تثير مؤسسة ميوزك إن ميدل إيست جدلا في أوساط المثقفين .. وصل حد التطرف ..فمن يقول هي مؤسسة مدعومة صهيونيا ، إلى قائل عكس ذلك .. ونحن إذ نترجم هذه المادة عن موقع المؤسسة وفيه أخبار عما تفعله المؤسسة في الأراضي المحتلة نطلب من متصفحينا المساهمة عن طريق قراءة ما خلف الأسطر في هذا الموقع وتزويدنا به لنطلع متصفحينا على الحقيقة اياً كانت .
ألف

قال نيك نيووينهويجزين الذي ترأس مع زوجته غابي ويجزينبيك مشروع “ ميوزيك إن مي” العلاجي لفترة طويلة : " حققت إجراءاتنا العملية نجاحا فوريا . حينما جلسنا وراء المنضدة ، و بدأنا نترنم بأصواتنا ضحك الأولاد . لقد فهموا في الحال أن هذا نوع من التواصل و التعبير عن الذات ".
و خلال زيارتهما الأولى إلى قطاع غزة قابل كل من نيك و غابي فريق إعادة التأهيل من أجل المستقبل في خان يونس ، و هو مخيم لاجئين فلسطينيين موقعه بجوار القطاع.
منذ نجاح الاجتماع الأول مع الطلبة ، وضعا الأسس لبرنامج خاص هدفه تمرين عمال الصحة و المدرسين أساسيات العلاج بواسطة الموسيقا. إن العلاج بالموسيقا ، مثل العلاج بالفنون الأخرى ، لقد كان في بعض الأوقات الأسلوب الناجع و الأقوى للوصول إلى الحشود البشرية ، و تحقيق التواصل أو الحوار معها.
إن المشكلة المستمرة في الشرق الأوسط تدفع الفاتورة على حساب الصحة النفسية للشعوب ، و لا سيما على طرفي الحدود الفسطينية - الإسرائلية. على أية حال إن الخلاص من أوجاع الصدمة في المناطق الفلسطينية يكاد يكون غائبا ، و لقد ثبت في معظم الحالات أنه من الصعب لأولئك لذين يعانون من الصدمة التعبير عن عاطفتهم و التشارك مع الآخرين في خبراتهم و تجاربهم.
إن العلاج بالموسيقا ، و بسبب طبيعته غير اللفظية ، يسهل للمرء تصعيد المخزون النفسي إلى السطح و بهذه الطريقة إن الجروح الداخلية سوف تشفى عوضا عن أن تكون موضعا للكبت . لقد طور كل من نيك و غابي علاجا موسيقيا متوازنا حقا ، و هذا ضمن فعاليات و سياسة " ميوزيك إن مي " ، مع التركيز على نوعين من النشاط : الطويل والقصير الأمد.
وتقول غابي على سبيل التوضيح : " لتقديم خلاص سريع للفلسطينيين في غزة و في الضفة الغربية ، طورنا دروسا تطبيقية لكل من يعمل في مجال الرعاية الصحية و التعليم. في خان يونس ، بقطاع غزة ، سوف نتيح هذه الدروس عبر الصليب الأحمر الفلسطيني ، و لكن في بيت لحم ، من الضفة الغربية ، سنتيحها عبر الأونروا (و كالة العمل و الإغاثة الدولية ) . و كذلك نحن بصدد تأسيس معهد للعلاج بالموسيقا في عمان ، الأردن ، هنا إن بكالوريوس في العلاج بالموسيقا سوف يكون متاحا و موجها ، و لا سيما ، للطلبة الفلسطينيين. إن لدى إسرائيل نظاما صحيا متطوراجدا ، و إن العلاج بالموسيقا ممكن في كليتين جامعيتين في تل أبيب و القدس. و تنوي " ميوزويك إن مي " تبادل المعلومات مع هاتين الكليتين. و بمجرد المباشرة في تأسيس معهد العلاج بالموسيقا في عمان ، مد أخصائيون من إسرائيل يد العون له بفعالية لأنهم حاليا الوحيدون في الشرق الأوسط الذين يقدمون هذا النوع من العلاج ".
و يقول نيك : " إن العاملين في مجالات الصحة والتعليم من الذين خضعوا للدروس في خان يونس و بيت لحم متحمسون للتعلم ، و هم قد انخرطوا في هذا النشاط حتى الذروة . و من خلالهم نحن ندرّس النساء و الأطفال الذين منحوا فرصة للعلاج في قاعات آمنة نسبيا في المخيمين المذكورين. في بيت لحم كان بمقدورنا أن نرى الآباء في عيون الأمهات و الأولاد. و هكذا هم الآن في نطاق نشاط البرنامج".
بدأ كل من نيك و غابي العمل في الأراضي الفلسطينية ، و هذا بمعونة مشكورة من الدكتورة الأسترالية جين كالدير ، و التي تلقت الإشارة لتقديم هذه الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين من أستراليا . إنها المسؤولة عن تطوير مركز إعادة التأهيل في خان يونس .
و عن ذلك يخبرنا نيك بقوله : " رغبت جين فعلا بتقديم العلاج الموسيقي في مركزها ، و قد حضرنا لنستفيد من هذه الفرصة برفقة كونسرفوتوار ساكسيون ( من إنشيدي – هولندا ) . في عام 1988 بدأ هذا الكونسرفوتوار بتقديم دروس للعلاج بالموسيقا. لقد عملت هنا من 1990 – 2004 ، و بدأت بصفة محاضر ثم بصفة مدير لقسم العلاج بالموسيقا ".
إن الدروس و حتى الآن كان يحالفها النجاح ، لكن الجو و الظروف المحلية كانت بعيدة عن الحالة المثالية. و تضيف غابي قائلة : " إن رحيل المستوطنين و انتصار حماس كانت له نتائج واضحة على سيرورة عملنا و نشاطاتنا. لقد تم إغلاق قطاع غزة منذ حزيران في العام الماضي. و كنا قد جهزنا كل الإمكانيات لنواصل دروسنا هناك ،و لكن حاليا ، إن المتابعة شيء محفوف بالمخاطر ، إنها شبه مستحيل. و يتوجب علينا ، دائما ، أن نناقش ذلك مع الجانب الإسرائيلي ، و مع الـ " بي آر سي ز " ، و الأنوروا. و هذا يحتاج لفترة من الوقت. لقد تحولت جهودنا الآن إلى التركيز على تطوير معهد العلاج بالموسيقا في عمان ، الأردن. بمقدورنا أن نعمل بطمأنينة هناك ، و إن المعهد كفيل بخلق الظروف المناسبة للفلسطينيين من أجل توفير العلاج بالموسيقا بأيد محلية . ولكن بشأن العمل في الأراضي الفلسطينية ، لا بد من التحلي بالصبر ".
من حسن الحظ لا يبدو في الأفق معوقات تقطع على نيك و غابي الطريق . إنهما في غاية الدأب ، من غير كلل ، و بطاقة لا تنضب ، و يتمتعان بروح إيجابية.
** عنوان المقالة الأساسي :
** Music as therapy during times of war, Music In Me , Newsletter, 2006.
** ملاحظة من المترجم :
هذه المؤسسة الدولية تعمل في كل من سوريا ، " إسرائيل " ، مصر ، الأردن ، لبنان ، العراق ، و فلسطين. و يبدو أن نشاطها له أهداف محددة تختلف من بلد إلى آخر ، فهي تركز في فلسطين على تنمية روح السلام و المحبة بين الإسرائيليين و الفلسطييين . و لكن في سوريا تركز على : دعم التراث الموسيقي في هذا البلد ، تأسيس دار للأوبرا ، و نشر الثقافة الموسيقية في المدارس، صيانة التراث الموسيقي و الإنشاد المسيحي التقليدي في سوريا ، إلخ.....
ترجمة : صالح الرزوق - 2007
من : نشرة ميوزيك إن مي الدولية