أسطورة الخلق في مرويّات الصّابئة المندائيّة / إعداد وترجمة: محمّد الحاج سالم وآمنة جبلاوي
2009-12-19
قام «نعيم بدوي» (1911- 2002) و«غضبان رومي» (1905ـ 1989) وهما من أعلام «الطّائفة المندائيّة» في العراق وأبرز مثقّفيها بترجمة كتاب الباحثة «إيثل ستيفانا دراور» (Ethel Stefana Drower) (1879-1972) أو «اللّيدي دراور» (Lady Drower) كما اعتاد تسميتها المشتغلون على مبحث الصّابئة وهو بعنوان:«مندائيّو العراق وإيران: عقائدهم وعاداتهم وأساطيرهم وآدابهم»(1)، وقد نشر لأوّل مرّة باللّغة الانكليزيّة سنة 1937.
ظروف كتابة النصّ المترجم:
كانت «دراور» قد أقامت بالعراق خلال مرحلة الاحتلال البريطاني له في الرّبع الأوّل من القرن العشرين، ودرست لغة الصّابئة أي «اللّغة المندائيّة» وهي من أقدم اللّغات في المنطقة العربيّة إذ هي اللّهجة الشّرقيّة من اللّغة الآراميّة وأخت للّغة العربيّة. وقد استرعت الدّيانة الصّابئيّة اهتمامها من حيث قول أتباعها بالاغتسال بالماء «الحيّ»، وهو ما جعل البعض يصنّفها ضمن طوائف المغتسلة (sectes baptistiques) التي كانت تتعمّد بالمياه الجارية في نهر الأردنّ، كما أنّ أتباعها ينسبون أنفسهم إلى «يهيا يوهنّا» أو «يوحنّا المعمدان» عند المسيحيّين والنبيّ «يحي بن زكريّا» في المأثور الإسلامي. ممّا دعا بعض الباحثين إلى الرّبط بينهم وبين الطّوائف المسيحيّة الأولى. ويندرج كتاب اللّيدي دراور هذا في إطار الشّهادات «الاستشراقيّة» عن بعض مكوّنات الثقافة والمجتمع في الشّرق العربي وكذلك في إطار تيّار نقدي يتناول تاريخ نشأة المسيحيّة بالدّرس والبحث في جذورها عبر مناهج علميّة تخضع لشروط الموضوعيّة لا للأجوبة الإيمانيّة أو الميتافيزيقيّة، وهو التيّار الذي عرف أوجه في القرن التّاسع عشر مع روّاد المدرسة الفيلولوجيّة الألمانيّة.
وقد أوردت اللّيدي دراور بعض أساطير الصّابئة في كتابها نقلا عن شخص صابئيّ مندائيّ يدعى «هرمز بر أنهر» (2) ينتمي إلى أسرة كهنوتية إذ كان جدّه «كنزفره» وهي أعلى درجة كهنوتية لدى هذه الملّة. كما كان «هرمز» رغم عدم اشتغاله بالكهانة ممّن يتقن اللغة المندائيّة ولا يكتب أو يقرأ إلاّ بها، علاوة عن كونه كان متصوّفا وشاعرا محبّا للحياة ومعظّما لـ «شامش». وقد روت دراور قصصا عن هرمز حفظها عن أبيه تتعلّق خصوصا بنجمة الشّمال أو الشّعرى العبور والقوى الخفيّة من جنّ وشياطين وأرواح شرّيرة أو أشباح «شبياحي» باللّغة المندائيّة.
علاقة النصّ بأعمال أخرى حول الصّابئة:
يدرج بعض الدّارسين أعمال دراور في إطار توجّه ساع إلى الحفر في جينيالوجيا الدّين المسيحيّ، أي ضمن التيّار الاستشراقيّ المهتمّ بالنّظر في الصّابئة باعتبارها «الطّائفة
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |