العجيلي أيقونة الرقة ( 2 – 3 )
2007-11-30
الفنون والأساطير في المهرجان الثالث للرواية العربية
هل كان الأديب الراحل عبد السلام العجيلي وحده أيقونة للرقة .. ؟
في الحقيقة ثمة ما يشي بأن صدر الرقة، هذه المدينة الصغيرة الغافية على يدي الفرات،تزين صدرها اليوم بعدد لا يحصى من القلادات الملونة لا تبدأ بحمود الموسى (مدير الثقافة)، ولا تنتهي بـ أنس العلي وماجد العويد وإبراهيم الخليل وإبراهيم الزيدي ويوسف الدعيس ومحمد جاسم الحميدي ونجم الدرويش وعبد الحميد الخلف وفوزية المرعي وشيرين زائل وغيرهم، الذين شكلوا فريق عمل متجانس همه إنتاج ثقافة متميزة، وكان لهم ذلك، حيث تحولت الرقة، وخلال سنوات قليلة، إلى محج ثقافي يؤمها المبدعون والمثقفون العرب من كل الأرجاء .
الرقة، تمارس اليوم الفعل الثقافي كما ينبغي له إلى الحد الذي باتت حديث المثقفين السوريين
والعرب كظاهرة ثقافية قل نظيرها
من المؤكد أن العجيلي قد ساهم في إعادة الرقة إلى جغرافيا الثقافة، لكن ما هو أكيد أيضا أن حصة الرقة من هذه الجغرافيا قد ازدادت مع هذا( الكتيبة الثقافية ) لتتسع الملامح التاريخية والأخلاقية والفكرية لأهلها الطيبين .
من يجرؤ على فعل ما تفعله الرقة اليوم ؟
فقط سأذكّر أن عدد المشاركين في مهرجان الرواية، عدا الإعلاميين والضيوف, قد ناهز الأربعين روائيا وناقدا كان منهم خمسة عشر سوريا فقط، أما الباقي فقد كانوا من مختلف البلدان العربية إضافة إلى تركيا ..
من يجرؤ على استضافة هذه الأعداد الكبيرة لأربعة أيام وميزانيته الثقافية لا تكاد تغطي الإنفاق على نصفهم ؟
قبل أسبوع واحد كانت الرقة قد انتهت لتوها من استضافة المهرجان المسرحي الذي دام ثمانية أيام ..
وقبله كانت هناك مهرجانات مختلفة ومتنوعة ..
من ينفق على هذه المهرجانات الثقافية الضخمة في ظل ميزانيات محدودة ؟
سؤال لطالما تم طرحه، وكانت الإجابة معروفة : الأهالي وأصدقاء الثقافة وبعض الفعاليات الاقتصادية وبعض المؤسسات الحكومية .
الرقة، درس ثقافي ناجح بامتياز، فهل يتعلم منه الآخرون ؟
فعاليات اليوم الثاني
روح الأسطورة غادرت الملحمة لتسكن الرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاول الروائي المصري عزت القمحاوي طرح قضية التعالق بين الرواية والأسطورة، فالرواية التي أرادت أن تمهد لإنسان الأزمنة الحديثة، و جاءت كهجائية لاذعة لآخر تجليات العجائبي والخارق متمثلاً في روايات الفروسية في ذلك العصر، هي ذاتها ترسخت مكانتها كملحمة جديدة(في الوقت الذي تعمد فيه سرفانتس السخرية من أساطير عصره، جاء بطله أكثر شبهاً بسيزيف، وبعده بنحو ثلاثمائة عام سيحارب بطل موبي ديك الحرب العبثية ذاتها ضد حوت في البحر، ومن بعده بحار همنجواي وغيرها من روايات تثبت أن روح الأسطورة لم تخرج من جسد الملحمة إلا لتتلبس الرواية..) .
الأسطورة والأسطرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال قراءته لروايات الأديبة السعودية رجاء العالم سعى الناقد السوري د. أحمد جاسم الحسين لإثبات أن توظيف الأسطورة هو جانب تجديدي يحسب للروائيين الذين يعملون باستمرار على تجديد أدواتهم الروائية كاللغة والرؤيا والتقنيات والفكرة (الرواية في تعاملها مع الأسطورة تكشف عن قدرة على استثمار الموروث، وفي الوقت ذاته التعاطي مع الواقع الذي ندبت نفسها لمعاقرة تاريخه بوجهيْه: المهمش بلفت النظر إليه، والمكرس بتقديم قراءات جديدة..) .
إعادة إنتاج الأسطورة
ــــــــــــــــــ
كذلك فعل الأديب المصري سمير الفيل عندما قدم بحثا محكما عن رواية (مدينة اللذة) للروائي عزت القمحاوي متوقفا عند الجماليات التي منحتها الأسطورة للسرد الروائي وتنامي الخط الدرامي (ينطلق الكاتب من مفهوم محدد لصياغة النص فهو يرتكز على مخيلة خصبة ويشكل من خلالها أنساق مادية، ورؤى أسطورية، ومسارات تصويرية فتتحدد ملامح المدينة، وتصبح كائنة يمكن أن نحدد معالمها، ونجوس في شوارعها ونتخطى ميادينها بعد أن أدركنا جغرافيتها إدراكاً قوياً..) .
مشكلات الرواية السورية
ــــــــــــــ
الروائي السوري عمر قدور اشتغل بجدية على توصيف معانة الرواية السورية وأهم مطباتها الفنية التي جعلت مسيرتها عرجاء عدا عن تشتتها وتفككك أوصالها بسبب الانشغال عن قضايا الرواية لصالح قضايا سياسية فات أوانها (اكتشاف الروائي في التاريخي) وعدم قدرتها على الانفتاح على الفنون الأخرى ومحدودية شبكة العلاقات الموجودة في الرواية، ما يجعل الفضاء الروائي أقرب إلى البساطة الريفية منه إلى التنوع والغنى والكثافة المدينية (ترييف الرواية) وحضور الإيديولوجيات بقوة، إضافة إلى مشكلة اللغة، فأغلب التجارب الروائية لم تفلح في اقتراح لغة سردية مستقلة عن الإرث البلاغي للشعر، أو مستقلة عن الإرث الإنشائي عموماً، وفي بعض الأحيان وقعت هذه اللغة في مطب التقريرية، أما العلة المزمنة فهي الانحسار شبه الكلي للنقد الحقيقي .
العجيلي ليس عابر سبيل في الحياة
ــــــــــــــــــــــ
الروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور حاول استعادة العجيلي، كأديب كبير وكإنسان عظيم أحب جيدا أهله ووطنه، وكرجل سعى لأن لا يكون عابر سبيل فقط في هذه الحياة.
كل ذلك حاو أبو شاور استعراضه من خلال رواية العجيلي (قناديل أشبيليّة) التي عكست بوضوح أصالة الروح العربية لدى الراحل العجيلي ( قصّة مكتوبة بروح عربيّة ,بفّن قّص عربي ،بحكمة شرقيّة عميقة ، بشعر وسحر ، بلغة تأخذك إلى عالم قصصي يبنيه القّاص كلمة كلمة بسلاسة ، فيستدرجك إلى عالم قناديل أشبيلية ، محييّاً ذلك الزمان ، زمان الوصل بالأندلس ، الذي مضى ولن يعود..) .
الأسطورة في مواجهة الواقع
ــــــــــــــ
تجنبت الروائية السورية أنيسة عبود الابتعاد عن الأسطورة كمعطى ثقافي أو أيديولوجي مع حذر واضح من الدخول في لعبة التعاريف، مركزة على إبراز حضور الأسطورة في أعمالها الأدبية، مؤكدة أن استخدام الأسطورة في العمل الروائي يختلف من مبدع إلى آخر كما تختلف تأويلات الأسطورة و مرجعياتها من نص إلى آخر، معترفة أن الأسطورة تضيف للنص بدائل كثيرة تغني عن المباشرة و عن السطحية لاسيما في المواجهة مع الواقع و في إثارة أكبر الأسئلة وفي خلخلة يقينيات الماضي(حاولت في رواياتي و في كتابتي للقصة أن أمشي الهوينى مع عالم الأسطورة الخطر و المفزع كي يتسنى لي الخروج منه بأقل الطقوس الراسخة نحو طقوس الإبداع ..) .
تحولات الخطاب الروائي العربي
ـــــــــــــــــــ
تمكن الناقد المصري د. صبري حافظ من تقديم بحث نقدي فكري متماسك بين فيه بدقة المراحل الأساسية لمسيرة الرواية العربية حتى تسعينات القرن الماضي، متوقفا عند ثلاث مجموعات من المتغيرات المتداخلة،أولها مجموعة التغيرات الحضارية بما في ذلك التغيرات التاريخية والاجتماعية والنفسية والقومية. وثانيها هي مجموعة التغيرات المتعلقة بموقف الكاتب من تراثه النصي، ووعيه بهويته وهوية النص الذي يبدعه، وبنوعية الحوار الذي يجريه النص الروائي مع هذا التراث: سواء أكان هذا الحوار بالقطيعة معه أو بالاندماج الكامل فيه. وثالثها مجموعة المتغيرات الفنية المتعلقة بطبيعة الاستراتيجيات النصية ودلالات الشكل، والوظائف الفنية المختلفة التي يستخدمها الكاتب في نصه الروائي. ومن خلال هذه المجموعات الثلاث المتداخلة والمتفاعلة تكشف الدراسة عن طبيعة التغير الذي انتاب قواعد الإحالة،إحالة النص الروائي إلى الأطر المرجعية التي ينبثق عنها، ونوعية الحوار الذي يقيمه معها، والذي يشارك في بلورة وعيه بذاته وبطبيعة الدور الذي يؤديه في الواقع الاجتماعي الذي صدر عنه.
ما تحت الأدبي في النص الروائي
ــــــــــــــــــ
منذ البداية عمدت الأديبة السورية د. شهلا العجيلي إلى تحديد مفهوم مصطلح ما تحت الأدبي وما يتضمنه( الأساطير،المخزونات الثقافيّة،الأغاني الشعبيّة،الأهازيج،المواويل،الأمثال، الحكايات،المقالات الصحفيّة،المدوّنات،المقولات التراثيّة) ناظرة إليها بعين الريبة نتيجة سطوتها المتزايدة على النصّ والخشية من تأثيراتها على أدبيّة الأدب وكذلك لتزايد توظيفها في الدراسات الثقافية ذات النزوع الاستعماري خصوصا بعد سقوط الأيدلوجيات الذي ساهم في انتشارها في النص الأدبي للإثنيات والأقليات (تميل الأنساق المعارضة الإثنيّة منها والدينيّة إلى استخدام ما تحت الأدبيّ بكثرة لاسيّما الأسطورة، وأسطورة تكوين النسق بخاصّة، وذلك لإثبات النسق حقوقه التاريخيّة في الوجود، والسيادة أمام الأنساق المسيطرة التي تهمّش ذلك الوجود، فأسطرة الحضور الإثنو ثقافيّ، واستعمال الأسطورة، بل وصناعة الأسطورة أيضاً أو ما يسمّى بالأسطورة الثانية من أكثر الثيمات الفنيّة شيوعاً في نصوص الأنساق المعارضة..).
الأسطورة تجربة الإنسان
ـــــــــــــــ
حاولت الباحثة المصرية دعاء صالح من خلال قراءتها لرواية الأديب المصري محمد مستجاب ( إنه الرابع من آل المستجاب) القول إن الأسطورة قادرة على أن تصبح ممثلة لتجربة الإنسان الماضية في حياته بجميع صورها وفي محاولته أيضا بناء فعل جديد يقيم به مستقبله.و لقد استطاعت أسطورة إنسان ما قبل عصر الكتابة أن تعبر الماضي إلى حاضر الإنسان المعاصر ، و أن تمنحه رؤى جديدة للمستقبل .
سرود ملونة
ـــــــــــــ
أعادت الروائية المصرية عفاف السيد أجواء جلسات هذا اليوم إلى أجواء الأدب بعد وجبة دسمة من النقد والتنظير الأدبي وذلك بقراءتها لنماذج من نصوص أسطورية عتيقة، كما قدمت نفسها وتجربتها الأدبية بشكلها وتفاصيلها الغارقة في الطقوس الأسطورية
08-أيار-2021
12-آذار-2016 | |
21-تموز-2012 | |
05-تموز-2012 | |
05-حزيران-2012 | |
24-آب-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |