النطفة التي قتلت عمر – مقتطفات من كتاب عمر و التشيع للمفكر حسن العلوي
2010-02-24
من المؤسف أن ثنائية علي / عمر قد أخذت في أذهان الخيال الشعبي و سرديته الصفة المذهبية. و في الواقع إن الدولة الإسلامية الناشئة التي تفككت بوفاة الرسول ( ص ) إيديولوجيا ، كان من المفروض عليها أن تتفكك بعد سنوات قليلة اجتماعيا و سياسيا. و إن الفراغات التي يعاني منها التاريخ المكتوب ، و هو ما يسميه أستاذنا الكبير صادق جلال العظم ( ذهنية التحريم ) هي في الواقع المسؤولة عن أغلاط في التفكير و في النقل ، تمهيدا لمرحلة الانحرافات في التفسير.
و من هنا تنجم أهمية المحاولات التي تعبر عن الصوت النائم و المستبعد و عن الصوت المقيد ، سواء بأغلال ( العسكر – دين : انظر مأساة مجلة نثر العراقية التي تصدر في دمشق ) ، أو بأغلال المؤسسات غير الرسمية. و هي عبارة عن خليط غير متجانس من اللاشعور و الظل و كوادر الثورة المضادة ، العميلة بتمويلها و ارتباطاتها ، و التي دخلت في دائرة الورطات الهدامة و غير المحسوبة..
و نحن حين نعيد نشر هذا الجزء من كتاب المفكر العراقي ( حسن العلوي ) يحدونا هدف واحد : رفع الستارة المسدلة عن وجوه تحولت بالقمع إلى ذهنية رقابية أخرى ، تسبح بعكس تيار أنظمتها..
و إننا نغتنم الفرصة لدعوة جميع المهتمين بالأمر للمشاركة بمقالات و وجهات نظر أصيلة.
مجلة ألف
مقتطفات من كتاب عمر و التشيع لحسن العلوي
الإمام علي يحذر من اغتيال عمر
هل استشرف الإمام علي مصير صاحبه الذي ستقتله بلاد فارس، فحذره قبيل معركة نهاوند عام 21 للهجرة، من التوجه إلى أرض الميدان وقيادة جيش الفتح، وتحصين المدن المفتوحة لمواجهة حركة انتقاض فيها أوشكت أن تهدد مركز الكوفة؟
لقد أصغى عمر بن الخطاب لرأي الإمام، وأخذ به، وأنت أمير العرب وأصل العرب فإذا اقتربت منهم اشتد كَلَبُهم عليك.. وانفرط العقد والنظام! وكأن مسامع الهرمزان الذي كان حاضراً في المسجد النبوي قد اتسعت مرتين لالتقاط الإنذار، ولعله فكر بطريقة أيسر، فإذا لم يذهب “المطلوب” سنذهب إليه، ولماذا نذهب؟ ونحن على بعد ذراعين منه غير محروس، وغير مسلح... وخفق الخنجر المسموم ـ غير خفق الدرة!.
أما عمر فلأنه تخصص باستبطان العرب وقادتهم، فلم يكن يولي أي حَذَر سيأتيه من سبي فارسي أنقذ رأسه من التدحرج تحت قدميه، ولا سيخيفه مولى من عبيد قريش، والحذر المفترض سيتجه إلى سادة قريش، وليس إلى عبيدها!! وقد طغى على سريرته حسن الظن بمن أحسن بهم الظن، فيصرع فاتح العراق، والمدائن، وميديا وخرا سان وبيت المقدس، وبرقة... بخنجر، لم يستطل هامته المديدة، ولا استطال قريباَ من القلب، فأصاب إصابة في النصف الأسفل، وهي الحدود السفلى لمبغى الاغتيال.
النطفة القاتلة
لا نظن باحثاً سيضيف إلى دراما مقتل عمر المحكمة الحلقات بعد أن أغلق عثمان بن عفان ملف الاغتيال بمهارة مشهودة، وأفرج عن عبيد الله بتسديد دية الهرمزان، الذي لم يكن له ولي أمر فصار الخليفة الجديد ولي أمره.
وقاتل عمر بالإجماع التاريخي هو فيروز أبو لؤلؤة المجوسي مولى المغيرة بن شعبة، وأداة القتل خنجر مسموم له نصلان ومقبض من الوسط. وسبب القتل المعلن عدم انتصار عمر له في شكواه من ثقل الضريبة التي يتقاضاها منه المغيرة بن شعبة، والسبب المجمع عليه أن أبا لؤلؤة ثأر لبني قومه الفرس الذين غلبهم عمر وأخذت جيوشه نساءهم أسرى.
تبدو حادثة اغتيال عمر شبيهة باغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي عام 1963، إذ قتل القاتل ولم يعرف خيوط الجريمة بعد نصف قرن وما زال من وراء القاتل مجهولاً.
وفي مقتل عمر لم يجر تحقيق مع شهادة الشاهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه رأى الهرمزان مع جفينة، مولى لسعد بن أبي وقاص، جاء به من العراق وكان نصرانياً مع أبي لؤلؤة ورأى الشاهد خنجراً يسقط على الأرض هو ذاته الذي استخدم في قتل عمر. مما يعده عباس محمود العقاد سيناريو مؤامرة مخطط لها. فثار عبيد الله بن عمر عند سماعه كلام عبد الرحمن بن أبي بكر فقتل الهرمزان وجفينة وبنتاً صغيرة لأبي لؤلؤة.
ووجه الشبه بين اغتيال عمر واغتيال كنيدي ورود رواية في أكثر من مصدر تشير إلى شخص يدعى ذو البرنس العراقي وقد خرج من مكان ما ليضع البرنس فوق أبي لؤلؤة، وكأنه يصطاده كما تصاد السمكة بالشباك، وانتهى الأمر بالقول إن أبا لؤلؤة قتل نفسه لأنه أحس بأنه سيقتل.
يمكن الشك بأن ذا البرنس هو الذي قتل أبا لؤلؤة، أما من يكون هذا فليس لنا من الأدلة ما يساعدنا على كشف هويته، وهناك احتمالان كلاهما يرتبط بمخطط الاغتيال.
إما أن يكون من قريش أو أن يكون مكلفاً من قبل ذات المجموعة الفارسية التي خططت لاغتيال عمر بقتل القاتل.
وفي نظرنا أن حادثة الاغتيال تمتد إلى أبعد مما ذهب إليه الأستاذ العقاد والقائلون بنظريته.
وأغلب الظن عندنا أن اغتيال عمر يرتبط بحركة فارسية مضادة بدأت عام 21 للهجرة، بانتفاضات في نهاوند واصطخر ومناطق أخرى نجح فيها الفرس من إخراج الإدارة العربية، فاضطر عمر بن الخطاب إلى إعادة فتحها، وبقيت مناطق قلقة، ولم يمض على الوجود العربي سوى ثلاثة أعوام في بعض المناطق، وعام في مد
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |