ بخلخالينِ هوَ الليلُ يُضرِمُ في الرُّدهاتِ النُّباحَ على شِسْعِهِ، يَسرِقُ البهجَةَ والغرانيقُ يقظى تراقِبُ النَّهبَ أضاميمَ من تحتِ إبطيهِ والخلاخيلُ تَخُشُّ ويومِضُ فيها النُّحاس. وحينَ يعودُ الرِّتاجُ إلى كَتِفِ البابِ تنتَفِضُ الغرانيقُ كيما تُقاوِم ما ظلَّ من ظِلِّهِ في المَمَرّ.
القُرنفُلُ يَندُفُ عن غصنِهِ
والعاشِقُ يقرأ الطالعَ في عِطرِهِ
المشاعِ معِ الرّيحِ..
والمرأةُ تفتَحُ نافِذَة للهُبوبِ الزكيِّ
تستنشِقُ ما صَحى من ذِكرياتٍ
وطيشٍ..
وحينَ تَخِزها الشوكَةٌ
يعبُرُ في ذهنها الوَلدُ الذي كانَ
يسرقُ الوردَ وينتحلُ القصيدَةْ.
الوردةُ المُغمَضَةُ خباءُ النَّبضِ،
وذكرى سيِّئة تتحنَّطُ في صفحاتِ
كتاب.
قُبَلٌ شَهَويَّةٌ تتفتَّحُ في الفَواتِ..
إذ تبرُدُ الفضَّةُ دونَ شَكلِ القِرْط.
العارفُ ليسَ الراوي.. والحكايةُ يُناهِزُ عُمرَها الماء والحوت، البدءُ ليسَ مهمًا.. يغرِسُ رأسهُ في الهواءِ معافى، والنهايةُ تَمخُرُ نحوَ ضفافِ الحقيقةِ كانسِحابِ النَّصل، فيا أيُّها الهامِشُ اربط العارِفَ بالنزهَةِ والمهزَلةِ وبالليلِ وبالقُرنفلِ واجلِدني إذا أصحو على دَرَجِ الهبوطِ يطارِدُ أنفاسِيَ اليانَسون. نَفَقُ السَّكرَةِ كانَ طويلا.. أقِفُ فتجذِبني الجدرانُ من ياقةِ الصَّحوِ وأحضانِ الأصدقاءِ وذكرَياتي، تجذِبني إلى الفَقدِ فاجلِدني الثَّمانينَ قبلَ أن يبرُدَ السَّوطُ والحَسَنات، فالحياة تُخرِجُ من كيسِها ما لا أحبُ وتهدِنيهِ، اجلدني الثمانينَ فقد هيَّأتكَ المشيئةُ للانتقامِ ودعْني.. أتبوَّأ رحمتي من لهاثِكَ.
أنا الإنسانُ.. بينَ البهيمَةِ والملاكِ مكانتي
حُلمِيَ المُطلَقُ يسبَحُ مُذ كانَ آدَمُ فِكرَةً.
فها أنَذا أبصِرهُ في الظلامِ/ وأجسُّ قمحَ لونِهِ في المرايا
وأشربهُ من مسامي ولا أتَعَرّفْ.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |