اكتشاف رسالة سرية مشفرة إلي 'درويش متعوس' ؟ !!!
2007-03-27
أسرة ألف تتمنى على الكتاب الذين يرسلون لنا كتاباتهم وإبداعاتهم إعلامنا فيما إذا كانوا أرسلوها إلى مواقع أخرى مع الشكر الجزيل
ألقت قوات أمن العالم القبض علي المواطن محمد درويش متعوس المتعتس وشهرته "درويش متعوس" من مواليد العام 1947م، قرية المناكيب، قضاء العزة، ببلاد مابين النهر الأعور والبحر الأخضر، بتهمة استقبال رسالة مشفرة من الكاتب المعروف "مغمور النكد" ووجهت له تهمة التخابر مع دائرة النكد المركزية اللاوطنية، ووضعنه في سجن النساء الحالمات بالوطن والزوج والإنجاب، بعد الحكم عليه بالبهدلات الشاقة المؤبدة، والحكم علي الكاتب "مغمور النكد" غيابياً بالإبعاد حتى الموت من القرية الكونية، لتخليص الناس من النكد والتنكيد، الذي بدأ يتطور عند المواطنين نحو الثورة علي عصابة المال والسلاح، التي يقودها عبد الفتاح.
واليكم نص هذه الرسالة السرية المشفرة:
بسم الله باسم الشعب باسم الثورة الشعبية
باسم الوطن باسم الدين والملك والحرية
من النِكِد/ مغمور النِكِد إلي المتعوس/ درويش متعوس:
مرسل لكم رسالة الحب الأزلي لكل المتاعيس من أبناء قرية المناكيب، متمنياً من الله عز وجل أن تصلكم رسالتي هذه، وأنتم تنامون علي معبر الذل، وانتهاك الكرامة في رفح، بعد عناء جميل، يحملنا بالذكريات إلي أيام الهمجية الأولي.
ويا إخوتي الأحبة: كم كنت أتمني، أن تتغير أحوالكم طوال هذه السنين العجاف، التي تعرضتم فيها، لأقصى، واقسي درجات الإهانة، والبهدلة، التي تفوق كل ما يتصوره العقل، بفعل الأعداء، والأشقاء، والأصدقاء علي السواء. ولم أتصور في لحظة من اللحظات، أن تتدهور أحوالكم إلي هذا الحد. فمنذ النكبة الأولي، وقبلها كنت أتوقع أن تفهموا، عفواً، أو يفهم من تولي ويتولي أمركم، أن يراجعوا ما يحدث، ولو مرة واحدة عبر هذا التاريخ الطويل، ولكن يبدو أن هناك من التوارث في نقل الجمود، والتخلف، والأنانية ما يدفع العقل للتفكير بكل ما جري، وما يجري من تدمير ذاتي وخارجي لكل ما هو إنساني، وجميل قد يضعكم في مصاف الناس والبني أدمين.
أخي درويش: كنت أتصور بأن بقاءك علي قيد الحياة من النكبة الكبرى، يبعث الأمل، بأن تعوض ذلك بالتعليم، كي تقوي بنيتك الاجتماعية، والاقتصادية، فتستطيع في وقت لاحق من مقارعة الأعداء، والعودة إلي أرضك السليبة،وحالتك العجيبة، وكم فرحت كثيراً حين أنجبت من الأبناء العدد الكبير، رغم معونات الذل والخداع التي قدموها لك، ولأبنائك من أول يوم ليصبروك، ويسخطوك ، وكنت أقول عن العقد الأول، بأن عظمك لازال طرياً، وقد تفهم بعد عقد آخر كيف تستوعب الحال، وتستخلص العبر، لتغدو أكثر حنكة مما مضي، ولكنك أنت، وإخوانك، وجيرانك قد خيبت أملي حين بقيتم علي حالكم، بل أضعفتم قوتكم بالتشرذم، والنزاع علي لقمة عيش تسد جوع أبنائكم، وقلت في نفسي قد يفهم الأبناء ما لم يفهمه الآباء.
وكم فرحت كثيراً حين وصل أبناؤكم إلي الدرجات العليا من العلم والثقافة، وتأملت خيراً، بأنهم أخذوا بأسباب النهوض من العلم والاقتدار، ولكن خاب أملي من جديد، حين رأيتكم تتحولون من مناضلين إلي متاجرين بأرض الأجداد علي مذبح البترودولار، وعندها قلت في نفسي لعلهم فهموا الدرس، وأخذوا يتكتكون، ولم أتصور بتاتاً أنكم وأبناءكم تخطئون في الاستراتيجي، ولكنكم كنتم في حال ليس بالسوء لدرجة التوهان في شبر من الماء، وكل هذا يحدث، وأنا أراقبكم، ولكني كدت أفقد الثقة بعدالة الحق، الذي طالما ضاع من الفرقة والتشتت من شعوب كثيرة قبلكم.
كنت في كل ما مضي أحزن حزناً شديداً علي ما يصيبكم من مذابح، ومجازر كان في إمكانكم تجاوزها، أو منعها، ولكن كانت سلوكياتكم لا تبشر بالخير، بل كانت مدعاة للذئاب للانقضاض عليكم، لأنكم اتبعتم أولاً أهواءكم وثانياً لأن فهمكم لقضيتكم صار ضبابياً في أدبياتكم ومعاشركم السيئة، ولم أتوقع في لحظة من اللحظات، أن تنقضوا علي بعضكم للظفر بالغنائم .
أخي الصامد درويش متعوس: كنت أتصور بعد كل السنين الماضية، بأنك وآبائك قد أصبحتم أكثر فهماً وقوة، لأن تجربتكم الطويلة قد صقلتكم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأنكم لن تتنازعوا وتذهب ريحكم، ولكن ما حدث حدث .
لقد حدثت المعجزة، وأصبح قادتكم يتآمرون عليكم، فيورطونكم كل يوم مع آلة الحرب الماكرة، لتقتلكم وتزيدكم ضعفا،ً حتى، وصل الحال، أنهم يذهبون في سفراتهم ورواحهم، دون مضايقات رغم الحصار عليكم أيها المتاعيس، وأنتم تدفعون ثمن هذه التسهيلات لهم جميعاً، لأنكم ارتضيتم علي أنفسكم الذل والهوان، بدل الفهم والثوران علي كل ما هو قبيح.
وأصبح الدجالون من قادتكم يضحكون علي معاناتكم، وتتوسلون إليهم للظفر بما يسد الرمق، أو زيادة كمية المكرمات التي يدفعها الأعداء وما يسمي الأشقاء والأصدقاء، ونزلتم إلي درجة السحق والهوان علي ما يرفضه في الأرض أي إنسان، فهانت عليكم نفوسكم ومجاملاتكم، وجهلكم لتتصوروا أنهم يحسون بكم، وهم لا يحسون بأدنى رجفة مما تواجهون. إن الأعداء يحاصرونكم من الخارج، وقادتكم وفصائلكم تحاصركم من الداخل.
عزيزي درويش: أري أن الحال قد وصل إلي الحضيض، ولابد لكم من تفكير جديد، ونفسيات جديدة، تفهمون معها كيف يدار الصراع، وان شعباً ذليلاً بما يحدث علي معابره من انتهاك للإنسانية بكل يملأ الصدر من حزن وانكسار ، لن يستطيع الصمود.
يا درش الكريم: في الوقت الذي تفقدون فيه الأمن والأمان، ولا يجد الطفل ما يأكله والطالب ما يدفعه من مصاريف تعليمه ولا يستطيع المغادرة إلي علمه، ولا يجد الخريج ما يعمله، وعامل لا يجد عملاً، ومازال الممثلون هم الممثلون والمتفرجون هم المتفرجون، والمنتفعون هم المنتفعون والسفاحون هم السفاحون والداعرون بلا خجل هم الداعرون، أقول لكم ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون الرحيل مرة أخري؟ أم هل تنتظرون أن يرحمكم الأعداء؟ حيث أن الحكام من جلدتكم لم يرحموكم .
بلغ أخي درويش بأن حالات الجنون والأمراض النفسية ستنزل إلي الشارع بقوة، ونذرها أصبحت واضحة. بلغ أخي درويش أن المخدرات والمدمنين يملأون الأزقة والحارات. بلغ أخي درويش أن القتل أصبح منتشراً. بلغ أخي درويش أن الدعارة ستصبح مهنة الجائعين. وبلغ وبلغ وبلغ بأن قياداتنا قد أضعفونا إلي الحد الذي تآمروا به علينا لبيع القضية، بعد أن دمرونا، جزء منهم بعلم، وجزء منهم بجهل. هل كان رابين رحيماً حين قال أمنيته أن يأخذ البحر غزة؟ صدقوني قياداتنا جعلت البحر يغرقنا كل يوم، بلغوهم بأنه لم يعد هناك ما نخسره بعد كل صنوف العذاب الذي جلبتموه أيها القادة،ولم تنقلونا شبراً إلي الأمام. ويا أيتها الأحزاب والفصائل. اغربوا عن وجوهنا لنري النور، ونتنفس بحرية، ونحن قادرون علي استرجاع البشر والشجر، والحجر، والنهر والبحر.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |