اسفتاء / الجوائز الأدبية العربية.. الديكتاتورية بيد أصحابها
2010-01-17
في داخل كل مواطن عربي، باستثناءات قليلة جدا، دكتاتور صغير، هذا الديكتاتور يتحكم بحياته وحياة من حوله. فإذا استلم منصبا ما يكبر هذا الديكتاتور ويسيطر على شخصيته بحيث تتصف أعماله في الأعم الأغلب بتصرفات الديكتاتور.
أقول هذا وأنا بصدد الحديث عن الجوائز الأدبية العربية، والتي صممت على مقاس أصحابها، فكل جائزة تشير إليك بخلفية مؤسسها، وماذا يريد منها، ولماذا أنشأها.
بعض هذه الجوائز هي مبادرات شخصية استغلت سذاجة أصحاب النفط وأقنعتها بأن مثل هذه الجائزة ستعطيهم الحق في التصرف بمقدرات الآخرين.. ومثالها جائزة سلطان العويس الذي لا أحد يعرف من أقنعه بإنشاء هذه الجائزة ولكن مما لاشك فيه أن حوله مجموعة من المستفيدين المتنفذين ، فهم يستفيدون بما يملكونه من قوة لمنح الجائزة لمن يريدون عن طريق سيطرتهم على لجنة التحكيم، التي يقومون باختيارها لتكون تحت سيطرتهم. بالاضافة إلى استفادتهم المالية بحيث يضعون لأنفسهم استحقاقات مالية عالية دون أن يبذلوا أي جهد.
ومنها جائزة البوكر، وهي أطرف جائزة عربية، فما علاقتنا بالبوكر البريطانية، وما معنى أن نستعير الثقة من غيرنا، لماذا نمنحهم شرف أن يكونوا قيمين على أدبنا وإبداعنا، ويكونوا ضمن هيئة تحكيم عربية، فيقرروا من منا المبدع الذي يستحق الجائزة.
جائزة البوكر مبادرة شخصية من مؤسسها ومعاونيه، أو معاونته، الذي جاء بقيمتها المالية من الخليج بعد أن أقنعهم بحجة الخواجات. فعقدة الخواجات يحملها البدو عبر التاريخ مرورا بلورنس العرب.
البوكر جائزة تعطى في بريطانيا، ويحملها كتاب من عالم الخواجات تغري أي ثري خليجي أن يتبرع لها بالأموال الطائلة. فهي تعني له أنه أصبح على مستوى الخواجة الذي منحه شرف الاسم للجائزة. وحقيقة الأمر أن الموضوع كله ليس أكثر من تأسيس عصابة تنصب على البشر وعلى الأدب، وعلى الأدباء، واستغرب كيف قدر مؤسس الجائزة أن يقنع دور النشر بالمشاركة معه في هذه اللعبة المكشوفة. وقد تأخر رياض الريس لاكتشاف ذلك، والحقيقة أنه كان يعرفه منذ البداية ولكن كانت له حصة حرم منها فغادر الجائزة وبدأ بمهاجمتها.
جائزة نجيب محفوظ، جائزتان واحدة يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وواحدة تمنحها الجامعة الأمريكية في مصرأيضا.. الجائزة الأساسية هي الأولى، أما جائزة الجامعة الأميركية فمشروطة بأن يكون من ينالها في عام عربي وفي العام الثاني مصري يعني خلال عشرة أعوام يجب أن يحصل عليها خمسة مصريين وخمسة من أدباء العرب. وهكذا يظل المصريون في الصدارة. أليس في هذا الشرط غبن يجب أن يمتنع أي عربي يحصل عليها من قبولها بالأساس.
من منطلق الفوضى التي تعم هذه الجوائز من أصغرها في أصغر بلدة عربية يمكن أن تخترع جائزة كجائزة المزرعة في مدينة السويداء وصولا إلى أهمها اليوم بسبب الوهم التي أحاطت نفسها به البوكر العربية.. ومن أسماء مستحقيها ومن منطلق المعارك الصحافية التي تلي كل إعلان عن النتائج انطلقنا لنستقصي رأي الكتاب في هذه الجوائز وزعنا الاستفتاء على عدد لا باس به من الكتاب وما وصلنا من ردود لم يكن كثيرا ولكنه يعطي فكرة عن مواقف الكتاب من الجوائز.
الغريب في الأمر أن أحدا لم يعرف عن الصندوق العربي لدعم الثقافة والفنون الذي يوزع ملايين الدولارات سنويا على مشاريع لا أحد يعرف عنها شيئا، ولا تقارير عن مدى نجاحها وفشلها، ولا أحد يعرف أن مؤسسة فورد المعروفة من بين الداعمين للصندوق. كذلك لا أحد يعرف فيما إذا نفذت هذه المشاريع أساسا.
أسماء كبيرة وأموال طائلة وما من نتائج حقيقية معلنة.
الذين شاركوا بالاستفتاء حسب ترتيب ورود ردودهم هم مع حفظ الألقاب : سعدي يوسف، موسى حوامدة، بشار خليف ، حسان محمود، حازم عبدو، غريب عسقلاني، هناء القاضي وبشار اليوسف.
كان هناك شبه إجماع حول السؤال الأول بأن هذه الجوائز تعطى حسب أمزجة القائمين على الجائزة وليس لأهمية المبدع وكونه يستحق أو لا يستحق.
بقية الإجابات لم تأت كما كنا نتوقع .. ولكن سنضعها بين أيديكم ولتكونوا الحكم عبر تعليقاتكم حول هذا الموضوع الشائك.
سعدي يوسف: في ما يخصّنا ، نحن العرب ، لا أعتقد أن بإمكاننا تأسيس جائزة كالتي تقترحها .الأموال بأيدي أعداء الثقافة ، وهم يصنعون جوائزهم
وهذه إجاباته:
*الجوائز الأدبية العربية والتي في معظمها خاضعة لأموال النفط، بطريقة أو بأخرى هل وجدت لتشجيع الثقافة العربية والأدب العربي أم لغايات شخصية؟
- لغاياتٍ شخصيةٍ دائماً.
*هل كل من نالوا تلك الجوائز يستحقونها؟
- أظنّ ذلك ، وإن اختلفت الأسباب.
*كيف تتم الترشيحات ومن يختار لجان التحكيم وهل يجوز التحكيم أساسا في الأدب؟
- التحكيم مبدأٌ ضروريّ ، وهو متّبعٌ في كل مكان.
*الضجة التي تتلو نتائج منح جائزة هل فيها تجن على مانحيها، وأين الخطأ في الصحافة أم في اللجان المشكّلة على هوى أصحاب الجائزة.
- للصحافة الحقُّ في أن ترى ما تشاء.
*ماذا تعرف عن جائزة البوكر من الرجل القوي الذي خلفها وما هي خلفيته الثقافية
- لا أعرف أيّ خلفيةٍ ثقافية له .
*ماذا تعرف عن شريكته جمانة حداد؟
- أعرف أنها مهتمّةٌ بالجنس ، والثقافة المسيحية ، ولها مجلة تحمل عـــــــــــــنوان " جســد " .
* هل أنت مع استخدام جائزة بالأساس غربية وتعربيها؟ ( جائزةة البوكر )
- أنا ضد الإستعمار.
* ماذا تعرف عن جائزة سلطان العويس؟
- أعرفُ مؤسسها الراحل سلطان العويس ، وهو شاعرٌ ورجلٌ قوميٌّ .
* ماذا تعرف عن جائزة نجيب محفوظ؟
- أعرف فريال غزّول ، وهي سيدةٌ فاضلة .
*من تعرف عن صندوق دعم الثقافة العربية ؟
- لا شــيْ.
*هل سمعت عن مشروع دعمه الصندوق وقدم نتائج تساوي هذا الدعم؟
- لستُ مهتمّاً.
*وهل تعرف من هم الذين خلف هذا الصندوق ونواياهم الحقيقية من الدعم؟
- هم موالون للغرب.
*كيف تشكل لجان التحكيم داخل الصندوق وهل يؤخذ برأيها؟
- لا أعرف.
*ما هي الثقافة التي يدعمها الصندوق وهل هي محايدة؟
- كما أسلفتُ . أنا غير مهتمّ.
* ما هي مقترحاتك لتأسيس جائزة تتجنب كل أخطاء الجوائز وتساوي جائزة نوبل للآدب ؟
- في ما يخصّنا ، نحن العرب ، لا أعتقد أن بإمكاننا تأسيس جائزة كالتي تقترحها .
الأموال بأيدي أعداء الثقافة ، وهم يصنعون جوائزهم .
موسى حوامدة: لم تعد تعرف الصالح من الطالح، والكثير من الجوائز تمنح لشهرة بعض الأسماء وفاعلية دولهم أو نفوذ بعض أعضاء اللجان.
وهذه إجاباته:
*الجوائز الأدبية العربية والتي في معظمها خاضعة لأموال النفط، بطريقة أو بأخرى هل وجدت لتشجيع الثقافة العربية والأدب العربي أم لغايات شخصية؟
- إثبات حضور للدول والمؤسسات التي تمنحها اكثر منها تشجيع للأدب نفسه، هناك نوع من شراء الذمم عبر هذه الجوائز، هناك اهداف سياسية أكثر منها ادبية بطبيعة الحال، لم يكن الهدف تشجيع الثقافة العربية بل صار الامر احتواء لهذه الثقافة وتهميشها وجعلها بروتوكولية قريبة من النظام العربي الرسمي.
*هل كل من نالوا تلك الجوائز يستحقونها؟
- لكي تثبت بعض هذه الجوائز مصادقيتها فقد منحت لبعض من يستحقونها، ولكن حتى هذه المنح جاءت كمنح وليس ضمن نظام جوائز معمول به، أذكر مثلا انه تم تقاسم جائزة العويس بين درويش وأدونيس لترضية الطرفين وحينما رفضا نصف الجائزة تمت مضاعفة المبلغ لكليهما، ثم تلا ذلك التنفيعات وضغط أعضاء اللجان لمنح هذه الجوائز، ربما يكون بعض من نالوا هذه الجوائز يستحقونها، أو ربما تكون بعض الكتب تستحق الجوائز التي نالتها، ولكن ضمن السياق لم تعد تعرف الصالح من الطالح، والكثير من الجوائز تمنح لشهرة بعض الأسماء وفاعلية دولهم أو نفوذ بعض أعضاء اللجان.
*كيف تتم الترشيحات ومن يختار لجان التحكيم وهل يجوز التحكيم أساسا في الأدب؟
- الادب ذائقة أساسا واعضاء اللجان يتأثرون بشهرة الأسماء اكثر من نوعية المواد وفنيتها ومدى تأثيرها، ونادرا ما نجد جائزة تمنح على مستوى المكتوب، وكثيرا ما يتم حرف الجوائز عن مستحقيها، لكن أساس تركيبة الجوائز خطأ، وأعضاء اللجان يقبلون ما تمليه عليهم إدارات الجائزة،
*الضجة التي تتلو نتائج
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |