ديوان الأحيمر السعدي / جمع و تعليق : عبد المعين الملوحي
2010-02-05
تعاني أشعار اللصوص العرب ، في فترة الدولة الإسلامية ، من عدة تناقضات لم تكن تعمل لصالحها ، و منها :
1 – أنها كانت ترفض قوانين المجتمع الفاشي الظالم الذي دخل في منعطف و دهاليز الحياة الرأسمالية و الربوية ، إنما بنفس اللغة التي ينتجها خطابه. كانت لهؤلاء الشعراء نفس المفردات و التراكيب اللغوية و أوزان و بحور الشعر المعروفة يومذاك.
2 – لم تستطع أن تمتلك الماكينة المناسبة لتقاوم تكنيك الاستبعاد و التدمير و النسيان. و ربما لهذا السبب وصلت إلينا ممزقة و حافلة بالفراغات و التحويرات ، كما هو شأن المدونات و الرقم الأسطورية
3 – و أخيرا ، و هو مربط الفرس ، كان مجال نشاطها هو اللاشعور الذهبي ، حيث أن رقابة الضمير و الوجدان تكون في أضعف حدودها. و لذلك كانت تقاتل ، بالأحرى ، تعبر عن مقاومة جوفاء و عقيمة ، و من غير وظائف واضحة. و لم تكن صورة العدو الإجتماعي و السياسي واضحة. و نحن نعتقد أنها لذلك لا ترقى إلى مستوى بيان إنقلابي ، له مطالب محددة ، كما فعل أمير الصعاليك عروة بن الورد و أمثاله.
و مع ذلك لم تكن هذه النصوص غير المنتمية و المستقلة و التي تشبه ( جبهة للرفض ) تخلو من روح إنسانية عامة و أصيلة ، و من بنية متفتحة على حب الطبيعة بمقدار حبها للذات...
ألف
ديوان الأحيمر السعدي : إعداد عبد العين الملوحي
ترجمته : من فرسان العرب في الجاهلية. و لكن هناك من يحدد عصره في الفترتين الأموية و العباسية. و يدل شعره أنه عاش في أكثر من بلد واحد و لا سيما فارس و العراق و خوزستان.
نسبه : تجمع المصادر أنه من بني سعد ثم من بني تميم.
أخباره : أقام أولا في العراق ثم في فارس. ثم هرب إلى الشام و اليمن. و لا نعرف وقت موته و لا مكانه .
صفاته الجسدية و النفسية : كان ربعة الجسم ، جسيما في قوته و جلده. و يحافظ على العهد و ينكر الغدر. و قد صاحب ذئبا. و كان فقيرا. و كان يستأنس بعواء الذئاب. و ينفر من صوت الإنسان و من البشر. و هو من الذين يستبشرون بنهيق الحمير.
الديوان :
حرف الباء :
نهق الحمار فقلت : أيمنُ طائرٍ إن الحمار من التِّجار قريبُ
سقى سَكَرا كأسَ الذّعاف عشية فلا عاد مخضّرا بعشب جوانبهُ
حرف الراء :
أراني و ذئبَ القفر إلفينِ بعدما بدأنا كلانا يشمئز و يُذْْعَرُ
تألفني لمّا دنا و ألفتُه و أمكنني للرمي لو كنت أغدرُ
الرائية :
و هي قصيدة طويلة و يمكن جمعها من معجم البلدان و عيون الأخبار و مجموعة المعاني . و إليكم القصيدة بعد أن قمت بترتيبها حسب التسلسل في المعاني و كما تصورتها .
1 – عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى و صوتَّ إنسان فكدت أطيرُ
2 – يرى الله إني للأنيس لكارهٌ و تبغضهم لي مقلة و ضمير
3 – فلليل إن واراني الليل حكمهُ و للشمس إن غابت عليّ نذورُ
4 – و إني لأستحيي من الله أن أرى أجرّرُ حبلا ليس فيه بعير
5 – و أن أسالَ المرءَ اللئيمَ بعيرَه و بعرانُ ربي في البلاد كثير
***
6 – لئن طال ليلي بالعراق لربما أتى لي ليل بالشآم قصير
7 – معي فتية بيض الوجوه كأنهم على الرجل ، فوق الناعجات ، بدور
8 – أيا نخلات الكرم لا زال رائحا عليكن منهلّ الغمام مطيرُ
9 – سُقيتُنّ ما دامت بنجد و شيجة و لا زال يسعى بينكن غدير
10 - ألا حبذا الماء الذي قابل الحِمى و مرتبع من أهلنا و مصير
11 – ألا حبذا الماء الذي قابل الحمى و مرتبعٌ من أهلنا و مصير
12 – و أيامُنا بالمالكية إنني لهنّ على العهد القديم ذكور
13 – و يا نخلات الكرخ لا زال ماطر عليكن مستن الرياح ذرور
14 – و ما زالت الأيام حتى رأيتُني بدورق ملقىً بينهن لأدور
15 – تذكرني أظلالكن إذا دجت علي ظلالَ الدّومِ و هي هجير
16 – و قد كنت رمليا فأصبحت ثاويا بدورقَ ملقى بينهن أدور
17 – و قد كنت ذا قرب فأصبحت نازحا بكرمانَ ، ، ملقى بينهن أدور
18 – و نُبئت أن الحي سعدا تخاذلوا حماهم ، و هم لو يعصبون كثير
19 – أطاعوا لفتيان الصباح لئامهم فذوقوا هوان الحرب حيث تدور
20 – خلا الجوف من قتّالِ سعدٍ فما بها لمستصرخ يدعو الثبورَ نصير
***
21 - نظرت بقبر الأبرشية نظرة و طرفي وراء الناظرين بصير
22 – فرد علي العينَ أن أنظر القرى قرى الجوف ، نخلٌ معِرضٌ و بحور
23 – و تيهاءُ يزوََرُ القطاعن فلاتها إذا عسبَلَت فوق المِتانِ حَرورُ ( 1 )
24 – كفى حزَناََ أن الحمار بن بحدلٍ علي بأكناف الستار أمير ( 2 )
25 – و أن ابن موسى بائعَ البقل بالنوى له بين باب و الستارِ خطير ( 3 )
26 – و إني أرى وجهَ البغاةِ مقاتلا أُدَيْرَةَ يسدي أمرنا و يُنير
***
27 – هنيئا لمحفوظ على ذات بيننا و لابن لَزازٍ مغنمٌ و سرورُ
28 – أنا عيمُ يَحويهن بالجرع الغضا جعابيبُ فيها رثةٌ و دثورُ
حرف اللام :
بأقبَّّ منصلتِ البَان كأنه سيد تنصل من جحور سعالي
حرف الميم :
و قالت أرى ربع القوام وشاقها طويل القناة بالضحاء نؤوم
فإن أكُ قصدا في الرجال فإنني إذا حل أمر ساحتي لجسيم
تعيّرني الإعدامَ و البدو معرضٌ و سيفي بأموال التجار زعيم
حرف النون :
قل للصوص بني اللخناء يحتسبوا بَزَّ العراق و ينسوا طرفة اليمن
و يتركوا الخز و الديباج يلبسه بيض الموالي ذوو الأعناق و العُكَنِ
أشكو إلى الله صبري عن زواملهم و ما ألاقي إذا مرت من لحزن
لكن لياليَ نلقاهم فنسلبهم سقيا لذاك زمانا كان من زمن
فرب ثوبٍ كريمٍ كنت آخذه من القطار بلا نقدٍ و لا ثمن
شرح المفردات :
1 – تيهاء : مفازة يضل بها الإنسان . العسبلة : اختلاف الناس بعضهم إلى بعض . و المتان ما صلب و ارتفع من الأرض.
2 – الستار : جبل بالبحرين و جبل بالعالية ( معجم البلدان ). أما حمار بن بحدل فلم أعثر عليه و ربما هو والي الستار و الله أعلم.
3 – باب : باب قرب هجر في تاالبحرين ( معجم البلدان ) . و كذلك من قرى بخارى.
المصدر :
أشعار اللصوص و أخبارهم ، جمع و تحقيق عبدالمعين الملوحي ، منشورات دار أسامة. دمشق ، دون تاريخ.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |