Alef Logo
المرصد الصحفي
              

حين تحول "فائز" الى هالة.. حكاية رجل صار أنثى / سناء ابراهيم

2010-02-22

واحد من عائلة تبلغ تسعة أفراد، ثلاث بنات وأربعة ذكور، بالاضافة الى الاب والام بطبيعة الحال، كان اسمه :"فائز" وبات اسمه هالة.. ليس له أي سجلات حكومية تثبت الاسم الجديد، فتحوله من ذكر الى انثى، هو مجرد واقع يعيشه، بعيدا عن الملفات الحكومية وعن أضابيرها وتحولاتها.. هو واحد من المتحولين في سوريا، رجل أسعده أن يتحول الى امرأة مع أن نقلة بيولوجية كبيرة ستواجهه في عملية التحول، ذلك أنه أخذ من المرأة كل شئ باستثناء مبيضها.
- أثداء امرأة
- أرداف المرأة
- ملامس المرأة
- صوت المرأة

من الصعب أن تتعرف ماضيه الذكوري، ان لم تكن الصدفة وحدها أو ان لم يبح هو بتلك الحقيقة.

بداية القصة كانت الصدفة، فحين كان أحد زملائنا في الموقع يقوم باعداد تقرير عن الدعارة في دمشق ، تعرف الى "هالة" التي تعيش بين مجموعة من العاملات في تلك المهنة دون أن يدرك الفارق بين "فائز – هالة" وبينهن.. في ذات البيت من منطقة القابون، كانت تعيش "هالة" برفقة (غزل) ومعهما بنت ثالثة مغربية الأصول.. في لحظة كانت هالة ترد فيها على مكالمة هاتفية، تبدل صوتها الى صوت ذكوري حاولت تداركه، بعد أن كشف أنه صوت رجل .

قلنا لهالة، لدينا الكثير من الاسئلة التي يمكن أن نوجهها اليك كرجل أو اليك كأنثى أو اليك كمتحول، وكانت اجابتها قاطعة :
Mony

حسنا، وكان الأمر كما شاءت، فأن تلتقي بمتحول، يعني أن تلتقي بما ليس مألوفا، بانسان هو غير نوعك، أو ربما بانسان بدل نوعه، وهذا يكفي لتطرح الكثير من الأسئلة.. ماالذي حدث ياهالة؟

بين البنات اللواتي يعيشن في القابون، في المنزل الضيق الذي تفصل غرفة جلوسه عن غرفة منامته ستارة، في هذا المنزل ستبدو هالة هي البنت التي تمثل الملجأ النفسي لشريكاتها في السكن..

الكل يبحن لها بمشاكلهن، والكل يشاركنها تفاصيل حياتهن، وليست الأقوى بين الثلاثة.

غزل تحتج بصوت عال على المجتمعات التي لاتتفهم حق الانسان في اختياراته الجنسية ، وتعتبر أن تجربة هالة ملكها وحدها وليس من حق أحد التدخل في هذا التحول أو الاحتجاج عليه أو حتى ابداء أية دهشة حوله، فالدهشة هي بطريقة، ما استنكارا لحق ليس من حق أحد التعليق عليه، غزل تؤكد منذ البدء أن :

هالة هي صديقتي الوحيدة في هذه الدنيا.

وتتابع :" نعم أمارس حياتي الشخصية بحضورها باطمئنان كامل كأي انثى تعيش مع أنثى أخرى، استحم أمامها ، ابدل ثيابي أمامها، أعيش خصوصياتي كاملة بمشاركتها.. (غزل) تؤكد أن ثمة خلل مازال في أنوثة "هالة" أو في تحولات "فائز".. خلل يمكن تحديده بخطوة "فائز" التي تحتاج الى ليونة أكثر ليكون أنثى أكثر ..

هو الآن انثى وأنثى جميلة جدا، ولكنه بحاجة الى بعض التحولات البسيطة لتكتمل أنوثته.. لمسات تزيل ماتبقى من عوالق الذكورة.

"غزل" تحكي عن "هالة"، فيما "هالة" تفرقع ضحكات مهنة، تعلن عن نفسها.. تقول غزل:
أثداؤها اكتملت، وأردافها اكتملت وكل ملامح وجهها اكتملت، من المستحيل تركيب مبيض لها؟

ماالذي حدث؟ أين ابتدأت حكاية هالة؟

تقول هالة:

منذ كنت صغيرة ، كنت ألبس كندرة أمي وأقف أمام مرآتها واضع أحمر الشفاه والماكياجات وأكحل عيني، وكانت أمي تضربني حين أفعل ذلك.. في المدرسة، كنت أشعر بانني غريبة عن زملائي الذكور فلم أكن أتعلم في مدارس مختلطة، وكنت دائما أتمنى أن أدرس في مدرسة للبنات.. حين تأتي نساء لزيارة أمي كنت أستمتع برفقتهن، وكانت أمي تقول لي :
عيب، انت شاب مكانك مع الرجال، وكنت أبكي حين تحرمني من المكوث مع ضيوفها، وكنت حين أشتري الملابس أقول لأمي :
لماذا لاتشتري لي ملابس مثل أخواتي البنات ، أريد فستانا.. كل ذلك لم يكن مستوعبا من قبل أمي التي كانت تشرف على حياتي اشرافا مباشرا كون والدي يعمل في احدى دول الخليج.

استمر قهري يكبر ويكبر الى أن بدأت بسن البلوغ، حينا بدأت أعرف أنني انثى ولست ذكرا.. أنثى بكل النزوات وهذا مابدأت أخواتي البنات يؤكدنه لي محتجات على سلوكي ومستنكرات له.
لم يعد عندي مشكلة في اعلان هذا الواقع، ولا في التعامل معه، فأنا أنثى فعلا وليس من حق أحد أن يتدخل في أن أتحول أو لا أتحول.

- أنثى يعني يقابلها رجل؟ هل لك اليوم رجلا؟
- لا ، ليس رجلا واحد.. في البداية كنت أتعاطى مع مثليين جنسيين، ولكنني اليوم أبحث عن رجل.
- ولكنك تعملين في الدعارة.
- الكثير من البنات اللواتي يعملن بالدعارة لهن عشاق.
- وأنت تبحثين عن عاشق.
- نعم حين يأتي سأكون سعيدة به.
وكيف عملت عملية التحول؟
- عند طبيب.
- في أي مشفى؟
- في عيادة خاصة
- وكيف جازفت بالدخول الى غرفة العمليات؟
- لا .. كان كل شيء مطمئن.
- وكيف تعرفت على الطبيب؟
- بواسطة طبيب ثان
- من هو الطبيب؟
- لن أذكر اسمه
- كم كلفت العملية ؟
- شغل سنة.
- هل كانت اجورك خلال العمل تساوي اجور نظيراتك من البنات؟
- لاكانت أقل بكثير
- واليوم؟
- مازالت أقل
- وأهلك ماهو موقفهم؟
- قبلوا بالوضع.
- هل تلتقين بهم
- أحيانا
هل انت سعيد بوضعك الجديد.. مابعد التحول؟
- تقصد هل انت سعيدة؟
- نعم
حين أقف في الشارع بانتظار زبون، ويمر زبون ويعاكسني أشعر بسعادة فظيعة، خصوصا حين يكون مسرعا ويقف فجأة ثم يشير لي بأن أصعد الى جانبه وأنظر الى عينيه وكلها اشتهاء لي.
- مالذي يقوله لك الرجال الذين تصادفينهم؟
- كل مايقوله رجل لامرأة.
- مثل ماذا؟
- معظم الرجال يبدأون بالتذلل ، ومن الحب من أول نظرة.
وأنت؟
- أتركهم يتذللون حتى أذلهم فعلا.
- وبعدها؟
- عدها أطلب الاجرة وأدخل في مساومة.
- وماالذي يحدث.
- عند المساومة تصبح الحكاية بزنس، والرجل المتذلل يصبح الرجل المساوم.
- وحين يعرف أنك متحوله؟
- قبل أن أعمل العملية كان الكثير من الرجال يغادرون وبعضهم كان يبقى ولكن بشروط سعر مختلفة.
-حين كنت رجلا ألم تتذللي لامرأة؟
- لم أكن رجلا.
- كم عمرك اليوم
-27 سنة
- ومنذ متى أنت متحولة؟
منذ سنة.
- اذن منذ سنة كنت رجلا
- لم اكن رجلا، ولكنني لم أكن متحولة
-هل يخجل أهلك بك؟
-أكيد
-ولم تتسببين لهم بذلك؟
-لأنهم في الاساس يجب أن لايخجلوا بي.
- لك عضلات رجل
- لا أنا ناعمة وكلي انوثة
- أعتقد أنك شرسة
- كل النساء شرسات
- كيف؟
- المرأة أقوى من الرجل بالاساس
- هل اشتبكت مع رجل؟
- نعم.
- كيف؟
- كنت بانتظار زبون لاأعرفه، وحين وصلت وصعدت الى سيارته اتجه بي نحو قاسيون، وحين وصلنا بدأ بمداعبتي ولم أكن أجريت عملية التحول، فصفعني على وجهي.
- بعدها.
بعدها صفعته على وجهه
- ومالذي حصل بعدها
- تركني وغادر
- وحدك؟
- وحدي وكانت الدنيا شتاء وأمطار.
- ألم تخافي ؟
- خفت كثيرا
- من ماذا ؟
- من دوريات الأمن الجنائي
- لو حضرت دورية من الأمن الجنائي ماالذي كان يمكن أن يحصل لك؟
- اهانات وربما ضرب وابتزاز
- لأنك تعملين في الدعارة أم لأنك متحول
- الاثنان معا.. يعني الابتزاز يتضاعف
- مالفارق مابين عالم الذكورة وعالم الانوثة.
- الثاني فيه محبة أكثر.
- لم أفهم
- حين تجتمع امرأة مع امرأة تشاهدين علاقة حميمة ، يحكين عن كل ماهو شخصي، عن جسدهن، ينكشفن أمام بعضهن.. في عالم الذكورة لاتلاحظين ذلك.. الرجال متحفظين أمام الرجال.
- ولكن الرجال يحكون عن فحولتهم.
- كذابون
- لماذا كذابون؟
- لأنهم كذابون.
- أنت تفهمين الرجال جيدا.
- لا أحترمهم.
- ولكنك تحولت الى أنثى ليكون لك رجل
- لا .. ليس بالضرورة
- هل تعيشين علاقة مثلية مع غزل؟
- لا.. أنا متل اختها ..
- وحين يحضر شريكها ؟
- هو صديقي جدا
- وهل يعرف أنك متحولة؟
- يعرف
- ماذا يعمل شريكها
- منذ يومين خرج من سجن عدرا
- بأية تهمة ؟
- مخدرات
- مروج؟
- لا .. متعاطي
- هل تتعاطين المخدرات؟
- لا .. حتى السيجارة لاأقترب منها
- أنت دارسة
- نعم وصلت الى السنة الثانية علم اجتماع
- ولماذا تركت الجامعة
- حوصرت باحتقار زملائي لي
- ولكنك لم تكوني متحولة
- ولكنني كنت أسلك سلوك الانثى
- اليوم أنت تقرأين؟
- لا .. أشاهد التلفزيون كثيرا
- أي البرامج
- اتابع الافلام
- مثل ماذا ؟
- كل الافلام الاجنبية
- هل تطلبين من الاعلام شيء محدد؟
- أطلب منه أن يوعي الناس بحقيقة أن المتحول انسان مثلهم وعليهم احترامه.
- هل اعتدى أحد عليك لأنك متحولة؟
- كل من يعرف أنني متحولة حاول اهانتي
- يعني كل زبائنك
- بعض الزبائن لايلحظون أنني متحوله.
- كيف؟
- فكر تعرف.

"غزل"، شريكة هالة في الاقامة، بنت بالغة الجمال، هكذا كانت.. اليوم لم يتبق من غزل شئ من أساسها.. مجموعة كبيرة من عمليات جراحية تسمى عمليات تجميل وقعت على جسدها.. شفتان منفوختان.. أثداء منفوخة .. كمية من السليكون تحيط بوجهها مايجعل نطقها متعثر أو صعب، مالذي تقوله هالة عن عمليات التجميل التي خضعت لها غزل؟ تقول:
- كل أطباء التجميل، تجار وسماسرة، ولاداعي لكل هذه العمليات، حرام أن تحصل هذه التشوهات للبنات.. حرام .
- عظيم.. ألا تعتقدي أن "غزل" غير راضية عن نفسها حتى خضعت لكل هذه العمليات؟
- أكيد
- وأنت كذلك.
- لا .. الفارق كبير بيننا .. أنا مرغمة على عمليات جراحية ولكن غزل أنثى مكتملة لماذا تعمل عمليات تجميل؟ هي ولدت أنثى .. امنيتي الوحيدة في هذه الحياة هي أن أتحول الى انثى كاملة.
- أنت متدينة
- أنا أؤمن بالله.
- والله خلقك ذكرا، لماذا تبدلين في خلقه؟
- الله يغفر لي.
- ماهي النهاية التي تتوقعينها لحياتك؟
- هل يعرف أي منا نهاية حياته؟ سؤالك غريب

- هل تعرفت على متحولات؟
- البلد مليئة بهن.
أين يتواجدون؟
- تجدهم في الشارع وفي الاندية
- هل هنالك أمكنة محددة يذهبون اليها؟
- في فترة كانوا في مقاهي بالشعلان ثم في الفورسيزن، ولكنهم يتعرضون لمضايقات كثيرة، ولهذا فلم يعد لديهم تجمعات محددة.
- ماأجمل شئ في المرأة؟
- أردافها
-هل قرأت شيئا عن المجموعات التي تدافع عن المتحولين والمثليين الجنسيين؟
-علاكين
-لماذا؟
-هيك
-هل تفكرين بالدفاع عن نفسك وعن خيارك؟
-مابقى بدي احكي

شوكوماكو – 21-2-2010



















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow