رضاع الكبير بين ” السنة ” و مقاهي الستار بكس
2007-10-29
جاء في " صحيح " مسلم الذي يعد مع " صحيح " البخاري أصدق و أقدس كتابين مدونين بعد القرآن : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا ، وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا ، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ ، وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ . !!!
و من المعلوم أن سالما مولى أبي حذيفة كان رجلا بالغا " كبيرا " !!! و يروى أيضا أن رضاع الكبير كانت مما يقرأ من القرآن في زمن محمد فقد جاء في مسند أحمد : " عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لقد أنزلت آية الرجم و رضعات الكبير عشرا فكانت في ورقة تحت سرير في
بيتي فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ودخلت دويبة لنا فأكلتها " !!! .. و من هنا فقد عدها بعض فقهاء المسلمين آية نسخ لفظها و بقي حكمها .. حالها كحال أختها المنسوخة لفظا فقط ( آية الرجم ) و التي تطبق كحد شرعي بحق الزاني و الزانية المحصنين .. على الرغم من عدم وجودها ضمن المصحف العثماني المعتمد رسميا لدى المسلمين !!
و تذكر لنا كتب التراث الإسلامي أن عائشة كانت قد أصرت على العمل برضاع الكبير بعد وفاة محمد رغم أن زوجات محمد الأخريات قد نفين علمهن بتلك الآية المأكولة أو المنسوخة .. و كن أيضا يعتقدن أن رضاع الكبير ربما كانت رخصة لسالم فقط .. إلا أن عائشة التي تنسب إليها رواية ( آية رضاع الكبير ) كانت تأمر بنات أخوانها و أخواتها أن يرضعن الرجال ( المؤمنين ) الذين يرغبون بالإنفراد بأمهم عائشة يستفتونها في أمور شرعية كثيرة .. فيختلون بأمهم خلوة شرعية بعد أن يرضعون أثداء بنات أخوات و إخوان عائشة خمس رضعات مشبعات !! و لا ندري هنا كيف تكون أثداء تلك البنات تدر لبنا في كل حين أو عند الطلب .. و لعلها كانت من معجزات أم المؤمنين التي لم يفطن إليها المؤرخون و الفقهاء ... إنقسم فقهاء المسلمين الى ثلاث فرق .. منهم من طعن كليا بصحة ( رضاع الكبير ) و هم الشيعة و بعض المعتزلة و" القرآنيون " في زمننا .. و منهم من أخذ برأي زوجات محمد الأخريات اللواتي حصرن تلك الرضعات بحالة سالم فقط .. و منهم من أخذ برأي عائشة و هم غالبية الفقهاء !!!
كان د.عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر قد فجر مفاجأة حيث أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلا بواسط أحدهما. - العربية نت . و قد سببت تلك الفتوى صدمة كبيرة لدى عوام الناس !! بعد أن إنتشرت بشكل كبير في وسائل الإعلام المختلفة .. و قد دفع د. عطية ثمنا باهضا بفتواه حيث تهجم عليه مشايخ الأزهر و قدموه الى محاكمة ( شرعية ) أدت الى تنازله عن فتواه و الى فصله من منصبه ؛ على الرغم من أن ما أفتى به عطية هو من ثوابت " السنة "… فيما حاول البعض ممن صدموا بحقيقة صحة الحديث أن يتملصوا منه و يراوغوا و يدعوا أن المقصود برضاع الكبير هو أن تسكب المرأة لبنا من ثدييها في إناء يشربه الرجل البالغ ” الكبير ” .. و هذا الرأي سبق أن قال به من قبل البعض من الفقهاء مثل ابن عبد البر : ” صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه ، فأما أن تلقمه المرأة ثديها ، فلا ينبغي عند أحد من العلماء ” .. و كذلك عياض الذي قال : ” ولعل سهلة حلبت لبنها فشربه ( سالم ) من غير أن يمس ثديها ، ولا التقت بشرتاهما ، إذ لا يجوز رؤية الثدي ، ولا مسه ببعض الأعضاء “. و أمثال هؤلاء الفقهاء لا يعتد برأيهم كثيرا .. إضافة الى أن كلمة " يرضع اللبن " واضحة المعنى و لا تعني بالطبع " يشرب اللبن " !!!
لكن هنالك عدد كبير من مشايخ الإسلام ممن أقروا بالحديث و صحته و عمومية حكمه تبنوا وجهة النظر التي تقول : الرضاع يعني إلتقام حلمة الثدي .. و أن الحكم عام و لايختص بحالة ( سالم ) فقط .. حيث لم يرد ما يؤكد بخصوصية هذا الحكم .. و من هؤلاء المشايخ : إبن حزم و بن تيمية و الألباني و أبي إسحاق الحويني وغيرهم …
و وسط هذه المعمعة الفقهية العويصة كان لإحدى عاملات ( مقاهي الستاربكس الشهيرة ) رأي مبتكر و رائع و غير تقليدي .. لعله يحفز عقول مشايخ الإسلام الخاملة الكسولة و يكون مخرجا ” فقهيا ” لكيفية التطبيق العملي لمسألة أو سنة رضاع الكبير … التي إختلف في كيفية العمل بها فقهاء الإسلام منذ 14 قرنا !!! … ووووووو ... ما تيجي نشوف :
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |