فصل من رواية واحدة من سبع حيوات على الـ"فايسبوك" جورج يرق
2009-12-29
انطونيو لوبيني (تاجر مجوهرات ايطالي)، روبرتو لابازردي (صحافي ومترجم اسباني)، شفيق السرداب (استاذ جامعي)، عابر سبيل (رسام)، عبده سنبلي (صاحب مطبعة وجامع طوابع)، رجل الهواء (مدرب رقص)، الياس البحري (موظف في مصرف)، سبع شخصيات متخيلة، لكل منها حياة افتراضية، على ان محركها ومديرها شخص واحد، أطلقها في موقع الـ "فايسبوك" سبيلاً الى مراسلة نساء، وعقد علاقات غرامية، وقد تقاطعت احياناً الحيوات السبع الافتراضية مع الواقع المعيش. في ما يأتي، فصل من احدى تلك الحيوات.
لم يتوقع الياس البحري ان تعاود السيدة العمياء مراسلته. فقد مضى اسبوعان على ايميلها الأخير الذي ضمّنته مواقف وافكاراً جريئة، بل صادمة. فلو كانت تنوي المواصلة لما غابت طوال تلك المدة. ذات ليلة، كتب رسالة محكمة، وبعث بها كعادته، الى عدد من النساء الجميلات اللواتي ينشرن ألبومات صورهن على صفحات الـ Facebook. صودف ان السيدة العمياء كانت في عدادهن. وفوجىء بإيميل منها يأتيه ما بعد منتصف الليل. وفيه تكرر انها امرأة فقدت بصرها قبل عامين، وتستجير بإحدى الصديقات لقراءة الايميلات والردّ عليها، وعليه ان يأخذ هذا الامر على محمل الجد، إن كان ينوي إقامة علاقة معها. كانت تتفادى وصف نفسها بالعمياء، آملة انها ستشفى ذات يوم. وأخذ يقرأ ايميلها الجديد مذهولاً. قرأه مثنى وثُلاث ورُباع، ثم طبع منه نسختين، واحدة ليحتفظ بها في جيب سترته، والثانية لأرشيفه. هاله اعترافها "اصطياد الشبان الوسيمين اجمل طريقة لمعرفة مدى قدرتي على الجذب والإغواء". ردّاً على سؤال يُطرح احياناً، من باب المجاملة، او عندما لا يجد احدنا موضوعاً للنقاش، وهو: "ما هواياتك؟" كتبت:
"هواياتي قليلة. أهمها القراءة والسباحة ويليهما اللعق. بلى ان الكلمة الأخيرة تعني تماماً مثلما خطر في فكرك الآن. لست مستغربة، فأنت لبيب، واللبيب ليس في حاجة الى اشارة ليلتقط المقصود. أرى عينيك جاحظتين لدى قراءة هذا الاعتراف. بين هلالين اهوى أيضاً إبداء آراء صادمة، غير متوقعة من سيّدة بلغت الأربعين، ترى ولا ترى. لماذا اللعق؟ لا جواب واحداً لديَّ. هنالك اجوبة عدة تكتشفها في الوقت المناسب. أتوقّع انك ستحبّ ذلك. أتوقّع؟ يا لي من بلهاء تجهل قدرة لسانها الماكر اللعوب على المناورة والرفرفة والكر والفر. لن ازيد. دع التجربة هي المحكّ. ثم أحكمْ. أجزمُ أنك ستتذكرها ما حييت. ولا أدّعي النبوّة او قراءة الغيب إن أفصحت اني اعرف ماذا تفعل خلال قراءة هذه السطور أو بعدها. اراك تداعب الملك، ملكك، وتعاود القراءة. ووددتَ لو أطلتُ الحديث عن اللعق كي تُستثار أكثر فأكثر. يسعدني هذا الشعور وقد بدأ مائي يرشح من اسوار مملكتي الحميمة. رجاء، لا أبغي توصيتك، اهتمّ برفاهية الملك، ملكك، كي يكون جديراً بالعرش...&quo
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |