رؤية معاصرة للعلويين ج 2/2 م: نزار دنيا
2009-11-25
نلاحظ أيضاً في البنية الاجتماعية القبلية ومن منظور أنثربولوجي الآتي :
أ- أن القبائل التي كونت النسيج الاجتماعي النصيري هي قبائل زراعية حضرية , أي انتقلت من
مناطق استقرارها الأولى الجبلية الريفية ( اليمن ) , والتي عاشت فيها أزماناً طويلةً ولأجيال متعاقبة .. كبيئات مجتمعية فلاحية , أو مدنية حرفية وتم انتقالها ضمن جيوش الفتح الإسلامي كفصائل وكتائب مقاتلة و خاضت الحروب ..
وكونت قواعد متقدمة في البلدان المفتوحة .. أصبحت تشكل فيما بعد تجمعات مدنية وريفية .. مثل الكوفة في العراق التي بناها الفاتحون المسلمون .. أو بغداد , أو غيرها .
ب- بما أنها ليست قبائل بدوية .. فأفرادها بالتالي ليسوا متخلفين كالأعراب الذين قيل فيهم ( إن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ) , بل يمتلكون ثقافة اجتماعية ودينية غنية ساعدتهم على التطور الحضاري الاقتصادي ,
والحرفي , والتجاري السريع , وليلعبوا دوراً بارزاً في الحياة السياسية للدولة الإسلامية الفتية .. وهم أصلاً من موطنهم الأصلي كانوا أصحاب مشروع ديني , سياسي حضاري تطابق مع المشروع الإسلامي الذي تبناه المسلمون ا
لأوائل ومن أبرزهم الإمام علي, مما ساعد في إسلامهم على يديه .. والوثوق به , والتحالف معه تحالفاً "عميقاً استراتيجياً " لا تنفصم عراه , هذا يفسر صلابتهم في الوقوف إلى جانبه , وفي قناعتهم الدينية والأخلاقية ,
رغم الضريبة الباهظة التي دفعوها من مالهم وعيالهم .. عبر تعاقب الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين .. الذين مثلوا سلطات دنيوية فاسدة , غير متمسكة بجوهر قيم الدين الإسلامي الحنيف .
جـ - أنهم قادرون على بناء تجمعات حضارية أينما حلوا في مناطق استقرارهم الجديدة , بحكم خلفيتهم المتطورة المذكورة آنفاً , وهذا ما يفسر تحول البلدان والمناطق التي استوطنوها , خلال فترة قصيرة إلى مناورات حضارية
علمية فلسفية ودينية , كما في الكوفة , وحلب , وحمص وطرابلس , والقاهرة الفاطمية وغيرها . وهنا من المناسب ذكر عبارة عن لسان المرحوم زكي الأرسوزي قالها في الخمسينات من القرن الماضي نقلاً عمن عايشوه لفترات
طويلة .. "النصيرية مشروع حضاري في جذرها التاريخي".. والمقصود أن الإنسان النصيري يقطن في شعاب الجبال ويعتقد من يراه أنه إنسان بدائي متخلف , يمتلك من الموروث الثقافي والروحي ما يساعد على التطور السريع ,
وعلى استيعاب ما يؤهله للتحضر والتمدن السريع فهل يستطيع سياسيوا القرن الماضي المتخلفون السّذج .. تقدير ذلك وإدراكه؟
وما يؤكد التنوع الأقوامي القبلي للنصيريين وراثيا استيطان قضاعة في الجبال كقبيلة عربية إسلامية أولا.
وثانياً: أنهم همدانيون يمانيون ... من همدان الكوفة .
ثالثاً : تنوخيون من تنوخ حمص(البهراء) في منتصف القرن الثاني الهجري ومن تنوخ اللاذقية الذين شكلوا دولة بني عريض الغسانية التنوخية 368 – 477 هـ وكان أول أمرائها الشيخ حسين بن اسحق الضليعني .
رابعأً : محارزة (بنو محرز) ... مصريون فاطميون, وهجرتهم تمت بعد انهيار الدولة الفاطمية . ثم بعد مجزرة المماليك (1) التي قام بها السلطان سليم الأول بعد فتحه لمصر
( 1517م ) كما أنهم كانوا يقطنون قلعة مصياف في بداية القرن الحادي عشر الميلادي قبل قيام الدولة الإسماعيلية.
خامساً: حمدانيون .. من القبائل التي كانت عماد الدولة الحمدانية الذين قدموا من العراق وهم من ربيعة – تغلب – كلاب
سادساً: (2) من عشائر طي – ربيعة التي قدمت مع هجرة الأمير حسن المكزون السنجاري التي استوطنت في النصف الجنوبي من الجبال الساحلية وأعطت اسم عشائرها لهذه المناطق حتى اليوم .
وهنا نلاحظ أن الهجرات القديمة للمناطق الواقعة في النصف الشمالي من الجبال الساحلية قد فقدت تسمياتها القبلية بسبب التمازج الكبير والاختلاط الذي استمر أكثر من ألف عام مما فرض تطوراً في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية فيما بينها ..
إضافة لما أصاب المنطقة من غزوات أجنبية , حطمت البنى والأطر الاجتماعية التقليدية والقبلية وساعد على تمازج العناصر الأجنبية وهضمها ضمن البوتقة الاجتماعية العربية .
ثانيا : النصيرية كعقيدة
النصيرية كمذهب يمثل أحد الطرق الصوفية العرفانية الإسلامية وأحد الحركات السياسية المعارضة التي حوربت واضطهدت من قبل السلطات الرسمية الاسلاموية الدنيوية والدينية بكل الوسائل والطرق منذ بداية المرحلة الأموية وحتى نهاية
الخلافة العثمانية في بداية القرن الماضي .
إذا أردنا دراسة المذاهب العرفانية في الإسلام دراسة علمية تاريخية موضوعية محايدة في عصر التطور العلمي والتقني الهائل والمستوى
الذهني العالمي لعصرنا (القرن الواحد والعشرين ) علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن منهجنا من البحث ينطلق من الآتي :
أن الإسلام كثورة اجتماعية اقتصادية عقائدية ، كان نتاج مخاض وإرهاصات الدائرة الحضارية اليمنية – الفارسية – المصرية – الشامية – اليونانية الممتدة من جنوب مصر إلى فارس إلى اليونان لعدة قرون متوالية
مما أفرز الشرائع المتطورة للإسلام بكل ما يمتلك من تنوع تشريعي ديني ودنيوي .
إن القرآن الكريم في نزوله على الرسول الكريم كان يراعي هذا التطور والتنوع من حيث اللغة واللهجات والتشريع وقصص القرآن كي يكون مفهوما من الجميع ، لأنه نزل شاملا لجميع هذه التيارات الفكرية والعقائدية متجاوزا
لها ولم ينزل على بيئة عديمة الثقافة والحضارة والعلم كما أوحى لنا المؤرخون الإسلاميون المتأخرون وهذا يبرر لنا في هذا العصر أن نفسر القرآن تفسيرا تاريخيا على ضوء قراءة التاريخ في العصر الحديث ومنهج البحث
العلمي التاريخي ،ولا يجوز الالتزام بالتفاسير التي ظهرت في الماضي مثل تفسير ابن كثير أو الجلالين أو تفسير الصافي والتي كانت قاصرة عن قراءة التاريخ القديم (أي ما قبل الإسلام ) وأصبحنا نجدها جزءا من المفاهيم التي تجاوزها الزمن .
أن الإسلام كثورة دينية عقائدية ودنيوية تشريعية عبّر عن عدة مدارس فكرية كانت سائدة في المنطقة العربية وأكد احترامه لها وخاصة النصرانية واليهودية والصابئة ، والأحناف وجميع من كان يعتبر موحدا قبل الإسلام كما ورد في الآية القرآنية (16)
من سورة الحج "إن الذين آمنوا والذين هادو والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد "من أمثال قبائل اليمن وعلى رأسها الأسود العنسي وقبائل بني حنيفة في الإحساء وعلى ر
أسهم مسيلمة الحنفي وقبائل بني تيم في نجد وعلى رأسهم طليحة بن خويلد وطي من ربيعة وعلى رأسها عدي ابن حاتم الطائي (1) وفي مكة ورقة بن نوفل وجد الرسول عبد المطلب ،وعمه أبو طالب وغيرهم كثيرون ، ومن هنا جاء في ا
لقرآن الكريم أيضا "وكان إبراهيم مسلما حنيفا " مما يدل على شمولية القرآن الكريم لجميع الموحدين بكافة مذاهبهم ومشاربهم
"إذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين " وعندما أصبح الإسلام دولة فان ممارسة السلطة وما تطلب من اجتهادات شخصية في الممارسة اليومية كان النبي (ص) متميزا عن خلفه (الخليفة الأول ) و
هذا مختلف عن الخليفة الثاني ثم الثالث والرابع وهكذا ... ومن هنا كان إسلام محمد (ص) نموذجا في التفسير و إسلام أبو بكر اجتهادا في الممارسة اليومية وكذلك إسلام عمر مختلف عنهما ثم إسلام عثمان مختلف عن الجميع
وهكذا بدأت تظهر مدارس إسلامية عديدة في الممارسة والتطبيق والاجتهاد وهذا ما قال فيه رسول الله (ص) إن أمتي ستصبح (73)فرقة ، واحدة منها إلى الجنة والباقين إلى النار وكل فرقة حتى اليوم تعتبر نفسها
الفرقة الناجية .!.
- هل يستطيع أي منها التأكد أنها هي المعنية ...؟ حتما ....لا
هذه النقاط السابقة تستدعي من جميع الفرق الإسلامية تفسير القرآن الكريم تفسيرا تاريخيا إنسانيا – روحيا يحقق التواصل لجميع البشر و يعترف بالتباين والتعدد في الآراء والتفسير مادام هذا التفسير يبغي الأبعاد المذكورة آ
نفا التي تشكل الطريق لمرضاة الخالق ومحبته وعبادته والوصول إلى سمو روحي ذاتي تحدده العلاقة بين كل فرد إنساني وربه وليس هناك أحد من البشر يستطيع الادعاء أنه المفوض في تقييم الأخر وإطلاق أحكامه المسبقة من تسفيه
وتكفير ، ومن يضع نفسه في هذا الموقع فقد تجاوزه الزمن وسيجد نفسه بعد فترة قصيرة خارج هذا العصر بكل سماته وقيمه وتطوراته ، ولا يستحق إلا الرثاء .
نقول باختصار أن إسلام هذا العصر هو إسلام ديمقراطي إنساني روحي .
- نقطة ثانية ،علينا أخذها بعين الاعتبار وهي كون الإسلام قاد ثورة دينية اجتماعية اقتصادية ، ثقافية فان هذا الاختلاف والصراع على السلطة وما صاحبه من ممارسات خاطئة أوصلتها إلى أيدي من لا يستحقها
جعل تلك السلطات تكتب التاريخ كما يناسبها ،لا يهمها العبث بالحقائق ،والقيم ،والتشريعات ،وإطلاق الأحكام الظالمة العبثية والفتاوى الجائرة ،من هنا جاء اللغط في طريقة جمع القرآن الكريم حيث جمع فعليا في عهد الخليفة الثالث
عثمان بن عفان وسمي مصحف عثمان ولم يسم مصحف النبي محمد (ص) وهذا يدل على الخلاف الذي حصل ... ليأخذ منحى تكريم اليهود "يا بني إسرائيل إنا فضلناكم على العالمين "حيث كان لكعب الأحبار
اليهودي تأثيرا كبيرا على الخليفة الثالث ولعب دور المستشار الخاص له لحقبة طويلة ...!.
- أيضا لا نستطيع الأخذ بالمجتهدين والفقهاء المتحالفين مع السلطات السياسية ،وبآرائهم التي تكون متحزبة ونفعية في معظم الأحيان وكل سلطة مهما كانت جائرة ومنحرفة ،وفاسدة ،سوف تجد حلفاؤها
الذين يشرعون لها ،ويباركون ممارستها،ويمالئون لها من اجل مصالحهم الشخصية ومواقعهم الاجتماعية ودوافعهم الذاتية ولا يجوز ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نعتبر آراءهم هي الصواب ،ويجب أن تبقى بالتالي خاضعة للشك
والتحليل الموضوعي .
- إن أي صراع في التاريخ الإسلامي وموقع كل طائفة أو مجموعة بشرية كانت تحدده الصراعات السياسية على السلطة إيجابا أو سلبا في حينها ،ولم يكن هناك وضوح إقليمي قومي أو ديني يحدد تقييما للتحالف وهل كان الموقف
من غزو التتار (تيمورلنك الشيعي ) لبلادنا في ذلك الزمن هو اعتباره غزوا قوميا أو دينيا ..؟ كما نرغب أن نفهمه اليوم وهل كان الفتح العثماني أيضا غزوا قوميا أو دينيا حيث كانت تستخدم جميع العوامل المساعدة على
الانتصار ضمن صراعات الإمبراطورية الداخلية مابين المذاهب والطوائف المختلفة وهل كان فقهاء السلطات في أي وقت من الأوقات يمثلون اتجاها إسلاميا قوميا عربيا واضحا أم كانوا من أصول أجنبية غير عربية ولكنهم
متحالفون مع السلطات القائمة تحركهم دوافعهم الشخصية في ذلك.؟.
وهنا إذا عدنا إلى الغزو العثماني لبلادنا 1516 فقد أخذ ثوبا دينيا "إسلاميا"ضمن الصراع المذهبي في المنطقة في الوقت الذي نجده انتصر في معركة مرج دابق على الجيش الإسلامي المملوكي بقيادة قانصوه الغوري(العلوي). هكذا نجد أن ذلك الانتصار كان خاضعا للصراعات والتناقضات المذهبية السنية – الشيعية في ذلك الظرف التاريخي الذي كانت تعيشه المنطقة الإسلامية والذي كان ذروته الصراع بين الدولة الصفوية الشيعية وتحالفاتها في المنطقة وبين دولة بني عثمان السنية حيث لاقت دعما عالميا في ذلك الوقت ، نقول إن ما ذكر كان سببا في تحالف قادة الجيش المملوكي سرا (جان بردي الغزالي قائد حامية حماه وخاير بك قائد حامية حلب ) مع سليم الأول متآمرين على قانصوه الغوري المملوكي وانسحبا من قلب المعركة بقواتهما مما أدى إلى هزيمة الجيش وتحقيق انتصار سهل للجيش العثماني ودخول سليم الأول حلب بدون قتال ثم قيامه بمجازر شنيعة فيها بينما أجزل المناصب والعطايا للمتآمرين معه فيما بعد ،ورغم أن المصادر التاريخية الرسمية تقول إن قانصوه الغوري قتل في المعركة ولم تعرف جثته ،تقول المصادر العلوية المكتوبة والشفوية أنه لم يقتل بل هرب إلى جبال العلويين وعاش فيها حتى توفي ودفن وضريحه ما زال قائما إلى الآن(عاش وعرف باسم حركي هوالشيخ محمد المحرزي ) (2 ).
هذا يفرض علينا عند دراسة أي فتوى دينية سلطوية التحقق من دوافعها المختلفة التي تصب في مصالح الحكام الفاسدين قبل أن نأخذ بتلك الفتاوى ونعتبرها مثالا للاقتداء بها ،أي علينا أن نقرأ تاريخنا ونحلله تحليلا علميا محايدا ضمن
ظرفه التاريخي دون اتهام ساذج مسطح .
وهكذا جميع المذاهب والطرق الصوفية والحركات الإسلامية المعارضة من فرق لها مشروعيتها في الوجود ضمن الصراعات الفكرية والسياسية من حيث انتمائها لمدارس وتيارات متباينة تحت عباءة الموروث الثقافي والروحي
الإسلامي ، وفي الظرف التاريخي الذي وجدت فيه ولا يحق لنا اليوم بعد قرون من التطور الإنساني الاجتماعي والمعرفي إلا أن نجل الجميع وعلينا أن نحققه ونحلله وننتقده من اجل الوصول لمعرفة دقيقة أفضل تخدم أمتنا في
تأصيل مثلها وقيمها الايجابية وكي نستطيع تحقيق معايشة أشمل ومعاصرة أعمق للحقبة التي نعيش فيها اليوم .
من هذه المنطلقات السابقة نقرأ الفرق والنحل الإسلامية المتباينة من نصيرية وإسماعيلية ، وقرامطة ،وغيرهم وغيرهم .
1
وموضوعنا هنا النصيرية .ماهي أصل التسمية ؟
تنتسب النصيرية الى محمد بن نصير(1) العبدي (2) البكري(3) النميري (4)..إذا عدنا للمراجع العديدة التي كتبت عنه ..لا يوجد نسب واضح أكثر من ذلك ..هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بما يلي :
محمد بن نصير : هو لقب ،أي اسم حركي وليس هو الاسم الحقيقي الكامل حيث ورد في التاريخ الإسلامي العديد من الأسماء الحركية التي قادت حركات إسلامية معارضة ، أو قادت تيارات فاعلة أمثال : اسحق الأحمر
النخعي الباب الثاني للإمام الحسن العسكري ،كما تعتقد الفرقة الثانية نظيرة النصيرية وتدعى الاسحاقية .
عبد الله بن سبأ : اسم حركي ، ..يماني أول من نادى بنظرية التوحيد الشيعية وقد ناقش اسمه هذا ،الكاتب حامد حسن في كتابه "وجها لوجه أمام التاريخ "ووضع عدة احتمالات ونحن مع احتمال أن هذا الاسم لقب ع
ام تكنيا بسبأ القبيلة اليمنية القديمة التي أنتجت وتطورت عن عقيدتها المانوية ،والصابئة فيما بعد في اليمن والعراق وفارس في مرحلة ما قبل
الإسلام وأن المذكور قد نادى بنفس القناعة المتأثرة بالمدرسة المذكورة ، أما كعب الأحبار ...الذي كان كبير اليهود في اليمن وأسلم أيام الخليفة الثاني عمر ...ومنعه من التحدث في الإسرائيليات ...لكن تأثيره
كان كبيرا في الإسلام أيام الخليفة الثالث عثمان وأصبح المستشار له .
حسين الأهوازي : الذي ساهم في تأسيس الحركة القرمطية فينطبق عليه ما ذكرنا سابقا ،وكذلك حمدان قرمط أحد زعماء نفس الحركة المذكورة ...ونعود إلى تسمية النصيرية ...كفرقة دينية موحدة ، لها جذور
قبل الإسلام مثل غيرها ...يذكر الكاتب الألماني جيو وايد نغرين في كتابه : ماني والمانوية .... وجود فرقة (الناصوراي (Nassorie كما وردت باللغة الألمانية في شمال الجزيرة العربية مع بادية ا
لأردن والسماوه في العراق ،هذه الفرقة التي تبنتها جماعة سميت بالمندعيين ...تتلمذ فيها ماني( 207-272م) الذي أسس المانوية وانتشرت من فارس إلى جنوب مصر إلى اليمن ، والتي أعطت فيما بعد فرقة الصابئة قبل
الإسلام حيث اعتبرها الرسول الكريم أحد الفرق الموحدة , وكأنها من أهل الكتاب ، ورد في القرآن الكريم :( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ،من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا
خوف عليهم ولا هم يحزنون .) البقرة آية( 62)
فإذا كانت النصارى وجدت في البوادي العربية قبل ماني ،أي قبل نهاية القرن الثاني للميلاد ...وإذا أثبتت الدراسات التاريخية الحديثة أن عيسى بن مريم كان عربيا نبطيا كما أعلنت الكنائس الشرقية منذ سنتين ( 2001م)
كان يسمى باليونانية القديمة (نزاريوس) أو نصاريوس (عن قاموس الكتاب المقدس دراسة النبهان ). أليس ذلك يدل على أن النزارية أو النصارية لها جذورها في الجزيرة العربية قبل الميلاد بكثير،وأن الناصرة نسبت إلى هذه
الحركة وبالتالي فعيسى الناصري نسبة لها وليس العكس ، وعندما ندخل في تحليل أصول الكلمات وتصحيف أحرفها واشتقاقاتها فإننا ندخل في علم اللسانيات الذي أصبح علما حديثا تطور خلال الحقبة الماضية (في النصف الثاني من ا
لقرن العشرين ) وساعد في تطور هذا العلم المكتشفات الآثارية وبلورة أصول اللهجات واللغات في المنطقة كالبابلية والأشورية والسومرية والعربية القديمة والتي أصبحت تساعدنا على فهم أصول اللغة العربية ومشتقاتها وتنوع مرادفاتها .
وعلى هذا الأساس أثبتت الدراسات اللغوية الحديثة إن (نسر) أحد الرموز المشهورة لدى بعض الفرق الدينية وأحد الآلهة الرئيسية في بلاد العرب الجنوبية ...ولدى البابليين والكلدانيين والأشوريين وتسمى ملوكهم بذلك نبوخذ نصر
أو نبوخذ نسر – شلمنصر (شلام نسر ) أي كان للنسر تأثيرا روحيا ودورا في آلهة المنطقة القديمة من العراق إلى اليمن إلى مصر ،ألم يرد في القرآن الكريم (ولا يعوق ويغوث ونسرا )..؟.
وبالتالي أليس من الطبيعي أن تستمر فرق أو أناس في جميع أنحاء الدولة الإسلامية يلقبون بذلك كالنصارى والنصاراي ،والنصيريون وهكذا ..أليس ذلك استمرار تحت عباءة الإسلام الذي احتوى الجميع وشكل موروثا ثقافيا روحيا لجميع
الفرق الإسلامية في المنطقة العربية ،وانتماء محمد بن نصير إلى قبائل اشتهرت بتشيعها منذ بدء انتصار الإسلام وخاصة قبيلة نمير ،منطق طبيعي لقيامه بدور ريادي في ذلك ، يقول منتجب الدين العاني :
واني من نمير الكرام الغر مقتبس أهل الصلاح وأهلي السادة الصيد
وقال ايضا في مكان آخر :
بني نمير رضاكم منتهى أملي وأنتم دون خلق الله مقصود
وقال ايضا :
وإني نمير اليقين ومعشري إلى مضر الحمراء في المجد تضرب
هذا يدل على مكانة نمير في التشيع و التصوف الإسلامي, و بالتالي فالانتساب إليها مدعاة للاعتزاز كنسب روحي قبل أن يكون نسب دموي,ومن المعروف قول الشاعر الأموي جرير في الفرزدق وبهجاء الشاعر(الراعي النميري)
المتحالف معه :
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلابا ولما سمع الإمام جعفر الصادق هذا البيت قال فيه:( لعن الله قائل هذا البيت والله إن نمير رأس العرب ) .
وكما ورد في التصوف فإن أهل الكوفة وجنوب العراق طائفة عرفت بالحمراء ..لا بد أن اسحق الأحمر النخعي ينتسب إليها , وهي من الصائبة .
ومن أشهر القبائل التي عرفت بتصوفها ( بني بجيله وبني عجل .. وفيما بعد بلدة حران ) حيث يوجد رسائل صوفية لأبناء شعبة الحراني شكلوا مرجعاً للمتصوفين الشيعة العرفانيين وما يميز العرفانية أنها تمثل
فكراً دينياً ثورياً له جذور تاريخية عميقة في المنطقة بالإضافة لما ذكرنا سابقاً , ما يتعلق بالمندانية والمانوية والنصارى والنصيريين .. وعلاقتها الذهنية وآلية تفكيرها الحر .. نجد أن الصائبة تنسب لهذه المدرسة ..
حيث انتشرت من جنوب اليمن إلى فارس إلى جنوب بلاد الشام ( عن دراسة لمحمد النبهان ) وهي ديانة سبأ القديمة حيث أن سبأ , وصبا وبالتالي الصائبة , تعني شيء واحد قبل الإسلام لأن ( السين ) و(الصاد )
حرف واحد في لغات قبل الإسلام و العرفانية ستعطي مفهوماً مناسباً لكل زمان ومكان .. حسب المضامين الفكرية والروحية للسور والآيات القرآنية وليس حسب حرفيتها التي تعطي ذهنية جامدة ( ستاتيكيه )
عمدت السلطات الاسلاموية الرسمية والفقهاء والمجتهدون حلفاء تلك السلطات على استمرارها وتكريسها لاغية أي اجتهاد أو رؤية فقهية أو لغوية لغيرهم , وخاصة إ ذا أتت من أحزاب المعارضة الإسلامية , لقد أنتجت
هذه المدرسة السلفية الجمود في العقل الديني الشعبي بإشراف فقهاء السلطات منذ أن أشرف اليهودي ( كعب الأحبار ) أيام الخليفة الثالث على لجنة جمع القرآن ( الذي سمي بمصحف عثمان ) وأصبحت الإسرائيليات تمجد
بني إسرائيل .
إن المدرسة الدينية العثمانية المتأثرة باليهودية وخاصة المدرسة الوهابية التي أسسها محمد بن عبد الوهاب والذي يعتقد أنه ينتمي إلى منطقة الدونمه في تركيا (حسب كتاب تاريخ آل سعود لناصر السعيد ) حاولت إلغاء أي تاريخ للعقيدة ا
لإسلامية قبل الإسلام كما فعلت المدرسة الأموية والعباسية , فقامت بتدمير أي ضريح أو أثر تاريخي موجود في الجزيرة العربية يشير للماضي وهذا يقود إلى تكفير أي اجتهاد أو رأي ديني آخر, مخالف لها ومتناقض مع اجتهاداتها .
كما أن التجريد الديني ومحاولة الإيغال في التوحيد والتجريد أبعدهم عن الواقع العياني مما ساعد على نمو الأوهام والإيغال في الاستقامة والطهارة نظرياً ,وبالتالي بالتمسك بحرفية النصوص والبعد عن إدراك الفهم المجازي الذي يمنح ا
لإنسان مزيدا من التحرر والتطور من استبعاد الشكلانية الدينية والتطرف في تكفير كل من يخالفهم مما جعلهم يظنون أنهم المدافعون عن نصوص الدين وحرفيته برؤية ضيقة وعدم فهم ما وراء النصوص ورمزية السور والآيات القرآنية
وتفسيرها تفسيراً واقعياً .
كل ما سبق يعطي شرعية لتعدد الآراء في تفسير القرآن تفسيراً واقعياً وتاريخياً حسب كل زمان ومكان ويعطي إقراراً بتعدد الاجتهادات الفقهية من عصر لآخر على ضوء نمو المعارف الإنسانية وعلومها المختلفة من فلكية إلى رياضية
وفيزيائية وطبيعية وغيرها .
إن ما ذكر سابقاً يجعلنا نصل إلى الحقائق التالية :
أ- أن أي تحالفات سياسية واجتماعية وحتى عسكرية بين القوى المختلفة شيعياً أو سنياً ضمن دائرة الإمبراطورية الإسلامية كان خاضعاً للتناقضات السياسية آنئذ وبالتالي فجميع الفتاوى إن كانت من فقهاء سنة ضد الشيعة ,
أو فقهاء شيعة ضد السنة حول تكفيرهم لوقوفهم في صفوف الخصوم , هي فتاوى سياسية أولاً وليس للدين والإسلام علاقة بها , من فتوى ابن تيمية إلى غيرها كونها فتاوى ناتجة عن السلطات مثلما نسمع في هذه الأيام عن فتاوى متناقضة
من المراكز الدينية كالأزهر أو فتاوى بن لادن أو رجال الدين السعوديين أو غيرهم , إنهم يمثلون الموقف الآني الذي تعيشه الحكومات السياسية , ويذودون عنها . وبالتالي من الخطأ الأخذ بها دينياً إذا أردنا أن تكون منسجمة مع جوهر
ومضامين الدين والقرآن الكريم .
ب - أن رجال السياسة تتغير مواقفهم وآراؤهم حسب تغير الظروف وهذا أمر طبيعي , فالعلويون النصيريون قاتلوا الفرنسيين تحت راية الشيخ صالح العلي(1919-1921) , وفشلوا لكن الشيخ العلي بقي يعيش منزوياً بعيداً ع
ن الحياة السياسية إلى أن توفي (1950) , وحاولت فرنساً إحداث عدة دول في سورية بعد أن استقرت لها الأوضاع ومن هذه الدول دولة العلويين , دولة حلب , دولة دمشق , دولة جبل العرب , ودولة الجزيرة..
ولاقت استجابة من بعض الوجهاء وهذا أمر طبيعي في الحياة السياسية , إلى أن نضج الموقف السياسي للجميع , وجعلهم يتخذون موقفاً واحداً غايته الحفاظ على الدولة السورية حسب حدود سايكس- بيكو , فلماذا يتهم العلويون
بذلك من دون غيرهم , علماً أنهم تنازلوا عن مكتسباتهم الخاصة عندما اتفق الجميع على قيام الاتحاد الفدرالي السوري عام 1922 وتم التنسيق والتحالف الشامي – الحلبي لإبعاد الأقليات وخاصة النصيريين والدروز عن أي منصب كبير
في الدولة لأكثر من عقدين من الزمن مما أسس للتعصب العصبوي وللطائفية والمذهبية الحديثة في سوريا الحالية , ومع ذلك لنفترض أن بعض وجهاء العلويين قدموا وثيقة للفرنسيين من أجل الحرص على البقاء في دولة خاصة بهم وكانت
قد رسمت مسبقاً من قبل الفرنسيين (1), فهل كان الشعور القومي نامياً في جميع أنحاء سورية ..؟ بحيث تمنع الجميع من تبني ذلك أم أن تركيبة المجتمع السوري في ذلك الوقت كانت تقوده الشرائح الإقطاعية الأجنبية – الدينية العثمانية
( من كرد وأتراك وغيرهم ) البعيدة عن الانتماء العروبي والتي كانت تلغي الأقليات من ( نصيريين ودروز وإسماعيليين ومسيحيين ) من
الخارطة السياسية , علماً أنهم تلقوا ضربات كبيرة من السلطات العثمانية المتعاقبة كان آخرها ما قام به إبراهيم باشا 1830- 1840
المراجـــــــــــع :
- قصة الحضارة - .....ول ديورانت .
- تاريخ العرب القديم – ديتف نلسون ورفقاه .
- السياسات الطورانية خلال الحقبة العثمانية .. ترجمة أحمد صالح
- تاريخ الموازنة ... الأب بطرس ضو .
- التأسيس لتاريخ الشيعة . الشيخ جعفر المهاجر .
- العبر ..... لان خلدون .
- السيرة الحلبية .
- تاريخ العلويين . محمد غالب الطويل .
- أخبار القرامطة – تحقيق د . سهيل زكار .
- تاريخ الأقطار العربية الحديث .. المستشرق الروسي لوتسكي .
- العرب والعثمانيون ... د . عبد الكريم رافق .
- التصوف والتشيع ... كامل مصطفى الشيبي
- تاريخ الحملات الصليبية ... ميخائيل زابوروف .
- القرآن الكريم .
- أضواء على السنة المحمدية ... محمود أبو ريه .
- وجه لوجه أمام التاريخ ... حامد حسن .
- ماني والمانموية ... الألماني جيو وايد نغرين .
- تاريخ آل سعود ... ناصر السعيد .
- مجموعة دراسات وأبحاث ... محمد النبهان .
( حركة الإسلام ... ظهور القرامطة ..) .
( تاريخ العرب القديم ...... وغيرهم ) .
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام , د . جواد علي .
- الفرعون الأخير ..
- طبائع الاستبداد .. عبد الرحمن الكواكبي
- الانتروبولوجية الاجتماعية ... د . علي الجباوي .
(1) تمت مجزرة المماليك بعد غزو السلطان سليم الأول لمصر عام ( 1517) حيث انتصر على المماليك , وحاول تصفيتهم كشريحة اجتماعية حاكمة وإنهاء نفوذهم في مصر جميعها وحتى مصر ...
مما أدى إلى هجرتهم وهروبهم عبر البر البحر إلى الجبال الساحلية حيث يجدون الحماية الطبيعية .. حيث كانوا بمعظمهم كما يبدو ينتسبون إلى الفرق الصوفية أو انتسبوا إليها بعد هجرتهم مما دعم الفرق الصوفية العلوية
أمام اسلطة العثمانية ... وأمام غيرهم من الفرق الاسلامية الأخرى .
(2) تسمى هجرة عشائر المكزون .. بـ (هجرة العشائر الطائفية ) في المخططات العلوية . والتي منشأها ( سنجار ) التي موطناً هم ولكن يبدو أن سياسة المماليك الأيوبية الكردية في ذلك
الوقت ساعدت على هجرتهم لدعم العنصر العربي الاسلامي في وجه الامارات الصليبيين .. وشجعوا على إحلال العشائر الكردية الازدية ( اليزيدية ) محلهم والتي ما زالت إلى اليوم في سنجار العراق .
)) - إضافة لمخطوطات علوية .
2)) - يعتقد بعض العلويين إن ضريحه موجود في قرية (بعرين ) التابعة لمنطقة مصياف – محافظة حماه .
(1)يقول الشاعر حسن المكزون السنجاري في شعره الصوفي :
بأبي عدي وابنه نلت المنى وغدوت من بعد الجهالة موقنا
وبنور هديهما هديت إلى الهدى فعليهما مني التحية والثنا
وحاتم الطائي لم يشهد الإسلام لكن له موقع ديني عند العلويين النصريين
3)) - قانصوه الغوري :كما ذكر محمد غالب الطويل كان علويا من الفرق النسيمية ...وهي أحد الفرق الصوفية العلوية .تعتقد أن (نسمة الريح ) تعبيرعن أحد الصور الإلهية .
1)) نصير: عرف ملوك المناذره قبل الإسلام بـ (آل نصر) نسبة إلى نصر بن ربيعة (راجع فصل الانساب عند العرب بكتاب
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام وعرفت قبائل المناذره في جنوب العراق المكونه من (كندة ،البهراء ،هذيل ، ثعلبة ، طي , تغلب ... بكر بن وائل ..عبد القيس.) عرفت جميعها بـ (آل لخم )أو اللخميين
أو بالنصيريين وهي هنا تسمية قبلية – أقوامية وليست تسمية دينية علما أنهم كانوا نصارى قبل الإسلام يتبعون الكنيسة السريانية ثم أسلموا ..حيث دعموا الكوفة والتشيع والتصوف والزهد في الإسلام ..شعرا ونثرا وفلسفة ،
كما انتقلت هذه القبائل بهجرات كبيرة إلى إمارة سنجار في شمال غرب العراق في القرنين الثالث والرابع الهجريين . لتكون قاعدة للشيعة العرفانية في إمارة سنجار حيث تم تهجيرهم فيما بعد إلى غرب سوريا ضمن سياسات المماليك الايوبية .
2)) العبدي : نسبة إلى العباديين أو العبديين وهم قبيلة عبد القيس كما عرف نصارى الحيرة قبل الإسلام بهذه التسمية ومنهم الشاعر الجاهلي الصوفي المعروف عدي بن زيد العبادي الذي كان أول من أوجد في الشعر
(الخماريات ) وهو شعر صوفي ينتشر عند العلويين المتدينين على مستوى شعبي .
3)) البكري : نسبة إلى بكر بن وائل . التي منها عبد القيس ومواطنها في تلك الفترة جنوب العراق ..إلى وسطه .وكانت من القبائل النصرانية .. كما أنهم عرفوا بالعبديين .
4)) النميري : نمير أشهر القبائل التي عرفت بتصوفها بعد الإسلام .
1) يجب ألا يغيب عن ذهن المتتبع أن الذهنية الانفصالية لدى العلويين عامة لم تكن نامية ولم يكن لها الأرضية .. رغم التشجيع الفرنسي لها والاندماج الوطني مع الساحة السورية كان نتيجة لاندفاعهم الذاتي ,
ولم يكن نتيجة عوامل جذب داخلية رغم أن تضاريس وجغرافيا الساحل كانت تساعد على الانفصال .
من محاولات سحق العلويين في جبل النصيرة مما دعا بعد خروجه من سوريا وفشل مشروعه السياسي إلى ظهور مشروع قيام متصرفية خاصة بجبال العلويين (1855) في الدريكيش قام به إسماعيل بك الهواش أسوة بمتصرفية جبل لبنان ,
لكن الدولة العثمانية قاومته , ولاحقته إلى أن قبضت عليه وأعدمته,هذا يدل على أن أي موقف يتخذه أي زعيم سياسي تحت أي ظرف , مرتبط ذلك بمن يقوم بهذا المشروع ولا يتحمل نتائجه شعب كامل إن كان ذلك يخدم هذا الشعب أم لا ,
ويخدم الوطن أم لا , ومما يثبت ذلك صيغ الأنظمة العربية القائمة من المحيط إلى الخليج , هل خدمت العرب كأمة وساعدت على وحدتهم وتطورهم أم حصل العكس تماماً .. ؟
- وعلينا ألا ننسى أن النصيريين في لواء الاسكندرون , بقيادة المرحوم زكي الأرسوزي هم رواد الفكر القومي العربي المناهض لفرنسا في مقاومتها سلخ لواء الاسكندرون – 1938 م –
والأرسوزي كان منتمياً لعصبة العمل القومي في الثلاثينات من القرن الماضي .. هم أول من تكلم ببعث الأمة العربية .. أي إعادة ارتقائها , وتطورها إلى ما كانت عليه من حيوية ومقدرة قبل الغزو العثماني لبلادنا ..
والذي كان يجد أن رواد انبعاث الأمة وتطورها هم من جميع فئات وشرائح المجتمع السوري , المؤمنين بالتحضر والتنوير الاسلامي المعتدل والمعاصر . هل سينصف التاريخ الأقليات وما قامت به من دور تاريخي وطني وقومي في أيامنا السالفة ....؟
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |